بوابة الوفد:
2024-05-23@16:35:57 GMT

تكلم حتى أراك!

تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT

«تكلم حتى أراك» هذا ما قاله سقراط لأحد تلاميذه عندما جاء يتبختر فى مشيه، ويزهو بنفسه، وقديمًا أيضاً قال الإمام على بن أبى طالب–رضى الله عنه- «الرجال صناديق مغلقة مفاتيحها الكلام»، فأنت تختبئ خلف كلماتك، وسلوكك هو نافذة العالم إلى قلبك، ومن هذا المنطلق، ومع ما شهده العالم من طفرة معلوماتية هائلة أصبح المشاهير عبر مواقع التواصل الاجتماعى وهم نجوم السينما، والمطربون، وعارضو الأزياء، والشخصيات العامة والتليفزيونية شديدى الحرص على أن يكون لهم وجود قوى ومستمر عبر الإنترنت وعلى التمتع بمجموعات كبيرة من المتابعين عبر الشبكات الاجتماعية، وفى ظل هذا الوجود المستمر للمشاهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ تصبح هذه المواقع إحدى الأدوات الأساسية التى تعكس كيفية توجيه المشاهير لمشاعرهم وأفكارهم وإمكانياتهم نحو الأهداف التى يسعون إلى تحقيقها؛ ومن ثم تعكس كيفية إدارة هؤلاء المشاهير لذواتهم.

ولا يقتصر استخدام مواقع التواصل الاجتماعى على مجرد التعبير عن مشاهير المجتمع، كما لا تقتصر تأثيرات هذا الاستخدام بالمجتمعات الإنسانية على البناء الاجتماعى لهذه المجتمعات فقط، وإنما تمتد لتشمل التركيبة النفسية لأفراد هذه المجتمعات بوجه عام؛ إذ اقترن استخدام تلك المواقع بظهور العديد من التأثيرات النفسية الإيجابية والسلبية داخل المجتمعات الإنسانية، وتنوعت هذه التأثيرات من حيث درجة عمق كل منها، وتجاوزت حدود الحالة المزاجية لمستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى إلى صحتهم النفسية، وإلى إدراك كل منهم لذاته وتقديره لها؛ إذ تشكل مواقع التواصل الاجتماعى بما تتيحه من فرص متنوعة للتفاعل الاجتماعى، والتعامل اليومى مع الآخرين، والانفتاح على ثقافاتهم المختلفة، وتقديم النفس للآخر، ومقارنتها به، وتلقى ردود الأفعال حيال هذا التفاعل؛ تشكل إطارًا مناسبًا لا لإدراك الآخر وتقديره فقط، وإنما أيضاً لإدراك الذات وتقديرها.

وفى ظل ما سبق وفى إطار أن المشاهير أصبحوا يمثلون طرفًا ثالثًا مستقلًا يقوم بتشكيل أسلوب استخدام الجماهير لقنوات الاتصال التى تقدمها مواقع التواصل الاجتماعى، وقد يتمتع هؤلاء المشاهير بخصائص قائد الرأى وأسلوبه فى التأثير الاجتماعى والنفسى على الجماهير؛ إذ إن استخدام مواقع التواصل الاجتماعى أصبح لا يقتصر على مجرد التعبير عن مشاهير المجتمع، كما لا تقتصر تأثيرات هذا الاستخدام بالمجتمعات الإنسانية على البناء الاجتماعى لهذه المجتمعات فقط، وإنما تمتد لتشمل التركيبة النفسية لأفراد هذه المجتمعات بوجه عام.

وفى هذا الإطار فإن مستوى تقدير الذات لدى أفراد الجمهور المصرى، والذى يعبر عن نظرة الفرد الإيجابية لنفسه، قد يتأثر نتيجة اعتناق الفرد مجموعة من الأفكار والمعتقدات عن نفسه، وتتكون وتتشكل هذه الأفكار والمعتقدات نتيجة لتعرض أفراد المجتمع المصرى لصفحات المشاهير عبر مواقع التواصل الاجتماعى بما تضمنته من أساليب توظيف هؤلاء المشاهير لآليات إدارة الذات، التى من شأنها أن تدعم هذا التأثير.

وفى ضوء ما سبق تتضح وبشدة أهمية التربية الرقمية لوسائل الإعلام، والتى يتم من خلالها تعزيز القدرة الانتقائية لمضامين وسائل الإعلام الرقمى بوجه عام، ومواقع التواصل الاجتماعى بوجه خاص، فضلًا عن العمل على تنمية الوعى بما يتم التعرض له عبر شبكة الإنترنت، وثقل القدرة على فهم الرسائل المقدمة عبر هذه الوسائل والحكم على مدى تمثيلها للواقع، وبالتالى القدرة على مناقشة هذه الرسائل وتقديم تقييم واضح لها، يتوقف عليه مدى وجود تأثير لهذا الرسائل على الميل السلوكى للجمهور.

