بعد حوالي عام من الإطلاق المدوّي لبرمجية الذكاء الاصطناعي التوليدي "تشات جي بي تي"، قدمت شركة "أوبن إيه آي" الناشئة أحدث ابتكاراتها الاثنين، وهي روبوتات للدردشة وتقديم المشورة مع إمكانية تخصيصها بحسب متطلبات المستخدمين، وبأدوات أكثر كفاءة وأقل تكلفة للمطورين.


وقال رئيس الشركة سام ألتمان طرحنا بشكل سري الإصدار الأول من تشات جي بي تي على الإنترنت لأغراض البحث.

وقد سارت الأمور بشكل جيد".

وأضاف خلال مؤتمر أقيم في سان فرانسيسكو وبُث مباشرة عبر الإنترنت "لدينا الآن حوالى 100 مليون مستخدم نشط كل أسبوع".

ويستخدم هؤلاء الملايين من الأشخاص "تشات جي بي تي" لكتابة الرسائل أو طلب وصفة طبخ أو اختراع قصة ليخبروها لأطفالهم، ويمكن للروبوت بعد ذلك قراءتها لهم.

وسيتمكن المستخدمون المشتركون في الواجهة قريباً من الإفادة منميزات أكثر تطوراً، من خلال إنشاء برنامج الدردشة الآلي الخاص بهم، من دون الحاجة حتى إلى معرفة كيفية البرمجة.

فقد أطلقت "أوبن إيه آي" الاثنين ما أسمته الـ"جي بي تي"، وهي عبارة عن أدوات "يمكنها، على سبيل المثال، المساعدة في تعلم قواعد أي لعبة لوحية أو تعليم الرياضيات للأطفال".

ومن بين الأمثلة التي وضعتها الشركة على الإنترنت، هناك "Laundry Buddy" ("لاندري بادي") الذي يمكن "سؤاله عن كل شيء، عن البقع وإعدادات الغسالة وغسل الملابس وفرزها"، أو خاصية أخرى تُسمى "المفاوض" يمكنها مساعدة المستخدم في "الدفاع عن مصالحه والحصول على نتائج أفضل".

قدرات خارقة

تعتمد روبوتات الدردشة هذه على نماذج لغة "أوبن إيه آي" (التقنية الأساسية للذكاء الاصطناعي التوليدي) والتعليمات والمستندات المقدمة من منشئ روبوتات الدردشة (بما يشبه قواعد الألعاب).

ويرى مراقبون فيالذكاء الاصطناعي التوليديمنعطفاً ثورياً شبيهاً بما حصل عند ظهور الإنترنت، إذ تتيح هذه التكنولوجيا إنتاج نصوص وصور وأصوات بناءً على طلب بسيط باللغة اليومية.

وبالنسبة لمتابعين كثر، فإن هذه التقنية ستمكّن بشكل خاص من إنشاء وكلاء شخصيين سيساعدون البشر في حياتهم الشخصية والمهنية.

وقد حمل النجاح غير المسبوق الذي حققه "تشات جي بي تي"، والمخاوف التي أثارها الذكاء الاصطناعي التوليدي، رئيس الشركة الشاب البالغ 38 عاماً إلى عقد لقاءات مع رؤساء الدول في عام 2023.


وكشف ألتمان عن "جي بي تي-4 توربو"، وهو نموذج جديد قادر على أخذ عناصر من السياق في الاعتبار بدرجة أكبر خلال الرد على أسئلة المستخدمين، ويتم تدريبه على بيانات أحدث وبتكاليف أقل.

وتكتسب واجهة برمجة التطبيقات (API) إمكانات أكثر على صعيد الوسائط المتعددة (بما يشمل الرؤية المعلوماتية، والصوت، وما إلى ذلك).

البقاء في المقدمة

ورأى الخبير يوري وورمسر أن الإعلان الرئيسي الصادر عن "أوبن إيه آي" يرتبط بالوكلاء الشخصيين.

ولفت إلى أن "هذه المبادرات تشبه ما أعلنته شركة "ميتا "، في إشارة إلى برمجيات الذكاء الاصطناعي التوليدي المرفقة بشخصيات والتي أطلقها عملاق وسائل التواصل الاجتماعي هذا الخريف.

