الدويري يرجح دخول أميركا بثقلها في حرب إسرائيل وإيران
تاريخ النشر: 20th, June 2025 GMT
قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن على إيران الأخذ بالحسبان أن "مواجهة الولايات المتحدة ليست كمواجهة إسرائيل"، مرجحا أنه "يجري التحضير حاليا لدخول واشنطن في الحرب كقوة هجومية ضاربة".
وأشار الدويري -في حديثه للجزيرة- إلى أن سيناريوهات أميركية وضعت لمهاجمة إيران في زمن الرئيسين جورج بوش الابن ودونالد ترامب (الولاية الأولى) وتباينت بين هجوم أميركي منفرد أو مزدوج مع إسرائيل، أو هجوم إسرائيلي منفرد.
ووفق الدويري، فإن التقييم الإستراتيجي لهذه السيناريوهات رجح "تدمير البرنامج النووي الإيراني، لكنها لن تلحق هزيمة كاملة بإيران".
ويعد الهجوم المشترك -حسب هذه السيناريوهات- الخيار الأمثل لضرب إيران، إذ تتولى إسرائيل "دور رأس الحربة في الحرب ثم تكمل أميركا المهمة"، معربا عن قناعته بأنه هذا السيناريو يتم التحضير له حاليا.
وشدد على ضرورة أن تدرك إيران أن مواجهة أميركا ليست كمواجهة إسرائيل، وعليها تفحص الأمور بدقة متناهية لأن "إسقاط نظامها قد يكون واردا" أو "قد يحدث تقسيما لها في حال قتل المرشد علي خامنئي".
وترك الدويري الباب مفتوحا بشأن ما ستؤول إليه المواجهة الإسرائيلية الإيرانية، وربط النتيجة بموقف واشنطن وإمكانية انخراطها بشكل هجومي في الحرب الحالية.
وأمس الخميس، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن الرئيس ترامب سيتخذ خلال أسبوعين قرارا بشأن مهاجمة إيران، مؤكدة أنه "يجب ألا يفاجأ أحد بموقف الرئيس".
ووفق الخبير العسكري، فإن الولايات المتحدة دخلت الحرب في الإطار الدفاعي في ظل وجود مدمرات وقطع بحرية ومنظومات دفاعية تشارك في إسقاط الصواريخ والمسيّرات الإيرانية، فضلا عن تسيير جسر جوي كامل لإسرائيل.
وإذا دخلت أميركا الحرب في بعدها الهجومي، فإن على إيران أن تفكر ملّيا -كما يقول الدويري- في ظل وجود قاذفات إستراتيجية ومقاتلات حربية وصواريخ توماهوك وحاملتي طائرات للولايات المتحدة في المنطقة.
إعلانوبناء على هذا المشهد، سيكون موقف طهران "صعبا"، لكنه تساءل في الوقت نفسه "إذا كان باستطاعة الولايات المتحدة إلحاق هزيمة كاملة بإيران وإجبارها على الاستسلام".
وبشأن أداء إيران في الحرب، قال الخبير العسكري إنها اعتمدت مقاربات مختلفة "أضفت نوعا من الضبابية وسببت إرباكا للإسرائيليين".
ولفت إلى أن إيران بدأت ردها على إسرائيل بهجمات مكثفة ثم هجمات نوعية أعقبتها هجمات متزامنة زمانا ومكانا ثم هجمات متزامنة زمانا متباعدة مكانا ثم هجمات منفردة.
وتحمل كل مقاربة إيرانية إيجابيات وسلبيات حسب الدويري، إذ تتمثل الإيجابيات بالإغراق، في حين تتلخص السلبيات في تقديم إنذار مبكر لإسرائيل عن الهجمات الإيرانية إذا كانت متزامنة.
