قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، إن إقامة النسخة الثالثة من معرض التجارة البينية الأفريقية "IATF 2023"، بمصر، بمشاركة 75 دولة وأكثر من 1600 شركة عارضة وآلاف الزائرين، والذي تستضيفه مصر للمرة الثانية، يمثل فرصة كبيرة أمام مصر للترويج للمنتج المحلي، وزيادة حجم صادراتها بدول القارة الأفريقية التي تعد سوقا بكرا.

وأضاف “غراب”: “كما أنها تمثل فرصة كبيرة يمكن من خلالها تحقيق التكامل الاقتصادي بين دول القارة السمراء بقيادة مصر”.

وأوضح أن مصر بذلت جهدا كبيرا لتحقيق هذا الهدف خلال السنوات السابقة وقطعت فيه شوطا كبيرا.

وذكر غراب، أن القارة الأفريقية محط أنظار العالم لما تتمتع به من الخيرات والمواد الخام والثروات الطبيعية وتباع لدول أوروبية.

وأكد أنه بتحقيق التكامل الاقتصادي الشامل صناعي وتجاري وزراعي بين دول القارة، يمكن استغلال هذه الخيرات والاستفادة منها وتصنيعها وتعزيز مشروعات التصنيع المشترك لتحقيق معدلات نمو مرتفعة وتنمية اقتصادية شاملة بدول القارة.

ولفت إلى أن حجم التجارة البينية بين الدول الأفريقية لا يزال صغيرا لا يتعدى  16 - 17% من حجم التجارة الخارجية للقارة، وهو رقم صغير إذا ما قورن بحجم التبادل التجاري بين دول الاتحاد الأوروبي أو دول القارة الأفريقية والصين.

وأشار إلى أن قيمة التجارة بين مصر والدول الأفريقية خلال أول 8 أشهر من عام 2023 سجلت نحو 5.819 مليار دولار .

ونوه غراب، إلى أن تفعيل اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية ضروري وهام جدا وهذا توقيته المناسب، فهو يسهم في زيادة حجم التبادل التجاري بين دول القارة السمراء.

وقال إن مصر بذلت جهدا عظيما لتفعيل تلك الاتفاقية وتعميق وتعزيز التعاون مع دول القارة الأفريقية، إضافة لتشجيع مشروع القاهرة كيب تاون الذي يمر بريا ويربط عددا من دول القارة، إضافة إلى تطبيق برنامج جسور التجارة العربية الأفريقية، وإعداد قائمة بالفرص الاستثمارية المتاحة لعرضها على مجتمع الأعمال، وسعي مصر الدائم لتعزيز خطط التكامل والاندماج التجاري بالقارة الأفريقية.

وأوضح أن تفعيل إنشاء سوق أفريقية واحدة للسلع والخدمات وتسهيل حرية حركة الأشخاص ورؤوس الأموال والاستثمار، يسهم في تعميق التكامل الاقتصادي وتحقيق التنمية الشاملة لدول القارة.

ولفت غراب إلى أن مشاركة رواد الصناعة والتجارة والاستثمار وغيرهم من أنحاء القارة الأفريقية بالمعرض يعد ترويجا للفرص الاستثمارية في مصر، ويسهم في جذب المستثمرين الأفارقة للاستثمار بمصر.

وأضاف أن منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية تضم 55 دولة و8 مجموعات اقتصادية، بإجمالي ناتج محلي 3.4 تريليون دولار، وأن إنشاء سوق قارية واحدة يزيد حجم التجارة البينية والاستثمارات والتصنيع المشترك وتوفر فرص العمل.

وأشاد بتوقيع بروتوكولات واتفاقيات في المعرض بـ3 مليار دولار، وفرص تبادل تجاري بين دول القارة تقدر بنحو 10 مليارات دولار .

وتابع غراب، أن القارة السمراء بها العديد من التجمعات الاقتصادية وفقا للمناطق الجغرافية وهي الكوميسا والنيباد الذي تترأسه مصر حاليا والإيكواس والساديك، مؤكدا أنه آن الأوان لاندماج هذه التجمعات الاقتصادية من أجل تحقيق التكامل الاقتصادي والتجاري بين دول القارة من أجل تحقيق إنشاء السوق الأفريقية المشتركة وتطبيق منطقة التجارة الأفريقية القارية الحرة.

