التنمية المستدامة.. تحسين جودة الخدمات وكفاءة الاتصالات فى النقل الجوى.. أولويات الأجندة الأفريقية والبرنامج الإقليمى الموحد
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
انتهت آخر جلسات ورشة عمل منظمة الكوميسا التى استضافتها وزارة الطيران المدنى بالقاهرة للمرة الثانية على التوالى لهذا العام تحت عنوان «المصادقة حول مراجعة القوانين والقواعد واللوائح والسياسات الوطنية للطيران المدنى»؛ وذلك بحضور مشاركين من الدول الأعضاء فى المنظمة وممثلى النقل الجوى والملاحة الجوية بسلطة الطيران المدنى المصرى والشركات التابعة للوزارة.
وفى هذا السياق، أشار الفريق محمد عباس حلمى وزير الطيران المدنى، إلى أهمية عقد هذه الجلسات وورش العمل المشتركة والتى تهدف إلى إيجاد سياق موحد وفعال لتنظيم جهود جميع دول القارة السمراء ومناقشة الرؤى الجديدة التى تحقق التكامل الأفريقى لمواجهة كافة التحديات التى تمر بها صناعة النقل الجوى فى أفريقيا، مؤكداً ضرورة مواصلة الجهود الداعمة من أجل تطوير وتنمية مختلف المجالات لقطاع النقل الجوى لدول القارة، معرباً عن تقديره للإسهامات الفعالة ومجهودات الدول الأعضاء وهو ما أظهرته نتائج الأعمال؛ متمنياً مزيداً من النجاح ومواصلة تحسين الأداء لقطاع النقل الجوى لجميع بلدان القارة الأفريقية بما يعزز اقتصادياتها على مختلف الأصعدة.
كما تناولت الجلسة الختامية، مناقشة اعتماد جدول أعمال الاجتماعات التى تمت على مدار الثلاثة أيام الماضية، حيث جاء على رأسها أهمية التنمية المستدامة فى قطاع النقل الجوى، وتحسين جودة الخدمات، وكفاءة آليات الاتصال، والتأكيد على ضرورة تفعيل ومراجعة تنفيذ الأطر السياسية التى تتسق مع إعلان اتفاق ياموسوكرو، ومراجعة اللوائح والقواعد اللازمة التى تعزز العمل المشترك وتفعيل سوق أفريقية مشتركة وموحدة للنقل الجوى لجميع ممثلى المنظمات الإقليمية والدولية والكيانات الاقتصادية وجماعات التنمية فى شرق وجنوب أفريقيا ومنطقة المحيط الهندى، بما يعزز مستويات سلامة الطيران وسهولة حركة البضائع ومرونة الحركة الجوية ويحقق العوائد الاقتصادية الإيجابية كالملاءمة والادخار وتوفير الوقت لدول القارة.
تشغيل السوق الإقليمية
وارتكزت اللجنة التوجيهية على ثلاثة محاور رئيسية منها؛ دعم وتشغيل السوق الإقليمية الأفريقية الموحدة، تعزيز القدرات التنافسية لسلطات الطيران المدنى، تحسين مستوى خدمات الطيران، كما قدم استشارى اللجنة تقريراً لمؤشرات التزام قرار ياموسوكرو لتحديد مستويات أداء البلدان من أجل تيسير النقل الجوى، ومواجهة كافة التحديات والمشكلات المرتبطة بالتكاليف والتعريفات وعوائق البنية التحتية، وبروتوكولات تنفيذ اللوائح، والاستخدام الأمثل للموارد، فضلاً عن أهمية التغذية الراجعة لتقييم كافة الخدمات الجوية وأعمال صيانة الطائرات.
وأشارت اللجنة إلى أهمية الورشة كونها فرصة هامة ومنصة واعدة لجميع العاملين فى مجال النقل الجوى بما يحقق التقارب والتواصل بين جميع الأشقاء فى البلدان الأفريقية وتعزز التعاون والدمج بتنفيذ البرنامج الإقليمى لاستعراض أفضل التجارب والممارسات داخل القارة الأفريقية فى مجال تطوير قطاع الطيران المدنى.
