انتقادات واستدعاء سفراء.. تنامي الضغوط الدولية على إسرائيل!
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
شنت القوات الإسرائيلية غارات جوية على مخيم الشاطئ في قطاع غزة في 6 نوفمبر / تشرين الثاني
تواصل إسرائيل قصف قطاع غزة في محاولة للقضاء على حركة حماس منذ هجومها الإرهابي على إسرائيل في السابع من أكتوبر / تشرين الأول الماضي والذي أودى بحياة أكثر من 1400 شخص.
مختارات مصادر سعودية: الرياض تعلّق محادثات تطبيع العلاقات مع إسرائيل مجلس النواب البحريني يعلن وقف العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل الحرب في الشرق الأوسط: إغراق للمنطقة أم فرصة للسلام؟ تسع دول عربية تستنكر استهداف المدنيين في إسرائيل وغزة ردود فعل منددة بعد رفض أردوغان وصف حماس بالإرهاب.
قبل بضعة أسابيع، ابتسم أردوغان ونتنياهو لكاميرات المصورين في نيويورك. والآن تريد تركيا إعلان إسرائيل "مجرمة حرب". فيما يلي نلقي نظرة على العلاقات التركية الإسرائيلية في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه تمكن من شن غارات جوية استهدفت مواقع لحركة حماس فيما أقدم على توسيع عملياته البرية قبل أيام.
وبحسب مسؤولي الصحة في قطاع غزة الخاضع لإدارة حماس منذ 2007، فقد أودى القصف الإسرائيلي بحياة أكثر من 10 آلاف فلسطيني، معظمهم من المدنيين.
ويشار إلى أن حركة حماس، وهي جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية. كما حظرت الحكومة الألمانية جميع أنشطة الحركة في ألمانيا.
وفيما يتعلق بالرد الدولي، التزمت ألمانيا والولايات المتحدة التحفظ الشديد في عدم انتقاد التكتيكات التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في غزة فيما اتسمت مواقف دول اخرى بتحفظ أقل حيث أعلنت دول عن تغييرات في علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل بما في ذلك استدعاء السفراء.
وفي ذلك، أشار مراقبون إلى أن الحصار الإسرائيلي لغزة يرتقي إلى "مستوى العقاب الجماعي" بما يحمل في طياته ارتكاب جرائم حرب بموجب القانون الدولي الإنساني.
جنوب أفريقيا: موقف السفير الإسرائيلي "غير مقبول"
أعلنت جنوب أفريقيا استدعاء سفيرها وطاقمها الدبلوماسي من إسرائيل "للتشاور"، معتبرة أنّ القصف المستمر لقطاع غزة يرتقي "لمستوى عقاب جماعي".
وأثارت تصريحات السفير الإسرائيلي في جنوب أفريقيا استياء أوساط دبلوماسية وشعبية في هذا البلد الأفريقي بعد انتقاده أولئك الذين أعربوا عن قلقهم إزاء القصف الإسرائيلي في غزة وارتفاع عدد القتلى من المدنيين.
وقالت الوزيرة في رئاسة جنوب أفريقيا، خومبودزو نتشافيني، إن "منصب سفير إسرائيل في جنوب أفريقيا أصبح غير مقبول على الإطلاق".
الأردن: السفير لن يعود إلا "بنهاية الحرب"
وعربيا، استدعى الأردن سفيره من إسرائيل احتجاجا على "الحرب الاسرائيلية على غزة" حيث قالت الخارجية الأردنية إنه جرى إبلاغ الخارجية الإسرائيلية بعدم إعادة سفيرها الذي كان غادر البلاد سابقا.
وأضاف وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في بيان "عودة السفراء ستكون مرتبطة بوقف إسرائيل حربها على غزة ووقف الكارثة الإنسانية التي تسببها".
استنكر وزراء خارجية تسع دول عربية استهداف المدنيين في إسرائيل وغزة وكذلك انتهاكات القانون الدولي.
الجدير بالذكر أن الأردن ومصر كانتا حتى عام 2020 الدولتين العربيتين الوحيدتين اللتين تقيمان علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل توقيع اتفاقيات التطبيع بوساطة أمريكية بين إسرائيل والبحرين والإمارات والمغرب لتصبح أبوظبي والمنامة أول دولتين خليجيتين تقيمان علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
البحرين: "توقف" العلاقات الاقتصادية
أعلنت الحكومة البحرينية أن عودة سفيري مملكة البحرين ودولة إسرائيل إلى بلديهما حصلت "منذ فترة" فيما أكد مجلس النواب في بيان نشره على موقعه الإلكتروني الرسمي "أن السفير الاسرائيلي في مملكة البحرين قد غادر البحرين، وقررت مملكة البحرين عودة السفير البحريني من إسرائيل إلى البلاد، كما تم وقف العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل".
