صناع فيلم وداعا جوليا: العمل تجربة صعبة.. استمتعنا بها
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
استطاع فيلم “وداعا جوليا” خلال الايام الماضية حجز مكانه في شباك التذاكر المصرية، مما دفع شركة توزيع الفيلم لعرضة في دور عرض إضافية، وتحقيقة ايرادات جيدة نسبة لعدد دو رالعرض القليلة التي نم طرحه بها.
التقت “البوابة نيوز” صناع عمل الفيلم وتحدثنا معهم عن الصعوبات وكواليس صناعة العمل الذي يمثل دولة السودان في مسابقة الأوسكار لافضل فيلم ناطق بلغة اجنبية.
في البداية أعرب المخرج السوداني محمد كردفاني عن سعادته بما حققه الفيلم من نجاحات حول العالم حتى الآن، وعلى الاستقبال الجيد الذي استقبله به الجمهور المصري في دور العرض.
وأكد كردفاني أن فيلمه "وداعا جوليا" أخذ جولة حول العالم ومستويات مختلفة من التطوير، والدعم قبل ظهورة على الشاشة، وقال: قبل تصوير الفيلم استطعنا الدخول في ورش تطوير والحصول على جوائز كثيرة، مما جعلنا نتحمس أكثر لتقديمه.
واضاف: عندما جهزنا للتصوير كانت الأوضاع داخل السودان غير مستقرة، واقترح علي منتج العمل التصوير في القاهرة، ولكني كنت مصمم ان هذا العمل يجب تصويرة داخل السودان، وأود هنا توجيه الشكر إلى جهاز الشرطة، الذي ساعدنا كثيرا في تصوير الفيلم، وكان رايهم ان الفيلم في صالح السودان، حتى الانتقادات التي كانت مكتوبة لجهاز الشرطه لم يعترضوا عليها، وكانت رؤيتهم ان الشرطه مثل أي مؤسسة في الدولة يجب أن يحدث بها إصلاح.
وأشار محمد كردفاني إلى انه عندما قرر تقديم العمل لم يكن في رأسه اي اعتبارات الا انه شعر بحالة معينه اراد عرضها على الشاشة.
ومن جانبها قالت الفنانة إيمان يوسف: عندما بدأت بروفات العمل كنت أشعر بقلق وخوف شديد، لجرأة الفيلم، ولكن مع بداية التصوير ذهب هذا الخوف، وتبدلت المشاعر لاني وجدت معي مخرج يعي ماذا يريد ان يقدم، والموضوع نفسه كان هام جدا عرضه.
كما أكد الفنان نزار جمعة انه أول مرة يشاهد العمل وسط الجمهور المصري، وانه بسبب ما مرت به السودان لم يتمكن من مشاهدة العمل من قبل خلال المرات الماضية، وانه سعيد جدا بردود الأفعال التي وصلته من أهلة ومن الجمهور السوداني الذي شاهد العمل.
وتدور أحداث فيلم وداعًا جوليا في الخرطوم قبيل انفصال الجنوب، حيث تتسبب منى، المرأة الشمالية التي تعيش مع زوجها أكرم، بمقتل رجل جنوبي، ثم تقوم بتعيين زوجته جوليا التي تبحث عنه كخادمة في منزلها ومساعدتها سعيًا للتطهر من الإحساس بالذنب.
الفيلم من إخراج وتأليف محمد كردفاني الحائز على العديد من الجوائز، وبطولة الممثلة المسرحية والمغنية إيمان يوسف وعارضة الأزياء الشهيرة وملكة جمال جنوب السودان السابقة سيران رياك ويشارك في بطولة الفيلم والممثل المخضرم نزار جمعة وقير دويني الذي اختارته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سفيرًا للنوايا الحسنة عن منطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي، وتصوير بيير دي فيليرز ومونتاج هبة عثمان، ومهندسة الصوت رنا عيد وتصميم أزياء محمد المر.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: وداعا جوليا محمد كردفاني أمجد أبو العلاء إيمان يوسف
إقرأ أيضاً:
وداعا أمريكا
هل نحن مقبلون على حقبة تتضاءل فيها أهمية الولايات المتحدة ببساطة؟ قد يبدو هذا السؤال غريبا، خاصة وأن أمريكا لا تزال القوة العسكرية والتكنولوجية الرائدة على مستوى العالم، والدولة الـمُـصدِرة للعملة الاحتياطية، ومرتكز النظام المالي العالمي. ولكن مع اختيار الولايات المتحدة التراجع عن دورها العالمي، فإنها ستفقد تدريجيا قدرا كبيرا من القوة والنفوذ اللذين تعتبرهما الآن من الـمُـسَـلّـمات.