ومن ناحية أخرى، أوصت الجلسة الختامية بضرورة تأسيس لجنة فرعية للنقل الجوى تنبثق عن النقل والسياحة بحيث تضم مسئولين عن الأمم المتحدة والأفكاك والأفرا ومفوضية وزراء الطيران المدنى بدول القارة الأفريقية لمتابعة تنفيذ الأعمال.
جدير بالذكر أن هذا البرنامج من المقرر أن يستمر لمدة أربعة أعوام ويتم تمويله من الاتحاد الأوروبى بهدف تنظيم الأطر السياسية على نطاق الـ29 دولة الأعضاء فى الكوميسا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: منظمة الكوميسا وزارة الطيران المدني وزير الطيران المدنى النقل الجوى الطیران المدنى النقل الجوى
إقرأ أيضاً:
من المونوريل إلى القطار السريع | النقل والصناعة يرسمان ملامح الجمهورية الجديدة بمشروعات عملاقة.. وخبراء يعلقون
تشهد مصر طفرة غير مسبوقة في مشروعات البنية التحتية والنقل الصناعي واللوجستيات، ضمن خطة شاملة تستهدف تعزيز موقعها كمحور إقليمي للتجارة والاستثمار.
تقنيات حديثة وربط للقاهرة الكبرى| أستاذ هندسة الطرق: الاعتماد على الطاقة الكهربائية في وسائل النقل الجديدةوقال الدكتور عبدالله أبو خضرة، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، إن الدولة تشهد نهضة غير مسبوقة في مجالي التصنيع المحلي والبنية التحتية للنقل.
وأوضح أبو خضرة أن قطاعي الصناعة والنقل ركيزتين أساسيتين لدفع عجلة التنمية في “الجمهورية الجديدة”، وتحقيق مستهدفات رؤية مصر 2030.
وأكد أن مصر مركزاً إقليمياً للنقل واللوجستيات وتجارة الترانزيت، فضلاً عن تحويلها إلى مركز صناعي إقليمي من خلال تعميق التصنيع المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
ولفت أبو خضرة إلى أن الدولة تتوسع في مشروعات النقل الأخضر والذكي مثل المونوريل، القطار السريع، والأتوبيس الترددي، مؤكدًا أنها تمثل طفرة تنموية ضخمة تهدف إلى تحقيق نقل مستدام يربط المدن الجديدة بالقاهرة الكبرى، ويسهم في تخفيف الازدحام المروري، وتقليل ساعات العمل المهدرة، ومعدلات استهلاك الوقود، والحد من التلوث البيئي.
وشدد على أن هذه المشروعات تعزز صحة المواطن وتحافظ على البيئة، بجانب دورها في جذب الاستثمارات وزيادة فرص العمل في مختلف أنحاء الجمهورية، موضحًا أنها تعتمد على التقنيات الحديثة مثل أنظمة التحكم المركزي، والكاميرات، وأجهزة الاستشعار، بما يضمن أعلى معايير السلامة للركاب.
وأكد أن هذه الجهود تأتي ضمن استراتيجية الدولة للتحول نحو منظومة نقل ذكية، تتماشى مع المعايير العالمية وتدعم أهداف التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن الاعتماد على الطاقة الكهربائية في وسائل النقل الحديثة يقلل الانبعاثات الكربونية، ويعزز توجه مصر نحو نقل أكثر كفاءة واستدامة.
مصر مركز إقليمي للتصنيع والتصدير| أستاذ هندسة طرق يتحدث عن أهمية القطار السريع والمونوريل والأتوبيس التردديأكد الدكتور محمد الصادق عوف، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، أن مشروع القطار السريع ما زال تحت الإنشاء، لافتًا إلى أهمية الخط الممتد من أكتوبر إلى أسوان وأبو سمبل، والذي يعد من المشروعات القومية الكبرى لربط مدن الصعيد، حيث سيسهم في توفير الوقت والجهد، ويمكن المسافر من الوصول إلى أسوان في نحو 4 ساعات فقط، وهو إنجاز غير مسبوق في منظومة النقل المصري.
