نصف أطفال اليمن خارج التعليم الثانوي و29 % منخرطون في العمل
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
وفي حين أعاد عبد الملك أسباب ذلك إلى الحرب التي أشعلها الحوثيون، قال عند استعراضه النتائج التي وردت في المسح العنقودي، إن البلاد وصلت إلى مرحلة تحتاج معها إلى سنوات من النمو الحقيقي والإيجابي بمعدلات عالية، حتى تستطيع العودة إلى نقطة ما قبل الحرب.
وأكد أن «الأرقام التي تتعلق بالأمن الغذائي صادمة»؛ حيث أظهرت المؤشرات أن 75 في المائة من الأسر شهدت على الأقل حالة من حالات انعدام الأمن الغذائي خلال الـ12 شهراً السابقة، ورأى في ذلك مؤشراً كبيراً جداً في ظل تراجع الدعم الإنساني، والأوضاع الاقتصادية الصعبة، مع توقف تصدير النفط الخام.
مؤشرات صادمة
عند تناوله مؤشرات التعليم وارتفاع معدلات تسرب الأطفال منه بسبب الحرب، أكد رئيس الوزراء اليمني أن هناك طفلاً من كل 4 أطفال في مرحلة التعليم الأساسي خارج التعليم، وفي الثانوية العامة بلغت النسبة 53 في المائة، وأن هناك تقريباً 53 في المائة لم يكملوا التعليم الأساسي، و37 في المائة لم يكملوا التعليم الثانوي، وشدد على أهمية قراءة هذه المؤشرات وعكسها في السياسات القادمة للحكومة.
ونبه رئيس الحكومة اليمنية إلى مؤشرات أخرى فيما يتعلق بعمالة الأطفال «وهي خطيرة»؛ حيث يوجد 29 في المائة من الأطفال منخرطون في العمل، ومؤشرات أخرى فيما يتعلق بالحصول على شهادة القيد والولادة وهو رقم منخفض جداً، رغم أنه موضوع أساسي في البيانات المركزية للدولة.
وأكد حرص حكومته على التعامل مع المجتمع الدولي والمانحين لردم هذه الفجوة بشكل عاجل، والعمل على استعادة مؤسسات الدولة، وتحقيق النمو الاقتصادي، وإعادة تصدير النفط الخام.
وقال: «نعلم أن ميليشيا الحوثي حريصة على ألا تكون هناك أي مسوحات، وهناك جوانب كثيرة مجهولة، وهي خارج سيطرة الحكومة، والجميع يعلم ما يخص إيقاف حملات اللقاحات في مناطق سيطرتهم». ورأى في ذلك «جريمة» تُرتكب؛ لأن أي إشكالية فيما يتعلق باللقاحات ستؤدي لانتشار أوبئة كان قد تم القضاء عليها. ودلل على ذلك بعودة ظهور شلل الأطفال والحصبة وغيرها من الأوبئة.
وشدد عبد الملك على أهمية نتائج المسح، لوضع خطط ومراقبة التحسن في أداء الحكومة ومؤسساتها والسلطات المركزية والمحلية.
أهمية نتائج المسح
وزير التخطيط والتعاون الدولي في الحكومة اليمنية واعد باذيب، أكد أن أهمية نتائج المسح تكمن في مساعدة متخذ القرار والمهتمين بالشأن التنموي على فهم أفضل للواقع التنموي والاقتصادي والاجتماعي ومؤشرات التنمية البشرية بكل أبعادها، وكذا المساعدة في تحديد الأولويات وبناء السياسات والإصلاحات، وإعداد الخطط التنموية بما فيها أجندة التنمية المستدامة.
وفي كلمة له ذكر باذيب أن المسوحات الميدانية، بما فيها مسح ميزانية الأسرة والأسعار والمسوحات الاقتصادية والخدمية ومسوحات الفقر، توقفت منذ عام 2014، نتيجة انقلاب الحوثيين على الشرعية ومخرجات الحوار الوطني وعلى الإجماع الدولي، وهو ما استدعى إصدار قرار تكليف لتشكيل قيادة الجهاز المركزي للإحصاء في عدن، ليعاود ممارسة دوره في جمع البيانات وإنتاج المؤشرات، حتى أصبح الجهاز حالياً لديه خطة متكاملة لتفعيله والنهوض بدوره الإحصائي.
وأكد باذيب الحاجة الماسة لتنفيذ مسوحات أخرى لها أهميتها تتعلق بقضايا الاقتصاد الكلي والنمو الاقتصادي والقطاعات الاقتصادية التي ستقود إلى الاستقرار والتحسن والتنمية في المرحلة القادمة، فضلاً عن معرفة التغيرات الهيكلية التي حدثت في هيكل الاقتصاد الوطني خلال السنوات الماضية، بما فيها عدالة توزيع الدخل ومعدلات الفقر والبطالة وقضايا الأمن الغذائي.
