رأي اليوم:
2025-05-22@18:09:41 GMT

جنين صوت يأبى الصمت

تاريخ النشر: 4th, July 2023 GMT

جنين صوت يأبى الصمت

 

د. وائل صادق تأبي عاصمة النضال والمقاومة الصمت والاستسلام، فحين تسمع عن حجم الحشود الهائلة من القوات الإسرائيلية والآليات العسكرية والتكنولوجيا المتقدمة المستخدمة لاقتحام مخيم جنين تدرك للوهلة الأولى ان هذا المخيم عصي عن الكسر . لقد شكل المخيم على مدار أكثر من 20 عاماً هاجساً لدي العسكريين الإسرائيليين، فهذا المخيم الذي لم يتجاوز الكيلو متر مربع قد صمد في 2002 في وجه آلة القتل الإسرائيلية ، حيث اقتحمت حينها قواته المؤللة محافظات الضفة الغربية كاملة، وصبت جام غضبها نحو مخيم جنين خاصة.

لم يقف المخيم وقفة المتفرج بل استبسل الجميع في الدفاع والزود عنه، واستطاعوا وقتها إيقاع خسائر فادحة في جيش الاحتلال تمثلت في مقتل 23 جندياً إسرائيلياً وجرح ما يقارب 100 جندي، ووقع الجنود الإسرائيليين في مئات الكمائن التي نصبها لهم المقاومين ، وأُعتبر أن تقدم قوات الاحتلال من بيت إلى بيت ومن جدار إلى جدار هو أنجاز كبير في تقديرهم كطريقة وقائية للتقليل من تعرضهم للنيران ، لقد أستعد رجال المخيم حينها جيداً لهذه المعركة. والمحصلة أن إسرائيل لم تستطع دخول مخيم جنين بسهولة، ولم تكن محاولتهم نزهة، بل لجأوا إلى حصار المخيم لمدة 10 أيام متواصلة قطعت فيها كافة أسباب الحياة من الماء والكهرباء والتنقل دون جدوى، وبالأخير فقد قادة الاحتلال صوابهم فقاموا باستخدام قدر هائل من القوة والدمار ، نجم عنه مجزرة كبيرة في صفوف المدنيين العزل في المخيم. والسؤال هنا بعد عشرين عاماً من اقتحام مخيم جنين عام 2002، ترى ماذا تغير؟ لقد عاد الوضع إلى طبيعته، وعاد المخيم إلى سيرته الأولى يقود الدفاع والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي وضد عملياته المستمرة في اقتحام المدن والمخيمات الفلسطينية، وإراقة دماء الفلسطينيين وإلحاق الأذى بهم وبأرواحهم، ووضع الكثير منهم في السجون. ومنذ ساعات مضت وفي محاولة إسرائيلية جديدة لإعادة الكرة بنفس الهدف لإسكات مخيم جنين وبنفس الآليات والأساليب ، حيث وضع الاحتلال بنكاً من الأهداف يقوم على تنفيذها بالهجمات الجوية وبحشد هائل من الوات والآليات بغرض القضاء على المقاومين الفلسطينيين أو اعتقالهم وتدمير مقارهم ومحاولة إسكات صوت النضال والمقاومة في جنين. وهذه المرة يحاول أن ينفذ خُططاً أُعدت منذ سنوات طويلة ، حيث قرر بنيامين نتنياهو ووزير جيشه يوآف غالانت تنفيذها بمشاركة كافة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وبحسب المواقع الإسرائيلية طٌلب من أعضاء الكنيست التوقف عن أي انتقاد ما من شأنه إعاقة العملية في جنين، هل تدرك مدى أهمية وخطورة عملية جنين للجانب الإسرائيلي المشهد كله متوقف، والجميع يحبس الأنفاس، فالكل يعلم ماهي جنين. إن حالة الدفاع والنضال والمقاومة في جنين شكلت حالة متقدمة ونموذج للالتفاف الشعبي والفصائلي فالكل يتشارك ضمن عمل ميداني واحد في دفاعه عن حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية، حتى أصبح المخيم قلعة من قلاع النضال، وباعتراف مسؤولي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بمحدودية قدرتهم في جنين وشمال الضفة وبأنهم غير قادرين على وقف هجمات إطلاق النار. إسرائيل لازالت لم تدرك أن مخيم جنين ونظرائه لم ولن يرفع رايات الانكسار والاستسلام مهما أوغلت إسرائيل في دماء الفلسطينيين فروح المقاومة والنضال هي جزء من شخصية وهوية الفلسطينيين لن تختفي أو تطمس ما داموا لم يتحصلوا على حقوقهم المشروعة. ورغم انجاز عملية السلام في 1993 بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلا أن الرؤية الإسرائيلية للسلام تمر عبر إجراءات من التبعية والهيمنة وعدم تمكين الفلسطينيين من ممارسة حقوقهم فوق أرضهم، بل شكلت إسرائيل على مدار 30 عاماً عائقاً في وجه عملية السلام فوضعت العصا في دواليبها ورفضت على الدوام العديد من مقترحات السلام وآخرها خطة السلام العربية، لقد عمدت على نهج الحلول المؤقتة والمرحلية التي لا تشبع رغبة الفلسطينيين في الحرية والاستقلال على حدود الرابع من حزيران 1967 وهو ما يعني فقدان الفلسطينيين لمعظم أراضيهم ما قبل العام 1948.  لقد أجهضت إسرائيل حل الدولتين، وقضت على حلم وجود دولة فلسطينية موحدة قابلة للحياة، وعمدت على محاصرتها بفسيفساء المستوطنات والتي بلغت من التضخم وابتلاع الأراضي بتحويل الدولة الفلسطينية المزمعة إلى دولة من كانتونات، بل وقلصت نفوذ السلطة الفلسطينية بهدم مقراتها والتعرض لأجهزتها الأمنية ووضع العقوبات المالية والاقتصادية عليها، ساعدهم في ذلك حالة الرضا والدعم الأمريكية. لقد وجه نتنياهو الطلقة الأخيرة نحو السلام من خلال تصريحه باجتثاث حلم الدولة الفلسطينية، وقطع الطريق على تطلعات الفلسطينيين لإقامة دولة مستقلة لهم، واضعاً الجميع نحو خيار واحد هو التمسك بالدفاع والمقاومة وصولاً للحرية وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية حتى الرمق الأخير.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