الأستاذ المساعد بقسم الإعلام بكلية الآداب- جامعة المنصورة

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د أحمد أحمد عثمان جامعة المنصورة مواقع التواصل الاجتماعي مواقع التواصل الاجتماعى هذه المجتمعات

إقرأ أيضاً:

هل تقضى كثيرا من وقتك في تصفح الهاتف؟ إليك هذه النصائح

يقضي كثير من مستخدمي الهواتف المزودة بالإنترنت، ساعات طويلة، في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، وقد يصل البعض إلى مرحلة الإدمان، بينما يقع آخرون في فخ الشعور بالحزن أو القلق أو الغضب أو الحسد، أو ما هو أسوأ من ذلك، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

ويطلق مختصون في الإنترنت على قضاء مزيد من الأوقات في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي مصطلح "التمرير السلبي"، ويقدمون بعض النصائح لاستعادة التحكم والسيطرة على الوقت الذي يمضيه المتسخدمون في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي.

وبالنسبة لبعض الخبراء، يتمثل الخيار المفضل في حذف تلك التطبيقات من الهاتف، في حين يرى آخرون أن هناك خيارات أخرى للتحكم في استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي، في حال لم يرغب المستخدم في عملية الحذف.

غيّر طريقة المشاركة

تقول ميشيل موهتيس، وهي أخصائية اجتماعية مقيمة في ريد بانك بولاية نيوجيرزي الأميركية، إن "التمرير السلبي يمكن أن يوقعك بسرعة في فخ المقارنة واليأس".

وتنصح موهتيس بضرورة تعلُّم أشياء جديدة، باستخدام الإنترنت، بدلاً من التمرير السلبي، مثل أن تخصص وقتًا لتعلم مهارة جديدة عبر يوتيوب، أو البحث عن مزيد من المعلومات عن موضوع يهمك، أو التواصل مع مجتمع جديد. 

تنظيم المحتوى

وينصح خبراء بضرورة أن تفكر جيدا في كيفية تأثير الحسابات التي تتابعها على نفسك. ووفق هؤلاء، يجب أن تسأل نفسك ما إذا كان المحتوى الذي تشاهده يثير الحسد بداخلك، أو الشعور بأنك أقل من الآخرين.

ويلفت الخبراء إلى أن معظم تطبيقات الوسائط الاجتماعية توفر خاصية السماح بظهور موضوعات معينة وحجب أخرى، دون أن تقوم بإلغاء صداقة شخص ما، لتجنب محتواه.

الحذف ثم الحذف

وبحسب تقرير الصحيفة الأميركية، يرى بعض الخبراء أن الابتعاد عن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي، يكمن أحيانا في حذفها كليا من الهاتف.

ويشدد خبراء على أن المستخدم ليس ملزما باستخدام التطبيقات التي يقوم بتنزيلها، ويقولون إن مجرد قيامك بتنزيل أحد التطبيقات مرة واحدة، لا يعني أنه يجب أن يظل على شاشة هاتفك الرئيسية إلى الأبد. 

ويقولون إنه إذا وجدت أن استخدام أي تطبيق معين في أوقات محددة، يؤدي إلى ضرر بالنسبة لك، فاحذفه من هاتفك، وقم بتنزيله فقط عند الحاجة.

وينصح هؤلاء بأنه في حال قررت الاحتفاظ ببعض التطبيقات، فمن الممكن أيضا أن تقوم بإيقاف تشغيل الإشعارات، أو تشغيل خاصية عدم الإزعاج.

مقالات مشابهة

  • وسائل إعلام سورية: حريق ضخم في مصفاة حمص وسط البلاد وفرق الإطفاء تتعامل مع الحادث (صور)
  • ملك بدوي تطلق كليب "مش جاية" على مواقع التواصل الاجتماعي
  • العلم الوطني لدولة الوحدة يكتسح مواقع التواصل وناشطون عرب يشاركون في حملة احتفالية موسعة
  • هل تقضى كثيرا من وقتك في تصفح الهاتف؟ إليك هذه النصائح
  • مشروع القانون الجنائي "يشدد العقوبات" في حق "عنف مواقع التواصل الاجتماعي"
  • سرقة الاحتلال لجثامين شهداء بغزة تثير الغضب بمواقع التواصل
  • بمباركة المراقبين.. صور غش جماعي داخل إحدى لجان الشهادة الإعدادية بالشرقية
  • مصر.. توصيات برلمانية لمواجهة التحرش بسيارات النقل الذكي
  • «الحظر» سلاح جديد  ضد المشاهير من أجل الازمة الإنسانية فى غزة
  • بالله تسيبها إلي.. خلاف مقاومَين بساحة المعركة يشعل مواقع التواصل