وتهدف هذه الميزات الجديدة إلى السماح لـ"أوبن إيه آي" بالبقاء في المقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي بمنافسة شركات مثل غوغل وأمازون، بحسب المحلل في "إنسايدر إنتلجنس".

وتخوض الشركات العملاقة في مجال التكنولوجيا سباقاً محموماً لنشر هذه التكنولوجيا، مع أدوات جديدة لمحركات البحث والمنصات وبرامج الإنتاجية الخاصة بها.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی التولیدی تشات جی بی تی أوبن إیه آی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في تحليل الصور الطبية

برز الذكاء الاصطناعي، منذ ظهوره، كأداة فعّالة لتحليل الصور الطبية. وبفضل التطورات في مجال الحوسبة ومجموعات البيانات الطبية الضخمة التي يُمكن للذكاء الاصطناعي التعلّم منها، فقد أثبت جدواه في قراءة وتحليل الأنماط في صور الأشعة السينية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي المحوسب، مما يُمكّن الأطباء من اتخاذ قرارات أفضل وأسرع، لا سيما في علاج وتشخيص الأمراض الخطيرة كالسرطان. في بعض الحالات، تُقدّم أدوات الذكاء الاصطناعي هذه مزايا تفوق حتى نظيراتها البشرية.

يقول أونور أسان، الأستاذ المشارك في معهد ستيفنز للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، والذي يركز بحثه على التفاعل بين الإنسان والحاسوب في الرعاية الصحية "تستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعي معالجة آلاف الصور بسرعة وتقديم تنبؤات أسرع بكثير من المُراجعين البشريين. وعلى عكس البشر، لا يتعب الذكاء الاصطناعي ولا يفقد تركيزه بمرور الوقت".

مع ذلك، ينظر العديد من الأطباء إلى الذكاء الاصطناعي بشيء من عدم الثقة، ويرجع ذلك في الغالب إلى عدم معرفتهم بكيفية وصوله إلى قراراته، وهي مشكلة تُعرف باسم "مشكلة الصندوق الأسود".

يقول أسان "عندما لا يعرف الأطباء كيف تُولّد أنظمة الذكاء الاصطناعي تنبؤاتها، تقلّ ثقتهم بها. لذا، أردنا معرفة ما إذا كان تقديم شروحات إضافية يُفيد الأطباء، وكيف تؤثر درجات التفسير المختلفة للذكاء الاصطناعي على دقة التشخيص، وكذلك على الثقة في النظام".

بالتعاون مع طالبة الدكتوراه أوليا رضائيان والأستاذ المساعد ألب أرسلان إمراه بايراك في جامعة ليهاي في ولاية بنسيلفانيا الأميركية، أجرى أسان دراسة شملت 28 طبيبًا متخصصًا في الأورام والأشعة، استخدموا الذكاء الاصطناعي لتحليل صور سرطان الثدي. كما زُوّد الأطباء بمستويات مختلفة من الشروح لتقييمات أداة الذكاء الاصطناعي. في النهاية، أجاب المشاركون على سلسلة من الأسئلة المصممة لقياس ثقتهم في التقييم الذي يُولّده الذكاء الاصطناعي ومدى صعوبة المهمة.

وجد الفريق أن الذكاء الاصطناعي حسّن دقة التشخيص لدى الأطباء مقارنةً بالمجموعة الضابطة، ولكن كانت هناك بعض الملاحظات المهمة.
اقرأ أيضا... مؤسسات تستخدم الذكاء الاصطناعي لأعمال معقدة ومتعددة الخطوات

كشفت الدراسة أن تقديم شروحات أكثر تفصيلًا لا يُؤدي بالضرورة إلى زيادة الثقة.

