[email protected]

(1)
أربعون عاما أمضاها صالح عبدالقادر في محراب الثقافة السودانية، تنظيرا وممارسة، أثمرت هي الأخرى باقة منتقاة من أعمال فنية وثقافية ملأت الدنيا وشغلت الناس، حيث تزينت بها شاشات التلفزيون وموجات الأثير وخشبات المسارح، فصالح الأستاذ المشارك بجامعة النيلين، فهو القادم من العاصمة السودانية الخرطوم، ميمما وجهه شطر مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض، بهدف تقديم حزمة متكاملة من برامج، كمشروع أسماه والمخرج ناصر يوسف (ترياق ضد الحرب) ويجمع بين ألعاب بيئية مستمدة من البيئة المحلية وعروض متواصلة لفيلم يوسف الموسوم (إبرة وخيط) الذي يعالج قضية زواج القاصرات في السودان، والمشارك في مهرجانات خارجية، والحائز على عدد من الجوائز في مهرجانات إقليمية ودولية، بجانب ورشة يحاول من خلالها عبدالقادر تمليك المشتغلين في حقل الثقافة والإعلام المفاهيم الأساسية للتفكير الناقد قبل الشروع في الكتابة الإبداعية والإخراج.


(2)
أربعون دارسا ودارسة من الفاعلين في المشهد الثقافي والإعلامي، أسهمت الورشة في زيادة معارفهم بزوايا المعالجات للنصوص الإبداعية، والقوى المنتجة للإبداع، إلى جانب التعرف على أساسيات العمل الإبداعي، كالجمال والفكرة والمعرفة، ما قد يسهم مستقبلا في إنتاج أعمال إبداعية تخاطب العقل والقلب والوجدان.
(3)
يلا يا أطفالنا نرسم
لوحة لوطن السلام
بحروف صادقة وأوتار صادحة وصوت عذب، هكذا كان الموسيقى الدكتور محمد عصامي يرسم تحت ظلال الورشة، لوحة فنية بمحبة وصدق وتفاؤل، عنوانها الأبرز التغني لسودان المحبة والأمن والسلام، كأنه يؤكد أن على أرض السودان ما يستحق الإحتفاء، إختفاء يخرج بإبداع ومؤانسة وإمتاع، يحدث ذلك رغم الحرب ومشاهدها الحزينة، من دماء ودموع.
(4)
وأسهمت الورشة في تعريف الدارسين والدارسات بالمصادر المعرفية للكتابة الإبداعية، كالملاحم والأساطير والخرافة والأحداث الكونية والتجارب الذاتية، ما أنعكس إيجابا في العروض العملية المقدمة، خاصة تلك التي استلهمت الموروث الشعبي السوداني، في بعديه، المحلي والكوني.
(5)
وتأتي الفعالية نتاج تعاون مثمر وبناء بين منظمة (معا) للتنمية والمساعدات الإنسانية والمجلس الأعلى للشباب والرياضة بولاية النيل الأبيض، ما قد يسهم في تقديم أقلام جديدة، تنتج هي الأخرى مجموعة من الأعمال الإبداعية بجمال وفكرة ومعرفة، تحدث نقلة نوعية في الحركة الثقافية داخل وخارج السودان.
(6)
وكانت عوالم البناء الروائي حاضرة في مداولات الورشة، كالسرد والوصف والأحداث والشخصيات والعقدة والمكان والصراع، إلى جانب عناصر الإثارة والتشويق، ولكن من القصص القصيرة والروايات، إلى الفضاءات المسرحية والمقالات، تحاول هذه ترسيخ مفاهيم أساسية في الكتابة الإبداعية، بمنهجية وفكرة ومعرفة.
*صحافي سوداني  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

خبراء لـ«الاتحاد»: تنظيم الإخوان يقف ضد أي مسار حقيقي للسلام في السودان

عبدالله أبوضيف (القاهرة)

أخبار ذات صلة مفوضية حقوق الإنسان لـ«الاتحاد»: تداعيات كارثية جراء استمرار الحرب في السودان مدرب السودان يتمسك بالحظوظ في كأس العرب

