كلمة الدكتور ابى كمال الجزولي في ختام تأبين والده- عليه الرحمة:
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخيرة فيما اختار الله
ولقد اختار الله أن يفتتح كتابه الكريم بسورة تمثل أعظم دعاء. فبعد الابتهال ب (بسم الله الرحمن الرحيم. الحمدلله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين. اياك نعبد واياك نستعين).. يكون الدعاء بأن (اهدنا الصراط المستقيم.
يقول المتنبي في مدح من هو أصغر قامة من كمال الجزولي:
يطلب عند الناس ماعند نفسه.. وذلك مالا تدعيه الضراغم وقد طلب فقيدنا من الناس ماكان عند نفسه بحق، حينما كتب أبياته الشعرية:
إنك ميت
وإنهم ميتون
ولافكاك
فاجهر -إذن- برفضك الأبيي ههنا
تجهر به هناك
ومت هنا
تحيا هناك
وقد كان الأجهر صوتاً ضد الطغاة والظالمين وقد تيمم وجهك الحق فقاتل من أجل حقوق المرأة والضعفاء والمهمشين في أحلك الظروف وأعتم أيام السودان رافعاً شعلة التنوير والوطنية والاستقامة..
وقد نشد الجمال في كل شيئ ياجميل يالله.. من كتابة الشعر حتى حسن المظهر فاكرمه ياكريم في آخرته بلقاء وجهك الذي طالما ابتغاه في دنياه.. فانت العدل الوهاب "إنه وعد العاقبة، وتلويحة النِّهاية، والقضاء اللازم، والأمر الحاتم، فلا يعجزه المقيم، ولا يفلت منه الهارب، وهو الختام، من قبل ومن بعد، لكلِّ موجود ما خـلا وجـه الكريـم. ونفاذ هذا الوعـد على الجَّميع."
...
سلام عليك يا أبي يوم ولدت وسلام عليك في مماتك وسلام عليك يوم تبعث حيا..
....
الهم يا الله ياحق إن والدي لم يستوحش طريق الحق فآنس وحشته في قبره ...
الهم يا الله أن والدي اكرمنا في حياته فاكرمه في مثواه الاخير.. فأنت الكريم الهم ارحم ابي واغفر له... فأنت الغفور الرحيم الهم امنحنا الصبر والسكينة لتقبل فراقه والشجاعه لمواصلة طريقه والحكمة لصون سيرته الطيبة.. فأنت الحكيم القدير باسم حبيبته وشريكة حياته ورفيقة نضاله ودربه الصعب المكلومة بفقده د. فايزة حسين، وباسم ابنته الحبيبة إلى قلبه الطاهر، المفضلة لديه على الدوام، أروى، والتي حالت الحرب اللعينة دونهما في الأشهر الأخيرة حيث نزحت هي وزوجها أحمد مهدي وحفيدته الحبيبة جوليا إلى عطبرة، وباسم أشقاءه الأوفياء أميرة الجزولي ومجدي الجزولي وباسم عبد المنعم ومحمد وآلهم في المنافي.. وباسم مي محجوب شريف ومريم محجوب ومحمد الهادي حسين وباسم آل الجزولي جميعاً وآل الأنصاري وجيرانهم وباسم آل شرفي وآل حسين عبد الله وباسم زملاء الدرب الصعب في الحزب الشيوعي السوداني ورفقاءه المناضلين أصحاب المشاريع النبيلة في كل الأحزاب السودانية المؤمنة بالديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني العريض وباسم المئات من أصدقاءه والآلوف المؤلفة من محبيه وعارفي فضله الذين انفطرت قلوبهم بفراقه المر في عموم ربوع بلادنا الحبيبة وفي المنافي القريبة والبعيدة وباسمي وباسم إبني إياد أبي كمال الجزولي الذي أحبه كثيراً..
