لبنان ٢٤:
2025-12-15@02:43:29 GMT

كيف عبثت حرب تشرين الاول بصحة اللبنانيين النفسية؟

تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT

كيف عبثت حرب تشرين الاول بصحة اللبنانيين النفسية؟

يترقب اللبنانيون يوميًا أوضاع الحرب المندلعة في غزة وتطوراتها والوضع المتوتر في جنوب لبنان، والاسئلة نفسها يطرحونها على بعضهم البعض وعلى انفسهم "هل الحرب قادمة؟"، "هل تتوحد الجبهات؟"، "هل تعلن الحرب ويقع المحظور؟". يشهد لبنان هذه الايام بفئاته وبطوائفه وكما جرت العادة عند كل مفترق طريق وعند تقرير كل مصير انقسامات حادة وتباينات في وجهات النظر، فانقسام  الشعب اليوم يندرج بين من يريد الحرب وبين من يرفضها، وفي كلا الخيارين الامر لن يمرّ مرور الكرام على صحة اللبنانيين النفسية.

   
يقول خليل، مواطن لبناني يبلغ الستين من عمره، يسكن في منطقة الجديدة، أنه لا يفارق التلفاز منذ أحداث 7 تشرين الاول، وهو متخوف من الانعكاسات الخطيرة  على الداخل اللبناني، مستذكرا ما مر به مع افراد عائلته من تجارب مريرة عاشها خلال الحرب الاهلية.    أما فادي، رجل خمسيني، من سكّان منطقة جزين، فيكشف لـ"لبنان 24" أنه قد "جهز ما يجب تجهيزه من مستلزمات  كالغذاء والدواء، في حال أجبر على الهروب هو وعائلته الى مكان اكثر امانا من بلدته التي قد تتعرض للقصف حينما تتوسع رقع المعارك".
 
 
ماذا يقول "علم النفس"؟  
أشارت الاخصائية النفسية تاتيانا نصار لـ"لبنان 24" الى أن "الشعب اللبناني عانى ويعاني من أزمات متواصلة تمتد منذ ما قبل عام ٢٠١٩، وما زالت مستمرة لا بل تصاعدت وتيرتها في الآونة الاخيرة، وهذه الفترة الطويلة من القلق الدائم تعني ان الجهاز العصبي لدى معظم المواطنين قد تعب، والـirritability أي ما يعرف بالغضب المستمر او العصبية المفرطة هي ردة فعل طبيعية في الحالات غير الطبيعية خلال الازمات والحروب، وما يزيد من حدتها هو اننا ننتقل من أزمة الى ازمة اكثر خطورة من دون استراحة".  
وأضافت نصار: "سرعة الانفعال التي يشتكي منها المواطن اليوم ناجمة عن ردة فعل لا ارادية يصدرها اللاوعي عندما يشعر الانسان انه في حالة خطر، وهذا النمط المعاش في التخبط والقلق يحتم علينا التأقلم معه وحماية أنفسنا من ضرره بأسرع وقت قبل ان يتملكنا، واي خطأ او ازعاج نختبره بطريقة مضاعفة، سيكون له ردة فعل ستظهر كأنها مبالغة".  
أما عن الشعور بالذنب لدى المواطن اللبناني المتأتية من الصعاب والالام المحيطة به، فتقول الاخصائية النفسية: "الـ”Survival guilt” أو ذنب النجاة هو نوع من التعاطف يشعر به شخص أمن بنفسه من المخاطر ونجا من الاذية، في حين ان أشخاصا اخرين على معرفة بهم او هم من المقربين منه قد اصابهم الاذى وطاولتهم الاعمال الاجرامية ولم يسلموا. ولهذا الامر تداعيات تخلق عند الناجين من الناس  عقدة الذنب، وهذه راسخة في طبيعتنا البشرية والتي يستصعب عليها ان تنظر الى الظلم والوجع عند الآخرين وهي عاجزة عن مساعدتهم" .
 
