جنوب السودان تنشر أول قوات موحدة بعد اتفاق السلام
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
اشترك المئات من المتمردين السابقين، والقوات الحكومية في القوات الموحدة بجنوب السودان، في حفل طال انتظاره يوم الأربعاء، مما يمثل تقدما لعملية السلام المتعثرة في البلاد.
وتكافح أحدث دولة في العالم لإيجاد موطئ قدم لها منذ حصولها على الاستقلال عن السودان في عام 2011، وتكافح العنف والفقر المتوطن والكوارث الطبيعية.
وكان توحيد القوات الموالية للرئيس سلفا كير ومنافسه نائب الرئيس ريك مشار شرطا رئيسيا لاتفاق السلام لعام 2018 الذي أنهى صراعا استمر خمس سنوات وقتل فيه ما يقرب من 400 ألف شخص.
وتم دمج عشرات الآلاف من المقاتلين السابقين في جيش البلاد في أغسطس من العام الماضي ولكن لم يتم نشر أي منهم حتى الآن، حيث أدى التأخير إلى تأجيج الإحباط في المجتمع الدولي.
وسيتم نشر الكتيبة الأولى التي تضم حوالي 1,000 جندي في ملكال في ولاية أعالي النيل الشمالية، التي استقبلت أعدادا هائلة من اللاجئين من جنوب السودان الفارين من الصراع في السودان المجاور.
وفي الحفل الذي أقيم على مشارف العاصمة جوبا، حث سانتينو وول، قائد قوات الدفاع في البلاد، الكتيبة على البقاء موحدة، قائلا: "كن جنديا ولا تتورط في السياسة".
وفشلت حكومة الوحدة الوطنية بقيادة كير ومشار إلى حد كبير في الوفاء بالبنود الرئيسية لاتفاق السلام بما في ذلك صياغة دستور وتشريع انتخابي قبل الانتخابات المقررة العام المقبل.
وتعهد كير بإجراء أول انتخابات رئاسية في البلاد بحلول ديسمبر 2024، لكن مبعوث الأمم المتحدة نيكولاس هايسوم حذر في أغسطس من أن السلطات بحاجة إلى خلق بيئة مواتية لضمان "انتخابات سلمية وشاملة وذات مصداقية".
"نحن ذاهبون للانتخابات وعليكم التأكد من أن السلام يسود حتى يمكن إجراء الانتخابات بسلام"، قال وزير الإعلام مايكل ماكوي للجنود يوم الأربعاء.
واحدة من أفقر البلدان على هذا الكوكب على الرغم من احتياطيات النفط الكبيرة ، أمضى جنوب السودان ما يقرب من نصف حياته كدولة في حالة حرب ولا يزال يعاني من اندلاع العنف العرقي ذي الدوافع السياسية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المجتمع الدولي
إقرأ أيضاً:
القاهرة الإخبارية: السودان.. عامان من الصراع دون أفق واضح للحل
عرضت قناة "القاهرة الإخبارية" تقريرا بعنوان "السودان.. عامان من الصراع دون أفق واضح للحل".
وقال التقرير: "للعام الثاني على التوالي، يواصل السودان الانزلاق في أتون حرب مدمّرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط تصاعد غير مسبوق في وتيرة العنف، خلّف خسائر فادحة في الأرواح ودمّر قطاعات واسعة من البنية التحتية، وتُعد القمة العربية المنعقدة في بغداد فرصة حاسمة لبحث الأزمة السودانية، التي باتت تُثقل كاهل المنطقة سياسياً، واقتصادياً، وإنسانياً، وحتى أمنياً، نظراً لموقع السودان الاستراتيجي في قلب القارة".
وأضاف: "وتصف الأمم المتحدة الوضع الإنساني في السودان بأنه "الأسوأ في العصر الحديث"، في ظل أكبر موجة نزوح ولجوء تشهدها المنطقة، حيث تجاوز عدد المتضررين 12 مليون شخص، وأكد المبعوث الأممي إلى السودان، رمطان لعمامرة، أن البلاد ترزح تحت وطأة السلاح والانقسام في ظل صمت دولي مقلق، داعياً القمة العربية إلى توظيف ثقلها الجماعي لوقف النزيف الدموي في السودان.
وشدد لعمامرة، على أن السودان بلد محوري، لا تحتمل قضاياه الحياد، وأن الحل يجب أن يكون بإرادة عربية جماعية تتجاوز بيانات التضامن إلى خطوات عملية تضع حداً للحرب، وأشار إلى أن السودان، بموقعه وامتداداته، يمثل جزءاً من الهوية العربية، ولا يمكن السماح بانزلاقه نحو التفكك.
في المقابل، تواجه الجهود الإقليمية والدولية تحديات معقدة، خاصة في ظل دعوات قوات الدعم السريع إلى تشكيل حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها، وهو ما يُهدد وحدة البلاد واستقرارها، وتطالب الجامعة العربية والأمم المتحدة بضرورة تجنب الاعتراف بأي كيان موازٍ، محذرين من تداعيات تقسيم فعلي للسودان على المدى القريب.
وتعقد الآمال على قمة بغداد لإحداث اختراق سياسي حقيقي في الأزمة، وبلورة خارطة طريق تنقذ السودان من الفوضى والانقسام، فبلد كان يُعرف يوماً بـ"سلة غذاء العالم" بات اليوم يعاني الجوع والانهيار، ما يستدعي تحركاً عربياً جماعياً يرقى إلى مستوى الكارثة.