أثار تحريض مجلة عسكرية إسرائيلية لجيش الاحتلال على الهجوم على لبنان، وإيران، وكذلك توجيه ضربة استباقية لمصر، الجدل والتساؤلات حول مدى تغير الخطاب الإسرائيلي مع القاهرة، خاصة وأن المجلة الصادرة عن وزارة "الدفاع" لدى الكيان اتهمت مصر بتسليح حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وانتهاك إتفاق السلام مع "تل أبيب".



ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ويشن الكيان الصهيوني حربا دموية على قطاع غزة استهدفت تهجير نحو 2.3 مليون فلسطيني من أراضيهم إلى مصر، وقامت بعمليات قصف دموي وغزو بري أدت إلى استشهاد أكثر من 11 ألفا وإصابة أكثر من 27 ألف فلسطيني، في ظل صمت عربي وإدانة دولية لحركة (حماس)، العدو الأول للكيان المحتل.


"هجوم على مصر والسيسي"
لكن، التحليل الذي كتبه الطيار المقاتل السابق وقائد "السرب 101"، المقدم لدى الاحتلال يورام بيليد، الاثنين الماضي، بمجلة "يسرائيل ديفنس"، جاء تحت عنوان "على إسرائيل أن تهاجم لبنان وتهدد حقول النفط الإيرانية، وإذا لزم الأمر، فإن إسرائيل مطالبة بتهديد مصر، وإذا لزم الأمر، الهجوم على جميع الجبهات".

وقال الكاتب: "نشأت حولنا جيوش من (القتلة) بتشجيع ومساعدة إيرانيين، ولكن ليس فقط، بل وتدعمهم مصر ولبنان وسوريا وتزودهم بالبنية التحتية والأسلحة"، في إشارة إلى دعم المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وزعم أنه يجري إعداد الحركات المسلحة المناهضة لإسرائيل بكميات هائلة من الأسلحة، مدعيا أن "مصر تغض الطرف عن ذلك"، فيما انتقد في المقابل، توقيف وسجن مصر، لسائح إسرائيلي دخل سيناء وفي حقيبة ظهره رصاصا.

بل ذهب الخبير العسكري الإسرائيلي إلى اتهام مصر بانتهاك اتفاق السلام مع إسرائيل "كامب ديفيد 1978"، قائلا إنها "تنتهكه بشكل صارخ دون أي رد إسرائيلي خوفا من الإضرار بالاتفاق".

وادعى أن المصريين خالفوا الاتفاقية التي مر على توقيعها برعاية أمريكية 45 عاما، وقاموا ببناء 3 مطارات عسكرية في سيناء، وأقاموا معسكرات عسكرية دائمة، وأوجدوا قوة قوامها 100 دبابة في رفح، وأنشأوا 6 معابر أسفل قناة السويس إلى سيناء، وبنوا 3 محطات رادار.

لكنه وبرغم وصفه لرئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي بالصديق، إلا أن تحليل المجلة الصادرة عن الجيش الإسرائيلي اتهمه بالعمل ضد إسرائيل، قائلا: "السيسي (صديقنا) يعمل ضدنا بإصرار".

ويرى المحلل الإسرائيلي أن حرب غزة الجارية كشفت الإخفاقات الاستراتيجية، التي تراكمت منذ الاتفاق مع مصر، مطالبا الجيش الإسرائيلي بعدم الثقة الزائدة، مشيرا لإخفاق القبة الحديدية في وقف "طوفان الأقصى" 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ومطالبا بتطوير القوات الجوية الإسرائيلية لتكون قادرة على مواجهة التحديات.

وأشار إلى ضرورة "الهجوم" و"المباغتة"، مبينا أنهم في حروب 1948، و1956، و1967، و1973، حاربوا جيوشا نظامية وتفوقوا عليها وكانت "الاستراتيجية هي الهجوم أولا، ونقل الحرب إلى أراضي العدو".

وقال نحن نعتمد "على مصر التي حرصت على تسليح حماس، وتنتهك بشكل علني أي اتفاق مع إسرائيل دون خوف"، مؤكدا أنه يجب "تحذير مصر من أية انتهاكات وتسليح حماس، وخلق ورقة تهديد ضدها، واستخدام القوة إذا لم يتحقق ذلك".


