الجزائر: أكد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف ضرورة معالجة القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين الذي اتفق عليه المجتمع الدولي منذ عقود، مشيراً إلى أن بلاده في عهدتها المنتظرة داخل مجلس الأمن ستعمل على حل النزاعات ومعالجة أسبابها الجذرية.

وجاء حديث عطاف، الذي يزور بريطانيا، في سياق عرضه لأولويات الجزائر خلال عهدتها المنتظرة في مجلس الأمن، وذلك في جلسة بين المسؤولين البريطانيين والأعضاء الأفارقة الحاليين والوافدين لمجلس الأمن الدولي، علماً أن الجزائر ستلتحق بهذه الهيئة الأممية بداية كانون الثاني/يناير المقبل كعضو غير دائم لمدة سنتين.

وأبرزَ وزير الخارجية أن دخول الجزائر لمجلس الأمن يأتي في سياق صعب، فمن ناحية “أصبح من الواضح تمامًا أن تعميق الخلافات الجيوسياسية والانقسامات بين الأعضاء الدائمين، معيقاً لقدرة المجلس على العمل والرد”، بما أدى، حسبه، لظهور مطالب أخرى بإجراء إصلاح شامل لمساعدة مجلس الأمن في التغلب على صعوباته الداخلية وتقديم ردود مناسبة لتحديات اللحظة.

ومن ناحية أخرى، يضيف عطاف، بات من الواضح أيضًا أن “التهديدات للسلم والأمن الدوليين قد اكتسبت في الآونة الأخيرة كثافة ونطاقًا وفتكًا، ما أدى إلى زيادة جدول أعمال المجلس بدون نتائج ملموسة في الأفق”.

وأبرز عطاف أن الخطر الذي ينطوي عليه مثل هذا الوضع هو التهديد بإحياء الأساليب الأنانية والأحادية الجانب على حساب النظام المتعدد الأطراف.

وتابع الوزير قوله: “بعبارة ملطفة، نعتقد أن هذه أوقات غير مسبوقة بتحديات غير مسبوقة، وأن المخاطر لا يمكن أن تكون أعلى. لكننا نعتقد أيضًا أنه ليس لدينا بديل عن مجلس الأمن، وأننا يجب أن نجعله يعمل ويرتقي إلى مستوى التطلعات والتوقعات التي وضعها شعوبنا فيه بشكل جماعي”.

وأكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن “هذه هي الروح التي تستعد فيها الجزائر للانضمام إلى مجلس الأمن الدولي في غضون شهر ونصف تقريبًا ، مليئة بالحماس لتقديم مساهمتها العادلة في الجهد الجماعي للحفاظ على السلام والأمن الدوليين”.

وعن أولويات بلاده في هذه الهيئة الأممية، قال عطاف إنها تتضمن قبل كل شيء على إحياء اهتمام مجلس الأمن ومشاركته في معالجة الصراعات والأزمات التي تجتاح منطقتي إفريقيا والعالم العربي بالتعاون الوثيق مع الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية.

ولفت إلى أن منطقة الساحل في إفريقيا أصبحت موطنًا لأكبر تركيز في العالم للبؤر الجغرافية للصراعات المسلحة والأزمات متعددة الأبعاد التي تمتد في شكل “قوس النار” من البحر الأحمر إلى المحيط الأطلسي، من السودان إلى الصحراء الغربية.

وذكر أنه في غضون سنوات قليلة فقط، أصبحت هذه المنطقة مركزًا عالميًا للإرهاب والجريمة المنظمة، وسط تنامي عدم الاستقرار السياسي الناجم عن الاستئناف الأخير للتغييرات غير الدستورية في الحكومات.

أما في المنطقة العربية، فتعد المأساة المستمرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة في قطاع غزة المحاصر، وفق عطاف، بمثابة تذكير مروّع بالحاجة الملحة إلى معالجة القضية الفلسطينية بشكل صحيح وفقًا لحل الدولتين الذي اتفق عليه المجتمع الدولي منذ عقود.

