دارسون فلسطينيون في الجامعات المصرية: نتمسّك بالأمل.. ومصر «الأهل والسند»
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
رغم التضييق والترهيب الصهيونى الذى يعيشه ذووهم فى قطاع غزة والضفة الغربية، إلا أن الطلاب الفلسطينيين يتمسّكون بالأمل رغم الألم، ويحقّقون نجاحاً باهراً فى دراستهم بجامعات مصر، آملين أن تتحقّق أمنياتهم بالعودة إلى الوطن بعد الانتهاء من دراستهم، يخدمون أهاليهم الذين ينفقون كل ما لديهم من أجل تفوقهم، لكنهم يعيشون حياة صعبة قاسية خالية من الأمان الذى فقدوه مع كل نبأ استشهاد أحد من أقاربهم.
الطلاب الفلسطينيون الدارسون فى الجامعات المصرية قصّوا لـ«الوطن» معاناتهم فى ظل غياب أهلهم وانقطاع وسائل التواصل عنهم، وتوقف الحياة بسبب عدم إرسال المصروفات الشخصية والدراسية لهم، لكن دعم أصدقائهم المصريين كان دافعاً لاستمرارهم وتفوقهم.
«شعت»: تلقيت دعما كبيرا من زملائي المصريينوقال أحمد شعت، الطالب بكلية طب كفر الشيخ: «جئت من قطاع غزة إلى مصر فى بداية العام الدراسى قبل بدء الحرب بفترة قصيرة، لأدرس وأتفوق وأعود إلى بلدى حاملاً بكالوريوس الطب، لأعالج أهلى الذين شوهت أجسادهم يد الاحتلال، لكننى أعيش ظروفاً صعبة وقاسية بعدما اندلعت الحرب».
وأكد «شعت» أن دعم زملائه المصريين كان فارقاً بالنسبة له، لأنه طالب مستجد فى الفرقة الأولى ولا يزال يتأقلم على الحياة فى مصر: «لسه جاى جديد، وباحاول أتأقلم على الحياة هنا، لكن لقيت دعم كبير من زمايلى المصريين الطيبين، فضلاً عن الدعم النفسى من الجامعة، خاصة بعد الحرب ما قامت، كتير من زملائنا فقد أهله فى الحرب الهوجاء، لكننا صامدون رغم الألم، واثقون فى مساندة مصر أم الدنيا لنا».
«راما»: دعموني ماديالم يكن حال الطالبة راما إيهاب، الطالبة بجامعة عين شمس، أحسن حالاً من آلاف الطلاب الدارسين فى مصر، فالفتاة التى جاءت قبل عامين إلى القاهرة للدراسة واستأجرت سكناً مع زملائها أصبحت تعانى من قلة الدعم المادى من ذويها بعدما حطمت قوات الاحتلال الإسرائيلى منزلهم فى قطاع غزة، لكن بعضاً من أفراد أسرتها نجوا من القصف الغاشم، وقالت: «أنا مؤمنة أنه من رحم المعاناة يولد الأمل، علشان كده ورغم معاناتنا ساكتين وصامدين، لكن تعبانين هون بنأجر سكن بأموال، وكل شىء يحتاج إلى مصروفات، وأهالينا كانوا مصدر وحيد لتلبية احتياجاتنا، لكن مع تهدم منزلنا ونزوح أهلى مابيوصلنى أى فلوس».
وأضافت «راما» أنها تلقت دعماً من إحدى الجمعيات الخيرية فى مصر لمساعدتها فى توفير المصروفات الشخصية وتوفير المواد الغذائية، مثمّنة دور مصر فى دعمهم. وتابعت: «بعد ما تقطعت بيّا السُّبل لقيت زميلة ليّا بتقول لى فيه جمعية بتساعد الطلاب، فتواصلت معاها وبصورة الهوية دعمونى مادياً وجابوا لى مواد غذائية، مصر بتقوم بدور كبير فى دعمنا، ومش حاسين إننا غرباء، إحنا فى بلدنا الثانى اللى واقف معانا وفى ضهرنا».
«حمد»: قلوبنا موجوعة والحرب أتت على الأخضر واليابسوأكد محمد حمد، الطالب فى الفرقة الخامسة بكلية طب الزقازيق، أنه يعيش ظروفاً مادية صعبة بعد فقدان والده فى الحرب الدائرة مع قوات الاحتلال الإسرائيلى ضد المدنيين العُزل فى خان يونس، لكن دعم الكلية له ولزملائه المصريين كان سبباً فى تحسّن حالته النفسية بشكل نسبى.
