ما أكثر ما شهد به أهل غير اللغة العربية بفضلها وثرائها وأثرها وتأثيرها، وبدورها التاريخى العريق فى بناء صرح الحضارة العالمية، واستيعاب تراث الأقدمين السابقين فى لغات الأرض فى العالم القديم، وصهْر ذلك كله فى بوتقة، أو بمعنى أوضح، فى قنوات تواصل ثقافى، وروافد غذاء فكرى وفلسفى وعلمى وفنى وأدبى أضاء ظلمات العصور الوسطى المظلمة من أقصى الكرة الأرضية إلى أدناها، ويضيق المقام عن حصرها حصرا، واستقصائها استقصاء، ونكتفى بإثبات بعض ما رأوه وشهدوا به، ومنهم:
المستشرق والعالم والفرنسى «جوستاف لوبون» فى كتابه ( حضارة العرب)، ترجمة عادل زعيْتر، دار العالم العربى، القاهرة 2009، ص143، وص579.
«حوّل الفاتحون نشاطهم إلى ميْدان الحضارة، وكان عهد بنى العبّاس الأوّلين عهد ازدهار لحضارة العرب فى الشرق، وكان عهدا اقتبس العرب فيه ثقافة اليونان، فلمْ يعتّموا أنْ أبدعوا حضارة ساطعة ازدهرتْ فيها الآداب والعلوم والفنون، ونهضتْ الفنون والعلوم والصناعة والتجارة بسرعة فى زمن الرشيد(786ـ809هـ) على الخصوص».
« وإنّ العرب هم الذين فتحوا لأوروبّا ما كانت تجهله منْ عالم المعارف العلميّة والأدبيّة والفلسفيّة، بتأثيرهم الثّقافي؛ فكانوا ممدّنين لنا وأئمّة لنا ستّة قرون».
وما قاله المستشرق الروسى « يوكراتشوفسكى» فى (القسم الأول من تاريخ الأدب الجغرافى العربى، الإدارة الثقافية، جامعة الدول العربية ص 3):
« إنّ المكانة المرموقة التى تشْغلها الحضارة العربيّة فى تاريخ البشريّة لأمْر مسلّم به من الجميع فى عصرنا هذا، وقد وضح، بجلاء، فى الخمسين عاما الأخيرة فضْل العرب فى تطوير جميع تلك العلوم، أعْنى علوم الفيزياء، والرياضيات، والكيمياء، والبيولوجيا، والجيولوجيا. أمّا فيما يتعلّق بالأدب الفنّى العالميّ فإنّ العرب قد أسهموا فيه بنصيب وافر، يمثّل جزءا أساسيّا من التراث العام للبشريّة، كما امتدّ تأثيرهم، كذلك، إلى عدد كبير من المصنّفات والفنون الأدبيّة التى نشأتْ فى بيئات غيرعربيّة».
وما قاله الأديب والمفكر الفرنسي «فولتير» (1694ـ1778) التنوير الآتى من الشرق، لقاء بين الفكر الآسيوى والفكر الغربى، جى كلارك، ترجمة شوقى جلال، عالم المعرفة، الكويت(346)،2007 ص 77
«إننا نجد فى الشرق أقدم حضارة على الإطلاق، وأقدم شكل للأديان، ومهْد جميع الفنون، لذلك كله فإن الغرب مدين بكل شيء للشرق».
وما قالتْه المستشرقة الألمانية «سيجموند هونكه» فى كتابها شمس الله تشرق على الغرب، فضْل العرب على أوروبا، ترجمه وحققه وعلّق عليه فؤاد حسنين على،دارالعالم العربى، لقاهرة 2007 ص9، و414.
« إنّ أوروبا تدين للعرب وللحضارة العربية، وإنّ الدّيْن الذى فى عنق أوروبا، وسائر القارات الأخرى للعرب كبير جدا». «إنّ العلوم الأندلسيّة العربية لمْ تلْبث أن وقفتْ على ساقيْها... وخرّجتْ شخصيات علْمية عالمية مثل: ابن رشْد، وابن زهر، وابن باجة، وأبى القاسم، والطروغى، وابن البيطار، وابن فرناس، وابن خلدون،... ويمتاز جميع أولئك العلماء على علماء شرق العالم العربى»..
وما قاله كارتارينا مومزن «فى كتابه جوته (1749ـ1832): جوته والعالم العربى، ترجمة عدنان عباس على، مراجعة عبدالغفار مكاوى، عالم المعرفة(194)، الكويت 1995 ص 49:
« إنه لا ينقصنى إلا القليل حتى أبدأ فى تعلم اللغة العربية، إننى أود أن أتعلم أبجديتها على الأقل».
وما قالتـْه « سيجموند هونكة « فى كتابها شمس الله تشرق على الغرب ص 27ـ29، وص261، و262، و355
« القهوة.. القرفة.. البنّ.. السكّر.. الليمون..شرْبات..أرْز.. القرْفة.. الديوان..القبّة..القفّة..ترياق.. مفردات عربية منتشرة فى كل ناحية من نواحى اللغات الأوروبية؛ فهى أسماء كثير من عناصر الحضارة والمدنيّة التى يستعملها الأوروبيونى حياتهم اليومية، وقد جاءتهم عن العرب...».
