القمة الأمريكية الصينية.. بايدن يطالب شي بلجم إيران بعد تصعيد الوضع بغزة
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
اتفق الرئيسان الأمريكي جو بايدن والصيني شي جين بينج على "استئناف المحادثات العسكرية الرفيعة المستوى على أساس المساواة والاحترام"، فيما نقلت شبكة "CNN" عن مصادر قولها إن بايدن طلب من شي أن تمارس الصين ضغوطا على إيران لمنعها من التصعيد في الشرق الأوسط، تزامنا مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وعقد الرئيسان قمة في كاليفورنيا، الأربعاء، شهدت مناقشات واسعة، لكن بايدن وصف الرئيس الصيني، خلال مؤتمر صحفي عقب المحادثات، بـ"الديكتاتور"، وهو تصريح من المرجح أن يلقى صدى في بكين بعد قمة مباشرة بين الزعيمين إثر أشهر من التحضيرات.
المحادثات العسكريةوقالت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا)، إنّ الرئيسين "اتّفقا على استئناف المحادثات العسكرية الرفيعة المستوى على أساس المساواة والاحترام".
اقرأ أيضاً
بلومبرج: إدارة بايدن محبطة من سلوك إسرائيل في غزة.. ومحادثات متوترة بدأت
وأضافت أنّ شي وبايدن اتّفقا أيضاً على عقد محادثات حكومية ثنائية بشأن الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن العمل على مجموعة عمل حول التعاون بين البلدين في مكافحة المخدرات.
ونقلت الوكالة عن شي قوله لبايدن إنّ الصين لا تسعى إلى "تجاوز الولايات المتّحدة أو إزاحتها"، مشدّداً على أنّه بالمقابل "لا ينبغي على الولايات المتّحدة أن تسعى لقمع الصين واحتوائها".
وأضافت شينخوا أنّ شي قال لمضيفه إنّ "الصين لن تتبع المسار القديم للاستعمار والنهب، ولن تتبع المسار الخاطئ للهيمنة عندما يصبح بلد ما قوياً".
كما حذّر الرئيس الصيني نظيره الأمريكي من أنّ بكين غير راضية عن العقوبات والقيود المفروضة من جانب الولايات المتّحدة ضدّ شركاتها.
تايوانوبخصوص تايوان، تبادل الزعيمان وجهات نظر "كبيرة"، وأوضح الرئيس الصيني أن "المخاوف بشأن الجزيرة هي أكبر وأخطر قضية في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين"، وقال إن "الصين تفضل إعادة التوحيد سلميا، ووضع الشروط التي سيتم بموجبها استخدام القوة".
من جانبه، رد بايدن بتكرار الموقف الأمريكي المتمثل في الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة، وطلبت الولايات المتحدة من الصين "احترام العملية الانتخابية الرئاسية" في تايوان خلال يناير/ كانون الثاني.
اقرأ أيضاً
الصين تحذر من دعم أي طرف في حرب غزة أو أوكرانيا دون الالتفات لمطالب الآخر
وعلى الرغم من المخاوف الأمريكية المستمرة بشأن الحشد العسكري الصيني الضخم حول تايوان، خرج المسؤولون الأمريكيون من الاجتماع وهم يعتقدون أن الرئيس الصيني لم يكن يستعد لغزو واسع النطاق، بحسب "CNN".
وفي المقابل، ذكرت وسائل الإعلام الرسمية الصينية أن الرئيس الصيني أبلغ نظيره الأمريكي بأن الولايات المتحدة يجب أن "تتخذ إجراءات حقيقية للوفاء بالتزامها بعدم دعم استقلال تايوان، وحث الولايات المتحدة على وقف تسليح تايوان ودعم إعادة التوحيد السلمي للصين"، وفقا لوكالة الأنباء الصينية الرسمية (شينخوا).
وتأتي تصريحات شي بشأن تايوان في الوقت الذي تستعد فيه الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي لإجراء انتخابات رئاسية، حيث من المقرر أن تكون التوترات مع الصين على رأس جدول أعمال الحملة الانتخابية.
غزةونقلت "CNN" عن مسؤولون أمريكيون (لم تسمهم) قولهم إن بايدن فتح تطورات الأحداث الجارية بالشرق الأوسط وقطاع غزة مع الرئيس الصيني، بينما كان الأخير يستمع له ولا يعلق.
وأضاف المسؤول أن الرئيس الأمريكي شجع نظيره الصيني على "استخدام نفوذ بكين على إيران للتحذير من تصعيد أوسع نطاقا"، وتابع المصدر أن وزير الخارجية وانغ يي قال إنهم "أجروا بالفعل مناقشات مع الإيرانيين حول هذا الموضوع".
اقرأ أيضاً
محللون: الحرب بين إسرائيل وحماس اختبار لاستراتيجية الصين الدبلوماسية
ووفقا للمسؤول الأمريكي، لم يكن من الواضح لمساعدي بايدن بعد ذلك مدى جدية إيران في التعامل مع رسائل الصين.
وذكر المسؤول أن بايدن قال للرئيس الصيني خلال المحادثات إنه "يعتبر حركة حماس منفصلة عن الفلسطينيين".
