صحيفة التغيير السودانية:
2025-06-20@14:39:31 GMT

البرهان وحالة التنمر

تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT

البرهان وحالة التنمر

صباح محمد الحسن

وحده الفريق عبد الفتاح البرهان قائد الجيش الذي يحاول رفع الستر والغطاء عن حجم ماتعاني منه المؤسسة العسكرية من عِلات ومن قصور في أرض المعركة، وهو أول من تسبب في ذلك وأول من لايستحي في أن يخبر العالم كله بضعفه وجريمته التاريخية التي إرتكبها في حق هذه المؤسسة العريقة والعظيمة،
وخاطب البرهان القمة السعودية الإفريقية بخطاب ضعيف وطفق يشكو من حالة التنمر التي تمارسها عليه قوات الدعم السريع ويلقي باللوم على الدول التي تدعمها وتساوي بينها والجيش!!
الدول التي تعلمت خاصية هذه المساواة منه شخصيا فهو أول من أخبر العالم أن قوات الدعم السريع ليست ميليشيا وهي قوات نظامية جزء لا يتجزأ من المؤسسة العسكرية بالقانون، والآن وبهذا السبب فعلت بهم وبالشعب ماعجز عن حسمه البرهان وهارون وكرتي (الثالوث) الذي سعى في الأرض فسادا ودمارا وحرقا وسفكا للدماء، إذن ماذا تفعل السعودية وغيرها من الدول سوى أن تحثه وتحدثه عن ضرورة السلام حتى تخرجه من ورطته
ليؤكد له سمو الأمير محمد بن سلمان أن جهود المملكة َتصب في التوصل الى السلام كإلتزام ومسئولية تجاه السودان مؤكدا أن هذه الجهود ستستمر حتى تؤتي ثمارها، وقطع بأن تقسيم السودان او تفتيته هو خط احمر بالنسبة للسعودية
وماقاله بن سلمان هو ما كان يجب أن يقوله البرهان على منصة القمة، فمهما فعل الدعم السريع كان يجب أن يقف البرهان أمس بإستقامة أكبر فالبطولات احيانا لاتتحقق بالنصر ولكن بالشجاعة والثبات حتى لحظة الموت.

و مخطيء من يظن أن المملكة العربية السعودية أرادت بدعوتها للبرهان حضور القمة السعودية لتمنحه دعما سياسيا فالمملكة هي أحد أطراف الحل للأزمة السودانية الممسكة بورقة أبعاد البرهان من المشهد السياسي، بل أبعاد المؤسسة العسكرية برمتها، إذن الدعم السياسي للبرهان ليس سبب دعوة البرهان وحتى فيما يتعلق بالحرب الدائرة فالمملكة وجهت له رسالة قبل وصوله أراضيها بيوم وقالت في توصيات جولة التفاوض الأولى لا يوجد أي حل عسكري مقبول لهذا الصراع
إذن لماذا قدمت السعودية الدعوة للبرهان المشاركة التي خصمت من رصيد المؤسسة العسكرية وليس منه لأنه بلا رصيد

فما تريد السعودية قوله للبرهان على هامش القمة أهم من مشاركته في القمة، سيما أن البرهان ظل هاربا من مواجهة القيادة السعودية فهو الذي زار كل الدول عدا المملكة، لذلك قالت السعودية ماتريده في جلسة مغلقه بينه وسمو الأمير، خرج منه القليل للإعلام وماتبقى منه سيظهر بعد عودة البرهان إلى السودان لأن بعض الأقوال تترجمها الأفعال.
طيف أخير:
#لا_للحرب
في بريد البرهان رسالة تنصحه بعدم العودة للسودان؟
فهل يستجيب القائد !!
الجريدة

وغمضُ العين عن شرّ ضلالٌ *** وغضّ الطرف عن جورٍ غباءُ

نقلا عن جريدة الجريدة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: المؤسسة العسکریة

إقرأ أيضاً:

الصين وآسيا الوسطى شراكة الجيران والتاريخ

 

 

تشو شيوان **

 

عُقدت قبل الأيام قمة "الصين- آسيا الوسطى" الثانية في أستانا بكازاخستان، وسط أجواء من الغموض العالمي والتحوّلات السياسية والاقتصادية الكبرى، خصوصًا وأن العالم يواجه تهديدات عالمية مصيرية وصعبة.

جاءت هذه القمة امتدادًا لرؤية مركزية في السياسة الصينية لتقوية الروابط مع دول الجوار وتعزيز العلاقات خصوصًا وأن آسيا الوسطى منطقة استراتيجية وهناك فرص مشتركة للصين ولدول آسيا الوسطى بالتعاون والتنمية على جميع المستويات وفي كافة القطاعات، وهناك علاقة ودية بينهم وقد قال الرئيس الصيني شي إن الصين ودول آسيا الوسطى الخمس ( كازاخستان- أوزبكستان – تركمانستان – قرغيزستان – طاجيكستان) استكشفت وصاغت روح الصين – آسيا الوسطى التي تتسم بالاحترام المتبادل والثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساعدة المتبادلة والسعي إلى تحقيق التحديث المشترك عبر التنمية عالية الجودة، مما يعُبر بعمق عن تاريخ الشراكة ووجهها الحضاري بين الطرفين.