وفي ملاحقة هذه الأولويات، ستدافع الجزائر، بحسب رئيس دبلوماسيتها، بشدة عن الحاجة إلى “التغلب على نهج العمل المعتاد ومعالجة الأسباب الجذرية للصراعات وحالات الأزمات، وإيلاء المزيد من الاهتمام لدور المرأة في عمليات السلام ومعاناة الأطفال في الصراعات المسلحة؛ ووضع نموذج جديد لعمليات السلام أكثر ملاءمة للسياقات المعاصرة، والعمل جنبًا إلى جنب مع المنظمات الإقليمية، وخاصة الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية”.

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

كلمات دلالية: الأمن الدولی مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

العراق يؤكد للسعودية وقوفه مع إيران ضد إسرائيل ومن ورائهما

آخر تحديث: 14 يونيو 2025 - 3:14 مبغداد/ شبكة أخبار العراق- بحث نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية فؤاد حسين خلال اتصال هاتفي أجراه، اليوم السبت، مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان آل سعود تطورات الأوضاع الإقليمية وتداعيات التصعيد الأخير بين اسرائيل وإيران.وذكرت الخارجية العراقية في بيان، أنه “جرى خلال الاتصال بحث وتقييم مستجدات الوضع الأمني في المنطقة بشكل عام، لاسيما في ظل الهجمات التي شنّها الكيان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وما قد يترتب عليها من تداعيات على الأمن والاستقرار الإقليمي”.وأضاف البيان أن الجانبين “ناقشا تطورات الأوضاع الداخلية في إيران، ومواقف عدد من الدول إزاء هذا التصعيد الخطير، وأهمية دعم المسار التفاوضي المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، وضمان استمرارية الاجتماعات والمفاوضات ذات الصلة”.ووفقا لخارجية العراقية، فقد شدد الجانبان على ضرورة تعزيز التنسيق الإقليمي، وأهمية استمرار التواصل والتعاون بين العراق والسعودية، لمواجهة التحديات الراهنة وحماية أمن واستقرار المنطقة.وفي سياق مواز أدان ممثل العراق لدى الأمم المتحدة في نيويورك، عباس كاظم عبيد، “العدوان” العسكري الذي اسرائيلي على ايران، وما رافقه من خرقٍ سافر لأجواء العراق وانتهاكٍ صريح لسيادته.جاء ذلك في كلمة القاها خلال مشاركة وفد جمهورية العراق في الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس الأمن الدولي برئاسة غويانا، لمناقشة العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.وقال عبيد في كلمته، إن هذا السلوك العدواني يُعد انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويشكّل تهديداً مباشراً لأمن العراق واستقرار المنطقة، مؤكدا أن العراق تقدم بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن بخصوص هذا الانتهاك.ودعا ممثل العراق مجلس الأمن إلى إدانة هذا الخرق الإسرائيلي، وتحميل اسرائيل المسؤولية الكاملة، واتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات في المستقبل.

مقالات مشابهة

  • رئيس مجلس الوزراء يؤكد ضرورة تطوير مشروع الجزيرة الزراعي
  • وزير الخارجية الإيراني يتهم مجلس الأمن الدولي بـ"اللامبالاة" إزاء ضربات إسرائيل لإيران
  • عاجل| وزير الخارجية الإيراني: دفاعنا هو رد على الاعتداء الذي تعرضنا له وسنتوقف عندما يتوقف العدوان علينا
  • حسين الشحات يدعم القضية الفلسطينية في مونديال الأندية
  • الجيش الجزائري يحبط تهريب 1.2 مليون قرص مهلوس.. اعتقل مسلحين أجانب
  • مستقبل وطن: مصر ثابتة في دعم القضية الفلسطينية وترفض التصعيد الإقليمي
  • العراق يؤكد للسعودية وقوفه مع إيران ضد إسرائيل ومن ورائهما
  • عضو بالشيوخ: بيان الخارجية يعكس الثوابت المصرية في الدفاع عن القضية الفلسطينية
  • العدوان الإسرائيلي على إيران.. عطاف يتلقى مكالمة من نظيره العماني
  • الأمن يؤكد ضرورة بقاء المواطنين داخل مناطق تواجدهم