"ليس الاتهام الأول"
تحليل المجلة العسكرية يأتي بالتزامن مع اتهامات وجهها الموقع العبري المحسوب على تيار اليمين الإسرائيلي المتشدد "بحدري حريديم"، لمصر، الاثنين الماضي، زاعما قيام القاهرة بتسليح المقاومة الفلسطينية في حماس، والسماح بدخول أسلحة مضادة للدبابات عبر الأنفاق، وبالشاحنات القادمة من مصر لغزة.

الموقع العبري، قال إنه "قبل سنوات، واجهت القوات الإسرائيلية الحجارة والزجاجات الحارقة التي ألقاها الفلسطينيون، أما هذه الأيام فيواجه الجيش الإسرائيلي أسلحة مثل الصواريخ الموجهة بالليزر والأسلحة المضادة للدبابات في غزة".

"نكران إسرائيلي"
المثير هنا في الاتهامات الإسرائيلية لمصر، أنها تاتي بعد نحو 10 سنوات من العمل الجاد الذي قامت به حكومات السيسي، وقادة الجيش المصري في حماية أمن الاحتلال.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، قال السيسي، لقناة "فرانس24" الفرنسية، إنه لن يسمح بأن يتم تهديد أمن إسرائيل من خلال سيناء، أو أن تكون قاعدة لتهديد الجيران، معلنا عن اتخاذه إجراءات أمنية مشددة لتنفيذ قوله.

وهو الأمر الذي أكد عليه السيسي، مرارا كان أشهرها خلال كلمته بالأمم المتحدة في نيويورك في أيلول/ سبتمبر 2017، حين دعا للمفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل "من أجل ضمان أمن المواطن الإسرائيلي".

وفي كانون الثاني/ يناير 2019، قدم السيسي "اعترافا نادرا" وفق وصف وكالة "رويترز"، بوجود تعاون أمني وثيق مع إسرائيل في شبه جزيرة سيناء، وذلك خلال مقابلة مع شبكة (سي.بي.إس) الإخبارية الأمريكية، حيث أكد حينها أن تعاونه هو "الأوثق والأعمق مع إسرائيل".

وعلى الأرض، قام الجيش المصري بتعليمات من السيسي، بهدم الأنفاق بين مصر وقطاع غزة، بتفجيرها تارة وإغراقها بمياه البحر المتوسط تارة أخرى، فيما أقام منطقة عازلة على الحدود المصرية مع غزة، قبل تهجير سكان المنطقة بالكامل، ما اعتبره مراقبون تجفيف لمنابع حماس، وزيادة في حصار قطاع غزة، الذي يمثل صداعا في رأس الاحتلال.


"التنصل من كامب ديفيد"
وفي قراءته لتحليل المجلة التابعة لجيش الاحتلال، والموقع المتشدد، وما قد يحمله من دلالات على تغيير لغة الخطاب الإسرائيلي مع مصر، قال الأكاديمي والمؤرخ المصري الدكتور عاصم الدسوقي، إن "مواقف إسرائيل وتصرفاتها ضد مصر ناشئة من محاولة مصر التنصل من شروط اتفاقية كامب ديفيد".

الدسوقي، وفي حديثه لـ"عربي21"، أكد على ضرورة قراءة هذه الإتفاقية التي وصفها بـ"المعيبة"، مؤكدا أنها "كانت مصيدة لمصر"، موضحا أنها "تمنع الجيش المصري من وضع أسلحة ثقيلة على الحدود".

ولفت إلى أن "كامب ديفيد، تشترط أيضا، استخدام المطارات المصرية في سيناء استخداما تجاريا لجميع الدول، وليس استخداما عسكريا"، مبينا أنها كذلك "تمنع مصر من القيام برد فعل لتصرفات إسرائيل مع أى دولة عربية".

"خطير وكاشف"
وحتى كتابة هذا التقرير، لم يصدر رد فعل رسمي مصري ينفي عن القاهرة الاتهامات الإسرائيلية بتسليح من دعتهم المجلة بـ"القتلة"، وعن اتهامها الجيش المصري بخرق اتفاقية السلام مع إسرائيل، وكذلك تهديد مصر بالهجوم عليها.

