إدارة الإجهاد في المواقف العصيبة… كيف تتحقق؟
تاريخ النشر: 4th, July 2023 GMT
عمان – إذا كان لديك أسلوب حياة شديد التوتر، أو تحمل على عاتقك مسؤوليات كثيرة، أو تعاني حالة صحية عقلية مثل اضطراب القلق، فقد تجد أن المواقف العصيبة تظهر أمامك كثيرا، وقد تتكرّر بشكل يومي.
هنا، عليك تعلّم مهارة "إدارة الإجهاد" في المواقف العصيبة، والتي تساعدك في تقليل مستويات التوتر وتمنحك الفرصة لتخفيف الضغوط في حياتك اليومية.
يقول المتخصص في الطب النفسي الدكتور علاء اللحام إن كل إنسان معرّض لأن يواجه مواقف وضغوطا تزيد من استنفاره الانفعالي، وتسبب له القلق والتوتر. واستجابة الأشخاص لهذه الضغوط تختلف وفق شخصياتهم، بالإضافة إلى العامل الوراثي والبيئي والصحي.
ويشير اللحام إلى أن سوء التعامل مع الضغوط النفسية وما ينجم عنها من قلق وتوتر يسبّب مشكلات صحية ويفاقمها، مثل: الضغط والسكري ونقص المناعة.
ويؤكد اللحام في حديثه إلى الجزيرة نت أن كل شخص يحتاج إلى آليات معينة لمواجهة هذه الضغوط وإدارة الإجهاد النفسي والعصبي، وتشمل ضبط المشاعر والانفعالات النفسية والجسدية وفهمها والوعي بها.
ويقدم المتخصص اللحام إرشادات لإدارة التوتر، وهي:
فهم المواقف المؤدية إلى الشعور بالتوتر وتحليلها ورصد بواعثها ومآلاتها. ممارسة الرياضة بانتظام. تناول الأكل الصحي. البعد ما أمكن عن المنبّهات ومشروبات الطاقة. ممارسة تمارين الاسترخاء. تنظيم أوقات العمل والراحة. تعلم مهارات وهوايات تساعد في تخفيف القلق. الاهتمام بجانب العلاقات الاجتماعية وتفعيله. تنظيم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. استشارة الطبيب النفسي؛ لتقييم إذا ما كان الشخص يحتاج إلى علاج معرفي سلوكي و/أو دوائي.
وعن أثر الإجهاد في الحياة الزوجية، تعلق المستشارة الأسرية والتربوية الدكتورة أمل بورشك للجزيرة نت "الإجهاد جزء طبيعي من حياة الجميع، وهو نوعان: أحدهما يدفع إلى النمو والعمل والتغيير، والآخر سلبي يؤثر في جودة الحياة، ويؤدي عادة إلى التأثير على كل العمليات الحيوية في الجسم، لتأثر الكيمياء الحيوية به".
ويؤدي ذلك إلى الشعور بالقهر والحزن والاكتئاب والانفعال والغضب والانسحاب الاجتماعي، وتولد الأفكار المتناقضة، أو الصداع، والتوتر النفسي، والتهابات تؤثر في المناعة، وانخفاض في نبضات القلب، وعدم الانتباه أو التركيز، وعدم القدرة على الجلوس، وآلام المعدة، والأرق والدخول في جدال مستمر والشعور بإرهاق عام، وفق بورشك.
وتلفت إلى ضرورة البحث عن الأسباب، والتوعية الذاتية بالبحث عن طرق التعامل مع الإجهاد، بتحديد أولويات المهام وإدارة الوقت وتعزيز القدرة على مواجهة الشدائد وتحسين الوعي العاطفي من ردود الفعل، وكذلك تحديد معنى الحياة الشخصية والتأمل بالامتنان والتفاؤل وتوظيف الاسترخاء والصلاة ومحاولة تحسين العلاقات بين الزوجين.
التعامل بإيجابية مع النفستقول المستشارة بورشك إن من طرق العلاج الانشغال بإعداد وجبة خفيفة ليتحرك الجسم ويسمح للعقل بالاستراحة، أو التحدث إلى شخص لا تراه يوميا، ما يساعد في خفض مستويات التوتر، وتجنب النقد الداخلي أو سماع صوت داخلي نابع من نفسك وينتقدك، إذ عليك التعامل بإيجابية مع نفسك.
وتنصح بورشك الشخص المصاب بالإجهاد قائلة "نظّم وقتك واستفد منه بشكل صحيح، وحاول إتمام المهمات بعيدا من الملل. وأيضا، التنفس بعمق والاسترخاء، والحفاظ على روح الدعابة والاستمتاع بتمضية وقت مع العائلة والأصدقاء، وتخصيص وقت للهوايات والنوم الكافي مع اتباع نظام غذائي متوازن ترافقه الرياضة".
