خبراء يحددون أسباب ارتفاع نسب الطلاق.. ويضعون الحلول
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
د. شريفة العمادي: ارتفاع تكاليف الزواج أهم أسباب الطلاق
خالد العمادي: يجب وضع ضوابط لأسعار قاعات الأفراح
الشيخ د. عثمان الخميس: الإحصائيات مبالغ فيها وغير دقيقة
عيسى النصر: العادات الدخيلة تغذيها وسائل التواصل سلبياً
يوسف السويدي: عدم الإقبال على الدورات التوعوية لأنها ليست إلزامية
قدم تلفزيون الريان اولى حلقات الموسم الجديد من برنامج «المجهر» والتي ناقش خلالها ارتفاع الطلاق في المجتمع، من زوايا محتلفة ومحاور شاملة.
واستضاف البرنامج، الذي قدمه سالم بن ثامر في حلقته الأولى، مجموعة من الشخصيات التي تحدثت عن الطلاق كل حسب منظوره ومن مجال اختصاصه، وقال مقدم البرنامج في التقديم إن النسب والأرقام التي باتت تشكل بارتفاعها ظاهرة تحتاج إلى وقفة ثم إلى علاج.
وفي البداية أشار البرنامج إلى معدلات الطلاق في دولة قطر ودول المنطقة، والتي كانت مرتفعة نسبيا ولم تعرف حسبما أوضحته الاحصاءات نزولا في نسبتها منذ عام 2013، وهي تمر بمراحل ثبات وتعود لترتفع وتصبح في منحى تصاعدي، ونوه بن ثامر إلى أنه يجب التأكد من صحة الاحصاءات واستقاء المعلومات من مصدرها الرئيسي.
في هذا الصدد قال فضيلة الشيخ الدكتور عثمان الخميس: عندي تحفظ على النسب التي تذكر فيما يخص نسب الطلاق في مجتمعنا، ففي مرة سمعت أن نسبة الطلاق في الكويت وصلت إلى 70% وهو كلام غير صحيح، فعند تسجيل 700 حالة طلاق في عام عقد فيه 1000 عقد قران فإن ذلك لا يعني أن كل من تطلق في ذلك العام قد عقد قرانه بنفس السنة، ولا يمكن القول أن النسبة هي 70%.
أرقام «التخطيط»
وبالنسبة لأهل الاختصاص فقد أكد السيد سلطان بن علي الكواري نائب رئيس اللجنة الدائمة للسكان، بجهاز التخطيط والاحصاء ما ذكره الشيخ الدكتور عثمان الخميس وقال إن احصائيات المطلقين خلال العام تشمل كل المتزوجين خلال كل السنوات وليس فقط خلال عام وأوضح أن الجهاز يعمل بشكل مباشر مع المحاكم الشرعية، وأي تغيير في بياناته يتم أخذه بعين الاعتبار من طرف جهاز الاحصاء.
وأكد أن الجهاز ينشر بيانات أولية، ويوضح أنها ليست نهائية وقابلة للتغيير والتعديل حيث يتم التعديل في النسب بمجرد أن يعدل عليها المصدر نظرا للربط المباشر، ولا يتم اعتمادها إلا بعد ثلاثة أشهر من نهاية السنة.
ناقوس الخطر
وورد في برنامج المجهر أن مجلس الشورى دق ناقوس الخطر، وشكل لجنة خاصة لمتابعة ملف الطلاق، وفي هذا الصدد قال سعادة السيد خالد عباس كمال العمادي رئيس لجنة ملف الطلاق بمجلس الشورى والذي أكد أن هناك مؤشرا يتضح من خلال نسب الطلاق المسجلة، والتي فاقت الظاهرة وأصبحت مشكلة تحتاج إلى حل، لذلك يقع على عاتق مجلس الشورى مسؤولية حل المشكلة ومعرفة أسبابها ومعالجتها بما أنه يوجد خلل في التركيبة السكانية ينتج خلل في المجتمع. واللجنة عندما استشعرت هذا المشكل رغم كل ما تسخره الدولة من امكانات ومؤسسات قررت أن تبحث عن مكمن مسببات الطلاق.
