حرب غزة "موقف أخلاقي" لروسيا والصين
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
توفر الحرب الدموية في غزة للمنافسين الجيوسياسيين الرئيسيين لأمريكا، الصين وروسيا، فرصة ثمينة لحشد الدعم في جميع أنحاء العالم، ما يمكن النظامين من تسخير موجة من التعاطف مع الفلسطينيين ووضع نفسيهما في موقع الأبطال للقيم الإنسانية والسلام على مستوى العالم.
بالنسبة لروسيا والصين يعتبر التدخل في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مقيد بتاريخ طويل
وبحسب تحليل لصحيفة "وول ستريت جورنال" حافظت موسكو وبكين على علاقات وثيقة مع إسرائيل لعقود من الزمن، حتى أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، استخدم لوحات إعلانية لنفسه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال انتخابات العام الماضي فقد رفضت القوتان بشكل واضح انتقاد حماس بسبب هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) على جنوب إسرائيل التي أشعلت الحرب.
The bloody war in Gaza is enabling China and Russia to harness a wave of sympathy for the Palestinians and to position themselves as champions of humanitarian values and peace https://t.co/EbokfYZVyS https://t.co/EbokfYZVyS
— The Wall Street Journal (@WSJ) November 8, 2023 إسرائيل.. بيدق أمريكيومنذ ذلك الحين، نأت روسيا والصين بنفسيهما عن إسرائيل، وركزتا على تأطير الحرب كجزء من صراع القوى العالمي ضد الولايات المتحدة، مع تقليص إسرائيل إلى ما يزيد قليلاً عن "مجرد بيدق" إقليمي لواشنطن في المنطقة.
وقال بوتين، في خطاب ألقاه الأسبوع الماضي، إن "قبضتيه تنقبضان وعيناه تدمعان" وهو يشاهد القصف الإسرائيلي على غزة وأضاف أن الجنود الروس في أوكرانيا يقاتلون نفس "جذور الشر" الأمريكية، ومعاركهم "ستقرر مصير روسيا، والعالم أجمع، بما في ذلك مستقبل الشعب الفلسطيني".
في الصين كان الخطاب "أكثر هدوءاً"، مع تجنب شي جين بينغ التعليق العلني على الشرق الأوسط منذ اندلاع الصراع. ومع ذلك، امتلأت وسائل الإعلام الرسمية الصينية بالتعليقات التي تنتقد "نفاق" الولايات المتحدة و "التحريض على الحرب" في الشرق الأوسط، بالإشارة إلى مطالب بكين بوقف فوري لإطلاق النار وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وقالت الصين إن موقفها بشأن القضية الفلسطينية هو نفس موقف روسيا والدولتين اللتين صوتتا معاً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الشهر الماضي لاستخدام حق النقض ضد قرار برعاية الولايات المتحدة بشأن الأزمة.
ضمير أخلاقيوبحسب الصحيفة نقلاً عن مسؤولين في البلدين يبدو أن موسكو وبكين في "إشارة مستترة" إلى الولايات المتحدة، يقولان إنه يجب على الدول أن تتمسك بالضمير الأخلاقي، بدلاً من التشبث بالحسابات الجيوسياسية، ناهيك عن المعايير المزدوجة". إلى جانب القانون الدولي، وإلى جانب التطلعات المشروعة للعالم العربي والإسلامي. وبحسب رئيس مركز الصين والعولمة البحثي في بكين والمستشار الحكومي السابق وانغ هوياو، "المأزق في الشرق الأوسط يجب أن يدفع واشنطن إلى التخلي عن موقفها العدائي طويل الأمد تجاه بلاده (الصين) ولا ينبغي عليها حقاً التعامل مع الصين كمنافس… إنهم يواجهون تحدياً مع الحرب الروسية في أوكرانيا، والآن سيكون لديهم تحدي آخر مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ولا ينبغي لهم أن يواجهوا تحدياً مع الصين أيضاً".