وتختم المستشارة الأسرية والتربوية بالقول إنه من المستحسن زيارة الطبيب المتخصص أو استشارة طبيب نفسي للبحث عن سبب الإجهاد المؤثر في حياتك الزوجية، مع الحرص على ديمومة التواصل الإيجابي بالصبر.
للتغلب على الإجهاد في المواقف العصيبة، يقدّم موقع "سايك سنترال" (psychcentral) بعض النصائح، أهمها:
توقف وخذ نفسا: أول شيء عندما تلاحظ أنك في موقف مرهق، توقف لدقيقة لإرخاء عضلاتك، وخذ نفسا عميقا واعيا، ويمكن أن تكون تلك الخطوة أشبه بالضغط على زر "إعادة الضبط"، ما يوجِد مساحة صغيرة بينك وبين الموقف المجهد، ويمنحك مساحة أكبر للاستجابة بالشكل الأمثل مع ما يحدث، بدلا من التفاعل العاطفي. حرّك جسمك: عند مواجهة الإجهاد، يستجيب الجسم للقتال أو الهروب. قد يبدو هذا وكأنه توتر عضلي أو زيادة في معدل ضربات القلب. ويؤدي ذلك إلى تخفيف بعض استجابات الإجهاد الجسدي، والتي من شأنها أن تهدئ الضغط النفسي، ويمكن أن تساعد جسمك في إكمال دورة الاستجابة للضغط، ما يسمح لك بالعودة إلى التوازن عندما تتوقف عن النشاط وتستريح. أعد صياغة وجهة نظرك: في بعض الأحيان، يمكن أن يُحدث تغيير بسيط في طريقة التفكير فرقا كبيرا. عندما تواجه موقفا عصيبا، حاول الإمساك بالقلم والورقة والكتابة عن الموقف المجهد، اشرح على الورق سبب كون الموقف مرهقا وصف كيف يجعلك تشعر بجسدك وعقلك. ومن شأن هذا التمرين أن يمنحك منظورا إضافيا ونظرة ثاقبة إلى مشاعرك، ما يساعدك في اتخاذ القرارات أو إدراك أن الموقف لن يستمر إلى الأبد.وتقول لينا سواريز أنجيلينو، المتخصصة الاجتماعية العيادية "الخطوات السابقة ستسمح لك ذلك بتصنيف ضغوطك وتقسيمها بطريقة تساعدك في أن تكون أكثر إنتاجية.. فتشعر بأنك أقل إرهاقا".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
افتتاح المؤتمر العالمي العشرين للطب النفسي بكلية الطب جامعة عين شمس
عقدت كلية الطب بجامعة عين شمس فعاليات المؤتمر الدولى العشرين للطب النفسي والثامن لطب نفس الأطفال والمراهقين والخامس لطب نفس الإدمان والتشخيص المزدوج، والثاني لطب نفس السيدات، في الفترة من 27-29 من مايو الحالى، تحت عنوان " الشدائد العالمية والطب النفسي.
بمشاركة نخبة من أساتذة الطب النفسي من مصر ومختلف دول العالم، وبحضور الأستاذ الدكتور محمد ضياء زين العابدين، رئيس جامعة عين شمس، الدكتور علي الأنور، عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، والأستاذ الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي ومؤسس مركز أحمد عكاشة للطب النفسي بجامعة عين شمس ومستشار رئيس الجمهورية للصحة النفسية والدمج المجتمعي.
وفي كلمته خلال الافتتاح، أكد الدكتور محمد ضياء زين العابدين حرصه الدائم على حضور مؤتمرات كلية الطب، مشيدًا بالدور الكبير الذي تقوم به الكلية في تقديم خدمات طبية متميزة للمريض المصري، لا سيما في مجال الصحة النفسية.
من جانبه، أوضح الدكتور أحمد عكاشة أن الطب النفسي لم يعد مجرد تخصص طبي، بل أصبح ضرورة لتعزيز جودة الحياة، خاصة في ظل التحديات العالمية التي تواجه المجتمعات، مشددًا على أهمية التعامل مع هذه التحديات من منظور علمي متكامل.
وأشار الدكتور علي الأنور إلى أن مركز أحمد عكاشة يُعد من المراكز الرائدة والمتميزة في علاج المرضى النفسيين، خاصة المرضى غير القادرين، ويحظى بإقبال كبير من المرضى بفضل جودة الخدمات التي يقدمها.
بدوره، أكد الدكتور طارق يوسف، المدير التنفيذي لمستشفيات جامعة عين شمس، أن المركز يقدم خدماته العلاجية للمرضى مجانًا، مشيرًا إلى أهمية التوعية بالأمراض النفسية وطرق التعامل مع الضغوط النفسية والاضطرابات المختلفة، بما في ذلك الاكتئاب.