ولفت إلى أن هناك فرصة في يد الدول الأفريقية للتحول من الاستيراد من دول أوروبا إلى التصنيع وتحقيق الاكتفاء الذاتي والتحول من دول مستوردة إلى دول مصدرة لما تمتلكه من إمكانيات كبيرة من الخيرات والثروات الطبيعية.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اتفاقية التجارة الحرة التجارة البينية الافريقية التنمية الاقتصادية الثروات الطبيعية التکامل الاقتصادی القارة الأفریقیة التجارة البینیة بین دول القارة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الصين والدول الأفريقية تشق الطريق يدًا بيد نحو بناء نموذج التضامن والتعاون للجنوب العالمي

بقلم ليو جيان القائم بأعمال سفارة الصين لدى ليبيا

انعقد اجتماع المنسقين على المستوى الوزاري لتنفيذ نتائج قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي في مدينة تشانغشا الصينية يوم 11 يونيو 2025، وبعث فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ وفخامة رئيس جمهورية الكونغو دينيس ساسو نغيسو رسالة التهنئة كل على حدة بهذه المناسبة الهامة، وقام معالي السيد وانغ يي عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وزير الخارجية بتلاوة رسالة التهنئة للرئيس شي جينبينغ، ثم ألقى الكلمة الرئيسية في الجلسة الافتتاحية للاجتماع.

سلط الرئيس شي جينبينغ في رسالته الضوء بشكل معمق على أهمية التضامن والتعاون بين الصين والدول الأفريقية، معلنا عن مزيد من الإجراءات الهامة التي ستتخذها الصين لتوسيع الانفتاح والتعاون مع الدول الأفريقية، بما فيها منح 53 دولة أفريقية لها علاقات دبلوماسية مع الصين معاملة صفر التعريفة الجمركية على 100% من المنتجات الخاضعة للضريبة المستوردة منها، ذلك من خلال التشاور والتوقيع على الاتفاقية الثنائية للشراكة الاقتصادية من أجل التنمية المشتركة، إضافة إلى توفير مزيد من التسهيلات للدول الأفريقية الأقل نموًا لتعزيز قدرتها على التصدير إلى الصين.

وتستعد الصين للعمل مع الدول الأفريقية على تنفيذ “أعمال الشراكة العشرة”، وخاصة تعزيز التعاون في المجالات المحورية مثل الصناعات الخضراء والتجارة الإلكترونية والدفع الإلكتروني والعلوم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وإلخ، وتعميق التعاون في الأمن والمال وسيادة القانون وغيرها من المجالات، بما يدعم التنمية العالية الجودة للتعاون الصيني الأفريقي.

تقدم رسالة الرئيس شي جينبينغ إرشادا هاما للجانبين الصيني الأفريقي للعمل المشترك على دفع عجلة التحديث وبناء المجتمع الصيني الأفريقي للمستقبل المشترك في كل أجواء في العصر الجديد.

أكد وزير الخارجية وانغ يي أن الصين والدول الأفريقية بصفتهما القوة الركيزة للجنوب العالمي، تقفان معا إلى الجانب الصحيح من التاريخ وتقودان اتجاه تقدم العصر، ويعمل الشعب الصيني على المضي قدما في بناء دولة قوية وتحقيق النهضة العظمية للأمة الصينية على نحو شامل من خلال التحديث الصيني النمط، بينما تشهد القارة الأفريقية اليوم يقظة جديدة، وتتقدم بثبات نحو أهداف التحديث التي رسمتها “أجندة عام 2063” للاتحاد الأفريقي.

سينجح الشعب الصيني والشعوب الأفريقية في شق الطريق يدًا بيد نحو إحراز الإنجازات المرموقة في عملية التحديث، وتحقيق التطور المزدهر لأعمال التحديث للجنوب العالمي، بما يساهم مساهمة أكبر في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

وأصدر الاجتماع “إعلان تشانغشا بين الصين والدول الأفريقية حول تدعيم التضامن والتعاون للجنوب العالمي”، إيذانا للعالم بأن الصين والدول الأفريقية ستبذل جهودا مشتركة لبناء نموذج التضامن والتعاون للجنوب العالمي.

أقيمت الدورة الرابعة للمعرض الاقتصادي والتجاري الصيني الأفريقي بمدينة تشانغشا في الفترة ما بين يومي 12 و15 يونيو، حيث جذب ما يقارب 4700 شركة صينية وأفريقية وأكثر من 30 ألف زائر من الجانبين، مما يعكس حماس الدول الأفريقية في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع الصين.

في ظل تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، يحافظ الاقتصاد الصيني على زخم النمو الجيد، حيث تجاوز الناتج المحلي الإجمالي 18 تريليون دولار أمريكي عام 2024 بزيادة 5%، وسجل في الربع الأول من عام 2025 نموًا بنسبة 5.4%، كما تجاوز حجم التجارة الخارجية الصينية 43 تريليون يوان الصيني عام 2024، محافظة على مكانتها كأكبر شريك تجاري لأفريقيا لمدة 15 سنة على التوالي، ومهما كانت تغيرات الأوضاع الدولية، فإن باب الانفتاح الصيني سيُفتح على نحو أوسع.

منذ نهاية عام 2024، منحت الصين 43 دولة أقل نموًا في العالم معاملة صفر التعريفة الجمركية على 100% من المنتجات الخاضعة للضريبة المستوردة منها، وفتحت “ممرات خضراء” للمنتجات الزراعية المستوردة من الدول الأفريقية، بما يساعد على ظهور متزايد من المنتجات الأفريقية العالية الجودة في السوق الصينية في المستقبل، وتعمل الصين على إجراء التعاون الفني وتدريب الكوادر مع دول الجنوب العالمي للمساهمة في تطوير الصناعات في هذه الدول، بما يحقق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك.