وعلى عكس روسيا والصين، فإن الولايات المتحدة ومعظم الدول الغربية الأخرى تعتبر حماس "منظمة إرهابية" وعلى الرغم من الخطابات، لا تملك روسيا ولا الصين القدرة أو الرغبة في الانخراط بنشاط في الشرق الأوسط في الوقت الذي تعود فيه الولايات المتحدة بقوة إلى المنطقة، وتنشر 3 مجموعات من حاملات الطائرات وأصولًا كبيرة من الطائرات والدفاع الجوي.
وتشير الصحيفة إلى أن "المواقف الدبلوماسية" الأمريكية وحدها الكفيلة بتعزيز قوة واشنطن الناعمة في مختلف أنحاء العالم النامي، حيث يتصاعد الغضب منذ أسابيع بسبب سقوط الآلاف من الضحايا المدنيين نتيجة للقصف الإسرائيلي على غزة. ومن بين الدول التي استدعت سفراءها من إسرائيل احتجاجاً على القرار، كولومبيا وتشيلي وجنوب أفريقيا وتركيا فيما قطعت بوليفيا علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل نهائياً.
تخضع روسيا، للعقوبات الغربية والانتقادات العالمية بسبب غزوها لأوكرانيا، وأصبحت أكثر حرصاً على تغيير الخطاب واختراق عزلتها واختيارها سياسة تجعل منها أقرب إلى العالم العربي أصبح "أمر مفهوم" لكن سجل روسيا، في أوكرانيا وأماكن أخرى، مليء بالفظائع وفي الوقت نفسه، تحتجز الصين ما يزيد عن مليون مسلم من منطقة شينغ يانغ الغربية (ما يعادل كامل السكان البالغين في قطاع غزة) في معسكرات الاعتقال، وفقاً لمسؤولين أمريكيين ووصفت الصين هذه المعسكرات بأنها توفر فرصاً مهنية، وامتنعت معظم الدول الإسلامية الكبرى عن انتقاد سياساتها القمعية في شينغ يانغ.
Israel Deepens Push Into Gaza City https://t.co/IPhtL1UWuC via @WSJ
— Nino Brodin (@Orgetorix) November 6, 2023 تاريخ طويلبالنسبة لروسيا والصين، يعتبر التدخل في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مقيد بتاريخ طويل حيث صوت الاتحاد السوفييتي، الذي كان ينظر إلى الأنظمة الملكية العربية على أنها وكيلة للإمبريالية الغربية، لصالح إنشاء الدولة اليهودية كان أول دولة تعترف بإسرائيل بمجرد إعلان استقلالها في العام التالي. كما ساعد في ضمان بقائها من خلال إقناع تشيكوسلوفاكيا التي كان يسيطر عليها السوفييت بشحن الأسلحة. لكن موسكو قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل عام 1967 وسرعان ما أصبحت داعماً عسكرياً رئيسياً لخصومها العرب كما رفضت الصين الشيوعية الاعتراف بإسرائيل بشكل كامل.
بالنسبة لبوتين، الذي اعتاد على تقدير "حياد إسرائيل" ورفضها الانضمام إلى العقوبات الغربية بسبب أوكرانيا، يمكن تفسير الصقيع الجديد مع إسرائيل جزئياً بسبب التركيبة السكانية في روسيا حيث تشير التقديرات الآن إلى أن ما يقرب من ربع سكان روسيا هم من المسلمين، وهي النسبة التي تستمر في الارتفاع بسبب ارتفاع معدلات المواليد والهجرة الجماعية من آسيا الوسطى، بينما أثارت "إراقة الدماء" في غزة بالفعل اضطرابات في العديد من الجمهوريات الإسلامية في شمال القوقاز مع انتشار شائعات مفادها أن يهود تلك المناطق الذين هاجروا إلى إسرائيل سيعودون كلاجئين للقوقاز مجدداً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل روسيا الصين الولایات المتحدة روسیا والصین الشرق الأوسط مع إسرائیل
إقرأ أيضاً:
إدارة بايدن تجمد التعاون الاستخباراتي مع إسرائيل بسبب جرائم حرب في غزة
أفاد ستة أشخاص مطلعين على الأمر لوكالة رويترز بأن مسؤولي الاستخبارات الأمريكية علّقوا مؤقتًا تبادل بعض المعلومات الرئيسية مع إسرائيل خلال إدارة بايدن، وذلك بسبب مخاوف بشأن إدارة إسرائيل للحرب في غزة.