لكن، إعلاميون موالون للنظام المصري بينهم أحمد موسى، ومصطفى بكري، تناولوا مقاطع من تقرير المجلة الإسرائيلية، والموقع العبري، واعتبروا أن حديثهما يمثل تهديدا لمصر، مشيرين إلى أن رفض مصر عمليات تهجير الفلسطينيين إليها هو سبب ذلك الموقف.

بكري، السياسي والبرلماني أيضا، وصف تحليل "يسرائيل ديفنس" بأنه "خطير"، واعتبره "يحرض ضد مصر"، ناقلا فقرات من التقرير وخاصة قول المجلة إن "إسرائيل مطالبة بتهديد مصر، إذا لزم الأمر، وعلى تل أبيب الهجوم على جميع الجبهات".

وعلق بكري بالقول إنه "يكشف نوايا العدو الإسرائيلي ضد مصر"، مشيرا إلى "نوايا إسرائيل تجاه مخطط التهجير إلي سيناء"، ومؤكدا أن "مصر ليست لقمة سائغة"، وموجها رسالته للجيش الإسرائيلي بقوله: "سندفنكم في رمال سيناء إن فكرتم المساس بذرة تراب من أرض مصر المقدسة".

التقرير الذي نشرته اليوم مجلة ( إسرائيل ديفنس ) الصادرة عن وزارة الدفاع الإسرائيليه هو تقرير خطير ، ويحرض ضد مصر . التقرير تضمن إتهامات ضد مصر نصها الحرفي كالآتي :-
- قالت : إسرائيل مطالبه بتهديد مصر ، إذا لزم الأمر ، وعلي تل أبيب الهجوم علي جميع الجبهات
- قالت : إن الشرق الأوسط… — مصطفى بكري (@BakryMP) November 14, 2023

كما عرض بكري، لبعض اتهامات موقع "بحدري حرديم"، وزعمه بأن معظم ترسانة الأسلحة التي تمتلكها حماس جاءت من مصر، وتم تهريبها عبر الأنفاق من سيناء، وعبر الشاحنات التي تتحرك بين مصر وغزة.

وتساءل بكري، "ماذا وراء هذه الإدعاءات؟، وماذا تعني هذه الإتهامات؟"، مؤكدا أنها "استمرار لسياسة الاستفزاز، وكيل للاتهامات التي لا تخفى أهدافها عن أحد"، مؤكدا أن "مواقف مصر واضحة ومعروفة للقاصي والداني، وسياسة جر الشكل لن تجد معنا".

موقع إسرائيلي متشدد ( بحدري حرديم) يدعي أن معظم ترسانة الأسلحه التي تمتلكها ( حماس ) جاءت من مصر ، وتم تهريبها عبر الأنفاق من سيناء ، وعبر الشاحنات التي تتحرك بين مصر وغزه . ماذا وراء هذه الإدعاءات ، وماذا تعني هذه الإتهامات. . إنها إستمرار لسياسة الإستفزاز وكيل الإتهامات التي… — مصطفى بكري (@BakryMP) November 13, 2023
"ابتزاز وتلميع"
من جانبه، يعتقد الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية الدكتور ممدوح المنير، في حديثه لـ"عربي21"، أن "تقرير مجلة وزارة الدفاع الإسرائيلية المحرض على السيسي، لا يعدو سوى نقطتين".

وقال إن "الأولى: أنها محاولة (تلميع) للسيسي"، موضحا أنهم "يدركون أن الشعوب العربية والإسلامية غاضبة وساخطة على السيسي، نظرا لإغلاقه معبر رفح، وتجويع 2 مليون فلسطيني".

"فضلا عن قتلهم بعدم استقبال الجرحى، ومنع الوقود، وإدخال الغذاء، حتى وصل به التدني إلى رفض استقبال أطفال حضانة مستشفى الشفاء، التي اقتحمتها قوات الاحتلال".