تأتي أهداف القمة أولًا رفع مستوى التعاون الاقتصادي عالي الجودة من حيث تسريع تنفيذ مشاريع البنية التحتية ضمن مبادرة الحزام والطريق، مع تركيز على الربط السككي والطاقة والنقل متعدد الوسائط مما يساعد في الاستجابة للتحديات الاقتصادية، ثانيًا توسيع الإطار المؤسّسي والتعاون متعدد القطاعات من حيث الاستمرار في تأسيس مراكز تعاون جديدة في مجالات الفقر، التعليم ومكافحة التصحر، إلى جوار منصة تسهيل التجارة، وثالثًا دعم التبادل الثقافي، والتواصل الشعبي (التعليم، السياحة، الجامعات، الفنون…).

أما الأهداف الشاملة؛ فيأتي على رأس قائمتها تعزيز الأمن الإقليمي المشترك بحيث ضمان توحيد الجهود ضد التطرف والإرهاب والجريمة العابرة للحدود، ضمان عدم تدخل قوى خارجية في شؤون المنطقة حيث أن دول آسيا الوسطى ترفض نماذج الهيمنة وحروب الرسوم الجمركية، وأيضًا يعمل كلا الأطراف على ترسيخ الشراكة الاستراتيجية الطويلة الأمد؛ حيث تم توقيع “معاهدة الجوار الصالح الدائم”، لتأسيس إطار قانوني لعلاقات طويلة الأمد قائمة على الاحترام، السيادة، وعدم استخدام القوة.

إن أبرز النتائج تأتي في إطار توقيع اتفاقيات ضخمة وتوسيع البنية التحتية، فقد شملت توقيع 24 اتفاقية بين الصين وكازاخستان في قطاعات متنوعة (الطاقة، الفضاء، الرقمنة، الزراعة)، وانطلاق أعمال السكك الحديدية بين الصين وقيرغيزستان – أوزبكستان، والتوسّع في مشروع ثالث للربط مع كازاخستان، وإنشاء 3 مراكز تعاون (مركز لمكافحة الفقر، مركز تبادل تعليمي، آخر لمكافحة التصحر) وقد خصصت الصين منحة بقيمة 1.5 مليار يوان، و3,000 مقعد تدريبي لدعم مشاريع التنموية الآنية في آسيا الوسطى.

أيضًا من أبرز النتائج للقمة هو ما يتعلق بتسهيلات سفر متبادلة وتواصل شعبي، حيث شملت القمة توقيع اتفاقات دخول دون تأشيرة مع كازاخستان وأوزبكستان؛ علمًا بأنه تجاوزت رحلات المسافرين بين الصين وكازاخستان 1.2 مليون في 2024 مما يثبت أن العلاقات متنامية بين الطرفين، وعلى المستوى الثقافي فقد اتفق الأطراف على افتتاح مؤسسات تعليمية وصناعية وثقافية، وزيادة عدد المدن الشقيقة إلى أكثر من 100 علاقة.

من وجهة نظري أن القمة جاءت في توقيتٍ دقيق؛ إذ تنطلق من منظور صيني ساعي لبلورة تعاون جيو‑اقتصادي بديل عن النموذج الغربي، عبر منظومة علاقات طويلة الأمد ومؤسسات قانونية، وذلك من خلال تبني نموذجًا مؤسسيًا شاملًا- من البنى التحتية إلى التعاون الأمني والتبادل الثقافي- مما يعزز من استدامته بعيدًا عن الأزمات العابرة، وتؤسس لحقبة جديدة من التعاون الإقليمي، وستظل الشفافية والاحترام المتبادل مفتاحًا لتقييم نجاحها طويل الأمد.

"قمة أستانا" أرسَت اتحادًا يتجاوز التجارة إلى فضاء أمني وثقافي متكامل، تحت شعار "الاحترام المتبادل- المنفعة- المساعدة"، وهذا جوهر العلاقة المتبادلة الصحية التي يجب أن تقوم عليها علاقات الدول، والصين ودول آسيا الوسطى يفهمان هذا الأمر جيدًا وما هو جميل أن جميع الأطراف لديها تفاهم مسبق على الخطوط العريقة لشكل العلاقة في المستقبل.

** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية

 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الشيوخ يناقش التنمر داخل المدارس .. الأسبوع المقبل
  • بوغدانوف: نؤكد انعقاد القمة الروسية العربية في موعدها وندعو إلى وقف التصعيد بين طهران وتل أبيب
  • الحوثي يوجه رسالة إلى الدول التي “تستبيح” إسرائيل أجواءها ويؤكد: عملياتنا العسكرية مستمرة
  • قادة إيران المغتالين.. أبرز الشخصيات العسكرية الإيرانية التي استهدفتها إسرائيل
  • ماذا لو تم استهداف منشأة نووية في إيران وماهي الدول التي ستتأثر ؟
  • الصين وآسيا الوسطى شراكة الجيران والتاريخ
  • أبو أسعيدة: البرهان يحاول إشعال الحدود الليبية للهروب من أزمته الداخلية
  • صندوق “أوبك” للتنمية الدولية: لدينا خطط واستراتيجيات لتقديم الدعم للحكومة السورية والتعاون معها
  • السفير الإيراني لدى روسيا: إيران لن تنسى الدول التي وقفت إلى جانبها
  • تعرف على الدول العربية والإسلامية التي أدانت هجمات إسرائيل على إيران