أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في مصر، تلقيه أول مساهمة من نوعها من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون بقيمة إجمالية قدرها 1.4 مليون دولار أمريكي لدعم الأشخاص الذين فروا من العنف في السودان. 

وزير التعليم العالي يبحث سبل التعاون مع جنوب السودان رئيس افريقية النواب : قمة الرئيسين السيسى وسيلفا كير أكدت حرص مصر على استمرار جنوب السودان

وذكرت السفارة السويسرية بالقاهرة  في بيان اليوم  الثلاثاء أن المساهمة السويسرية ستمكن برنامج الأغذية العالمي من استمرار تقديم مساعداته النقدية لما يقرب من 6000 شخص من السودان يعيشون في أسوان والقاهرة والإسكندرية لمدة عام.

ونقل البيان عن ممثل برنامج الأغذية العالمي المدير القطري في مصر برافين أغراوال قوله إنه "من خلال هذه المساعدة الضرورية والتي تأتي في الوقت المناسب، يمكننا الوصول إلى الناس في غضون دقائق، وتزويدهم بالنقود لتلبية احتياجاتهم الأساسية من خلال شبكة تضم أكثر من 140000 تاجر تجزئة، وتصل مساعدات سويسرا في وقت حرج وستسمح لنا بمواصلة تقديم هذه المساعدة الحيوية للسودانيين في جميع أنحاء البلاد".

من جانبها.. أعربت سفيرة سويسرا في مصر إيفون باومان، عن شكرها لفريق برنامج الأغذية العالمي على تفانيهم المستمر والتزامهم بتحسين حياة الأفراد والأسر السودانية التي وصلت مؤخرا، مؤكدة أن سويسرا ملتزمة بالعمل مع شركائها لتحسين قدرة الناس على الصمود والبقاء بخير.

وذكر بيان السفارة أنه ومنذ بداية الأزمة السودانية في أبريل الماضي وحتى نهاية أكتوبر، دعم برنامج الأغذية العالمي أكثر من 277000 شخص من الفئات المتأثرة بالصراع والذين فروا من السودان وبحثوا عن مأوى في مصر، وتشمل المساعدات طرودا غذائية صحية جاهزة للأكل يتم تقديمها فور وصولها إلى معبري أرقين وقسطل الحدوديين في أسوان بالإضافة إلى مساعدات نقدية في أسوان والقاهرة والإسكندرية.

ويتلقى هؤلاء الأشخاص مساعدات نقدية عبر البطاقات الإلكترونية الصادرة من خلال منصة المساعدات النقدية الطارئة التابعة لبرنامج الأغذية العالمي..ووفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عبر حوالي 337000 شخص (330000 سوداني الجنسية، و7000 شخص من جنسيات أخرى) الحدود السودانية المصرية حتى منتصف أكتوبر الماضي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سويسرا العنف في السودان السودان برنامج الأغذیة العالمی فی مصر

إقرأ أيضاً:

إبراهيم شقلاوي يكتب: الحزب الجديد!

ظلّت التجربة السياسية في السودان، منذ الاستقلال في العام 1956، تدور في فلك أزمات متكررة، لم يكن سببها غياب الأحزاب، بل عجزها عن تجديد مفاهيم العمل السياسي وبناء مشروع وطني جامع. فقد تنوّعت الكيانات وتعدّدت الأسماء، لكن كثيرًا منها ظلّ أسير الأجندات الضيّقة وواجهة لصراعات النخب الفاشلة.

في هذا السياق، لا يكفي تأسيس حزب جديد كـ “حزب الكرامة” أو غيره لتجاوز الانسداد في الأفق السياسي ، ما لم يُبنَ على وعيٍ بطبيعة الدور الحزبي نفسه: من يُمثّل هذا الحزب؟ ماذا يُقدّم؟ وكيف يُسهم في إعادة تعريف الدولة والمجتمع؟ فالتجديد المطلوب اليوم ليس في الشكل، بل في الرؤية، والوظيفة، والمفاهيم.

رئيس تحرير صحيفة “المجهر السياسي”، الهندي عز الدين، كتب بالأمس معلّقًا على هذا الاسم في منصة “إكس”، مُبديًا تحفّظه على رمزية “الكرامة”، التي يرى أنها ارتبطت وجدانيًّا بعملية عسكرية “معركة الكرامة”، اشترك فيها الشعب السوداني، لكنها ليست إطارًا سياسيًّا يمكن البناء عليه لمشروع حزبي طويل الأمد. إلا أنه لم يناقش الموضوع . في هذا المقال نحاول مناقشة جوهر الفكرة بعيدًا عن التشكيك في دوافع من يقف خلفها، سواء من رجال أعمال أو قيادات سياسية أو ناشطين.

عليه دعونا نطرح سؤالًا تأسيسيًّا: هل نحن بحاجة إلى قيام “حزب جديد”، أم إلى إعادة تعريف جوهر الفكرة الحزبية والسياسية في السودان؟

بالنظر إلى الواقع السياسي الذي تعيشه بلادنا منذ سنوات، وما تشهده الساحة من ارتباك عميق في المفاهيم والولاءات، إلى جانب بعض الممارسات الحزبية التي ترقى إلى مستوى خيانة الوطن؛ فالأحزاب التقليدية، رغم إرثها التاريخي، باتت عاجزة عن التجديد، بينما تتكاثر أخرى بلا هوية، وغالبًا ما تتأسّس وفق منطق المكايدة أو الطموح الشخصي، لا وفق برنامج سياسي جاد يعكس تطلّعات الشارع ويترجم أولويات المرحلة.