ضوابط لأسعار القاعات
كما دعا سعادة السيد خالد العمادي إلى وضع ضوابط لأسعار قاعات الزواج والتي رأى أنها باهظة الثمن حيث ذكر أنه شهد قاعة كان ثمنها مليونا ومئتي ألف ريال معتبرا أن الأمر مبالغ فيه وأن التكاليف الباهظة للزواج تُعد من أهم أسباب الطلاق.
وعن أسباب الطلاق أو ما هي الأسباب التي رفعتها بين المتزوجين حديثا والتي كانت مرتفعة مقارنة بباقي الفئات، قالت د. شريفة العمادي مدير تنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة إن المعهد درس الاحصائيات وأكدت أن الطلاق أغلبه يحدث في السنوات الأولى من الزواج، وبالتالي كان يجب علينا دراسة المشاكل الأساسية التي تعيق استمرارية الزواج وكان أغلبها يشير إلى سوء الاختيار.
تقييم منعدم
بدوره قال د. عبدالناصر فخرو أستاذ مشارك في العلوم النفسية جامعة قطر إن تقييم كلا الزوجين للطلاق في السنوات الأولى غالبا ما يكون منعدما ولا يعطي الطلاق وزنه ولا أهميته ويعتبرها تجربة عادية لا يعني له فشلها الكثير. وهنا نحتاج إلى تدارك الوضع وتضافر الجهود بين الجميع وخاصة فيما يخص التوعية.
من جانبه قال المحامي د. حسن محمد المهندي مستشار وقاض سابق: إن نسبة الطلاق تصل إلى 49% خلال العام الأول من الزواج، واتضح أيضا أن نسبة التفريق خلال فترة عقد القران ترتفع أكثر، بينما تقل نسب الطلاق كلما طال عمر الزواج، وأهم الأسباب المكابرة وعدم التنازل بين الطرفين بالاضافة إلى غلاء المهور وحفلات الزواج والتي تجعل الزوج يدخل في ديون، قد تجعله غير قادر على أن يصرف على بيته وأسرته كما كانت تتخيل الزوجة ويصبح يعاني من عسر في الانفاق.
غلاء المهور
وفي ذات السياق أكد سعادة السيد عيسى بن أحمد النصر عضو مجلس الشورى، أن الطلاق مرتبط بغلاء المهور، وارتفاع تكاليف الزواج التي ارتفعت بشكل كبير على الأسرة وأثر على الازواج ولك نتيجة للعادات الدخيلة التي دخلت على مجتمعنا وتغذيها وسائل التواصل الاجتماعي بشكل سلبي، وهو ما جعلها أهم مسببات الطلاق في المجتمع.
من جانبه أشار الشيخ أحمد البوعينين مدير مركز التصالح محكمة الأسرة، أن تدخل الأهل والأسرة في الزوجين قد يكون له آثار سلبية كثيرة كما أوضح أن كثرة النفقات والأمور المادية كذلك لديها حصة كبيرة من مسببات الطلاق بالاضافة إلى تخلي الرجل عن تحمل المسؤولية، وفي المقابل تجد بعض النساء يرغبن في أن يتحملن مسؤولية البيت والتي تكون منوطة بالرجل الذي يتصف بالقوامة، وهو ما يشكل خللا في الحياة الزوجية، لذا على كل منهما احترام دور الاخر، وتأدية دوره وفقط.
الطلاق الناجح
وفي محور آخر تطرق البرنامج إلى حالات طلاق واقعة لكنها تعاني من مشاكل كثيرة لعدم الوصول إلى ما يطلق عليه الطلاق الناجح والذي يحفظ حق الزوجين والأبناء. وحول الامكانات التي وفرتها الدولة لتلافي وقوع الطلاق وحل المشاكل الأسرية مركز الاستشارات العائلية «وفاق» والذي أكد يوسف السويدي مستشار أسري في المركز أن المركز يوفر استشارات عائلية ودورات توعوية للمقبلين على الزواج بشكل مجاني، ولكن الاقبال عليه ما زال غير كبير بسبب عدم الزامية هذه الدورات.