كما استعرض الدكتور طارق عكاشة، أستاذ الطب النفسي ورئيس مركز أحمد عكاشة للطب النفسي، تاريخ المركز، موضحًا أن خدمة الطب النفسي بدأت في مستشفى عين شمس عام 1964 كقسم داخل قسم الباطنة تحت مسمى “قسم الأمراض النفسية والعصبية”، قبل أن يتم تغيير الاسم إلى “قسم الطب النفسي” بناءً على طلب الدكتور أحمد عكاشة، ليُفتتح المركز رسميًا عام 1990. وأشار إلى أن المركز بدأ بـ 4 أساتذة، ويضم حاليًا 141 طبيبًا وأستاذًا ومدرسًا مساعدًا، ويحتفل هذا العام بمرور 35 عامًا على افتتاحه، فيما يُعقد المؤتمر بانتظام منذ 20 عامًا.
حضر فعاليات المؤتمر الدكتورة عفاف حامد، أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة عين شمس والرئيس الشرفي للمؤتمر، والدكتورة منن عبد المقصود، أمين عام الصحة النفسية بالأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، إلى جانب لفيف من أعضاء هيئة التدريس بقسم الطب النفسي بجامعة عين شمس، وعدد من أساتذة الطب النفسي من مختلف دول العالم
ويتشكل المؤتمر من 3 مسارات كل مسار يحتوى علي عدة جلسات علي مدار يومين، المسار الأول يتمثل في الطب النفسي العام والثاني يتحدث عن طب النفسى للأطفال،أما الثالث فيتناول الطب النفسي العام والإدمان.
بالإضافة لورش العمل المقامة في مركز الأستاذ الدكتور أحمد عكاشة علي هامش المؤتمر والتى تتناول الجديد في علاج الإضطرابات النفسيه مثل الفصام والإضطراب الوجداني والإكتئاب والإضطرابات العصابية مثل الهلع والوسواس القهرى، بالإضافة إلى ورش العمل التى تناقش مهارات القيادة وكيفية إختيار التخصصات، وكيفية تأثير الأحداث العالمية على الصحة النفسيه والطب النفسي والمرضي النفسيين مثل تغيرات الجو والمشكلات السياسية والحروب والمشكلات الإقتصادية،والتى تؤثر علي جوده حياه الإنسان وأدائه في العمل، والنظر لكيفية التعامل مع هذه الأحداث وتحسين جودة صحه وحياه المريض النفسية.
اختتم المؤتمر أعماله بعدد من التوصيات الهامة، ركزت على أهمية ربط الصحة النفسية بالعوامل البيئية والاجتماعية، وضرورة توفير خدمات شاملة تستهدف مختلف الفئات العمرية.
وأكد المشاركون أن الاضطرابات النفسية تتأثر بشكل مباشر بالبيئة المحيطة، مثل الحروب والتغيرات المناخية، فضلًا عن الأزمات الاقتصادية والمادية، والعلاقات الإنسانية، وهو ما يستدعي تعزيز الاهتمام بالبيئة والمجتمع كجزء من خطة شاملة للحفاظ على جودة حياة المرضى النفسيين.
وسلط المؤتمر الضوء على أهمية طب نفس الأطفال والمراهقين، مشيرًا إلى أن 8% من أطفال العالم يعانون من اضطرابات نفسية، فيما تصل النسبة إلى 14% بين المراهقين، كما تبدأ نحو 75% من الاضطرابات النفسية قبل سن 25 عامًا، مما يجعل من الضروري التوسع في تقديم خدمات الدعم النفسي والوقاية والتوعية في مراحل عمرية مبكرة.
كما شدد المؤتمر على ضرورة نشر الوعي المجتمعي بالأمراض النفسية، وتيسير الحصول على الخدمات والعلاجات المتخصصة، مؤكدين أن ذلك يمثل خطوة محورية في دعم الصحة النفسية على نطاق واسع.
وعلى هامش المؤتمر كّرم الأستاذ الدكتور محمد ضياء زين العابدين رئيس جامعة عين شمس كل من أ.د على الأنور عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية وأ.د طارق يوسف المدير التنفيذي للمستشفيات الجامعية وأ.د طارق عكاشة أستاذ الطب النفسى تقديرًا لهم، وكذلك تكريم رواد القسم بداية من مؤسس القسم كمدير مركز أستاذ دكتور أحمد عكاشة للطب النفسي حتى آخر الأساتذة العاملين ويعد هذا التكريم وفاء وولاء للأساتذة والجيل الأسبق المؤسس لمركز الطب النفسى بجامعة عين شمس.
ويذكر أن مركز الدكتور أحمد عكاشة للطب النفسي يعد أحد أبرز الصروح الطبية المتخصصة في هذا المجال، حيث يقدم خدمات متكاملة تشمل الطب النفسي العام، وطب نفس الأطفال والمراهقين، وطب نفس الإدمان، والعلاج المزدوج، وطب نفس المسنين.
كما يضم المركز عيادات تخصصية متقدمة لعلاج اضطرابات النوم والاضطرابات النفس-جنسية، ويقدم خدماته من خلال نحو 18 عيادة خارجية تعمل على مدار خمسة أيام أسبوعيًا، بما يسهم في تلبية احتياجات عدد كبير من المرضى.