تتصاعد خلال الآونة الأخيرة، التحذيرات من مراكز بحثية وصحف دولية بارزة من سطوة الميليشيات، وخصوصاً تنظيم الإخوان على مراكز الحكم، واتخاذ القرار في السودان، ما يدفع إلى منع وقف نزيف الدماء واستمرار التصعيد العسكري ورفض أي مبادرة لحل الأزمة.
وأشارت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية إلى أن القوات المسلحة السودانية، ليست سلطة حكم فعالة في السودان، إذ فشلت خلال ثلاثة عقود في إدارة النزاعات الداخلية، وتعتمد حالياً على متطرفين وميليشيات، للبقاء في السلطة.
وقال فداء الحلبي، الباحث في الشأن العربي، إن المهيمنين على «سلطة بورتسودان» يواجهون اليوم عزلة داخلية متزايدة نتيجة المقاومة الشعبية، التي تسعى لاستعادة مكتسبات ثورة ديسمبر، ما دفع هذه الأطراف إلى محاولة تحويل الأنظار إلى الخارج عبر ترويج اتهامات باطلة، في محاولة بائسة لتبرير إخفاقاتهم السياسية، وإخفاء عجزهم عن إدارة شؤون البلاد.
وأضاف الحلبي، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن سيطرة الميليشيات والجماعات المتطرفة ظاهر على هذه الأزمة، حيث ترفض «سلطة بورتسودان» اتخاذ أي قرار بوقف التصعيد العسكري، ومنع المزيد من الأضرار للشعب السوداني الذي عانى الأمرين نتيجة تصعيد الصراع العسكري، والذي تتبناه هذه الأطراف الميلشيوية المتطرفة وفي مقدمتها جماعة الإخوان الإرهابية.
وتؤكد الباحثة في الشؤون الدولية، ميرا زايد حمزة، في تصريح لـ «الاتحاد» أن هذه الجماعات تتبع نهجاً تصعيدياً منذ بداية الأزمة، حيث ترفض أي مسعى جاد نحو التهدئة أو معالجة الأزمة الإنسانية، وتعتمد على الهجوم الإعلامي وتشويه أي مبادرة سياسية، مضيفة أن هذه الممارسات تعكس أسلوباً ثابتاً للهروب من مواجهة الواقع الفعلي على الأرض. 
 وفي ضوء ذلك، قالت الباحثة السودانية في شؤون الإرهاب، رشا عوض، إن تنظيم الإخوان في السودان كانت أحد أبرز المحركات التي دفعت نحو إشعال الحرب، في محاولة لإجهاض الثورة، ومنع انتقال السلطة إلى الحكم المدني، بما يخدم مشروعها القائم على احتكار النفوذ السياسي والاقتصادي. 
 وأضافت في تصريح لـ «لاتحاد»، أن هذا التوجه يرتبط أيضاً بحسابات إقليمية أوسع، إذ تسعى قوى متطرفة وتنظيمات مرتبطة بالإخوان إلى إيجاد موطئ قدم جديد يعوض خسائرها في المنطقة، ويعيد بناء شبكات النفوذ التي تلقت ضربات قاسية خلال السنوات الماضية.
وتوضح عوض أن تنظيم الإخوان السوداني يمتلك خبرة ممتدة في إعادة تشكيل تنظيماته عسكرياً وسياسياً، ما يجعله يرى في الحرب فرصة لإعادة إنتاج مشروعه السياسي داخل السودان.  وتؤكد أن هذا التيار يقف بقوة ضد أي مسار حقيقي للسلام، باعتباره المستفيد الأكبر من استمرار القتال، ولا يقبل وقف الحرب إلا في إطار صفقة تضمن له العودة إلى مركز السلطة واحتكار القرار الوطني من جديد.

مقالات مشابهة

  • السودان على مفترق طرق: حرب استنزاف أم مفاوضات جادة؟
  • غوتيريش: الأمم المتحدة ستلتقي طرفيّ حرب السودان
  • حوار مع صديقي المصري عاشق السودان
  • الإمارات: الحرب في السودان بلا منتصر والإغاثة يجب أن تتدفق دون عوائق
  • علي فوزي يكتب.. السودان بين الصراع والبحث عن قائدٍ وطني
  • اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. والسودان في قلب الكارثة
  • محللون: العقوبات الأميركية وحدها لن توقف الحرب في السودان
  • تناسل الحروب
  • حرب وانتهاكات جسيمة: السودان.. واقع مظلم في يوم حقوق الإنسان
  • خبراء لـ«الاتحاد»: تنظيم الإخوان يقف ضد أي مسار حقيقي للسلام في السودان