وأشار إلى أن الاقتصاد اليمني تعرض لانكماش وركود عميق، نتيجة الحرب والصراع والأزمات الاقتصادية المتلاحقة؛ حيث خسر أكثر من 50 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وارتفعت نسبة الفقر والبطالة إلى مستويات قياسية. كما أكد أهمية تقييم الأضرار في البنى التحتية وتحديد الاحتياجات لإعادة الإعمار.
ووفق الوزير اليمني، فإن وزارة التخطيط بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، بصدد إعداد التقرير الوطني الأول عن أهداف التنمية المستدامة، الذي سيقدم إلى المنتدى السياسي رفيع المستوى في نيويورك في يوليو (تموز) من العام القادم، بحيث يكون التقرير مرجعية في استعادة مسار التنمية، والانتقال من اقتصاد الحرب إلى اقتصاد السلم والتنمية، ومن الإغاثة إلى التنمية والنمو.
وقال إن التقرير سيساعد الحكومة في توجيه الجهود والموارد المحلية والخارجية إلى قنوات التنمية ومشاريع البنى التحتية وإعادة الإعمار والإصلاحات، في إطار برنامج شامل يأخذ في الاعتبار إعادة بناء البنية التحتية والاستثمار في رأس المال البشري وتنمية مصادر الطاقة البديلة، والاستثمار في إنتاج الغذاء، وتعزيز دور القطاع الخاص في النمو وخلق فرص العمل.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: فی المائة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تدين هجمات على قوافل مساعدات وقتل أطفال في السودان
أدانت الأمم المتحدة هجومًا على شاحنة مساعدات غذائية شمال كردفان ومقتل أطفال في جنوب كردفان، محذّرة من تدهور الوضع الأمني وارتفاع الاحتياجات الإنسانية..
التغيير: الخرطوم
أدان المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، الهجوم الذي استهدف شاحنة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي بالقرب من منطقة حمرة الشيخ بولاية شمال كردفان مساء الخميس الماضي.
وقال دوجاريك خلال المؤتمر الصحفي اليومي في نيويورك إن الشاحنة كانت جزءًا من قافلة تضم 39 شاحنة متجهة لتقديم مساعدات غذائية للأسر الجائعة التي فرت إلى منطقة طويلة بشمال دارفور بحثًا عن الغذاء والأمان، حيث يدعم البرنامج نحو 700 ألف شخص بالمساعدات الغذائية.
وأضاف أن القافلة كانت قد قطعت أكثر من نصف مسافة رحلتها البالغة ألف كيلومتر عندما وقع الحادث، مؤكّدًا أن هذا يعد سادس هجوم خطير على شاحنات وأصول ومرافق البرنامج في السودان خلال العام الماضي، ما أسفر عن مقتل ثمانية من العاملين في المجال الإنساني وإصابة آخرين.
وقال دوجاريك: “بالطبع هذا غير مقبول. يجب ضمان وصول بلا عوائق إلى الأسر الأكثر ضعفًا في دارفور وكافة المناطق المنكوبة بالمجاعة. يجب ألا يكون العاملون في المجال الإنساني وممتلكاتهم هدفًا أبدًا، وحقيقة أننا مضطرون لتكرار ذلك هي مأساة بحد ذاتها”.
وأكد دوجاريك أن هذه الهجمات تأتي في ظل “تدهور حاد في الوضع الأمني في ولايتي كردفان منذ أوائل نوفمبر، مما أدى إلى نزوح واسع النطاق وتفاقم الاحتياجات الإنسانية”.
ولفت إلى إن الأمم المتحدة تواصل العمل مع شركائها لتقديم الدعم المنقذ للحياة، لكنه شدد على أن حجم الاحتياجات يفوق بكثير الموارد المتاحة، داعيًا المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لحماية الأطفال وتقديم المساعدة العاجلة.
وفي سياق متصل، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن قتل الأطفال وتشويههم في الهجمات على المدارس والمستشفيات يمثل انتهاكًا جسيمًا لحقوق الطفل.
وجاء التحذير بعد مقتل أكثر من عشرة أطفال تتراوح أعمارهم بين الخامسة والسابعة في هجوم بطائرة مسيرة على روضة أطفال بمحلية القدير في كادقلي، بولاية جنوب كردفان.
وأشارت اليونيسف إلى أن الخدمات الطبية تنهار، والإمدادات الأساسية على وشك النفاد، والتعليم معطل، ما يحرم الأطفال من فرص التعلم ويزيد من الضغوط النفسية والاجتماعية عليهم.
الوسومبرنامج الأغذية العالمي حرب الجيش والدعم السريع شمال كردفان طويلة