التعاون الاستخباراتي الأمريكي الإسرائيليفي النصف الثاني من عام 2024، قطعت الولايات المتحدة بث فيديو مباشر من طائرة أمريكية مسيّرة فوق غزة، كان يستخدمه النظام الإسرائيلي في ملاحقة الرهائن ومقاتلي حماس وأفاد خمسة من المصادر بأن التعليق استمر لبضعة أيام على الأقل.
كما قيّدت الولايات المتحدة كيفية استخدام إسرائيل لبعض المعلومات الاستخباراتية في ملاحقة أهداف عسكرية بالغة الأهمية في غزة، وفقًا لمصدرين رفضا تحديد تاريخ اتخاذ هذا القرار.
وذكر مصدران أن الولايات المتحدة قيّدت أيضًا كيفية استخدام إسرائيل لبعض المعلومات الاستخباراتية في ملاحقة أهداف عسكرية بالغة الأهمية في غزة.
تحدثت جميع المصادر شريطة عدم الكشف عن هويتها لمناقشة معلومات استخباراتية أمريكية.
جاء القرار في ظل تزايد المخاوف داخل مجتمع الاستخبارات الأمريكي بشأن عدد المدنيين الذين قُتلوا في العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة. وأفادت المصادر أن المسؤولين كانوا قلقين أيضاً من إساءة معاملة جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) للأسرى الفلسطينيين.
ووفقاً لثلاثة من المصادر، أعرب المسؤولون عن قلقهم من عدم تقديم إسرائيل ضمانات كافية بالتزامها بقانون الحرب عند استخدام المعلومات الأمريكية.
وبموجب القانون الأمريكي، يتعين على وكالات الاستخبارات الحصول على هذه الضمانات قبل مشاركة المعلومات مع أي دولة أجنبية.
وفي حين حافظت إدارة بايدن على سياسة الدعم المستمر لإسرائيل في مجالي الاستخبارات وتبادل الأسلحة، إلا أن قرار حجب المعلومات داخل وكالات الاستخبارات كان محدوداً وتكتيكياً، بحسب مصدرين.
وأوضح المصدران أن المسؤولين سعوا إلى ضمان استخدام إسرائيل للمعلومات الاستخباراتية الأمريكية وفقاً لقانون الحرب.
وقال أحد المطلعين على الأمر إن مسؤولي الاستخبارات يتمتعون بصلاحيات اتخاذ بعض قرارات تبادل المعلومات الاستخباراتية في الوقت الفعلي دون الحاجة إلى أمر من البيت الأبيض.
وقال مصدر مطلع آخر إن أي طلبات من إسرائيل لتغيير كيفية استخدامها للمعلومات الاستخباراتية الأمريكية تتطلب ضمانات جديدة بشأن كيفية استخدامها لهذه المعلومات.
استؤنف تبادل المعلومات الاستخباراتية بعد أن قدمت إسرائيل ضمانات بالتزامها بالقواعد الأمريكية.
انتشرت تقارير واسعة النطاق حول مخاوف إدارة بايدن بشأن تحركات إسرائيل في غزة، لكن لا يُعرف الكثير عن كيفية تعامل مجتمع الاستخبارات الأمريكي مع العلاقات مع نظرائه الإسرائيليين.
ويؤكد تقرير رويترز عمق قلق مسؤولي الاستخبارات بشأن كيفية استخدام إسرائيل للمعلومات الاستخباراتية الأمريكية.
وأفاد المكتب الإعلامي العسكري الإسرائيلي بأن إسرائيل والولايات المتحدة حافظتا على التعاون الأمني طوال فترة الحرب في غزة، دون التطرق مباشرة إلى حالات حجب المعلومات الاستخباراتية.