 
آليات دفاعية  
في سؤال الى نصار عمّا اذا كان الابتعاد عن الاخبار هو حلّ من الحلول النفسية، فأجابت: "الابتعاد عن الأخبار ليس حلاً، فالكبت والإنكار لا يساعدان الانسان على تحسن حالته النفسية، ولكن من الممكن ان نلجأ لقراءة الأخبار بدل من مشاهدة مقاطع عنيفة منها عبر التلفاز، وكأخصائية نفسية أنصح بالمتابعة عبر القراءة وتجنب قدر المستطاع مشاهدة الفيديوهات، ومن المهم أيضا وضع حدّ لعدد الساعات التي نقضيها  في القراءة والمتابعة".  
وعن كيفية تخطي الظروف المؤلمة، تشير الاخصائية الى أنه "علينا بناء آليات دفاعية او طرق قد تساعد على التأقلم مع الاوضاع الصعبة، مثل التواصل مع الآخرين والتعبير عن مخاوفنا وعن الذنب الذي نشعر به وعن الغضب، فهذه من أهم أساليب التأقلم".  
وتابعت: "الرياضة وتمارين الاسترخاء مهمان، والعمل على مساعدة الآخرين ودعمهم بشتى الوسائل والطرق (مادية، عاطفية، مقاطعة المنتجات، التوعية عبر النشر على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها)، وكذلك من المفيد جدا المشاركة بنشاطات اجتماعية تدعم وتساعد الناس، وفي حالة الضرورة علينا عدم التردد باستشارة أخصائية نفسية ". المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

علينا أن نعلم الطلبة كيف يفكرون لا بماذا يؤمنون

لايتون وودهاوس - ترجمة: أحمد شافعي

حولت حرب غزة المناطق التعليمية في أنحاء كاليفورنيا كافة إلى ساحات معارك بسبب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. 

فيبدو المعلمون والإداريون في منطقة الخليج بلوس أنجلوس ومقاطعة أورانج منحازين إلى حد كبير للجانب الفلسطيني، معتقدين أنه معرض للتهميش في المدارس منذ سنين. 

في المقابل يعتقد كثير من أولياء الأمور اليهود أن أبناءهم تعرضوا ـ منذ مجزرة حماس في السابع من أكتوبر سنة 2023 ـ للتلقين لا للتعليم. 

وردًا على ذلك قام أولياء الأمور أولئك ـ بعون من جماعات خارجيةـ بالضغط من أجل إصدار قانون في الولاية يزيد التعليم تسييسًا في الفصل الدراسي، وذلك بحدِّه مما يمكن أن يقوله المعلمون عن إسرائيل. 

غير أن الغائب عن هذا الهرج كله هو الغرض الأساسي من التعليم: أي تدريب الطلبة على التفكير بأنفسهم. 

في أوكلاند، بعد وقت غير كبير من هجمة السابع من أكتوبر، أصدر اتحاد المعلمين بيان تضامن مع الفلسطينيين، ونظم بعض المعلمين ندوة تثقيفية حول الصراع كان تصميمها راميا بوضوح إلى عرض السردية المناصرة للفلسطينيين. 

ورفعت إحدى مدارس أوكلاند الثانوية العلم الفلسطيني على مدى أسابيع، وفي بيركلي بكاليفورنيا، شجع المعلمون الطلبة على المشاركة في إضرابات مدرسية للتظاهر ضد إسرائيل. 

ولقد قالت لي مارلين ساكس، المحامية التي رفعت دعوى قضائية ضد منطقة أوكلاند التعليمية بتهمة التمييز المعادي للسامية إن «لدينا معلمين يستعملون جدران فصولهم الدراسية وقاعاتهم ومكتباتهم ومكاتبهم الإدارية؛ إذ باتت كل هذه الجدران مغطاة بهذه الملصقات السياسية». 

ردا على ذلك، تقدم أولياء أمور بشكاوى رسمية، وكذلك محامون وجماعات خارجية، الأمر الذي أدى إلى إجراء تحقيقات، واجتماعات لا حصر لها لمجالس إدارات المدارس، وأوامر بإزالة الملصقات، وإنهاء عقود عمل معلمين. ثم حدث في أكتوبر أن قام حاكم الولاية جافين نيوصم بتوقيع قانون بإقامة مكتب للحقوق المدنية من أجل استئصال التمييز من مدارس الولاية العامة وتعيين منسق لمكافحة معاداة السامية. 

ويمنح هذا التشريع ـ أي قانون الجمعية رقم 715 ـ للمسؤولين سلطة التحقيق في اتهامات معاداة السامية وإصدار الأوامر باتخاذ إجراءات تصحيحية من قبيل حظر بعض الأغراض التي تتبين معاداتها للسامية. 