المصدر | الخلي الجديد + وكالاتالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: العلاقات الأمريكية الصينية شي جين بينج جو بايدن قمة غزة تايوان إيران الولایات المتحدة الرئیس الصینی
إقرأ أيضاً:
الشراكة الاستراتيجية بين الصين وآسيان ودول الخليج
تشو شيوان **
في ظل التحولات الجيوسياسية والاقتصادية المتسارعة التي يشهدها العالم، برزت القمة الثلاثية بين رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" والصين ومجلس التعاون الخليجي، التي عقدت في كوالالمبور يومي 27 و28 مايو 2025، كحدث استثنائي يعكس إدراكًا مشتركًا لأهمية التعاون الإقليمي في مواجهة التحديات العالمية، ومن الواجب أن ننظر للقمة على أنها لم تكن مجرد اجتماع دبلوماسي روتيني، بل كانت خطوة استراتيجية نحو تشكيل شراكة اقتصادية قادرة على إعادة رسم خريطة القوى في نظام دولي يتجه نحو التعددية القُطبية.
جاءت القمة في وقت تواجه فيه العديد من دول آسيان تحديات اقتصادية جراء الرسوم الجمركية الأمريكية التي تراوحت بين 10% و49%؛ مما أثر على صادراتها، ومن هنا أكد رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم على أهمية هذه الشراكة الثلاثية لتعزيز المرونة الاقتصادية وبناء أسواق بديلة تقلل من الاعتماد على الاقتصادات الغربية، وهذه النقطة تحديدًا أجدها من أهم النقاط التي جاءت في القمة فكما يبدو أن هناك نهج عالمي يقول أنه من الواجب تقليل الاعتماد على الاقتصادات الغربية طالما لنا فرص وأهداف مشتركة بين دول الشرق والجنوب.
من حيث الأرقام، فإنَّ حجم التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون وآسيان بلغ 137 مليار دولار في 2022، بينما تجاوزت التجارة بين الصين وآسيان 700 مليار دولار، مما يجعل هذه الكتلة الاقتصادية قوة لا يستهان بها في النظام التجاري العالمي، وقد لعبت الصين دورًا محوريًا في القمة، حيث سعت إلى تعزيز شراكتها مع كل من آسيان ومجلس التعاون الخليجي عبر مبادرات مثل مبادرة الحزام والطريق التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ، والتي دعمت مشاريع بنية تحتية كبرى في جنوب شرق آسيا، كما أعلن رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ عن استعداد الصين لإنشاء منطقة تجارة حرة بين الأطراف الثلاثة، مما سيعزز التكامل الاقتصادي ويسهل تدفق السلع والاستثمارات، وأن توجد القمة مشاريع كبرى مثل المناطق الحرة المشتركة أجده أمرًا مهمًا سيدفع بالنمو الاقتصادي في كلٍ من دول الآسيان ودول مجلس التعاون الخليجي وأيضًا الصين.
إن المصالح والأهداف المشتركة هي الضامن الأكيد لنجاح مثل هذا التعاون؛ فالصين بوصفها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تسعى لتوسيع شراكاتها التجارية والاستثمارية في كل من منطقة جنوب شرق آسيا والخليج، وهما منطقتان غنيتان بالموارد الطبيعية وتشهدان نموًا اقتصاديًا عاليًا، وفي المقابل تتطلع دول آسيان ومجلس التعاون الخليجي إلى الاستفادة من السوق الصيني الضخم والتكنولوجيا المتقدمة التي تمتلكها الصين، بالإضافة إلى تنويع شراكاتها الاقتصادية بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على القوى الغربية، ومع تحقق هذه المصالح المشتركة سنشهد علاقات أكثر ترابطًا في المستقبل.
وفضلًا عن الجانب الاقتصادي، تحمل هذه القمة دلالات سياسية مهمة؛ ففي عالم تسوده التوترات الجيوسياسية، يمثل تعزيز الحوار والتفاهم المتبادل بين الحضارات المختلفة ضرورة مُلحَّة، وفي هذا الجانب قد أكد رئيس مجلس الدولة الصيني على أهمية "إدارة الخلافات بشكل فعّال من خلال التفاهم المتبادل، واستكشاف مسار جديد للتقدم الشامل لمختلف الحضارات"، وهذه التصريحات تشير إلى رغبة مشتركة في بناء نظام عالمي أكثر توازنًا وتعددية، بعيدًا عن الهيمنة القطبية الواحدة التي باتت عبئًا سياسيًا واقتصاديًا على العديد من دول العالم.
في الختام.. يمكن القول إن القمة الثلاثية في ماليزيا تمثل خطوة مُهمة نحو بناء شراكة استراتيجية متينة بين الصين وآسيان ومجلس التعاون الخليجي، وإن نجاح هذه القمة يعتمد على قدرة الأطراف الثلاثة على تحويل الخطط إلى واقع ملموس، والمؤشرات إيجابية خاصة مع توقعات بأن يتجاوز حجم التجارة بين مجلس التعاون وآسيان والصين 500 مليار دولار بحلول 2030، وهذه الشراكة ليست فقط خطوة نحو تعافي اقتصادات المنطقة؛ بل أيضًا رسالة واضحة بأن العالم لم يعد أحادي القطبية، وأن الشراكة قادرة على صياغة مستقبل أكثر توازنًا، وأجد أن القمة الثلاثية نموذجًا للتعاون في عالم متعدد الأقطاب؛ حيث تبرز قوى جديدة تقودها مصالح مشتركة ورؤى استراتيجية بعيدة المدى، والدرس الأهم هنا هو أن التعاون الإقليمي لم يعد خيارًا؛ بل ضرورة في عالم مليء بالتحديات.
** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية
رابط مختصر