طرابلس (ليبيا) – (أ ف ب) – رحبت الأمم المتحدة السبت بإرساء المجلس الرئاسي الليبي آلية لتوزيع العائدات النفطية التي طالما شكّلت موضع خلاف بين الأطراف المتخاصمة في غرب البلاد وشرقها، وذلك بعد مطالبة المشير خليفة حفتر بتوزيع “عادل”. وأثنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على القرار “الذي أعلنه المجلس الرئاسي بإنشاء لجنة عليا للرقابة المالية لمعالجة القضايا الأساسية المتعلقة بالشفافية في إنفاق الأموال العامة والتوزيع العادل للموارد”.

وكان المجلس أعلن تشكيل “لجنة مالية عليا” مهمتها متابعة الانفاق، وفق بيان نشرته وسائل إعلام محلية الجمعة. وتشمل مهام اللجنة “إقرار أوجه الانفاق العام للدولة، وأبواب الصرف وفقاً لمبدأ الرشد المالي والتوزيع العادل، ومتابعة الإيرادات العامة للدولة للتحقق من سلامة وكفاءة تحصيلها وفقاً للنظم المعمول بها”. وتدار عائدات النفط، المصدر الرئيسي للدخل في ليبيا، من قبل المؤسسة الوطنية للنفط والبنك المركزي ومقرهما العاصمة طرابلس، حيث يقع مقر الحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة. وحذّر حفتر، الرجل القوي في الشرق، من أنه سيمنح خصومه حتى آب/أغسطس للتوزيع العادل للثورة النفطية. وقال في كلمة الإثنين “تلقينا مئات المذكرات من أبناء الشعب الليبي يطالبون بتشكيل لجنة عليا للترتيبات المالية (…) قادرة على إدارة المال العام بطريقة عادلة”. وأكد أنه سيتم “منح مهلة لإنجاز اللجنة أعمالها نهاية أغسطس القادم”. ولفت الى أنه في حال تعذر انطلاق عمل اللجنة، فإن الليبيين سيكونون في “الموعد للمطالبة بحقوقهم المشروعة من ثروات النفط”، وأن “القوات المسلحة ستكون على أهبة الاستعداد للقيام بالمهام المنوطة بها في الوقت المحدد”، في إشارة لتدخل محتمل لقواته في توزيع الثروة النفطية. وأتت تصريحاته بعدما شكا أسامة حماد، رئيس الحكومة الموازية في شرق ليبيا، من عدم التوزيع العادل لعائدات النفط، ملوّحا بمنع تصدير المحروقات. وتضم اللجنة التي سيترأسها رئيس المجلس الرئاسية محمد المنفي، 18 شخصا يمثلون على وجه الخصوص حكومة الدبيبة والمؤسسة الوطنية للنفط، إضافة الى مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، والقيادة العامة والمصرف المركزي في طرابلس وبنغازي، وديوان المحاسبة وهيئة الرقابة الإدارية، و”الجيش الوطني الليبي” بقيادة حفتر. وأثنت بعثة الأمم المتحدة في بيانها على المنفي والأطراف الذين عملوا “بدون كلل” للاتفاق على الآلية. واعتبرت أن التوافق الذي “عكسته عضوية اللجنة” من شأنه “الاسهام في توفير فرص متكافئة بين جميع المرشحين في الانتخابات المرتقبة، فضلاً عن إضفاء الشفافية على إنفاق الأموال العامة والتوزيع العادل للموارد الوطنية”. وتتمتع ليبيا بأكبر احتياطيات نفطية في إفريقيا، لكنّها غارقة في صراعات على السلطة منذ أن أطاحت ثورة دعمها حلف شمال الأطلسي نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011. والبلد منقسم بين حكومة طرابلس برئاسة الدبيبة وحكومة حماد في الشرق المدعومة من البرلمان وحفتر. والسيطرة على موارد النفط والبنى التحتية لإنتاجه وتصديره وإيراداته هي محرّك رئيسي للصراع الذي تساهم فيه العديد من القوى الأجنبية وعدد من المجموعات المسلحة المختلفة الولاء.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

أزمة دبلوماسية بين ليبيا واليونان.. طرابلس تستدعي السفير، وأثينا ترسل سفنا حربية

أعلنت وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية استدعاء السفير اليوناني، نيكولاس غاريليس، على خلفية ما وصفتها بـ”الخطوات الأحادية” التي اتخذتها أثينا في مناطق بحرية متنازع عليها.

وأبلغت الخارجية الليبية السفير اليوناني “استنكار حكومة الوحدة لتلك الخطوات التي تعد مخالفة للقانون الدولي للبحار وانتهاكا صريحا للحقوق السيادية لليبيا”، مؤكدة أنها اتخذت الإجراءات الدبلوماسية اللازمة لحفظ حقوقها القانونية في تلك المناطق.

يأتي هذا التحرك الدبلوماسي بالتزامن مع إعلان رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، عن خطط لإرسال سفن حربية تابعة للبحرية اليونانية إلى المياه الدولية قبالة السواحل الليبية.

وبرر ميتسوتاكيس هذه الخطوة بأنها “إجراء احترازي” لمراقبة تدفقات المهاجرين، مؤكدا أنها ستتم “بالتعاون مع السلطات الليبية والقوات الأوروبية الأخرى”. مضيفا: “لن يملي المهربون علينا من يدخل بلادنا”.

وأعربت حكومة الوحدة الوطنية، والحكومة المكلفة من البرلمان برئاسة أسامة حماد، في وقت سابق، عن رفضهما القاطع لطرح اليونان عطاءات دولية للتنقيب عن النفط والغاز في مناطق بحرية جنوب جزيرة كريت، معتبرين أن جزءا من هذه المناطق يقع ضمن نطاقها البحري وحقوقها السيادية التي لم يتم ترسيمها بشكل نهائي بعد.

وقال رئيس الوزراء اليوناني إن بلاده تشهد مؤخرا ارتفاعا في أعداد المهاجرين الواصلين إلى جزرها، خاصة كريت وغافدوس، حيث وصل أكثر من 700 مهاجر خلال 24 ساعة الأسبوع الماضي، انطلق معظمهم من مدينة طبرق.

المصدر: بيان الخارجية + موقع ekathimerini اليوناني

أثينااليونانحكومة الوحدة الوطنيةرئيسيطرابلسوزارة الخارجية Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0

مقالات مشابهة

  • بعثة الأمم المتحدة تقيم مشاورات شبابية حول الاستقرار السياسي
  • البعثة الأممية: ناقشنا توصيات اللجنة الاستشارية مع مجموعة من شباب ليبيا
  • أزمة دبلوماسية بين ليبيا واليونان.. طرابلس تستدعي السفير، وأثينا ترسل سفنا حربية
  • الرميح: إيراداتنا النفطية قد تتجاوز الـ20 مليار دولار
  • اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا تنظم تدريبًا لإعداد المدربين
  • برنامج الأمم المتحدة للبيئة: مساع لإعانة ليبيا على الحد من انبعاثات الميثان
  • لجنة في «استشاري الشارقة» تزور إدارة خدمات الصحة العامة في البلدية
  • تجمع تكنوقراط ليبيا يُقدم توصياته للجنة المراجعة الأممية
  • اللجنة المتابعة الدولية لليبيا تؤكد دعمها لخارطة طريق الانتخابات وتوحيد المؤسسات
  • المرعاش: اشتباكات طرابلس تكشف عجز المجلس الرئاسي