من المؤكد أن قوة أمريكا ونفوذها تضاءلا بالفعل. على مدار عقود من الزمن بعد الحرب العالمية الثانية، استطاعت الولايات المتحدة تشكيل النظام العالمي لخدمة أغراضها الخاصة؛ وخلال لحظة «القطب الواحد» القصيرة التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفييتي، كانت مكانتها بلا مُـنازِع. ولكن منذ ذلك الحين، تنامت منزلة قوى أخرى، وهي تسعى إلى تحقيق طموحات عالمية، وفي حين تُـعَـد الصين المثال الأكثر وضوحا، فإن أوروبا أيضا تسعى إلى تحقيق الوحدة المطلوبة لتأكيد مكانتها كلاعب عالمي جاد، وترغب قوى متوسطة عديدة أيضا في رفع مكانتها. هذا هو السياق الذي عَجَّل فيه الرئيس دونالد ترامب بتقهقر أمريكا. وفي حين لم يفاجأ أحد برؤية إدارة ترفع شعار «أمريكا أولا» تتخلى عن مسؤولياتها العالمية، فإن وتيرة التغيير الهائلة كانت لافتة للنظر.
وقد بدأ بالفعل فراغ متنام ينشأ داخل النظام العالمي. من الواضح أن التجارة هي محور تفكير ترامب. ولكن بسبب عجزه عن فهم حقيقة مفادها أن التجارة من الممكن أن تعود بالفائدة على جميع المنخرطين فيها، فهو لا يرى فيها سوى لعبة محصلتها صفر كانت أمريكا هي الطرف الخاسر فيها. ناهيك عن أن هذا الاعتقاد يتعارض مع أساسيات الاقتصاد (والحس السليم)؛ فترامب ببساطة لا يستطيع أن يتخطى حقيقة أن الولايات المتحدة تستورد سلعا أكثر مما تصدر. لا أحد - ولا حتى ترامب - يعلم ما قد تُسفِـر عنه الحرب التجارية العالمية التي أطلقتها أمريكا في «يوم التحرير» (الثاني من أبريل). لكن أمرا واحدا يبدو مؤكدا بالفعل: سوف ينحسر الدور الذي تضطلع به أمريكا في الاقتصاد العالمي مع ازدياد صعوبة التجارة معها (ناهيك عن الثقة بها). في الواقع، على الرغم من كون الولايات المتحدة قوة تجارية ضخمة، فإن التجارة كحصة من ناتجها المحلي الإجمالي لا تصل إلى مستوى الصين أو الاتحاد الأوروبي. فالصين هي الشريك التجاري الأول لنحو 120 دولة، والاتحاد الأوروبي الشريك التجاري لحوالي 80 دولة، في حين تُـعَـد أمريكا الشريك التجاري الأول لعشرين دولة فقط أو نحو ذلك. والآن بعد أن فرض ترامب أو هدد بفرض تعريفات جمركية شاملة ضد الأصدقاء والأعداء على حد سواء، فسوف تزداد مكانة الولايات المتحدة تراجعا.
وسيكون غياب أمريكا أشد وضوحا في مجال التعاون المتعدد الجنسيات - سواء داخل منظومة الأمم المتحدة أو خارجها. والآن بعد أن سحب ترامب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، تقدمت الصين كأكبر مساهم مالي منفرد في منظمة الصحة العالمية. وسوف يكون لزاما على آخرين أيضا أن يتحملوا مسؤولية أكبر في الجهود الإنسانية الدولية - التي طالما اعتمدت على تمويل الولايات المتحدة والتي بدأت تتراجع بالفعل بسرعة - وفي مكافحة تغير المناخ.