وكتب المكتب في رسالة بريد إلكتروني: "استمر التعاون الاستخباراتي الاستراتيجي طوال فترة الحرب".
لم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، المشرف على جهاز الأمن العام (الشاباك)، على طلب للتعليق.
لم ترد وكالة الاستخبارات المركزية ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية، المشرف على الاستخبارات الأمريكية، على هذه التصريحات.
أفاد مصدران بأن بايدن وقّع، عقب هجوم 7 أكتوبر ، مذكرةً يوجّه فيها أجهزة الأمن القومي التابعة له إلى توسيع نطاق تبادل المعلومات الاستخباراتية مع إسرائيل.
تجسس أمريكي على غزةوفي الأيام اللاحقة، شكّلت الولايات المتحدة فريقًا من مسؤولي ومحللي الاستخبارات بقيادة البنتاجون ووكالة الاستخبارات المركزية، حيث حلّقت طائرات مسيّرة من طراز MQ-9 Reaper فوق غزة، وقدّمت بثًا مباشرًا لإسرائيل للمساعدة في تحديد مواقع مقاتلي حماس واعتقالهم، بحسب ثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر كما ساهم بث الطائرات المسيّرة في جهود تحرير الرهائن.
لم تتمكن رويترز من تحديد المعلومات المحددة التي وفّرها بث الطائرات المسيّرة الأمريكية والتي لم تتمكن إسرائيل من الحصول عليها بمفردها.
إساءة معاملة الأسرى الفلسطينيينمع ذلك، وبحلول نهاية عام 2024، تلقّى مسؤولو الاستخبارات الأمريكية معلومات أثارت تساؤلات حول معاملة إسرائيل للأسرى الفلسطينيين، وفقًا لأربعة مصادر ولم تكشف المصادر عن تفاصيل سوء المعاملة المزعومة التي أثارت المخاوف.
أفاد مصدران بأن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) لم يقدم ضمانات كافية بعدم إساءة معاملة أسراه، ما دفع مسؤولي الاستخبارات الأمريكية إلى قطع وصوله إلى بث الطائرات المسيّرة.
وجاء قرار وقف تبادل المعلومات الاستخباراتية بعد أن قررت إدارة بايدن أن إرسال الولايات المتحدة للأسلحة والمعلومات الاستخباراتية إلى إسرائيل لا يزال قانونيًا، على الرغم من تزايد المخاوف لدى بعض المسؤولين من انتهاك الجيش الإسرائيلي للقانون الدولي خلال عملياته في غزة.
في الأسابيع الأخيرة من ولاية الإدارة - بعد أشهر من قطع المعلومات الاستخباراتية ثم استئنافها - اجتمع كبار مسؤولي الأمن القومي في البيت الأبيض لعقد اجتماع لمجلس الأمن القومي برئاسة الرئيس بايدن، وفقًا لشخصين مطلعين على الأمر.
التعاون بين أمريكا وإسرائيل بعد 7 أكتوبرخلال الاجتماع، اقترح مسؤولو الاستخبارات أن تقطع الولايات المتحدة بشكل رسمي بعض المعلومات الاستخباراتية التي كانت تُقدم لإسرائيل عقب هجوم 7 أكتوبر.
وكان من المقرر أن تنتهي شراكة تبادل المعلومات الاستخباراتية، وقال مسؤولو الاستخبارات إن مخاوفهم تعمقت بشأن ارتكاب إسرائيل جرائم حرب في غزة، بحسب المصدرين.
قبل أسابيع فقط، جمعت الولايات المتحدة معلومات استخباراتية حذر المحامون العسكريون الإسرائيليون من وجود أدلة تدعم توجيه اتهامات بارتكاب جرائم حرب ضد إسرائيل بسبب حملتها العسكرية في غزة.
مع ذلك، اختار بايدن عدم قطع المعلومات الاستخباراتية، قائلاً إن إدارة ترامب ستجدد على الأرجح الشراكة، وأن محامي الإدارة قد خلصوا إلى أن إسرائيل لم تنتهك القانون الدولي، وفقًا للمصدرين.