وأضاف: "وعليه فهم يدركون أن مهاجمة مجلة إسرائيلية، له، نقطة يمكن أن يستغلها لصالحه، فأعطوها له، وهذه سياسة صهيونية قديمة ومعروفة".

النقطة الثانية، بحسب رؤية المنير، أن "هناك رأي معتبر داخل دوائر صنع القرار الإسرائيلي، تقول إن السيسي فشل في منع تهريب السلاح لغزة، وبالتالي يتم الضغط عليه حاليا لابتزازه لأقصى درجة، وجعله ينفذ حرفيا ما يُطلب منه".

وأشار الباحث المصري إلى أنه يجب "ألا ننسى أن السيسي، ولخنق المقاومة ومنع تهريب السلاح أزال مدينة رفح المصرية من الخارطة، وبنى الجدار العازل، وقام بعمل قناة مائية لغمر الأنفاق".

وتابع: "وقلم أظافر قبائل سيناء، و ترك للكيان الصهيوني حرية الحركة داخل سيناء، ورصدت تقارير إعلامية عديدة أخبارا عن تواجد مسيرات صهيونية تدخل وتخرج بحرية من وإلى الأراضي المصرية".

وخلص للقول إن "السيسي، في الحقيقة كنز الصهاينة الاستراتيجي، وسيتم الإستفادة منه حتى يصبح ورقة مهترئة لا فائدة منها، وستتحرر غزة وفلسطين بعد تحرر القاهرة من هذا الطاغية".

وفي نهاية حديثه أكد على أنه "لم يحدث تغيير في الخطاب الإسرائيلي تجاه نظام السيسي، وإنما ابتزاز وتلميع وفقط"، ملمحا إلى أن هذا التحريض لزيادة عملية الابتزاز لمصر والحصول على مكاسب أكثر من نظامها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مصر فلسطيني مصر فلسطين جيش الاحتلال سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الخطاب الإسرائیلی الجیش المصری مع إسرائیل کامب دیفید لزم الأمر مؤکدا أن إلى أن ضد مصر

إقرأ أيضاً:

عشرات الشهداء في غارات إسرائيلية علي القطاع .. والأمم المتحدة: سكان غزة معرّضون للمجاعة

غزة القدس "د ب أ" "أ ف ب": ارتفعت حصيلة قتلى الغارات الإسرائيلية في غزة منذ فجر اليوم إلى 20 شخصا، حسبما أفادت مصادر طبية فلسطينية.

وأفادت وكالة أنباء الصحافة الفلسطينية "صفا"، بمقتل 7 فلسطينيين وإصابة عدد آخر، في قصف إسرائيلي استهدف منزلا فجر اليوم بجباليا النزلة شمالي قطاع غزة.

وأشارت إلى مقتل فلسطينيين اثنين في قصف إسرائيلي لمركبة مدنية، في بلدة عبسان الكبيرة شرقي مدينة خان يونس، فضلا عن مقتل 3 أشخاص في قصف إسرائيلي إستهدف تجمعا للمواطنين في حي الصفطاوي شمالي القطاع.

ونوهت إلى مقتل شخصين ، في قصف إسرائيلي على مفترق الشهداء الستة بمخيم جباليا شمالي القطاع.

كما أشارت إلى مقتل شخصن في قصف إسرائيلي فجر اليوم استهدف خيمة تؤوي نازحين في شارع روني بمنطقة المواصي غرب خان يونس جنوبي القطاع.

ونوهت إلى مقتل فلسطينية وإصابة آخرين، في غارة إسرائيلية على منزل بجباليا البلد شمالي القطاع.

وأفادت بمقتل طفل بنيران قوات الجيش الإسرائيلي، في شمال غربي مدينة رفح جنوبي القطاع.

وأشارت إلى أنه تم انتشال جثة شخص بعد قصف إسرائيلي على مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.

كما أفادت بمقتل شخص وإصابة آخرين، في قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة الصناعة غربي مدينة خان يونس.

ونوهت إلى أن الجيش الإسرائيلي نفذ عمليات نسف لمباني سكنية، جنوبي مدينة خان يونس جنوبي القطاع.