ومنذ فجر 13 يونيو/حزيران الجاري تشن إسرائيل هجمات واسعة النطاق على إيران، استهدفت منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين، وردّت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الدويري: إسرائيل توسع بنك أهدافها لجر لبنان لاتفاقيات أبراهام
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن إسرائيل تلجأ حاليا إلى توسيع نطاق ضرباتها في لبنان وسوريا بهدف خلق ضغط إستراتيجي يدفع البلدين نحو قبول ترتيبات سياسية جديدة، وفي مقدمتها اتفاقيات أبراهام.
وأوضح الدويري أن تكثيف الغارات في عمق الجنوب والبقاع السوري واللبناني يعكس توجها إسرائيليا لتغيير قواعد الاشتباك وفرض وقائع ميدانية تؤدي -وفق التقدير الإسرائيلي- إلى تعديل مواقف حكومات تلك الدول تجاه مسار التطبيع الإقليمي.
وتأتي تصريحات الدويري في ظل قصف إسرائيلي متواصل لمناطق واسعة داخل لبنان، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف مواقع ومجمعات تدريب تابعة لقوات الرضوان، إلى جانب مستودعات أسلحة لحزب الله، وفق ما بثته القناتان الـ12 والـ14 الإسرائيليتان.
وأضاف الخبير العسكري أن إسرائيل تتحرك على 3 مستويات في لبنان: السياسي، والعسكري، والأمني من أجل خلق بيئة ضغط شاملة على الدولة اللبنانية والجيش والمقاومة، على أمل أن تدفع هذه الضغوط بيروت نحو خيارات لم تكن مطروحة سابقا.
وأشار الدويري إلى أن لبنان قدّم تنازلا خلال الأيام الماضية عندما رفع مستوى وفده التفاوضي إلى مستوى سياسي، وهو ما تعتبره إسرائيل مؤشرا على إمكانية تحقيق تقدم في مسار الضغوط إذا استمر التصعيد.
وترافق ذلك مع غارات إسرائيلية جديدة استهدفت محيط بلدات زلايا في البقاع الغربي، والبيسارية وجبل الرفيع وتبنين وأنصار ومرتفعات الريحان جنوبي لبنان، وفق ما أفاد به مراسل الجزيرة، في إطار توسع واضح لنطاق العمليات الجوية.
الجيش اللبناني لن يردولفت الدويري إلى أن الجيش اللبناني غير معني بالرد العسكري، بحكم قدراته وتسليحه ومهامه المحددة جنوب الليطاني، مما يجعل الرد -في حال وقوعه- محصورا في نطاق المقاومة التي تواجه بدورها تعقيدات سياسية داخلية متزايدة.
وأوضح أن المقاربة اللبنانية الرسمية الحالية تدعو إلى حصر السلاح بيد الدولة في عموم الأراضي اللبنانية، وهو ما يتجاوز ما نص عليه القرار 1701، مما يضع حزب الله أمام معادلة جديدة تستغلها إسرائيل لإعادة صياغة ميزان الردع.
إعلانوتأتي هذه التطورات فيما يرى حزب الله -بحسب الدويري- أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية يجعله متمسكا بسلاحه، في وقت باتت علاقته بالدولة اللبنانية أكثر تعقيدا، خاصة بعد تبدل المناخ السياسي عقب انتخاب رئيس جديد وتراجع هامش المناورة.
وأضاف الدويري أن اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله وما تلاه من ضربات موجعة لصفوفه القيادية، إضافة إلى التطورات المرتبطة بإيران في سوريا قلصت قدرته على الحركة الإستراتيجية بعدما تراجع خط الإمداد عبر الجغرافيا السورية بنسبة تصل إلى 80%.
وتزامن ذلك -وفق تقديره- مع متغيرات دولية، أبرزها وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مما يزيد الضغوط على لبنان ويجعل المرحلة المقبلة أكثر حساسية، في ظل سعي إسرائيل لاستثمار هذه الظروف لتحقيق مكاسب سياسية تتجاوز حدود العمليات العسكرية.