في المقابل، نفت إسرائيل ذلك حيث شددت على أن العلاقات مع البحرين "مستقرة" فيما لم يتسن الحصول على تعليق من الخارجية البحرينية.
الجدير بالذكر أن قيام أي دولة باستدعاء سفيرها من بلد آخر "للتشاور" يعد دليلا على عدم الرضا السياسي وأيضا لاستطلاع رأي السفير شخصيا حول الموضوعات المهمة فيما يكون هذا الإجراء مؤقتا ولا يعني قطع العلاقات الدبلوماسية مع استمرار فتح السفارة أبوابها.
إسرائيل تستدعي دبلوماسييها في تركيا
وفيما يتعلق بتركيا، عرض الرئيس رجب طيب أردوغان لعب دور الوساطة بين إسرائيل وحماس في الأيام الأولى من الحرب، لكن خبراء يشيرون إلى أنه انحاز في الآونة الأخيرة إلى الجانب الفلسطيني خاصة بعد أن أعرب عن دعم حماس ووصف مسلحي الحركة "بأنهم مقاتلون من أجل الحرية"
وردا على ذلك، استدعت إسرائيل طاقمها الدبلوماسي من تركيا التي أعلنت بدورها استدعاء سفيرها من إسرائيل.
بوليفيا: قطع العلاقات الدبلوماسية
وبخلاف ردود فعل دول المنطقة، انتقدت بلدان في أمريكا اللاتينية القصف الإسرائيلي المستمر لغزة حيث تزايدت وتيرة انتقادات الأرجنتين والبرازيل لتدعيات القصف الإسرائيلي على المدنيين في قطاع غزة.
وفي أمريكا اللاتينية، اتخذت بوليفيا مسارا أبعد عن العبارات المنتقدة حيث دعت في البداية إلى وقف التصعيد في غزة دون إدانة هجوم حماس بشكل صريح، لكنها أعلنت مطلع الشهر الجاري قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل.
وسبق ذلك، دعوة رئيس بوليفيا السابق إيفو موراليس حكومة بلاده إلى إعلان إسرائيل "دولة إرهابية" ومحاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
وفي ردها، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان "إن قرار بوليفيا قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل هو استسلام للارهاب ونظام الملامي في إيران". وأضاف أن "الحكومة البوليفية تقف في صف منظمة حماس الإرهابية".
تشيلي: انتقاد "العقاب الجماعي"
وأدانت تشيلي هجوم حماس، لكنها دعت الجانبين إلى تجنب التصعيد الذي من شأنه أن يتسبب في تفاقم معاناة المدنيين. بيد أنها أصدرت في الاسبوع الماضي بيانا جاء فيه أن تشيلي تعتبر العمليات الإسرائيلية بمثابة "عقاب جماعي" للسكان المدنيين في غزة.
ولم يتوقف الأمر على ذلك، بل استدعت حكومة تشيلي سفيرها لدى إسرائيل للتشاور.
الجدير بالذكر أنه يعيش في تشيلي أكبر تجمع لفلسطينيي الشتات خارج المنطقة العربية حيث يوجد في هذا البلد اللاتيني نحو 500 ألف فلسطيني.
كولومبيا: العلاقات الاقتصادية على المحك
وفي إطار ردود فعل بلدان أمريكا اللاتينية، أدانت كولومبيا "بشدة الإرهاب والهجمات ضد المدنيين" في إسرائيل.
وكان الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو قد دعا في عدة مناسبات إلى "الاعتراف الدولي الكامل بالدولتين" مع عقده مباحثات مع السفير الفلسطيني في كولومبيا رؤوف المالكي والسفير الإسرائيلي غالي داغان.
وكانت كولومبيا قد اعترفت بدولة فلسطين عام 2018 لتنضم إلى ركب 139 دولة عضو في الأمم المتحدة اعترفت بالدولة الفلسطينية.
يشار إلى أن الرئيس الكولومبي قد أثار جدلا على منصات التواصل الاجتماعي بعد أن شبه رد إسرائيل على هجوم حركة "حماس" بالنازية فيما ردت إسرائيل على ذلك بتعليق جميع مبيعات وإمدادات الأجهزة الدفاعية والأمنية والخدمات ذات الصلة لكولومبيا.
وفي المقابل، هدد بترو بقطع العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل، معلنا استدعاء سفير بلاده لدى تل أبيب للتشاور.