أندريا بريتشين، معلمة التاريخ الأمريكي في مدرسة إعدادية في بيركلي، هي المدعية الأساسية في قضية فيدرالية تطالب باعتبار هذا القانون انتهاكا لحرية التعبير، وقد قالت لي: «إنني أخشى من أن المعلمين سوف يجتنبون الحديث عن إسرائيل اجتناب الطاعون». 

تم التحقيق مع أندريا بيرتشيت في الإدارة التعليمية منذ سنتين بعد درس عن استعمار أمريكا. وانتهى التحقيق إلى أن بيرتشيت ضربت للطلبة ما قالت إنها أمثلة للاستعمار في زماننا الحاضر تضمنت بورتو ريكو، وروسيا في أوكرانيا، والمستوطنات الإسرائيلية. واشتكى أولياء الأمور من أن بيرتشيت «تدرِّس جانبا واحدا من الرواية عن إسرائيل وفلسطين وهو جانب منحاز ضد إسرائيل». وانتهى التحقيق أيضا إلى أنها وضعت ملصق «فلسطين حرة» داخل الفصل، لكن التحقيق برَّأها في النهاية من تهمة التمييز. (وتقول المعلمة إن الطلبة هم الذين عرضوا مثال المستوطنات الإسرائيلية). 

ينص قانون 715 على أن خطة 2023 الفيدرالية لمكافحة معاداة السامية «يجب أن تكون أساسا لتوجيه المدارس إلى كيفية تحديد المحتوى المعادي للسامية والرد عليه ومنعه». وتتبنى الخطة تعريف معاداة السامية لدى «التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست»، الذي ينص ضمن بنود كثيرة على أن «الزعم بأن وجود إسرائيل عمل عنصري» وأن «تطبيق معايير مزدوجة» على إسرائيل يعدان من الأفعال المعادية للسامية. 

لكن كينيث شتيرن مدير مركز بارد لدراسة الكراهية من أبرز الأصوات التي تحذر من تبني القوانين المقيدة لحرية التعبير، وكان مشاركا أساسيا في كتابة تعريف التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست. 

وقد قال لي: إن التعريف «يستعمل لكبت حرية التعبير وما يمكن أن يعلِّمه المعلم». وأشار شتيرن إلى أنه حينما كان العديد من أنصار قانون رقم 715 يعلقون على جهود ولايات من قبيل فلوريدا وتكساس للحد مما يقوله المعلمون عن الجندر والعرق فإنهم «يفهمون المشكلة حينما يرونها. 

لكن حينما يتعلق الأمر بقضايا تهمهم، فهم يريدون منح السلطة نفسها للولاية كي تلاحق حرية التعبير». 

يعد كل طرف سرديته عقيدة. وقد قالت لي لوري لوينثال ماركوس، المديرة القانونية لمشروع ديبورا، المنظمة التي تعارض التمييز ضد اليهود في المدارس، إنه ينبغي تجريم تعليم أن إسرائيل دولة أبارتيد؛ لأن هذه خطأ معلوماتيا حسبما تعتقد. 

في المقابل، قالت ليندا خوري-أوميلي، وهي أم فلسطينية أمريكية من مقاطعة سان ماتيو، وإحدى المدعيات في الدعوى المرفوعة ضد القانون رقم 715، عكس ذلك تماما: إن قيام إسرائيل بممارسات أبارتيد في الضفة الغربية حقيقة بسيطة، ومعلومة لا نزاع فيها». 

ينبغي التدقيق في هذه الفرضية داخل الفصل الدراسي، مع تقديم أدلة من كلا الجانبين. فقد يكون مغفورا لأولياء الأمور المناصرين لإسرائيل أن يرتابوا في أن بعض المعلمين لا يقدمون إلا جانبا واحدا من الحجة. لكن بموجب القانون الجديد، إذا اشتكى أي شخص حتى لو كان غير منتم إلى جماعات المصالح من كون مقارنة الأبارتيد معادية للسامية بموجب تعريف التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست، فقد يتم حظر التشبيه في الفصل الدراسي تماما. 

غير أن الأرجح هو أن المعلمين سوف يجتنبون التعرض للخلافات الحساسة، في ظل جهلهم بما يعد محتوى تمييزيا أو لا يعد كذلك. ومن الصعب تصور هذا عمليا إلا باعتباره ضربا من الرقابة. 

