سجين صهيوني داخل القبة الحديدية
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
أثير- مكتب أثير في تونس
إعداد: محمد الهادي الجزيري
أعلم أنّك قرّرتَ دون وعي ..أن تكون سجينا أبديّا داخل قوقعتك ..
فكلّ الكيان الصهيوني حُشر داخل قبّة حديدية ..واطمئنّ العالم الحرّ على ابنته المدلّلة المعتوهة التي أطلق عليها اسم ” إسرائيل ” ، فقد صارت في زجاجة بلورية تحميها من كلّ خطر داهم ..قد يؤثر فيها وقد يمحو ورما ينزّ عفونة كريهة .
لكن لي بعض الأسئلة والاستفسارات إن سمحت لي البنت المسعورة والأمّ المجنونة أمريكا الحرة الديمقراطية ..، ومع ذلك سأرمي بها من مكاني ..، من بيتي الواقع في المدينة العتيقة بتونس ..على جدار القبة الحديدية ..وليحدث ما سيحدث ..:
1 ـ هل سيولد كلّ رضيع منكم ..ويكبر في حضن أمّه ..ويدرس ثمّ يتزوج ..إلى أن يموت وهو محاصر بهذه الفقاعة من حوله ..؟ ألن يشتاق لحرية أكبر ..؟ ، ألن نسافر خارج الفقاعة مرّة واحدة ..ليرى العالم ؟ ..
2 ـ كم من شرطيّ ومخبر وعميل يحرسونه من شرّ العين وغدر الشعب الأعزل ..؟، (على فكرة إن ذلك الشعب العظيم بقدر ما تقتلونه يزداد انتشارا في الأرض ..)، فحذار يا إسرائيل إنّ الأيام تعدّ لك أخبارا عاجلة سيئة جدّا ..، إن تجرّأ واحد من عصابتك المسجونة في غلاف واق وعازل ..على الخروج منه أو لنقل على التحرّر منه ..حذار إنّ العالم وليس الشعب الفلسطيني ..ينتظر بفارغ الصبر رؤية أحد الصهاينة يتجوّل دون حراسة شديدة…
3 ـ ثمّ ..ولا بدّ من ثمّ ليستمر الكلام كما قال أحد الشعراء ..، ثمّ إن لعن شيطانه وقرّر العيش طول العمر في الكيان الصهيوني المحدّد بالقبة الحديدية ..، فمن سيتكفل بمؤونته ربّما وهذا أغلب الظنّ ..ربّما ستكون الماما والعمّة أمريكا ..ستجلب له كلّ أسباب الحياة الدنيا ..، ستأتي رغم أنف الشعب الأمريكي الدافع للضرائب بكلّ لذيذ ومغذّ وقد يتسبب في سمنة فظيعة ..وقد يتحوّل ..، سيتحوّل شعب الله المختار إلى قطيع من الخنازير الملتهمة لكلّ السلع المستوردة ..، كلّ خِنَّوْص سيرضع ويشرب ويعبّ خيرات أمريكا وظهره على زجاج القبة ..، وحين يشبّ ويصبح خنزيرا سيلتهم كلّ ما تلتقطه يديه ويبلعه فمه الكريه الممتلئ بالدنيا ..، إلى أن يسقط ميتا ..من دون أن يخدش جسمه رصاص أو ما شابه ذلك ..وإنّه لمجد تليد ..إذ لم تحقّق هذا الإعجاز إلا إسرائيل ..، الموت في حرب معلنة دون قتال أو عنف أو مجادلة..، كذلك يموت الخنازير ..، كذلك قالت أمريكا ..وسيكون لها ذلك ريثما تستعدّ أرحام النساء لولادة أجيال جديدة ..بدل 10000 وأكثر ..ممّن ردموهم أحياء بالتراب والركام والفجيعة ………..
وآخر القول والصراخ والهتاف :
” لا تدّخرْ نبضا إذنْ
لا تدّخرْ حجرا لنجدتها
ولا تذرف سوى دمك الغزير إذا التحمت بها
لتروي مجدها وشبابها
لا تدّخرْ حجرا…
أصيصُ الورد يصلح أن يكون قذيفة.
