حلقت طائرات حربية وسمع إطلاق نار متقطع من أسلحة ثقيلة -اليوم الأربعاء- في العاصمة السودانية الخرطوم وجنوب أم درمان، وذلك بعد ساعات من إعلان الجيش عن هدنة في أول أيام العيد.

فقد نفذ الطيران الحربي ضربات جوية على أهداف متفرقة في الخرطوم بالتزامن مع سماع دوي مضادات أرضية، دون أن تتضح طبيعة هذه الأهداف.

كما تصاعدت ألسنة اللهب والدخان في سماء المناطق المستهدفة، في حين يواصل الطيران الحربي التحليق بكثافة في سماء مدينة بحري شمال الخرطوم.

يأتي ذلك، في حين أعلن قائد الجيش رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان -مساء الثلاثاء- عن وقف إطلاق النار من جانب واحد في أول أيام عيد الأضحى المبارك.

وقد دعا البرهان من يستطيع حمل السلاح للانضمام للجيش لمواجهة من وصفهم بالمتمردين.

ومساء الاثنين، أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن هدنة من جانب واحد بمناسبة عيد الأضحى تستمر على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء.

من جهتها، عبرت الخارجية الأميركية عن القلق من انتهاكات الأطراف المتكررة لآخر وقف لإطلاق النار في السودان والعودة للاقتتال، وقالت إنها تعتقد أنه لا حل عسكريا مقبولا للصراع في السودان.


وأضافت الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة وشركاءها على استعداد لاستئناف المحادثات الرسمية في مدينة جدة السعودية بمجرد أن يُظهر الطرفان التزامهما ببنود إعلان جدة.

وقالت إن الولايات المتحدة ستواصل مراقبة الوضع وتستمر في النظر فيما إذا كانت هناك خطوات أخرى يمكن اتخاذها لمساءلة الأطراف.

انتهاكات دارفور

أما فيما يتعلق بالتطورات في دارفور فقد أدان بيان أميركي بريطاني نرويجي الانتهاكات الواسعة النطاق لحقوق الإنسان في دارفور، ودعا البيان قوات الدعم السريع والجيش السوداني لضمان احترام حقوق الإنسان.

بدورها حذرت الأمم المتحدة من أن يأخذ النزاع في الإقليم طابعا عرقيا.

كما قال مفوض العون الإنساني في ولاية النيل الأزرق التابع للحكومة السودانية رمضان ياسين حسن إن 13 ألف شخص لجؤوا إلى داخل الحدود الإثيوبية، بسبب المعارك التي وقعت بين الجيش السوداني والحركة الشعبية بزعامة عبد العزيز الحلو في محلية الكرمك.

وأكد مفوض العون للجزيرة أن نازحين آخرين وصلوا إلى مناطق أخرى من الولاية.

من ناحية أخرى، يستمر وصول النازحين إلى وادي حلفا عند الحدود السودانية المصرية هربا من القتال في الخرطوم والولايات السودانية الأخرى.

ويواجه النازحون نقصا حادا في الغذاء والدواء والمياه ومستلزمات الإيواء، في ظل غياب المساعدات الإنسانية وتفشي الأمراض.

ويتبادل كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اتهامات ببدء القتال أولا ثم ارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات سابقة لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات المستمرة منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي، والتي خلّفت قتلى وجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة جديدة من النزوح واللجوء.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

السودان يدمر نحو 50 ألف «جسم متفجّر» من مخلفات الحرب .. مدير مركز مكافحة الألغام: نحتاج 90 مليون دولار لإكمال المهمة

بورتسودان: الشرق الأوسط: أعلن مدير المركز القومي لمكافحة الألغام في السودان، اللواء خالد حمدان، تسجيل 50 حادث انفجار لمخلفات الحرب، راح ضحيتها 14 قتيلاً و36 جريحاً، في حين دمرت الجهات المختصة أكثر من 49 ألف جسم متفجر، منها 37 ألفاً من الذخائر الكبيرة، و12 ألف قذيفة صغيرة، وجمعت أعداداً مماثلة يُنتظر تدميرها خلال الأيام القادمة في الخرطوم، إلى جانب تدمير 8 آلاف «دانة» في ولاية الجزيرة بوسط البلاد.