وبقدر ما يمثل القانون تهديدا لحرية التعبير في المدارس، فهو تعبير عن فشل كثير من مدارس كاليفورنيا في ترسيخ التفكير النقدي الذي أدى في المقام الأول إلى هذا القانون. ففيما بات بعض المعلمين يعدون أنفسهم ناشطين لا محض مدرسين، لجأ خصومهم إلى الأداة الصريحة الممثلة في سلطة الدولة للسيطرة عليهم. فالتلقين من طرف أفضى إلى قوانين تقييد التعبير من الطرف الآخر. 

ولقد كنا في طريقنا إلى هذه اللحظة منذ بعض الوقت. ففي العقد الماضي على الأقل، أصبح التعبير السياسي أشد تفشيا في المدارس العامة. فبات من طبائع الأمور أن نرى رايات «الحياة السوداء مهمة» أو «الفخر بالمثلية» معلقة في فصول مدارس كاليفورنيا. وفي مدن مثل بيركلي وأوكلاند، ثمة ما يشبه الإجماع في التأييد بين أولياء الأمور والمعلمين على السواء في هذه القضايا، فهي نادرا ما تثير خلافا. 

لكن موضوعا ينشأ في نهاية المطاف ولا يكون عليه إجماع. وفي هذه الحالة يكون الوقت قد فات من أجل اللجوء فجأة إلى مبدأ الحياد السياسي. فقد سمحت المدارس فعليا بدخول النشاط السياسي إلى المدارس ليصبح جزءا من المنهج حينما كان يسهل تجاهل الأمر. والآن لم يعد التجاهل بهذا القدر من السهولة. ولذلك فقد حان الوقت لإحياء فكرة أن التعليم والنشاط السياسي ليسا متباينين وحسب وإنما هما متناقضان. 

مهما يكن رأيكم في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أو أي قضية خلافية أخرى، يجب ألا يقول المعلمون للطلبة ما ينبغي أن يؤمنوا به. فلا مكان في الفصل الدراسي للافتة «حرروا غزة» بقدر ما أنه لا ينبغي أن يكون فيه مكان للافتة «قفوا مع إسرائيل». وإذا منعت مدرسة عرض لافتة «لنجعل أمريكا عظيمة من جديد» في مكتبتها، فيجب بالقدر نفسه منع أي ملصق آخر. فالأمر لا يتعلق بأي الجانبين معه الحق، أو بأن تكون جميع الأطراف ممثلة بالقدر نفسه. إنما هي مسألة تتعلق بالتعليم الجيد. 

لقد أخبرني شتيرن، وهو دارس لمعاداة السامية ومعارض للقوانين المقيدة للتعبير، أنه حينما يدرّس معاداة السامية في بارد يقول لطلبته: إن الطريقة المثلى للحصول على درجة سيئة هي ترديدهم كالببغاوات ما يعتقدون أنه يؤمن به. ويخبرهم أن فرصتهم تكون أكبر في النجاح إذا ما تحدَّوا آراءه. 

وأضاف: «لا أمانع أن يقول أستاذ إن إسرائيل تمارس الأبارتيد، إنما أمانع أن يكون الأستاذ معلما سيئا». 

 لايتون وودهاوس صحفي مستقل وسينمائي وثائقي. 

 الترجمة عن ذي نيويورك تايمز 

مقالات مشابهة

  • البابا لاوون: حضرت لأعزّي اللبنانيين... فعزّوني
  • علينا أن نعلم الطلبة كيف يفكرون لا بماذا يؤمنون
  • الغرب يعالج مشاكله... على حساب الآخرين!
  • التربية تطمح في اكساب الطفل القراءة والكتابة من الصف الاول
  • بيتكوفيتش: “نحن المرشحون ولكن علينا أن نُظهر ذلك”
  • برج العقرب حظك السبت 13 ديسمبر 2025… يوم يكشف لك نوايا الآخرين
  • بولبينة:”علينا تصحيح الأخطاء و أعتذر لجمهورنا”
  • وقفة لهيئة ممثلي الأسرى والمحررين اللبنانيين أمام مقر الإسكوا
  • أرسلان من بكركي: يبقى هذا الصرح حاضن وضامن لتثبيت اللبنانيين بالوحدة والتلاقي
  • اللواء الركن لاوندس يشيد بجهود العسكريين: نقلة نوعية تعزّز ثقة اللبنانيين