بعد البيان الثلاثي.. خبير قانوني: خطوة نحو كسر الصمت الدولي على جرائم إسرائيل في غزة

في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي على غزة وتفاقم الأزمة الإنسانية، رحّب الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي، بالبيان الثلاثي الصادر عن بريطانيا وفرنسا وكندا، معتبراً أنه يمثل تحولاً في مواقف بعض الدول الغربية وتحملها لمسؤولياتها القانونية والأخلاقية. 

واعتبر مهران، البيان بأنه اعترافاً ضمنياً بأن إسرائيل ترتكب جرائم حرب، خاصة من خلال منع دخول المساعدات الإنسانية، وهو ما يشكل انتهاكاً لاتفاقيات جنيف وللقانون الدولي الإنساني.

إسرائيل تستخدم التجويع كسلاح

أضاف مهران في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن سماح إسرائيل بدخول تسع شاحنات فقط من المساعدات لا يعدو كونه خطوة دعائية لتجميل صورتها أمام العالم، في وقت يعيش فيه أكثر من مليوني فلسطيني تحت حصار يرقى إلى استخدام التجويع كسلاح، وهو ما يندرج أيضاً ضمن جرائم الحرب حسب نظام روما الأساسي.

وشدد على ضرورة البناء على البيان الثلاثي لتحريك موقف دولي أوسع، خصوصاً بعد انضمام أكثر من 22 دولة للمطالبة بفتح المعابر وإدخال المساعدات. كما دعا إلى خطوات عملية مثل فرض العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية، وتفعيل مبدأ الولاية القضائية الدولية لمحاكمة المسؤولين الإسرائيليين المتورطين في انتهاكات جسيمة.

وفي الختام، دعا الدكتور مهران إلى تحرك عربي موحد يستثمر هذا التحول الدولي، مؤكداً أن الاكتفاء بالتصريحات لن يكون كافياً، محذراً من أن استمرار ازدواجية المعايير سيقوّض مصداقية النظام الدولي ويفاقم حالة الإحباط من فاعلية القانون الدولي في إنصاف الشعوب المظلومة.

طباعة شارك إسرائيل فرنسا كندا غزة

مقالات مشابهة

  • البرلمان العربي يُدين إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار تجاه وفد دبلوماسي خلال زيارته مخيم جنين
  • لماذا الصمت العربي في حين تغيرت مواقف الغرب تجاه إسرائيل؟
  • جيش الاحتلال يطلق النار على وفد دولي يزور مخيم جنين
  • دبلوماسيون يتعرضون لإطلاق نار من الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين.. واحتجاجات من عدة دول
  • الجيش الإسرائيلي يفتح النار على وفد دبلوماسي في مخيم جنين بينهم السفير المغربي
  • قوات الاحتلال تطلق النار على وفد دبلوماسي أوروبي في مخيم جنين
  • قوات الاحتلال تطلق النار بشكل كثيف من داخل مخيم جنين على وفد دبلوماسي
  • عاجل. إطلاق نار إسرائيلي يستهدف وفدًا عربيًا وأوروبيًا في مخيم جنين
  • الاحتلال يطلق النار باتجاه وفد دبلوماسي أوروبي خلال زيارته مخيم جنين / فيديو
  • بعد البيان الثلاثي.. خبير قانوني: خطوة نحو كسر الصمت الدولي على جرائم إسرائيل في غزة