وكان قد تم الإعلان عن مقتل 11 فلسطينيا وإصابة آخرين بجروح، فجر الجمعة، في قصف ورصاص الجيش الإسرائيلي في جباليا النزلة شمال قطاع غزة، ومدينتي خان يونس ورفح جنوبا.

وكان الجيش الإسرائيلي، قد أصدر، الليلة الماضية، "أوامر إخلاء" جديدة للمواطنين في جباليا البلد والعطاطرة في محافظة شمال غزة، وبأحياء الشجاعية والدرج والزيتون بمدينة غزة.

و الخميس، قتل 70 فلسطينيا على الأقل، بينهم أطفال ونساء، وأصيب آخرون، في قصف طائرات الجيش الإسرائيلي ومدفعيته عدة مناطق من القطاع.

ويعاني قطاع غزة أزمة إنسانية وإغاثية كارثية ومجاعة قاسية منذ أن أغلق الجيش إسرائيل المعابر في 2 مارس الماضي، مانعا دخول الغذاء والدواء والمساعدات والوقود. وبات نحو 5ر1 مليون مواطن من أصل حوالي 4ر2 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.

وبحسب وكالة وفا، يرتكب الجيش الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023 إبادة جماعية في قطاع غزة خلفت أكثر من 177 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود .

معرضون لخطر المجاعة

أعلنت الأمم المتحدة الجمعة أنّ جميع سكان قطاع غزة معرّضون لخطر المجاعة، بينما تتصاعد الضغوط على إسرائيل للسماح بإدخال المساعدات الى القطاع المحاصر.

وتواصل إسرائيل حملتها السياسية الى جانب حملتها العسكرية. إذ أعلن وزير الدفاع يسرائيل كاتس الجمعة أن إسرائيل ستبني "الدولة اليهودية الإسرائيلية" في الضفة الغربية المحتلة، بينما دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرّف إيتمار بن غفير إلى استخدام "القوة الكاملة" لدخول غزة.

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لايركه، إنّ "غزة هي المكان الأكثر جوعا في العالم"، مشيرا الى أن "100 في المئة من السكان معرّضون لخطر المجاعة".

ويعاني قطاع غزة وضعا إنسانيا خطيرا وسط أزمة جوع مستفحلة، رغم بدء إدخال مساعدات قليلة قبل أيام، بعد حصار إسرائيلي مطبق منذ أكثر من شهرين.

"قطرة في محيط"

وأشار لايركه إلى أن إسرائيل سمحت بدخول 900 شاحنة محمّلة بمساعدات إنسانية منذ رفع الحصار جزئيا، لكن حتى الآن لم تدخل إلا 600 شاحنة إلى منطقة التفريغ في غزة، بينما نُقلت حمولة عدد قليل منها فقط الى داخل القطاع.

وقال المتحدث الأممي إن هذا "مجرّد قطرة في محيط"، مشيرا الى أن مهمة توزيع المساعدات تواجه "قيودا تشغيلية جعلتها إحدى أكثر عمليات المساعدة المعوّقة ليس فقط في عالم اليوم، بل في التاريخ الحديث".

في سنغافورة، اعتبر الرئيس الفرنسي الجمعة أنّ الدول الأوروبية يجب أن "تشدّد موقفها الجماعي" ضد إسرائيل إذا لم تستجب بشكل مناسب للوضع الإنساني في غزة.

وأكد أن التحرّك ضروري "في الساعات والأيام المقبلة".

وأضاف أن الغرب يخاطر "بفقدان كل مصداقيته أمام العالم" إذا "تخلى عن غزة... وسمح لإسرائيل بأن تفعل ما تشاء"، مؤكدا في كلمة ألقاها خلال منتدى حوار شانغريلا الدفاعي "رفض المعايير المزدوجة".

كما اعتبر أن الاعتراف بدولة فلسطينية ليس "مجرد واجب أخلاقي، بل مطلب سياسي".

وعلى الأثر، ردّت إسرائيل متهمة الرئيس الفرنسي بشنّ "حرب صليبية على الدولة اليهودية".