وتطرق البرنامج أيضا إلى مركز المحضونين والذي قال حمزة الدوسري المدير الاداري لإدارة التنفيذ بالمجلس الأعلى للقضاء، إنه تم اجراء دراسة من خلال جلسات مع الأمهات المطلقات الحاضنات وكذلك الاباء، ومنهن من طالب بدورات تدريبية، وتوعية حول طرق التعامل مع الأطفال، وكيفية مواجهة تداعيات الطلاق على الأسرة. وهنا ذكر بعض المطلقين أن الاثار السلبية للطلاق على الأطفال قد تكون سببا في التراجع عن قرار الطلاق.
3 نصائح
وانهى مقدم البرنامج حلقته الأولى من «المجهر» بتقديم ثلاث نصائح للجمهور، أولاها تهيئة الابن ليكون رجلا وربا لأسرة ويتحمل مسؤوليتها، والابنة أن تكون أما صالحة.
والثانية كانت لكل من يكون وسيطا أو حكما في المشاكل الزوجية ألا يكون معولا يهدم البيت والأسرة ولو بكلمة لا يرد لها بالا.
والنصيحة الأخيرة كانت من نصيب الزوجين وهي وجوب الأخذ في عين الاعتبار أن أساس الزواج الناجح هو الاختيار الصحيح والتغاضي هو العلاج والاحترام سر النجاح «ولا تنسوا الفضل بينكم».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر ارتفاع الطلاق نسب الطلاق الطلاق فی
إقرأ أيضاً:
"آليات مواجهة التحرش ضد الأطفال".. حلقة نقاشية بمجمع إعلام قنا
نظم مجمع إعلام قنا، حلقة نقاشية بعنوان "آليات التعامل لمواجهة التحرش ضد الأطفال"ضمن فعاليات الحملة الإعلامية لقطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات، تحت شعار"حمايتهم واجبنا" لنشر الوعي بالطفولة الآمنة وحماية النشء من مخاطر الاستغلال والتحرش.
أقيمت فعاليات الحلقة بقاعة مجمع إعلام قنا، بحضور نخبة من القيادات التنفيذية والشعبية، وبمشاركة ممثلين عن المؤسسات الحكومية بمحافظة قنا، وأدارتها سهير السيدعبدالرازق، مسئول البرامج بالمجمع .
تضمنت الحلقة النقاشية، عرض عدة توصيات من قبل المشاركين، أبرزها تشديد العقوبة علي مرتكبي هذه الأفعال، وضرورة تكاتف أجهزة الدولة ومؤسساتها للحد من هذه الظاهرة، وتجريم عمالة الأطفال كأحد أسباب انتشار هذه الظاهرة، بجانب تفريغ طاقات الشباب في الألعاب الجماعية والمشاركة في الأعمال الفنية والمسرحية، إخضاع المتحرش لعلاج نفسى بالمحافظة النفسية، معالجة ظاهرة التحرش بالفن.
وأشار الإعلامى، يوسف رجب، مدير مجمع إعلام قنا، إلى أن ظاهرة التحرش بالأطفال تفاقمت بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، ما يستدعى أن يكون هناك تعاون حقيقى بين كافة المؤسسات لإيجاد علاج حقيقى للحد من هذه الظاهرة التى بدأت تشكل قلق كبير لكافة فئات المجتمع، لافتاً إلى أن الحلقة النقاشية تأتى ضمن حملة قطاع الإعلام الداخلى لنشر الوعى بالطفولة الآمنة تحت شعار"حمايتهم واجبنا"، برئاسة الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، وبإشراف الدكتور أحمد يحيى، رئيس قطاع الإعلام الداخلى بالهيئة.
وأوضح الدكتور حمزة عبد المطلب عارف، دكتوراه في علم الاجتماع الجنائى، بأنه في السنوات الأخيرة بدأت بعض الظواهر الاجتماعية الحساسة تفرض نفسها على الواقع بصمت، خاصة في البيئات التي تقوم في أصلها على منظومة قوية من القيم والعادات الراسخة مثل صعيد مصر، فهذه الممارسات تعد غريبة عن ثقافة المجتمع الصعيدي ولم تكن متداولة أو مطروحة بهذا الشكل فيما مضى ورغم ذلك، تشير بيانات حديثة إلى وجودها بشكل مقلق، إلا أن حجم البلاغات ما زال منخفضاً ليس بسبب عدم وقوعها بل نتيجة الخوف من العار والوصمة الاجتماعية والفضيحة التي تدفع كثيراً من الأسر إلى الصمت.