وقال حمدان لـ«الشرق الأوسط» إن ولاية الخرطوم تعد من أكثر المناطق التي توجد بها مخلفات حرب، وإن فرقاً تابعة لقوات «سلاح المهندسين» تعمل على إزالة الألغام التي زرعتها «قوات الدعم السريع» في الخرطوم، خصوصاً حول مصفاة «الجيلي» ومنطقة صالحة في جنوب مدينة أم درمان، وبعض المناطق المتفرقة في ولاية نهر النيل.


وتوقع حمدان أن يكون عدد ضحايا المواد المتفجرة أكبر في المناطق التي لا تزال تسيطر عليها «قوات الدعم السريع»، بحيث يصعب التواصل مع تلك المناطق بسبب انقطاع شبكات الاتصال، وعجز المواطنين عن التبليغ عما أصابهم من أذى بسبب صعوبات التنقل.


90 مليون دولار لإزالة المخلفات
وقال المسؤول السوداني المختص في إزالة مخلفات الحرب، إن هناك 7 فرق عمل في الخرطوم، تعمل على إزالة المخلفات، وأنجزت بالفعل تنظيف مباني الأمم المتحدة والمؤسسات الحكومية والبنوك من مخلفات القذائف غير المتفجرة. وتابع: «هناك فرق منتشرة أيضاً في ولايات الجزيرة، وسنار، والنيل الأزرق، والنيل الأبيض، وكردفان، مدعومة من وزارة الدفاع».


وقدر حمدان الميزانية المطلوبة لإزالة الألغام وإكمال مهمة التخلص من مخلفات الحرب بنحو 90 مليون دولار، مشيراً إلى تأثر عمليات إزالة المخلفات بقرارات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بوقف المساعدات الخارجية. وقال إن «مكتب الأمم المتحدة المختص في بورتسودان كاد يغلق أبوابه لولا الدعم الكندي الذي قُدم لمواصلة الأنشطة».


وأشار حمدان إلى صعوبة المهمة؛ لأن الحرب دارت في مناطق مأهولة بالسكان، قائلاً: «قبل الحرب كان من السهل تحديد المناطق الخطرة، لكن للأسف اندلعت الحرب في المناطق المأهولة؛ ما يتطلب جهوداً مكثفة للتوعية، وحث المواطنين على التبليغ عن وجود أي مخلفات». وأوضح أن السودان قبل الحرب «كاد يعلن خلوه من الألغام، لكن الحرب أفرزت واقعاً جديداً، فانتشرت مخلفاتها في عدد من ولايات البلاد، خاصة في الخرطوم التي شهدت بداية الحرب».


يُذكر أن «قوات الدعم السريع» قد انسحبت من آخر معاقلها في ولاية الخرطوم، بعد أن سيطرت على معظمها لنحو عامين منذ الأيام الأولى للحرب التي اندلعت بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في 15 أبريل (نيسان) 2023.

 

مقالات مشابهة

  • مليشيا الدعم السريع تعلن التعبئة العامة والاستنفار الكامل لجميع شرائح ومكونات المجتمع بولاية جنوب دارفور
  • هجمة بمسيرة.. الدعم السريع تضرب هدفين استراتيجيين في جنوب السودان
  • مليشيا الدعم السريع تنهب أكثر (5) الاف محلا تجاريا و (16) فرعا للبنوك بالسوق المحلي بالخرطوم
  • قوات الدعم السريع تضرب هدفين استراتيجيين جنوب البلاد
  • السودان يدمر نحو 50 ألف «جسم متفجّر» من مخلفات الحرب .. مدير مركز مكافحة الألغام: نحتاج 90 مليون دولار لإكمال المهمة
  • الصحة السودانية: تسجيل مئات الإصابات بالكوليرا في الخرطوم .. بمتوسط 600 إلى 700 حالة في الأسابيع الأربعة الأخيرة
  • في بيان أصدرته: “الدعم السريع” تؤيد العقوبات الأمريكية على الجيش لاستخدامه الأسلحة الكيمائية والتسبب بكارثة إنسانية
  • هل استخدم جيش السودان الأسلحة الكيميائية ضد الدعم السريع؟
  • المذيعة تسابيح خاطر تواصل استفزاز السودانيين وتنشر تقرير تتهم فيه الجيش باستخدام “السلاح الكيماوي” في حربه ضد قوات الدعم السريع
  • ما وراء ادعاء أميركا استخدام الجيش في السودان أسلحة كيميائية