مقترح هدنة

واستأنفت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة في منتصف مارس بعد هدنة استمرّت ستة أسابيع، وكثّفت عملياتها العسكرية في 17 مايو، قائلة إن الهدف هو القضاء على حركة حماس وتحرير الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في القطاع وخطفوا خلال هجوم الحركة غير المسبوق على إسرائيل والذي تسبب بحرب مدمّرة.

وحتى الآن، فشلت المفاوضات الهادفة إلى إنهاء الحرب المستمرّة منذ حوالى 20 شهرا في غزة، في تحقيق أي تقدّم.

وأعلن البيت الأبيض الخميس أنّ إسرائيل وافقت على اقتراح أمريكي جديد بشأن وقف إطلاق النار. غير أنّ حركة حماس اعتبرت أنّ المقترح "لا يستجيب لأي من مطالب شعبنا".

وردا على ذلك، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير إلى استخدام "كامل القوة" في قطاع غزة.

وقال عبر تطبيق تلغرام متوجها إلى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "بعدما رفضت حماس مرة أخرى اقتراح الاتفاق، لم تعد هناك أي أعذار".

وأضاف "يجب أن ينتهي الارتباك والتخبّط والضعف. أضعنا حتى الآن الكثير من الفرص. حان الوقت للدخول بكامل القوة، من دون تردد، لتدمير وقتل حماس حتى آخر عنصر فيها".

وأعلن البيت الأبيض الخميس أنّ الرئيس دونالد ترامب والموفد الأمريكي ستيف ويتكوف "أرسلا إلى حماس اقتراحا لوقف إطلاق النار وافقت عليه إسرائيل وأيّدته".

ولم تؤكد إسرائيل موافقتها على المقترح الجديد.

وكانت مصادر في حماس ذكرت الأسبوع الماضي أن الحركة قبلت اقتراحا أميركيا لهدنة، إلا أن الحركة أوضحت اليوم أن الاقتراح الأخير مختلف ويستجيب لمطالب إسرائيل.

وقال مصدران فلسطينيان مطلعان على المفاوضات إن المقترح الأمريكي الجديد يشتمل على هدنة لستين يوما يمكن تمديدها حتى سبعين، وإفراج حماس خلال الأسبوع الأول عن خمسة رهائن أحياء وتسعة متوفين، مقابل إفراج الدولة العبرية عن معتقلين فلسطينيين، على أن تتمّ في الأسبوع الثاني عملية تبادل ثانية تشمل العدد نفسه من الرهائن الأحياء والأموات.

أما الاقتراح الذي كانت أعلنت حماس موافقتها عليه، فينص، وفق مصدر فلسطيني، على 70 يوما من الهدنة مقابل الإفراج عن عشر رهائن على دفعتين"، خمس في الأسبوع الأول، وخمس قبل انتهاء الهدنة، وعلى أن يتزامن ذلك مع مفاوضات "حول وقف إطلاق نار دائم بضمانات أمريكية".

مقالات مشابهة

  • عشرات الشهداء في غارات إسرائيلية علي القطاع .. والأمم المتحدة: سكان غزة معرّضون للمجاعة
  • اعترافات إسرائيلية: حماس تفرض رؤيتها والضغط العسكري في غزة فاشل
  • مجلة أمريكية: إسرائيل لا تمتلك ورقة رابحة ضد الحوثيين سوى قصف ما تبقى من بنية تحتية في اليمن (ترجمة خاصة)
  • شهود عيان: مقتل 11 عنصرا من شرطة حماس بغارة إسرائيلية
  • غارة إسرائيلية تستهدف منطقة مكتظة بالمدنيين في غزة
  • دعوات لتطويق البرلمان البريطاني ووقف تسليح إسرائيل وسط تغير في نبرة الحكومة
  • مسؤول حوثي: ارتفاع عدد الطائرات المدنية التي دمرتها إسرائيل في مطار صنعاء إلى 8
  • إعلام الاحتلال: نقطة الخلاف الرئيسية بين إسرائيل وحماس هي صيغة الضمانات الأمريكية
  • نتنياهو: إسرائيل تغير وجه الشرق الأوسط وتعزز مكانتها كقوة إقليمية
  • جريح في الغارة الإسرائيليّة التي استهدفت سيارة في العباسية