وتابع: «كل كلمات الدنيا ما بتعبر عن الألم اللى جوانا، كيف لشخص مثلى فقد أباه وسنده أن يعيش حياة من دون قلق؟، قلوبنا موجوعة، ما كنا نتوقع أن تأتى الحرب على الأخضر واليابس، أهلى نزحوا من غزة إلى خان يونس، لكن الاحتلال قصف مكان إقامتهم واستُشهد والدى وأصيبت والدتى».
وأضاف أنه تلقى دعماً من عميد كلية طب الزقازيق الدكتور أحمد العنانى، وقرر تأجيل الامتحانات لهم، نظراً لظروفهم، لكنهم لا يزالون يواجهون ظروفاً مادية صعبة فى ظل توقف إرسال الأموال لهم، رغم دعم الطلاب المصريين. وواصل: «لما بتحس إنك ما ضل ليك مصدر أمان بتفقد الأمل فى كل شىء، ورغم مبادرة الكلية الطيبة لكن هتضل معاناتنا المادية والنفسية، أنا أهلى ما بقيوا يبعتوا فلوس، وعايشين على مساعدات زملائنا وأهل الخير بمصر».
«وائل»: شكراً لأم الدنيا على كل ما تفعلهوروى أحمد وائل، الطالب بكلية طب الأسنان جامعة الفيوم، معاناته بعد بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، مؤكداً أنه لم يتمكن من التواصل مع أهله منذ 10 أيام. وقال: «الحياة الصعبة هى العامل المشترك بين كل الطلاب الفلسطينيين فى الجامعات المصرية، ورغم عدم تقصير مصر إلا أن الحالة النفسية بتؤثر كتير على حياتنا، ما عدنا نتواصل مع أهالينا ولا نعرف عنهم شىء، كمان كيف نضل نعتمد على المساعدات المصرية هون؟، بنتلقى دعم من إخواتنا وزملائنا لكن يظل شعور العجز مسيطراً علينا، وبنوجه الشكر لمصر على كل ما تفعله لنا».
وتعيش بتول قشطة، الطالبة فى كلية الصيدلة، حياة نفسية صعبة بعد استشهاد والديها وشقيقها فى الضفة الغربية، مؤكدة أنها أثّرت على دراستها بشكل كبير، وقالت: «نحن عايشين ومو عايشين، كل يوم بنسمع أخبار عن استشهاد أهالينا، سواء فى قطاع غزة أو الضفة الغربية، ومطلوب منا الصمود والكفاح، لكن من وين ييجى الصمود؟، من وين ييجى الصبر وأهلى راحوا؟، من وين ييجى الاستقرار؟، ما فى أمان فى أى مكان وقلبى حزين على أهلى اللى راحو».
وأكدت أنها تستأجر سكناً مع صديقاتها من نفس بلدها، مما يكبدهن مصروفات كثيرة، فضلاً عن المصروفات الدراسية التى تدفعها بالدولار، لكن دعم الجامعة والطلاب هَون عليها، مضيفة: «مستأجرة سكن مع أصحابى وبندفع كتير، لكن مبادرة الجامعة بتأجيل دفع المصروفات كانت طيبة، وشعرنا أننا فى بلدنا الثانى، المصاب واحد والألم واحد، بيواسونا زمايلنا المصريين، وما بنحس بفرق بينا».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: طلاب فلسطين فلسطين غزة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم العالي يتابع سير أعمال إنشاء الجامعة الفرنسية بالشروق
تفقد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، صباح اليوم الأحد، موقع الجامعة الفرنسية؛ لمتابعة سير الأعمال الإنشائية بمقر الحرم الجديد للجامعة بمدينة الشروق، وذلك برفقة إريك شيفالير سفير فرنسا بالقاهرة، والدكتور منير فخري رئيس مجلس أمناء الجامعة الفرنسية، والدكتور ماهر مصباح أمين مجلس الجامعات الأهلية، والدكتور محمود سالم نائب رئيس الجامعة الفرنسية، وعدد من قيادات الوزارة والجامعة.
واستمع الدكتور أيمن عاشور إلى شرح تفصيلي بشأن معدلات التنفيذ للإنشاءات الجارية بكافة مباني الجامعة، كما اطلع على معدلات الإنجاز للأعمال الإنشائية التي تسير وفقًا للجداول الزمنية المحددة.