وأوضح عارف، بأنه في دراسة "التحرش الجنسي بالأطفال: دراسة حالة وتحليل أبعاده الإجتماعية والثقافية" يري جميع أفراد العينة أن هناك علاقة بين المخدرات وانتشار الاعتداء الجنسي على الأطفال فكلما زادت نسبة انتشار المخدرات كلما زادت نسب التحرش الجنسي ضد الأطفال وذلك بنسبة 99%، وأن نسبة 44% من أفراد العينة يعرفون أطفالاً تعرضوا للتحرش الجنسي.
وعن أسباب انتشار هذه الظاهرة أشار عارف، إلى أن إنتشار هذه الظاهرة يأتى من عدة جوانب، منها جوانب ثقافية واجتماعيه كانهيار القيم الأخلاقية، الأسر المفككة أو غياب أحد الوالدين، أساليب التربية القاسية أو التفريق بين الأبناء، تأثير جماعة الأصدقاء السلبية ورفقاء السوء، وغياب القدوة، ومن الأسباب الاقتصادية تأتي البطالة والضغط الاقتصادي، وعمالة الأطفال كأحد أسباب انتشار هذه الظاهرة.
وقال الدكتور أحمد أبو الوفا، مدير عام إدارة الدعوة بأوقاف قنا، إن قضية التحرش بالأطفال هي قضية أخلاقية في المقام الأول، فهي جريمة يستغل فيها عدم إدارك الطفل بما يحدث وعدم وعيه بكيفية التعامل لوقف هذا الاعتداء، وهو ما دفع الازهر الشريف، للمطالبة بتوقيع أقصى العقوبة علي الجاني وعدم اعتبارها قضية تحرش بل اعتبارها قضية هتك عرض للطفل.
وأضافت المهندسة إيمان محمد على، المقرر المناوب للمجلس القومي للمرأة بقنا، بأن للمجلس القومي للمرأة دور كبير في نشر ورفع وعي المرأة القنائية بجميع قضايا المجتمع، وذلك من خلال عدة برامج منها برنامج تنمية الأسرة وتقديم المشورة للمقبلات علي الزواج، وبرنامج تنشئة الأسرة المتوازنة من خلال دورات تدريبية للأمهات الشابات حول "التربية الصحيحة" ورفض العادات السلبية.
وأوضحت سلوي شمروخ، مدير عام المجلس القومي للسكان فرع قنا، بأن عدم استقرار الزواج وارتفاع نسب الطلاق وخاصة في السنة الأولى من أهم أسباب انتشار هذه الظاهرة، ويأتي ذلك من عدم وعي الوالدين بكيفية تكوين الأسرة وتحمل مسؤلية وأعباء الزواج هي من أسباب ارتفاع نسب الطلاق.
وأضافت ايريني سمير غطاس، مدير عام إدارة التنمية المستدامة بمديرية التربية والتعليم بقنا، بأنه يجب توعية الأطفال من المنزل قبل دخول مراحل التعليم المختلفة، وأنه علي الرغم من كثافة أعداد الطلاب وعجز بالمدرسين ببعض المدارس، إلا أن المدارس بها دائما ندوات توعية عن كيفية التعامل مع حالات التحرش وبها إشراف دائم وخاصة أوقات تجمع الطلبة وقت الراحة "الفسحة" أو قبل ونهاية اليوم الدراسى.
وأكدت ماجده صالح شرقاوي، نائب مدير مجمع إعلام قنا، بأنه يجب رفع الوعى المجتمعى من خلال حملات إعلامية موسعة من خلال الإذاعة والتلفزيون واللقاءات المباشرة فى القرى والنجوع للحد من انتشار هذه الظاهرة.