باسمكم جميعاً نحمد الله على حسن العزاء
وندعوه بالرحمة على وطننا الحبيب الذي أثقلته ويلات الحروب جميعها وأن ينعم علينا بالديمقراطية والعدالة الإجتماعية والأمن والاستقرار أشكركم جميعا على دعمكم ومؤازرتكم لنا في مصابنا الجلل ونشكر عمنا وصديق والدنا ماجد عثمان ادريس الذي اعد لنا هذا المكان، ولجنة احباء كمال الجزولي على البرنامج، والاستاذ التشكيلي محمد جو الذي صمم و اشرف علي ما بين ايديكم من مطبوعات أدامكم الله لنا اصدقاءاً مخلصين ورفاقاً أوفياء وهدانا جميعاً الى صراطه المستقيم وإنا لله وإنا إليه راجعون.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: کمال الجزولی
إقرأ أيضاً:
"سيد المسكين" الترند المجني عليه على صفحات التواصل الاجتماعي
ما إن تفتح صفحتك الشخصية على تطبيق الفيس بوك حتى تداهمك صورته بمناسبة الاحتفال بمولد العارف بالله السيد أحمد البدوي ، ستجد المنشوارت التي تنال من الرجل وهيئته متنوعة ما بين القدح والسب والسخرية ،وبخاصة مع ثيابه والجبة الكبيرة التي يرتديها والكحل الذي يكحل به عينيه ،"عم سيد المسكين "صار أيقونة التنمر على صفحات الفيس بوك " ومنهم من تطاول وتجاوز في التطاول وصولا بتطاوله على صاحب المقام السيد أحمد البدوي .
إذا كنت زائرا للمسجد الأحمدي ستنتبه لوجود عم سيد المسكين على باب المقام إما جالسا أو واقفا ،يردد بين الحين وآخر جملا من قبيل :" باب النبي يا سيد" ،"أبو الفتيان يا سيد " ،"شيخ العرب ياسيد يابو العطا جيد".هو لا يطلب مالا من أحد ولا يطلب شيئا من أحد بل إذا سألته عن شيء يجيبك بأدب شديد ويردد الطريق أدب .
ماهي قصة عم السيد المسكين ؟...وما حكاية ذلك الثوب الذي يرتيده مطرزا بجملة التوحيد وعصا يمسكها مكتوب عليها الله ،عم سيد المسكين جاب بلاد الله ،التقيته وطلبت منه في تأدب أن يحدثني عن الحدوتة ،الرحلة والمشوار ،لكنه كان يبتسم ويخبرني أن لكل حدوتة إذن بالحكي يا ولدي ...واليوم التقيته ،وسمعت منه لأنقل ما سمعته لكم :" الحدوتة من الصعيد ثم إلى محافظة الشرقية ،كنت فطاطري وحلواني شديد المهارة في عملي ومعي من المال الكثير والكثير ،متفرغ لنفسي ومزاجي ،لكن بقاء الحال من المحال وكانت الديون تحاصرني ،حتى افلست ووجدت كل أصدقائي الذين لم اتخل عنهم باعوني وتهربوا من مقابلتي ،فهجرت الكل ،واتجهت للقاهرة ولم يكن معي نقودا وقصدت زيارة صديق فطاطري من أصحاب عمري ،لكن الصديق تهرب مني ،سمعت صوته داخل بيته لكن ابنه اخبرني أنه ليس بالبيت ،ومشيت بلا وجهة حتى وجدت نفسي أمام مسجد كبير سألت الناس أخبروني أنه مسجد السيدة زينب رضوان الله عليها ،سحبت كرتونة ونمت في الساحة أمام المسجد ،حتى الصباح واتجهت للميضاء وتوضيت وصليت ،وإذ بي أدخل مقام الست فأجدني أبكي بصراخ وعويل مثل الأطفال وحرقة من داخل القلب ،أنهيت الزيارة فخرجت ،وجدتني انظف المسجد وأنظف الساحة ،فاتسخت ملابسي ،فأعطاني رجل جلابية من الخيش وقال لي :ربما تريحك من أحمال روحك يا سيد اندهشت كيف عرف اسمي؟،كان لا يعرفني ولا اعرفه ،وارتيدت الخيش ومرت الأيام وانا اقوم بالكناسة وتنظيف الساحة التي أمام المسجد والطعام يأتيني ويزيد وكذلك الدخان .وذات مرة كان هناك درس داخل المسجد فسمعت الشيخ يقول حديثا نبويا :"آل بيتي كسفينة نوح من تعلق بهم نجا “ فوجدتني أصرخ وأقول:” متعلق بحماكم ياست" . ثم أقصد مدينة طنطا ولا تسالني لماذا لأنه سر ،فأجلس بجوار شيخ العرب ، وتأتي زوجتي الى وابني ،وقد يراني البعض مجنونا لا يعنيني نظرتهم أنا فطاطري ورزقني الله بمال واستأجرت محل لبيع الفطير في منطقة تجاور المسجد الأحمدي ،لكني شغوف التعلق ومجاورة شيخ العرب السيد .من يسبني انظر اليه واضحك ومن يسخر مني لا أرد عليه أقول له قولا طيبا لينا وأكتفي بالمضي ،علمني أهل الله أن المشغول لا يشغل وأنا مشغول بحب ومجاورة السيد أحمد البدوي.