تطورات عسكرية متسارعة في السودان تستغل الانشغال بحرب غزة
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
ارتفعت وتيرة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلال الأيام الماضية بعد دخول الصراع بينهما شهره السابع، على الرغم من اتفاق الأسبوع الماضي على استئناف المفاوضات في جدة.
وتبادل الجيش السوداني الاتهامات مع قوات الدعم السريع بشأن تفجير ر جسر شمبات، وهو أحد الجسور التي تربط ضفتي نهر النيل في الخرطوم بحري ومدينة أم درمان.
عملية عسكرية مكثفة
وقال الباحث السوداني عبد الجليل سليمان إنه حسب المعطيات والروايات من قبل شهود عيان، إن احتداماً عسكرياً يحدث في منطقة دارفور بعد أن كان النزاع في الخرطوم، حيث أعلنت قوات الدعم السريع السيطرة على الفرقة 15 التابعة للجيش بعد السيطرة على ولاية غرب دارفور، بعد أيام من السيطرة على اللواء 16 في مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور، واللواء 21 أيضاً.
وأوضح سليمان لـ24 أن مقر اللواء 16 يعد واحداً من أكبر المقرات العسكرية التابعة للجيش السوداني بعد مقراته في الخرطوم، وهو ما ينذر بزيادة حدة المعارك خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أنه يجب التدخل السريع من قبل الأطراف الدولي لمنع تطور الحرب المروعة.
وأشار الباحث السوداني إلى أن استهداف البنية التحتية من قبل قوات الجيش السوداني دليل على الارتباك من سيطرة الدعم السريع على مناطق استراتيجية خارج الخرطوم، وذلك بعد المعلومات التي تشير إلى توسعة رقعة الدعم السريع عسكرياً في البلاد.
احتفالات المواطنين بتحرير قاعدة النجومي الجوية وتقدم الدعم السريع في حسم الفلول بجبل الأولياء#معركة_الديمقراطية #حراس_الثورة_المجيدة pic.twitter.com/BNGL4ENL7h
— Rapid Support Forces - قوات الدعم السريع (@RSFSudan) November 12, 2023 استغلال الحرب في غزةوأرجع الباحث السوداني سليمان إلى أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع استغلا ما يحدث في قطاع غزة وانشغال العالم أجمع بمجريات الحرب هناك، دفع الأطراف السودانية لمزيد من السيطرة على الأراضي بما يعزز موقفهما في مرحلة التفاوض المرتقبة.
السودان: المفوضية تحذّر من تفاقم العنف وانتهاكات حقوق الإنسان ضد المدنيين في إقليم دارفور | المفوضية https://t.co/USi2qEQVTl
— Toby Harward | طوبي هارورد ???????? (@tobyharward) November 11, 2023وخاض الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، قبل أيام معارك برية واسعة في منطقة وسط أم درمان وغربها، اعتُبرت الأعنف منذ اندلاع القتال بينهما في مدن العاصمة الثلاث "الخرطوم، وبحري، وأم درمان" في 15 أبريل (نيسان) الماضي، بمشاركة الطيران الحربي، فضلاً عن تبادل القصف المدفعي الكثيف واستخدام كل أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة، مما أوقع قتلى وجرحى من العسكريين والمدنيين.
وكان نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في دارفور، طوبي هاروارد، قد كتب عبر حسابه على منصة "إكس"، الخميس الماضي: "يتعرض مئات آلاف المدنيين والنازحين لخطر كبير الآن في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، مع تدهور الوضع الأمني، ونقص الغذاء والماء، والخدمات المحدودة جداً".
ومنذ منتصف أبريل( نيسان) الماضي، يخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" حرباً خلَّفت أكثر من 5 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 5 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أحداث السودان الجیش السودانی وقوات قوات الدعم السریع السیطرة على
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يبدأ ترتيبات دفاعية لاستعادة “المثلث”
البلاد ـ الخرطوم
أعلن الجيش السوداني، أمس (الأربعاء)، إخلاءه لمنطقة المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر، في خطوة وصفها بـ”الترتيبات الدفاعية لصد العدوان”، بعد أن أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على المنطقة، ووصفت تحركها بأنه “تحوّل استراتيجي” في تأمين الحدود الشمالية.
واتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بالهجوم على نقاطه الحدودية في المنطقة، بمساندة قوات من الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر، معتبراً ذلك “تعدياً على سيادة البلاد”.
وأكد أنه سيتصدى لأي اختراقات تمس الأرض أو الشعب، غير أن الجيش الليبي سارع إلى نفي مشاركته في أي عمليات داخل السودان، واعتبر الاتهامات “مزاعم باطلة”، محذراً من الزج باسمه في “صراعات داخلية” قد تؤجج التوترات الإقليمية. وشدد على التزامه بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.
وتحولت المنطقة الحدودية بين السودان وليبيا ومصر، ذات الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية، إلى ميدان جديد في الحرب المحتدمة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي دخلت عامها الثالث منذ اندلاعها في أبريل 2023. ويخشى مراقبون من أن يفتح هذا التصعيد فصلاً جديداً في الحرب، قد يشعل توترات إقليمية في المنطقة الصحراوية الواسعة.
وسط التصعيد العسكري، تستمر الأزمة الإنسانية في السودان بالتفاقم، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى تهجير أكثر من 13 مليون شخص، وسقوط عشرات آلاف القتلى، في ظل نقصٍ حاد في الغذاء وانهيار الخدمات الصحية. كما حذرت تقارير دولية حديثة من احتمال دخول ملايين السودانيين في مجاعة شاملة خلال الأشهر المقبلة، ما لم يتم وقف القتال وفتح ممرات إنسانية عاجلة.
ويرى محللون أن اتهام الجيش السوداني لقوات حفتر يعكس مخاوف من تدويل الصراع وتحويل المناطق الحدودية إلى منصات نفوذ عابرة للدول. كما يعبّر عن قلق متزايد من فقدان السيطرة على أطراف السودان الجغرافية لصالح جماعات مسلحة تسعى لتثبيت واقع عسكري على الأرض، في غياب أي تسوية سياسية حقيقية.
في حين تؤكد قوات الدعم السريع أنها “تؤمّن البلاد وتحمي المدنيين”، إلا أن معطيات الميدان تُظهر استمرار المواجهات الدامية، وتزايد الانقسامات الجغرافية والعسكرية، وسط شلل تام في العملية السياسية وغياب مسار موحد للحل.