إن تأسيس حزب حقيقي في هذا الظرف يتطلّب ما هو أعمق من اختيار اسم جاذب أو شعار طَموح؛ يتطلّب أولًا إعادة تعريف مفهوم الحزب باعتباره أداة ديمقراطية لصياغة الإرادة الجماعية، لا وسيلة لتكريس المصالح أو تحصيل المكاسب الضيّقة.

إذا لم تتحرّر الأحزاب، القديمة والحديثة، من منطق التوظيف السياسي والمادي، ستبقى أسيرة أدوارها الوظيفية في صراعات عبثية تُعيد إنتاج الفوضى بدل أن تُنتج مشروعًا وطنيًّا جامعًا. لقد تحوّل العمل الحزبي في بلادنا إلى فضاء تغلب فيه الحسابات الشخصية والانتماءات الضيّقة على الرؤية الوطنية الجماعية، مما عطّل قدرتها على بناء مؤسسات تعبّر بصدق عن هموم الناس وتحوّل تطلّعاتهم إلى سياسات واقعية منتجة و فاعلة.

المواطن السوداني لم يعد يبحث عن زعيم مُلهم أو شعار براق، بل عن حزب يمتلك برنامجًا اقتصاديًّا واجتماعيًّا واضحًا يعالج أزمات المعيشة، والخدمات، والعدالة الاجتماعية. وتُثبت تجارب إقليمية أن الأحزاب التي تقوم على برامج لا على شعارات هي التي أحدثت التحول المنشود. ففي تركيا، مثّل حزب العدالة والتنمية نموذجًا لحزب انطلق من برنامج إصلاحي مكّنه من التدرّج من المعارضة إلى الحكم. وفي رواندا، قادت الجبهة الوطنية بقيادة بول كاغامي نهضة شاملة في بلد خرج من جحيم الإبادة عبر خطاب وطني ومشروع تنموي صارم.

هذه النماذج تؤكد أن الحزب ليس مجرد وعاء تنظيمي، بل أداة لتجسيد إرادة جماعية ومشروع لبناء الدولة. ومن هنا، فإن إعادة هيكلة المشهد الحزبي في السودان لا تتطلّب مزيدًا من الكيانات، بل اندماجًا عقلانيًّا وفق المشتركات الفكرية والرؤى العملية.

المطلوب ليس تعدّد اللافتات، بل وجود ثلاثة أو أربعة أحزاب قوية تُمثّل التيارات الكبرى: الإسلامي، الليبرالي، القومي، اليساري، وتضم تحت مظلّتها الحركات والتيارات عبر برامج واضحة، لا تحالفات ظرفية أو انتهازية.

من أبرز معوّقات تطوّر الأحزاب السودانية استمرار الارتهان لنموذج “الزعيم الأوحد”، الذي يُختزل فيه العمل السياسي في شخصية فردية ترتبط غالبًا برمزية تقليدية أو تاريخية. هذا النموذج لم يعد ملائمًا لواقع السودان الراهن، في ظل تنوّع المجتمع وتباين قدرات النخب. فالعالم تجاوز فكرة “القائد الملهم” إلى نمط القيادة الجماعية المؤسسية، التي تقوم على توزيع المسؤوليات والعمل التشاركي.

هذا النموذج أكثر واقعية أمام تعقيد الأزمات، وأكثر انسجامًا مع الديمقراطية، وأقدر على إنتاج حلول قابلة للتنفيذ، كما يُحصّن الحزب من التبعية الخارجية. ومن هنا ينبغي أن تكون القيادة الجماعية والشورى الفاعلة جوهر أي مشروع حزبي جاد، بعيدًا عن الهياكل السلطوية التي تعيد إنتاج الفشل.

وبحسب ما نراه من #وجه_الحقيقة، فإن اللحظة السياسية الراهنة تستدعي من النخب الجادة إعادة تعريف العمل الحزبي، لا كوسيلة للوصول إلى السلطة، بل كمنصّة لإنتاج مشروع وطني جامع. فالحزب الذي لا يتجاوز منطق الزعامة والشللية، ولا يمتلك برنامجًا متكاملًا، يبقى عبئًا لا أداة للتغيير. بدون هذا التغيير الجوهري في الفهم، لن تتجاوز الأحزاب في السودان حالة التجزئة والتخبط، وسيظلّ حلم دولة المواطنة والتنمية والعدالة حلمًا بعيد المنال.
دمتم بخير وعافية.

إبراهيم شقلاوي
الأربعاء 11 يونيو 2025م Shglawi55@gmail.com

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • كيكل: قواتنا تتقدم في كردفان وإلى دارفور وحتى آخر الحدود السودانية
  • ضمن مبادرة "100 مليون صحة".. صحة الفيوم تقدم خدمات المبادرات الرئاسية لأكثر من 18 ألف مواطن خلال عيد الأضحى
  • انضمام مصر للبريكس.. قفزات بالصادرات وتدفقات استثمارية تعيد رسم موقعها في الاقتصاد العالمي
  • الفوج الثاني من العودة الطوعية يغادر الأقصر إلى السودان برعاية شيخ الأزهر وبدعم القنصلية السودانية
  • أعضاء مجلس الأمن يعربون عن قلق عميق إزاء تصاعد العنف في السودان
  • التنين يعود إلى الحياة: توقعات بتحقيق 75 مليون دولار في افتتاح النسخة الحية من "How to Train Your Dragon"
  • الإنفاق العالمي على الأسلحة النووية يتجاوز 100 مليار دولار في 2024
  • Lilo & Stitch يواصل صدارته للبوكس أوفيس.. ويحقق 800 مليون دولار
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: الحزب الجديد!
  • وزيرة البيئة تناقش مع المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة آخر مستجدات مفاوضات معاهدة البلاستيك