وأكد الوزير أن مشروع الجامعة الفرنسية يحظى باهتمام كبير من الحكومة المصرية ضمن خطتها لدعم الجامعات الأهلية، وكجزء من إستراتيجية الوزارة لتطوير نماذج مُتميزة من الجامعات الدولية بالتعاون مع الدول ذات الخبرة في المجالات التعليمية والبحثية، مشيرًا إلى عمق العلاقات التي تربط بين البلدين وخاصة في التعاون الأكاديمي والبحثي.
وأضاف الدكتور أيمن عاشور أن الوزارة تهدف إلى تنويع منظومة التعليم الجامعي في مصر؛ للمساهمة في إتاحة فرص عديدة أمام الطلاب للاختيار بين الكليات والتخصصات العلمية التي تقدمها الجامعات، وللارتقاء بالمنظومة التعليمية وتأهيل الخريجين ليكونوا قادرين على المنافسة في سوق العمل، مؤكدًا أن الوزارة تدعم وتشجع إقامة شراكات واتفاقيات تعاون مع كبرى الجامعات الأجنبية ذات التصنيف الدولي المُتقدم، بهدف تبادل الخبرات العلمية والأكاديمية وتقديم برامج دراسية حديثة متميزة.
وأشار الوزير إلى الدعم الكبير لمشروع الجامعة الفرنسية من جانب القيادة السياسية في الدولتين، خاصة في ظل حرص الحكومة المصرية على تقديم المساندة للجامعة الفرنسية؛ بهدف تحويلها إلى مؤسسة أكاديمية وبحثية متميزة، معربًا عن تطلعه لتحقيق إنجاز في خطوات تنفيذ المشروع لاستكماله بأفضل صورة، مؤكدًا أن الجامعة الفرنسية تمثل إضافة قوية للمنظومة التعليمية وخطة الدولة؛ لتكون مصر منصة تعليمية ذات تنافسية دولية عبر تقديم نماذج متنوعة ومتميزة من الخدمات التعليمية لكل أبناء المنطقة.
وسلط الدكتور أيمن عاشور الضوء على الزيارة التاريخية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لجمهورية مصر العربية، والتي شهدت زيادة أوجه التعاون بين الجانبين، حيث تم توقيع 42 بروتوكول تعاون بين الجامعات المصرية ونظيرتها الفرنسية، لتقديم 70 برنامجًا أكاديميًا، مع التركيز على قضايا الابتكار والذكاء الاصطناعي وتغير المناخ، دعمًا للتنمية المستدامة، خاصة في إفريقيا والدول الفرنكوفونية.
ومن جانبه، رحب السفير الفرنسي بالحضور لزيارة مقر الجامعة الجديد، مؤكدًا أنها تعد خطوة مهمة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مجال التعليم العالي، مثمنًا التقارب الكبير والتعاون في العديد من المجالات، وخاصة في التعاون الأكاديمي والبحثي والعلمي بين الجانبين.
وأشار السفير الفرنسي إلى أن إنشاء الحرم الجامعي الجديد للجامعة الفرنسية في مصر في مدينة الشروق يعد نقطة انطلاق جديدة للجامعة، حيث سيتيح استيعاب عدة آلاف من الطلاب، فضلًا عن عقد شراكات مع جامعات فرنسية جديدة، لافتًا إلى أن إنشاء الحرم الجديد للجامعة الفرنسية في مصر، يُعتبر نتيجة للدعم الهائل الذي قدمه كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون و الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، لافتًا إلى إتاحة الفرصة للطلاب للحصول على شهادة فرنسية في مصر.
ومن جانبه، أكد الدكتور محمود سالم نائب رئيس الجامعة الفرنسية أن الجامعة الفرنسية تهدف إلى إنشاء حرم جامعي جديد يتم تزويده بأحدث الوسائط التكنولوجية، وتقديم تخصصات علمية وبرامج دراسية حديثة ومتميزة لمواكبة متطلبات سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي، ولتقديم تجربة تعليمية متكاملة تحاكي نظم الدراسة بالجامعات الفرنسية.
حضر الزيارة التفقدية من جانب الوزارة، الدكتور هاني مدكور الرئيس التنفيذي لصندوق الاستشارات، والدكتور حسين فريد منسق المشروع بكلية الهندسة جامعة عين شمس.
وجدير بالذكر أن التصميمات المعمارية للحرم الجامعي الجديد للجامعة الفرنسية، فازت بجائزة فرانس ديزاين "France Design" العالمية، وقد تم إطلاق مسابقة للتصميم في 2021، ليكون مبنى صديقًا للبيئة والحفاظ على الطاقة، واستخدام الطاقة الجديدة، وإعادة تدوير المياه.