كما وصف الدكتور عوف المونوريل بأنه وسيلة نقل حضارية وصديقة للبيئة، تربط مدينة السادس من أكتوبر والقاهرة الجديدة بالعاصمة الإدارية، مؤكدًا أنه سيسهم في جذب السكان للعاصمة الجديدة وتعميرها.
وختم بأن الأتوبيس الترددي على الطريق الدائري يمثل نقلة نوعية في منظومة النقل الجماعي، كونه وسيلة صديقة للبيئة وبديلًا آمنًا لوسائل النقل العشوائية، موضحًا أن منع سيارات السيرفيس من الصعود إلى الطريق الدائري سيؤدي إلى تقليل الحوادث بشكل كبير، خاصة أن الأتوبيس الترددي يتميز بقدرته على نقل نحو 170 راكبًا في الرحلة الواحدة، ما يتيح خدمة متكاملة لجميع مناطق الطريق الدائري.
خبير: الدولة قطعت شوطًا كبيرا في توطين صناعة النقل وتقليل الاستيرادوأكد الدكتور حسن مهدي، أستاذ النقل والطرق بكلية الهندسة جامعة عين شمس في تصريحات لصدى البلد، أن مشروعات النقل الحديثة التي نفذت منذ عام 2014 وحتى الآن تمثل طفرة غير مسبوقة في تاريخ الدولة المصرية، مشيرًا إلى أنها تعد ركيزة أساسية لدعم مشروعات التنمية المستدامة في مختلف القطاعات، سواء العمرانية أو الصناعية أو الزراعية أو السياحية.
وقال مهدي إن الدولة تعمل حاليًا على دراسة مشروعات للربط الإقليمي مع دول الجوار، موضحًا أنه “من المخطط الربط غربًا مع ليبيا، ثم مع دول المغرب العربي، في إطار توجه الدولة لتعزيز التكامل الإقليمي في مجال النقل”.
وأضاف أن قطاع النقل أصبح أحد أهم روافد التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن الدولة تعمل في الوقت ذاته على توطين صناعة النقل تنفيذًا لتوجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة الاعتماد على الصناعة المحلية.
وأوضح أستاذ النقل والطرق أن هناك مصانع جديدة أنشئت بالفعل لتجميع مكونات وسائل النقل، مشيرًا إلى أن شركة “ألستوم” الفرنسية أقامت مصنعًا في برج العرب لإنتاج المهمات الكهربائية الخاصة بالسكة الحديد ووحدات المترو والقطار الكهربائي، كما تشهد المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إقامة عدد من المشروعات الخاصة بصناعة الحافلات التي تعمل بالطاقة الكهربائية.
وأشار مهدي إلى أن هذه الجهود تسهم في تقليل الضغط على العملة الصعبة نتيجة خفض الاستيراد من الخارج، فضلًا عن نقل الخبرات العالمية إلى الكوادر المصرية من مهندسين وفنيين وعمال، مما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني من خلال توفير فرص عمل جديدة وخفض أسعار المنتجات محليًا.
وأوضح أن توجه الحكومة لتوطين الصناعات المغذية لقطاع النقل بدأ يؤتي ثماره، لافتًا إلى أن الإعلان مؤخرًا عن إنشاء مصنع لإنتاج فلاتر السيارات داخل مصر يمثل خطوة مهمة في هذا الاتجاه، حيث كانت هذه المكونات تستورد بالعملة الصعبة.
وأكد أن توطين الصناعات المرتبطة بالنقل لا يحقق فقط الاكتفاء الذاتي، بل يسهم في تحفيز قيام صناعات مغذية جديدة تدعم الاقتصاد الوطني وتعزز من تنافسية السوق المحلي