ازدواجية معايير المنظمات الحقوقية الدولية!
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
الأصل أن تتسم المنظمات الحقوقية الدولية بالموضوعية، تنحاز إلى حقوق الإنسان وتدافع عنها دون النظر إلى جنسية أو ديانة، تدافع عن حق الحياة وتواجه كل ما يرتكب من جرائم ضد الإنسان، وتكافح الانتهاكات فى كل مكان على وجه الأرض هذا هو المفترض، وما صدعتنا به الكثير من المنظمات التى تصف نفسها بأنها حقوقية على مستوى العالم، بل كثيرًا ما وجدنا تلك المنظمات تنتفض وتصدر تقارير ضد الحكومات وتدين بشدة بسبب ما تعتبره تجاوزًا ضد حقوق الإنسان لأن شخصًا تعرض لمحاكمة، وكثيرًا تتجاهل تلك المنظمات قوانين الدول وتنحاز للأشخاص، وهذا حدث كثيرًا مع مصر، لدرجة أنها تغاضت عن جرائم جنائية ارتكبها أشخاص وهاجمت الدولة بدعوى أنها تخالف مبادئ ومواثيق حقوق الإنسان.
لكن الغريب أن نفس هذه المنظمات لم نسمع لها صوتًا ولم نر لها تقريرًا ولا رأيًا فيما يحدث من مجازر يومية، بل لحظية فى غزة، المنظمات التى يشتعل غضبها لمواطن تعرض للسجن لم يحركها مقتل عشرة آلاف من الأبرياء على الهواء مباشرة نصفهم تقريبًا من الأطفال، وبعضها ذرًا للرماد فى العيون أصدرت تقارير «مائعة» لمجرد تسجيل موقف باهت لا قيمة له ولا تأثير.
ýلتكشف بذلك أن الحقوقية التى تدعيها تمارسها ضد دول بعينها خدمة لمصالح الدول الممولة، والموضوعية لا تطبقها إلا ضد من تستهدفهم، ýووضح تمامًا أن إسرائيل دولة تتمتع بحماية هذه المنظمات، تقتل كما تشاء وتدمر ما تريد وتسيل الدماء وتهجر ولا أحد يهاجمها أو يدينها.
ýلقد أكدت جرائم الحرب الإسرائيلية ضد أبرياء غزة أن قصة حقوق الإنسان أكذوبة كبرى نعيشها وأن تلك المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان ليس سوى أدوات مسيسة تديرها وتوجهها القوى الكبرى والدول الممولة بمعايير تضعها حسبما يحقق أهدافها، أما مع إسرائيل فهى تكتفى بموقف المتفرج دون أن تتخذ خطوة واحدة لرفع الظلم وإيقاف العدوان على المدنيين فى غزة.
بل حتى موظفو المؤسسات الإغاثية الأممية الذين تم قتلهم وهم يؤدون واجبهم فى مساعدة اهل غزة لم تكلف تلك المنظمات نفسها بمجرد ادانة الاحتلال الإسرائيلى عن استهدافهم، ورغم أنه ليس هناك أى صعوبة قد تواجه هذه المنظمات فى الحصول على معلومات دقيقة وموثوقة حول ما يحدث فى قطاع غزة من جرائم هزت الضمير العالمى وخرجت المظاهرات تندد به فى الكثير من عواصم العالم، وليست هناك قيود وحواجز تحول دون وصولها إلى المنطقة وجمع البيانات الموثوقة؟، وبالتالى ليس هناك ما يعرقل قدرتها على توثيق الانتهاكات الإسرائيلية ونقل الحقائق بشكل موضوعى ودقيق! لكنها المصالح والتوجيهات التى تصدر لها من القوى المسيطرة واللوبى المتحكم فى دورها.
ýتاريخيًا، لعبت المنظمات الحقوقية الدولية دورًا حيويًا فى رصد الانتهاكات وتوثيقها وتقديم الشهادات والتقارير، والضغط على الحكومات والمؤسسات الدولية للتحقيق فى تلك الانتهاكات ومحاسبة المسئولين، لكن يبدو أن هناك تراجعًا ملحوظًا فى دور هذه المنظمات وغض البصر عن ما يحدث فى قطاع غزة، لأن الغرب يقف مع إسرائيل وأمريكا تحصنها ضد أى محاسبة وكما حمتها فى مجلس الأمن حتى لا يصدر قرار ضدها تحميها ضد تلك المنظمات وتؤمنها من تقاريرهم التى تخضع للسيطرة.