كتبُ السماءِ
مجلّداتُ الرفض والحريّة الحمراءِ
شاهدةٌ تآنسُ قبر أمّكَ…
كلّ شيء صالح للقذفِ في وجه الغبار المنتشرْ
لا شيء إن طال المسوخ الياسمينةَ
يستحقّ العيش
ذاتُكَ
أهلُ قلبكَ
ربّ أهلكَ
نسلكَ الشعريّ والفكريّ والبشريُّ
بل كلّ البشرْ
اضربْ فكلّك في خطرْ
اضربْ بكلّك وانتصرْ “
المصدر: صحيفة أثير
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تسترجع أرشيف إيلي كوهين.. وصيته بخط يده وصور مع قادة سوريين ضمن مئات الوثائق
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي باسترجاع نحو 2500 وثيقة وصورة ومقتنيات شخصية من الأرشيف الرسمي السوري، تعود للجاسوس الشهير إيلي كوهين، الذي أُعدم في سوريا عام 1965 بعد كشف نشاطه التجسسي لصالح الموساد الإسرائيلي.
نتنياهو ورئيس الموساد يشاركان أرشيف كوهين مع أرملتهشارك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس جهاز الموساد ديفيد برنيع، محتوى الأرشيف المسترجع خلال اجتماع خاص مع نادية كوهين، أرملة الجاسوس الإسرائيلي.
وسائل إعلام إيرانية: إعدام شخص بتهمة "التعاون الاستخباراتي" مع جهاز الموساد الإسرائيلي الموساد ينفذ عملية سرية معقدة لاستعادة أرشيف إيلي كوهين من سورياوضم الأرشيف وصية أصلية بخط يد كوهين، كتبها قبل ساعات من إعدامه، إضافة إلى تسجيلات صوتية، وملفات استجواب، ورسائل شخصية وصور من مهمته في سوريا.
نتنياهو ورئيس الموساد يشاركان أرشيف كوهين مع أرملتهمحتويات الأرشيف: جوازات سفر مزورة وصور مع مسؤولين سوريينكما ضم الأرشيف مقتنيات شخصية تم نقلها من منزل كوهين بعد القبض عليه، من بينها جوازات سفر مزورة، وصور تجمعه مع قيادات عسكرية وسياسية سورية، بالإضافة إلى دفاتر يوميات كانت توثق مهامه التي كُلّف بها من قبل جهاز الموساد.
وذكرت التقارير أن من بين الوثائق، ملفًا خاصًا باسم "نادية كوهين"، يتضمن تفاصيل حول مراقبة أجهزة الأمن السورية لحملتها للمطالبة بالإفراج عن زوجها.
الوصية التي تصدرت محركات البحثتصدر اسم إيلي كوهين محركات البحث عقب الكشف وصيته التي كتبها لعائلته من داخل محبسه، قبل تنفيذ حكم الإعدام فيه في 18 مايو 1965 بساحة المرجة في دمشق.
وكتب كوهين في وصيته التي وُصفت بالمؤثرة: "أكتب إليكم كلماتي الأخيرة، وأطلب منكم الحفاظ على اتصال دائم فيما بينكم"،
كما طلب من زوجته رعاية أولادهما: صوفي، إيريس، وشاؤول، قائلًا: "يمكنك الزواج من شخص آخر، حتى لا يكبر الأطفال دون أب. لك كامل الحرية في ذلك".
وختم رسالته قائلًا: "لا تضيّعي وقتكِ في البكاء على الماضي، بل تطلعي إلى المستقبل... لكم جميعًا، قبلاتي الأخيرة".
قصة إيلي كوهين: من "كامل أمين ثابت" إلى حبل المشنقةبدأت مهمة إيلي كوهين في دمشق في يناير 1962، حيث دخل سوريا بهوية مزورة باسم "كامل أمين ثابت"، مدعيًا أنه رجل أعمال سوري يسعى لتصدير المنتجات السورية إلى أوروبا.
خلال فترة قصيرة، تمكن من بناء علاقات وثيقة مع قيادات سياسية وعسكرية، ما مكّنه من الوصول إلى مواقع حساسة داخل النظام السوري.
وكان يرسل تقارير استخباراتية لإسرائيل بمعدل رسالتين أسبوعيًا، وبين مارس وأغسطس 1964، بعث بأكثر من 100 رسالة تتضمن معلومات دقيقة عن اجتماعات الحكومة، ومواقع القوة داخل الجيش والحزب، وعدد الدبابات المنتشرة في القنيطرة.
القبض عليه وإعدامهتم القبض على كوهين في يناير 1965، وبعد محاكمة سريعة أُعدم شنقًا في 18 مايو 1965 بساحة المرجة وسط دمشق، حيث بقيت جثته معلقة لنحو 6 ساعات في رسالة سياسية قوية من الدولة السورية إلى إسرائيل.
لا يزال الجثمان في سورياورغم مطالبات إسرائيل المتكررة، لم تُعد سوريا جثمان إيلي كوهين حتى اليوم، ليبقى ملفه أحد أكثر ملفات التجسس حساسية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.