«ظل العرب حتى عام 915 يتناوبون السيادة على جنوب إيطاليا وجميع الجزر الواقعة فى غرب البحر الأبيض المتوسط. هذا البحر الذى أصبح بحْرا عربيّا... والفتوحات الإسلامية كانت فتوحات لم يقصد المنتصرون من ورائها القيام بأعمال النهب والسلْب.... إن الشعوب صاحبة الثقافات القديمة قد هرمتْ وتجمّدتْ مياه الحياة فى شرايينها... وأخذتْ تلفظ أنفاسها.. ولكنّى كأننى بالعناية الإلهية قد أرادتْ لهذا التراث الإنسانى الحياة، فبعثتْ أبناء الصحراء، وقد عمرتْ قلوبهم بإيمان الإسلام ودعْوته الجديدة فسارعوا إلى تلك الحضارات العقلية فأنقذوها مما يتهدّدها، وبعثوها بعْثا جديدا فتيّا، ولوْلا هذا الفتح الجديد لظلّتْ الثقافة القديمة ميّتة يخيّم عليها سكون القبر ووحْشته إلى حين...». «فمن إسبانيا.. زحفتْ العروبة والعربية على كل أوروبا...».
عضو المجْمع العلمى المصرى، وأستاذ النقد الأدبى بجامعة عين شمس.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: لغتنا العربية جذور هويتنا اللغة العربية العصور الوسطى ة العربیة ل العرب
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة أسيوط يفتتح معرضين فنيين لطلاب "التربية النوعية" بالجامعة
افتتح الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط اليوم الأربعاء معرضين فنيين لطلاب كلية التربية النوعية، حمل الأول عنوان "لمسات منسوجة" لطلاب المستوى الرابع، والثاني بعنوان "خيوط من الحضارة" لطلاب المستوى الثاني، وذلك تحت إشراف الدكتور أحمد عبدالمولى، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتورة ياسمين الكحكي، عميد كلية التربية النوعية.
وتأتي المعارض في إطار دعم الجامعة للأنشطة الطلابية والإبداع الفني، حيث قدّما تجربة فنية متميزة عكست مزيجًا من الوعي بالهوية، والقدرة التقنية، والرؤية الجمالية المعاصرة، إلى جانب التركيز على مفاهيم الاستدامة وربط الفن بالتعليم والمجتمع، تحت إشراف من الدكتورة هالة صلاح الدين، رئيس قسم التربية الفنية، والدكتورة رحاب أحمد زكي، أستاذ مساعد النسجيات اليدوية بالقسم.
وحضر فعاليات الافتتاح عدد من قيادات الكلية، منهم الدكتورة ناريمان سعيد، وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور محمد عبدالباسط، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور وجدي رفعت، عميد الكلية السابق، إلى جانب عدد من رؤساء الأقسام وأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة وإدارة الكلية والطلاب والطالبات
وخلال جولته، أشاد الدكتور أحمد المنشاوي بالأعمال الفنية المعروضة التي أبرزت تميز الطلاب ووعيهم بثقافتهم وتراثهم، وقدرتهم على تقديم قضايا المجتمع في صياغة بصرية جذابة ومعاصرة. كما أكد اعتزاز الجامعة بأبنائها الموهوبين، وحرصها على دعمهم باعتبار أن هذه الأنشطة تمثل ركيزة أساسية لبناء الوعي وتشكيل الوجدان، وتعزيز الهوية الثقافية، فضلًا عن دورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
من جانبه، أعرب الدكتور أحمد عبدالمولى عن إعجابه بالإنتاج الفني المتقن الذي يعكس ما اكتسبه الطلاب من مهارات تقنية وخبرات معرفية، مؤكدًا التزام الجامعة بتوفير الدعم الكامل للأنشطة الفنية والمعارض الطلابية، كونها منصة للإبداع والتذوق الفني والارتقاء بالذائقة الإنسانية.
كما أعربت الدكتورة ياسمين الكحكي عن سعادتها بتنظيم هذه المعارض الطلابية التي تحمل رسالة واضحة مفادها أن الفن وسيلة تعليمية وتعبيرية فعالة، تُسهم في الحفاظ على التراث والبيئة، وتُقدم بروح معاصرة تتماشى مع أهداف الكلية في دعم مفاهيم التنمية المستدامة، وتشجيع الطلاب على إبراز مواهبهم وتطويرها.
وضم معرض "لمسات منسوجة" نحو 20 معلقة وقطعة نسجية استخدمت تقنيات النسج اليدوي والديكوباج والوسائط المتعددة، كما ضم 4 تجارب استكشافية من تنفيذ مشرفة المعرض، واستُخدم في بعض الأعمال سعف النخيل كمادة بيئية، ما يعكس رؤية فنية نابعة من البيئة المحلية تسهم في تحقيق أهداف الاستدامة.
أما معرض "خيوط من الحضارة"، فقد ضم نحو 50 معلقة نسجية استوحاها الطلاب من رموز وعناصر الحضارة الفرعونية والفن الشعبي المصري، حيث أظهر الطلاب من خلالها فهمًا عميقًا للتراث، وقدرتهم على إعادة توظيف العناصر الزخرفية في أعمال نسيجية معاصرة تعبّر عن الماضي وتحاكي الحاضر.
وقد شارك في الإشراف على معرض "لمسات منسوجة" كلٌ من ماريهان محيي، المدرس المساعد بقسم التربية الفنية، وآية الله صلاح، المعيدة بالقسم، وسارة محمود، المعيدة بالقسم
بينما شارك في الإشراف على معرض "خيوط من الحضارة" كلٌ من: آيات عبدالرحيم، آيات أحمد، سما أسامة (المدرسين المساعدين بالقسم)، إلى جانب آلاء عباس، تامر رجب، آية الله صلاح، آلاء ياسر، وسارة محمود (المعيدين بالقسم).
IMG-20250702-WA0158 IMG-20250702-WA0157 IMG-20250702-WA0156 IMG-20250702-WA0155 IMG-20250702-WA0154 IMG-20250702-WA0152 IMG-20250702-WA0151