بينما يوزع ترامب التهديدات بالاستيلاء على قناة بنما، وكندا، وجرينلاند، تتراجع الدبلوماسية الأمريكية في عموم الأمر. ويزعم مسؤولون في الإدارة أن الحرب الروسية الأوكرانية هو «حرب جو بايدن»، وفي مستهل الأمر، استجابوا لانفجار الأعمال العدائية على ذلك النحو الخطير بين الهند وباكستان بإعلان مفاده أن ذلك لا يعني أمريكا. أما رحلة ترامب الأخيرة إلى الشرق الأوسط فكانت تدور بشكل حصري تقريبا حول تأمين الأعمال التجارية والاستثمار وصفقات الأسلحة، إلى جانب الإدلاء بتصريحات غريبة حول تحويل غزة إلى منتجع، تجاهل ترامب في الأساس القضية الإسرائيلية - الفلسطينية، تاركا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مُـطـلَق الحرية في ملاحقة ما يشاء من سياسات. لكن الانسحاب قد يكون خطيرا. فماذا لو استمرت الولايات المتحدة في التقاعس عن القيام بأي شيء لتشجيع وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان؟ حتى ترامب، الذي ينفر من الحرب على نحو جدير بالثناء، يبدو أنه يدرك منطق السعي إلى إبرام اتفاق نووي جديد مع إيران، خشية أن يحصل نتنياهو على الحرب التي طالما سعى إلى شنها. لكن هذه الحالات المعزولة من الدبلوماسية هي الاستثناءات التي تثبت القاعدة ــ وحتى هذه قد ينصرف عنها ترامب. إن تقهقر الولايات المتحدة جار على قدم وساق، وإلى أن تتولى قوى أخرى مسؤولة بعض الأدوار التي كانت تضطلع بها، فسوف تستغل بعض القوى التابعة لدول أو غير التابعة لأي دولة بعينها الوضع لخدمة مصالحها الخاصة، وسوف يُـفضي هذا إلى مزيد من انعدام الاستقرار على مستوى العالم. الاتحاد الأوروبي مرشح واضح لملء الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة. وهو يحظى الآن بفرصة فريدة لتعزيز موقعه في نظام تجاري أقل تمحورا حول الولايات المتحدة.
على سبيل المثال، قد يحقق الارتباط بالاتفاقية الشاملة والتقدمية للشراكة عبر المحيط الهادي مكاسب كبرى، كما قد تكون الحال مع اتفاقية تجارية جديدة مع الهند. من جانبها، سوف تتقدم الصين في الأرجح بدرجة أكبر داخل منظومة الأمم المتحدة. إن عملية إعادة توازن القوى هناك ضرورية، وربما حتمية، ومن الممكن أن تتسارع تحت شعار تعزيز نفوذ الجنوب العالمي. ولكن نظرا لوزن الصين داخل الاقتصاد العالمي، فإن دورها في إدارة مختلف التحديات العالمية سيزداد بلا شك. وعلى هذا فسوف تكون الكيفية التي ستتطور بها العلاقة الصينية الأوروبية على قدر عظيم من الأهمية. ولو أن الرئيس الصيني شي جين بينج لم يقدم الدعم السياسي والاقتصادي لروسيا خلال السنوات الثلاث الماضية، لكان الطريق إلى الأمام الآن أصبح أكثر وضوحا. ولكن على الرغم من تعقيد الوضع، فلا يزال بإمكان الصين تغيير المسار إذا أرادت ذلك. أمر مجهول كبير آخر هو كيف قد يتأقلم حلف شمال الأطلسي (الناتو) مع عودة الموارد العسكرية الأميركية من أوروبا والشرق الأوسط (أو تحويلها نحو شرق آسيا). يُـعَـد اقتراح ترمب ببناء «قبة ذهبية» من أنظمة الدفاع المحلية المتعددة الطبقات رمزا مثاليا لأميركا الانعزالية. فخارج القبة، في عالم ما بعد أميركا، أصبح المستقبل مُـتاحا لمن يسعى إلى امتلاك زمامه.