بالتأكيد هذا الموقف من تلك المنظمات ليس مفاجئًا لى أو لكل من يتابعها بشكل دائم فكلنا نعرف حقيقتها المسيسة والموجهة، لكننا نحاول فقط أن يرى المخدوعون فى هذه المؤسسات حقيقتها، وأن يدركوا أنها ليست سوى وسائل اخترعتها الدول الغربية للضغط على الدول، وحتى بعض تلك المنظمات التى بدأت وعملت بشكل موضوعى سرعان ما خضعت مجبرة للضغوط التى مارستها دول كبرى تسعى لحماية مصالحها الاقتصادية أو السياسية فى المنطقة، مما يعرض هذه المنظمات لتأثيرات سياسية تعيق قدرتها على التصرف بحرية والمطالبة بالعدالة والمحاسبة.
إن الجرائم الإسرائيلية فضحت حقيقة هذه المنظمات، التى أصبحت مطالبة بإثبات جديتها وموضوعيتها واستعادة مصداقيتها، وإذا لم تفعل ذلك الآن فقد تكون كتبت نهايتها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وجه الأرض مصر الغريب تلک المنظمات حقوق الإنسان هذه المنظمات
إقرأ أيضاً:
الفرنسي ريبيري يسخر من معايير رونالدو للفوز بالكرة الذهبية
يبدو أن الدولي الفرنسي السابق فرانك ريبيري لا يزال يشعر بالحزن بسبب ما حدث قبل سنوات في جائزة الكرة الذهبية ورد على كريستيانو رونالدو الذي زعم أن اللاعبين بحاجة إلى الفوز بدوري أبطال أوروبا من أجل التنافس على جائزة الكرة الذهبية.
وخلال مؤتمر صحفي عشية نهائي دوري الأمم الأوروبية ضد إسبانيا غدا الأحد، قال رونالدو البالغ 40 عاما والذي أمضى آخر موسمين ونصف الموسم في صفوف نادي النصر السعودي "أعتقد أن الفائز بالجائزة يجب أن يكون من الفريق المتوج بالألقاب. المتوج بالكرة الذهبية يجب أن يكون من الفريق الفائز بدوري أبطال أوروبا".
وردا على تصريح مهاجم ريال مدريد ومانشستر يونايتد السابق، نشر ريبيري بحسابه على موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام" رسالة مفادها "إذن، يجب عليك الفوز بدوري أبطال أوروبا للفوز بالكرة الذهبية؟ "، مصحوبة برموز تعبيرية ضاحكة.
وفي عام 2013، فاز البرتغالي بأعلى جائزة فردية في العالم، متفوقا على ريبيري الذي قدم موسما استثنائيا مع بايرن ميونخ وفاز معه بلقب دوري أبطال أوروبا، وأثبت جدارته في جميع المسابقات التي خاضها، وتم اختياره أفضل لاعب في أوروبا من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
So you NEED to win the Champions League to win the Ballon d’Or? ????????????
— Franck Ribéry (@FranckRibery) June 7, 2025
إعلانوكان من المتوقع على نطاق واسع فوز ريبيري بجائزة الكرة الذهبية لكنه خسرها أمام رونالدو، وسط مزاعم بأن عملية التصويت كانت "غير عادلة".
وحصل رونالدو الذي لم يفوز بأي لقب مع ريال مدريد في 2013 على 27.99% من الأصوات، وميسي على 24.72%، وريبيري على 23.36%.
وفاز رونالدو بجائزة الكرة الذهبية 5 مرات خلال مسيرته، ويأتي في المركز الثاني خلف ليونيل ميسي الذي فاز بالجائزة 8 مرات بينما لم يفز ريبيري قط بالجائزة.
وفي مقابلة مع صحيفة "غازيتا ديلو سبورت" الإيطالية في عام 2022، انتقد ريبيري قرار منح الكرة الذهبية لرونالدو في عام 2013. وقال الفرنسي "لقد كان الأمر غير عادل".
وأضاف "كان موسما رائعا بالنسبة لي، وكان من المفترض أن أفوز به. مُددت فترة التصويت وحدث أمر غريب شعرتُ أنه خيار سياسي".