في المقابل، تحاول بعض الدول استخدام التعريفات الجمركية كأداة لتقويض النظام الاقتصادي والتجاري الدولي القائم، والإضرار بالحقوق والمصالح المشروعة للدول الأخرى. كما خفضت بشكل أحادي وبكمية هائلة المساعدات التنموية الموجهة لأفريقيا، مما يجعل الدول الأفريقية عرضة للمزيد من الصعوبات الاقتصادية والتحديات التنموية، ويشكل عرقلة خطيرة في عملية التحديث لدول الجنوب العالمي.

يمر عالمنا اليوم بتغيرات لم نشهدها منذ مائة عام، كلما ازدادت حدة تشابك التغيرات والاضطرابات الدولية، كلما ظهرت الحاجة الملحة لتضامن الصين والدول الأفريقية لمعارضة ممارسات التنمر، والدفاع عن الإنصاف والعدالة الدوليين، والدعوة إلى التعددية الحقيقية والتجارة الحرة العالمية، بما يصون بحزم مصالح الدول النامية بشكل مشترك،

يمثل عدد السكان في دول الجنوب العالمي 85% من عدد سكان العالم الإجمالي، وتتجاوز مساهمتها في الاقتصاد العالمي أكثر من 40%، ويتفوق معدل النمو الاقتصادي للاقتصادات النامية على نظيراتها المتقدمة، الأمر الذي يجعل الجنوب العالمي قوة لا يُستهان بها في المعادلة الاقتصادية العالمية.

لن يعود النظام الدولي أبدا إلى “قانون الغابة” حيث القوي يعتدي على الضعيف، ما دامت دول الجنوب العالمي تقف متوحدة صفا، وتظهر عزمها في رفض الأحادية والحمائية، فلن يكون للهيمنة والتنمر موطئ قدم.

تشهد العلاقات الصينية الليبية اليوم تطورا سليما ومستقرا، ويتميز التعاون الثنائي بإمكانيات هائلة، وتزداد الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين، وتمت إقامة الشراكة الإستراتيجية بينهما، وتلعب الصين دورا إيجابيا بناء في دعم الحل السياسي للملف الليبي.

وتعمل الصين بنشاط على دفع التعاون العملي الثنائي، حيث تدعو الشخصيات الليبية من الأوساط المختلفة لزيارة الصين والمشاركة في المعارض، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك. كما نظمت الصين دورات تدريبية متخصصة حول التحول الرقمي والتقنية الطبية وغيرها، لتعزيز بناء القدرات في البلاد.

وتعد الصين من أهم شركاء التجارة لليبيا، حيث تنتشر المنتجات الصينية في كل بيت ليبي. وتتطلع الشركات الصينية إلى المساهمة في عملية التنمية وإعادة الإعمار في ليبيا بعد استتباب الأمن والاستقرار في البلاد، وستعمل الصين بكل جدية على متابعة تنفيذ التوافق الذي تم التوصل إليه بين قادة البلدين ونتائج منتدى التعاون الصيني الأفريقي، والالتزام بمبادئ المعاملة المتكافئة والتعاون المشترك والفوز المشترك، وترجمة “أعمال الشراكة العشرة” على أرض الواقع في ليبيا في وقت مبكر، والتشارك في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية، بما يعود بالفوائد الحقيقية على الشعبين، ويدفع عملية التحديث في كلا البلدين، ويساهم باستمرار في تحقيق النهوض والتقدم للجنوب العالمي.

 

 

الوسومالصين ليبيا

مقالات مشابهة

  • شقّ الصين والدول الأفريقية يدا بيد الطريق نحو بناء نموذج التضامن والتعاون للجنوب العالمي
  • الصين والدول الأفريقية تشق الطريق يدًا بيد نحو بناء نموذج التضامن والتعاون للجنوب العالمي
  • خبير محطات نووية يكشف مفاجأة بشأن امتلاك طهران للقنبلة الذرية
  • هل يهدد اغتيال العلماء البرنامج النووي الإيراني؟.. خبير يكشف لـعربي21
  • هل نشهد موجات حر شديدة؟.. خبير بيئي يكشف مفاجأة عن طقس صيف 2025
  • حول التوجهات الاقتصادية العمانية وضرورات التكامل والتناغم
  • أربع ركائز أساسية.. رئيس موازنة النواب يكشف رؤية الحكومة الاقتصادية
  • سهم أرامكو يرتفع 2% بدعم من المكاسب القوية لأسعار النفط
  • من سينجو؟ خبير تركي يكشف أفضل خيارات الاستثمار في ظل أزمة الشرق الأوسط
  • خبير عسكري يكشف .. هل تستطيع إسرائيل تدمير البرنامج النووي الإيراني!