هندوراس: استدعاء السفير
كما استدعت هندوراس سفيرها لدى إسرائيل للتشاور بشأن ما وصفته بأنه "وضع إنساني خطير" يواجهه سكان غزة لتصبح هندوراس أحدث دولة في أمريكا الجنوبية تستدعي سفيرها.
لكن هندوراس أشارت إلى أنها لم تغلق سفارتها في إسرائيل مع استمرار مراقبة الوضع.
لويس غارسيا كاساس وجان والتر / م. ع
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: اسرائيل غزة حماس مصر البحرين أمريكا اللاتينية تركيا تشيلي كولومبيا جنوب إفريقيا بوليفيا جنوب أفريقيا اسرائيل غزة حماس مصر البحرين أمريكا اللاتينية تركيا تشيلي كولومبيا جنوب إفريقيا بوليفيا جنوب أفريقيا الاقتصادیة مع إسرائیل العلاقات الاقتصادیة القصف الإسرائیلی جنوب أفریقیا قطع العلاقات المدنیین فی فی إسرائیل من إسرائیل قطاع غزة فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
القوة الدولية في غزة.. تحضيرات للانتشار مطلع 2026
كشف مسؤول أميركي مطلع عن تفاصيل جديدة بشأن القوة الدولية المزمع نشرها في قطاع غزة، ضمن المرحلة الثانية من الاتفاق الذي أوقف الحرب مؤخراً، حيث من المتوقع أن يبدأ نشرها مطلع عام 2026.
وأوضح المسؤول أن القوة ستبدأ بمشاركة أفراد من دولة واحدة أو دولتين فقط، مع إمكانية انضمام دول أخرى لاحقاً، مؤكداً أن الانتشار لن يشمل المناطق التي تسيطر عليها حركة حماس، بما يعكس الحرص على تفادي التصادم المباشر مع الفصائل المحلية.
وجاءت هذه التصريحات بعد أن أفادت مصادر أمنية تركية بأن قواتها جاهزة للانضمام إلى القوة الدولية، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تشجع مشاركة القوات التركية، في حين أبدت إسرائيل معارضة لهذا الانخراط، ما يعكس تباين الرؤى بين الأطراف الدولية المعنية بالملف الغزي.
وتعكس هذه التباينات حساسية الوضع، خصوصاً أن أي تحرك أمني في القطاع يرتبط بعوامل سياسية وإقليمية معقدة، فضلاً عن وجود توازن هش بين السلطة المحلية الفلسطينية في غزة وحركة حماس.
ويأتي نشر القوة الدولية في سياق جهود المجتمع الدولي لضمان استقرار غزة بعد الحرب، حيث يتوقع أن تتولى مهام مراقبة وقف إطلاق النار وتعزيز الأمن المدني، إضافة إلى المساهمة في نزع السلاح من حركة حماس، وهو ما أكده السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون، الذي شدد على أن الهدف المباشر هو "قيادة الوضع نحو الاستقرار وتجريد حماس من أسلحتها".
لكن التحديات أمام هذه القوة ليست فقط لوجستية، بل سياسية أيضاً، إذ أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نوفمبر الماضي عن عدم يقينه بشأن موعد بدء العمليات، مشيراً إلى تردد العديد من الدول في دخول قطاع غزة رغم إعلان دعمها لوقف إطلاق النار.
ويأتي هذا التردد نتيجة المخاطر الأمنية المحتملة، وحساسية التنسيق بين الدول المساهمة والقوى المحلية، إضافة إلى التحديات المتعلقة بالحدود والمنافذ التي ما زالت تحت سيطرة حماس.
ومن المتوقع أن تبدأ القوة الدولية بالتركيز على مناطق محددة بعيدة عن المراكز الرئيسة لحركة حماس، بما يضمن فعالية المراقبة وعدم إثارة مواجهات مباشرة، مع العمل على توفير بيئة مستقرة للمدنيين، وتحريك الحياة الاقتصادية والخدمات الأساسية التي تضررت خلال النزاع الأخير.
ويؤكد خبراء أن نجاح هذه القوة يعتمد على قدرة الأطراف الدولية على التنسيق مع السلطات المحلية وإدارة ملف نزع السلاح بشكل متدرج ومتفق عليه، لتفادي أي فراغ أمني قد تستغله الفصائل المسلحة أو العناصر المتشددة.
ويعتبر نشر القوة الدولية خطوة أساسية ضمن استراتيجية المجتمع الدولي لاحتواء التصعيد في غزة، وإعادة بناء الثقة بين الأطراف، وإتاحة المجال لعمليات إعادة الإعمار وتقديم المساعدات الإنسانية، في ظل استمرار التحديات الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة التي تواجه السكان المدنيين في القطاع.