أخبار ذات صلة "أوبن إيه آي" تطلق نموذج ذكاء اصطناعي جديدا الذكاء الاصطناعي النووي يُحدث نقلة في إدارة قطاع الطاقة

يقول أسان "وجدنا أن زيادة التفسير لا تعني بالضرورة زيادة الثقة". ذلك لأن وضع تفسيرات إضافية أو أكثر تعقيدًا يتطلب من الأطباء معالجة معلومات إضافية، مما يستنزف وقتهم وتركيزهم بعيدًا عن تحليل الصور. وعندما تكون التفسيرات أكثر تفصيلًا، يستغرق الأطباء وقتًا أطول لاتخاذ القرارات، مما يقلل من أدائهم العام.

يوضح أسان "معالجة المزيد من المعلومات تزيد من العبء المعرفي على الأطباء، وتزيد أيضًا من احتمال ارتكابهم للأخطاء، وربما إلحاق الضرر بالمريض. لا نريد زيادة العبء المعرفي على المستخدمين بإضافة المزيد من المهام".

كما وجدت أبحاث أسان أنه في بعض الحالات، يثق الأطباء بالذكاء الاصطناعي ثقةً مفرطة، مما قد يؤدي إلى إغفال معلومات حيوية في الصور، وبالتالي إلحاق الضرر بالمريض.

ويضيف أسان "إذا لم يُصمم نظام الذكاء الاصطناعي جيدًا، وارتكب بعض الأخطاء بينما يثق به المستخدمون ثقةً كبيرة، فقد يطور بعض الأطباء ثقةً عمياء، معتقدين أن كل ما يقترحه الذكاء الاصطناعي صحيح، ولا يدققون في النتائج بما فيه الكفاية".
قدّم الفريق نتائجه في دراستين حديثتين: الأولى بعنوان "تأثير تفسيرات الذكاء الاصطناعي على ثقة الأطباء ودقة التشخيص في سرطان الثدي"، والثانية بعنوان "قابلية التفسير وثقة الذكاء الاصطناعي في أنظمة دعم القرار السريري: تأثيراتها على الثقة والأداء التشخيصي والعبء المعرفي في رعاية سرطان الثدي".

يعتقد أسان أن الذكاء الاصطناعي سيظل مساعدًا قيّمًا للأطباء في تفسير الصور الطبية، ولكن يجب تصميم هذه الأنظمة بعناية.
ويقول "تشير نتائجنا إلى ضرورة توخي المصممين الحذر عند دمج التفسيرات في أنظمة الذكاء الاصطناعي"، حتى لا يصبح استخدامها معقدا. ويضيف أن التدريب المناسب سيكون ضروريًا للمستخدمين، إذ ستظل الرقابة البشرية لازمة.
وأكد "ينبغي أن يتلقى الأطباء، الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي، تدريبًا يركز على تفسير مخرجات الذكاء الاصطناعي وليس مجرد الوثوق بها".

ويشير أسان إلى أنه في نهاية المطاف، يجب تحقيق توازن جيد بين سهولة استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي وفائدتها.

ويؤكد الباحث "يُشير البحث إلى وجود معيارين أساسيين لاستخدام أي شكل من أشكال التكنولوجيا، وهما: الفائدة المتوقعة وسهولة الاستخدام المتوقعة. فإذا اعتقد الأطباء أن هذه الأداة مفيدة في أداء عملهم، وسهلة الاستخدام، فسوف يستخدمونها".
مصطفى أوفى (أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • أوبن أيه آي تطلق نموذج الذكاء الاصطناعي GPT-5.2 بعد تحسينات واسعة
  • بقيادة ترمب.. تشكيل تحالف دولي لمواجهة الهيمنة الصينية في الذكاء الاصطناعي
  • الأمان الرقمي للجميع.. 11 خطوة تحميك من أكبر تهديدات الإنترنت
  • الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في تحليل الصور الطبية
  • تشات جي بي تي متهم بقتل رجل وأمه الثمانينية
  • ميكي ماوس يلتقي تشات جي بي تي: ديزني توقع صفقة فيديوهات قصيرة مع أوبن إيه آي
  • أبرز أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة التسوق عبر الإنترنت
  • تحذير من ضعف دقة الذكاء الاصطناعي لقياس النبض عند ارتفاعه
  • قيادة المستقبل في عصر الذكاء الاصطناعي
  • هل روبوتات الذكاء الاصطناعي مجرّد ضجيج أم أمل حقيقي؟