لافروف: الأنجلوسكسونيون يدفعون الشرق الأوسط نحو حرب كبرى
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
صرح وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف بأن القوى الأنجلوسكسونية تدفع الشرق الأوسط إلى حافة حرب كبرى، مشيرا إلى أن نهج الغرب هذا يؤدي عادة إلى تصاعد الإرهاب ونزوح ملايين اللاجئين.
وقال لافروف خلال مشاركته في إحدى فعاليات معرض - منتدى "روسيا" الدولي اليوم الاثنين: "الآن نرى كيف يدفع الأنجلوسكسونيون فعليا الشرق الأوسط إلى حافة حرب كبرى"، في إشارة إلى تطورات التصعيد الأخير بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأشار لافروف إلى أن هذا الخط الذي يتبعه الغرب يتجلى بشكل كامل في أوكرانيا والعراق وليبيا وسوريا. وأضاف: "من النتائج الأخرى لمثل هذه السياسة تصاعد الإرهاب والتطرف، وتحطيم مصائر الناس، وتدمير الأسر، وموجات مليونية للاجئين".
إقرأ المزيدوذكر لافروف أن أساليب الولايات المتحدة وحلفائها تشمل محاولات زرع الفوضى في مناطق مختلفة من العالم، وإثارة العداء بين الدول والشعوب، وتأجيج التناقضات بين الأعراق والأديان.
وقال: "لقد اعتاد الغرب على حل مشاكله على حساب الآخرين، واستغلال موارد الآخرين، وحسب تعبير (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، انتزاع ريع القوة المهيمنة".
المصدر: "تاس"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الأزمة السورية الأزمة الليبية الشرق الأوسط القضية الفلسطينية سيرغي لافروف
إقرأ أيضاً:
عالم يُقسَّم.. والشرق الأوسط يدفع الثمن
فـي الوقت الذي يتطلع فيه العالم إلى إنهاء الحروب، وبناء نظام دولي أكثر عدلا، تقود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثانية تحولا مقلقا في السياسة العالمية يتمثل في الانتقال من منافسة القوى العظمى إلى التفاهم معها، حتى وإن جاء ذلك على حساب الحلفاء والدول الصغيرة. هذه ليست مجرد إعادة ضبط للعلاقات الدولية، بل هي بداية خريطة جديدة للعالم تُرسم بين الكبار، بينما يُطلب من الآخرين أن يتقبلوا ما يُفرض عليهم.
قبل سنوات فقط، تبنّت واشنطن استراتيجية واضحة: التنافس مع الصين وروسيا لحماية التفوق الأمريكي والدفاع عن الديمقراطية. كانت هذه الاستراتيجية -رغم صراحتها- تقوم على فكرة أن الولايات المتحدة تواجه خصمين يسعيان إلى تغيير النظام العالمي. ولهذا ركزت الإدارتان السابقتان -إدارة ترامب الأولى ثم إدارة بايدن- على صدّ النفوذ الروسي في أوكرانيا، ومنع توسّع الصين في آسيا، وبناء تحالفات أوسع حول العالم.
لكن الآن، يبدو أن الرئيس ترامب قد غير رأيه. هو لا يريد مواجهة الصين وروسيا، بل يريد الاتفاق معهما على إدارة العالم معا، كل في منطقته، وكل بما يراه مناسبا. وفقا لهذا المنطق الجديد، يمكن لروسيا أن تحتفظ بأراض من أوكرانيا، ويمكن للصين أن توسّع نفوذها في بحر الصين الجنوبي، بل وربما في تايوان لاحقا. مقابل ذلك، تتوقع واشنطن أن تظل هذه القوى على الحياد عندما تمارس الولايات المتحدة نفوذها في مناطق أخرى، بما فيها الشرق الأوسط.
هنا، تصبح المسألة خطيرة؛ لأن الشرق الأوسط هو المنطقة التي تأثرت أكثر من غيرها بقرارات القوى العظمى، وغالبا من دون أن يُؤخذ رأي سكانه بعين الاعتبار. واليوم، في ظل هذا التوجه الجديد، تصبح حروب مثل الحرب في غزة، أو الأزمة السورية، أو الملف النووي الإيراني، ملفات لا تُحل بمنطق القيم أو القانون الدولي، بل بمنطق «ما يناسب الكبار». وإذا اتفقت واشنطن مع موسكو أو بكين على تسوية ما، فالجميع مطالب بالقبول بها.
لكن هل هذا هو الطريق إلى السلام؟ وهل يمكن بناء استقرار عالمي من خلال تجاهل إرادة الشعوب والتفاهم مع الأنظمة القوية فقط؟ التجربة تقول لا. لقد جُرب هذا النموذج من قبل في أوروبا في القرن التاسع عشر، فيما عُرف بـ«نظام الوفاق»، حيث اتفقت القوى الكبرى على إدارة القارة وتجنب الحروب.
لكن النظام لم يصمد، وانتهى إلى صراعات أكبر؛ لأنه تجاهل التغيرات الحقيقية على الأرض.
في الشرق الأوسط، الناس لا يبحثون عن وفاق بين زعماء العالم، بل عن عدالة، وحرية، ومستقبل لا تُقرره القوى الكبرى خلف الأبواب المغلقة. التحديات التي تواجه المنطقة - من الاحتلال والنزاعات المسلحة، إلى الفقر والبطالة والتغير المناخي - لا يمكن حلها من خلال «صفقات جيوسياسية» لا تراعي مصالح الشعوب.
ما يحدث اليوم هو أن السياسة الدولية تعود إلى لعبة «تقاسم النفوذ»، بينما تُهمّش المؤسسات الدولية، وتُضعف التحالفات، ويُعاد تعريف المصالح بناء على من يملك القوة لا من يملك الحق.
وهذا يجب أن يقلق الجميع.
في نظام دولي عادل، لا ينبغي أن يكون مصير أوكرانيا أو فلسطين أو أي دولة أخرى موضوع تفاهم بين واشنطن وموسكو وبكين فقط؛ لأن العالم - ببساطة - لم يعد يتحمل نظاما يُدار كما لو أنَّ الآخرين غير موجودين.