ملايين اليمنيين يتظاهرون في صنعاء والمحافظات الحرة تضامناً مع غزة وإيران في مواجهة العدوان الصهيوأمريكي
تاريخ النشر: 20th, June 2025 GMT
يمانيون / خاص
شهدت أمانة العاصمة صنعاء وسائر المحافظات الحرة اليوم خروجاً مليونياً حاشداً لأبناء الشعب اليمني، في مسيرات جماهيرية تحت شعار “ثابتون مع غزة وإيران ضد الإجرام الصهيوأمريكي”، في مشهدٍ عبّر بوضوح عن الموقف الشعبي اليمني الثابت والداعم لخيار المقاومة في فلسطين، ومساندته لإيران في وجه الاعتداءات الصهيونية المتكررة.
وردد المشاركون شعارات تؤكد على وحدة الموقف المقاوم في مواجهة مشاريع الاحتلال والهيمنة رافعين الأعلام الفلسطينية واليمنية والإيرانية ، وندد المشاركون بالعدوان الصهيوني الأمريكي على غزة، والعدوان الصهيوني ضد الأراضي الإيرانية.
وأكّد المحتشدون أن الشعب اليمني ماضٍ في موقفه الثابت والداعم للمقاومة الفلسطينية حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني، مشددين على أن الاعتداءات الصهيونية على إيران ومحاولات التصعيد في المنطقة لن تمر دون رد، وأن الشعوب الحرة في محور المقاومة تقف صفاً واحداً في وجه الغطرسة الصهيوأمريكية.
وتأتي هذه المسيرات في إطار الموقف اليمني الثابت والاستثنائي ضمن الفعاليات الشعبية المتواصلة في اليمن منذ بداية العدوان الصهيوني على غزة، والتي شهدت زخماً جماهيرياً كبيراً، يعكس عمق الانتماء الشعبي اليمني لقضايا الأمة المركزية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
من غزة إلى صنعاء.. نار العدوان وصوت الصواريخ تكشف الحقائق المدفونة
في الوقت الذي لا تهدأ فيه سماء غزة عن استقبال نيران العدو الإسرائيلي، يقف أهلها في وجه الموت بصبر يفوق الوصف. أجساد الشهداء المتناثرة على أطلال البيوت، ودموع الأمهات في ساحات المشافي، تكشف الحقيقة التي أرادت آلة الحرب طمسها، المجاعة في غزة وصلت إلى مراحل غير مسبوقة، تخيّل مدينة بأكملها، أطفالها، شيوخها، نساؤها، لا يجدون لقمة تسد رمقهم. والاحتلال، بدلًا من أن يسمح بإدخال المساعدات، يضاعف القصف ويُحكم الحصار، ولكن روح المقاومة لا تنكسر. وبين كل قرار وغارة، يولد صمود جديد، فالمقاومة الفلسطينية لا تضعف بل تتجذر، متحدية الحصار والسلاح والخذلان.
ولأن الكفاح لا يعرف حدودًا، كانت صنعاء أقرب من أي عاصمة عربية لقلب غزة. اليمن العظيم، شعب الإيمان والحكمة والوفاء، وتحت قيادة السيد القائد، لم يتأخر في دعم فلسطين، بل يخرج في الساحات، ومستمر بصواريخه ومسيراته بضرب كيان العدو في وسط مدنه، محاصراً الموانئ والملاحة الإسرائيلية في البحر، ليعلن عن موقف صارم لا يُشترى ولا يُساوَم عليه، القوات المسلحة اليمنية لم ترفع شعار التأييد فقط، بل اختارت الإسناد الفعلي، في رسالة تقول “غزة ليست وحدها”.
لكن كل عمل مقاوم يأتي ومعه سيل من المؤامرات، فاليمن لم يسلم من محاولات خارجية، بعضها خليجية وآخرها غربية وصهيونية، لضرب الصف الداخلي في صنعاء. مساعٍ لإشعال الفتن، وتغذية الأفاعي الداخلية التي تعيش خارج البلد، كي تعيق صنعاء عن أداء دورها نحو فلسطين. وبين كل محاولة تخريب، تصمد صنعاء، وتثبت أن إرادة المقاومة لا تُهزم بالمال ولا تُخترق بالإعلام.
ولتفهم خلفيات المشهد، لا بد من الرجوع إلى جذور الأزمة السابقة. فهادي، الملقب بالدنبوع، يعترف أمام الناس بأنه استلم دولة من صالح عفاش، بلا أمن ولا اقتصاد، وحتى البنك المركزي كان فارغًا، لا يحتوي على معاشات للمواطنين. عفاش مارس النهب الممنهج، سرق ٦٤ مليار دولار من أموال الشعب، وهو مبلغ يكفي لبناء دولة متماسكة تملك بنية تحتية تنافس دول العالم.
عفاش لم يأتِ من فراغ، بل وصل للحكم بعد تآمره مع الغشمي على اغتيال الرئيس الحمدي، حينها كان الدولار يساوي ٤ ريالات، وعندما غادر الحكم بعد ثلاثة عقود، أصبح الدولار يساوي ٢٢٠ ريالًا. هذا الانهيار الاقتصادي يُظهر كيف تم بيع اليمن في سوق المصالح، وترك للشعب وطنًا ممزقًا.
ومع كل هذا الإرث الثقيل، لم تتراجع صنعاء عن موقفها، بل وقفت إلى جوار غزة، وواصلت دعمها رغم التحديات. وفي وقت تتخلى فيه أنظمة غنية عن القضية، يبرز صوت الكرامة من اليمن ليعلن أن فلسطين لا تُباع، ولا تُنسى.
غزة تُقصف، وصنعاء تتوعد الخلايا على جبهات متعددة، لكن من بين الدخان والحطام، يظهر الوجه الحقيقي للأمة التي لا تموت، بل تتجدد في كل نبضة صمود.