السفير البحريني: سلطنة عمان تشهد نقلة تنموية مدعمة بالعلم والابتكار
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
"عمان": قال سعادة الدكتور جمعه بن أحمد الكعبي سفير مملكة البحرين لدى سلطنة عُمــان: "إن الاحتفال بالعيد الوطني هو يوم سجله التاريخ بحروف من نور في حياة كل عُماني وعُمانية، وهو تجديد للعهد على الوفاء والولاء والانتماء إلى القيادة الحكيمة ولهذه الأرض الطيبة، مشدداً على أن الإنجازات التي تتحقق يوما تلو الآخر هي ترجمة حقيقية لخطط ومبادرات وأهداف "رؤية 2040"، وأشار سعادته إلى أن العمانيين يحتفلون بالعيد الوطني الثالث والخمسين وهم يستقبلون فيه عاماً جديداً من حكم جلالة السلطان المعظم ــ حفظه الله ورعاه ــ في وقت تمضي فيه بلادهم قدماً لتنفيذ الرؤية المستقبلية ”عُمان 2040″، وسط تفاؤل بمستقبل زاهر، وتحقيق إنجازات ومبادرات لأهداف الرؤية وللخطة الخمسية العشرية التي تعد خريطة طريق للاقتصاد العماني، ودعم كافة الجھود والتعاون الدولي لنقل المعرفة وتیسیر الاستثمار وفرص العمل لضمان مستقبل آمن ومزدھر للجمیع".
وأعرب سعادة السفير عن فخره واعتزازه بما تشهده سلطنة عُمان من تطور ونماء، سواءً على الأصعدة المحلية أو الإقليمية أو الدولية مما عزز من مسيرة التنمية وتطورها في مختلف القطاعات التنموية وجعل سلطنة عُمان في مصاف الدول المتقدمة، مستفيدة من المقومات والثروات الطبيعية التي تزخر بها جميع المحافظات، وما تشهده من نقلة نوعية في كافة قطاعاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مما شكل طفرة لحاضر متطور ومستقبل واعد وزاهر لسلطنة عُمان.
وقد أشاد السفير البحريني بالخطة الخمسية العاشرة (2021 – 2025)، وهي الخطة التنفيذية الأولى للرؤية المستقبلية التي ترتكز على 4 محاور رئيسة تتفرع منها 14 أولوية وطنية و88 هدفا استراتيجيا و68 مؤشرا لقياس الأداء، والتي حققت العديد من الأهداف ومن بينها تحفيز النشاط الاقتصادي وتطوير بيئة الاقتصاد الكلي ورفع كفاءة إدارة المالية العامة وتحقيق التوازن بين إجراءات ضبط وترشيد الإنفاق العام خاصة الجاري منه وتبني سياسات مالية توسعية منضبطة تحقق معدلات نمو مستدامة وتطوير البنية الأساسية اللازمة لتحفيز الاستثمار الخاص وتسريع وتيرة تنفيذ المشروعات الاستراتيجية الكبرى ومشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وجذب مزيد من الاستثمار الأجنبي المباشر وتدعيم مشاركة المحافظات في تحقيق أهداف تلك الرؤية.
وأشاد سعادة السفير بالجهود الحثيثة والملموسة لسلطنة عُمان في تحقيق التنمية المستدامة وتحسين واقع الحياة بجميع جوانبها لبلوغ أهداف التنمية المستدامة على جميع المحاور وما وصلت إليه من تقدم محرز في تحقيق تلك الأهداف وغايات ومؤشرات الأهداف السبعة عشر على المستوى الوطني ومستوى المحافظات، حيث أوضحت نتائج القياس بشكل جلي التقدم الإيجابي في تحقيق مستهدفات ومؤشرات الأجندة الأممية 2030، وجعلت التكنولوجيا والعلم والتحول الرقمي والابتكار جزءاً أساسياً من استراتيجياتها وتشريعاتها الوطنية.
وأشاد سعادة السفير بالمسيرة الديمقراطية التي تشهدها سلطنة عُمان والتي تمثلت بانتخاب أعضاء مجلس الشورى للفترة العاشرة التي شهدت مشاركة شعبية كبيرة وصلت إلى نسبة 65.07 %، كما شهدت عملية الانتخاب نقلة نوعية في استخدام التكنولوجيا في عملية التصويت عبر تطبيق "أنتخب" ما جعل سلطنة عٌمان من الدول الأوائل في العالم التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في عملية التصويت مما سهل على الناخبين التصويت وفرز الأصوات.
وثمن سفير مملكة البحري ما حققته سلطنة عُمان من مؤشرات متقدمة في التنمية البشرية والمجتمعية، من أداء متقدم في مؤشرات دعم الشبكة الاجتماعية والتنمية البشرية سعياً منها للحفاظ على مستويات عالية للتنمية البشرية وتحسين المستوى المعيشي، حيث بيَّن المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون، بأن سلطنة عُمان نالت ترتيبا متقدما في مؤشر دعم الشبكة الاجتماعية بتقدم محرز بلغت نسبته 77.3%.
وأشار سعادته – على صعيد حقوق الإنسان بسلطنة عُمان – إلى إشادة نائبة مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في شهر سبتمبر من العام الجاري بدور اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان التي تأسست عام 2008م على مختلف المستويات، وجهودها في التوعية والتثقيف بحقوق الإنسان، وبالخطوات التي تمَّ اتخاذها في مجال اختصاصات اللجنة ونظام عملها، والتأكيد على تقدير المفوضية لما تمَّ من جهود في تطوير آليات العمل لخدمة حقوق الإنسان ومنها المتعلق بحماية العمال، وإنشاء الاتحاد العام للعمال بسلطنة عُمان.
وأكد السفير أن مملكة البحرين وسلطنة عمان يمثلان حالة فريدة في محيطهما الإقليمي بسياسة التسامح والاعتدال، وقد حظيتا نظير ذلك باحترام وتقدير العالم، مشيرا إلى أن تلك الحالة الاستثنائية من الوئام والتعايش والفهم المشترك اتخذوهما مثالاً وقدوة للتجارب الناجحة في العيش المشترك ونموذجا يحتذى للسلم العالمي، وبين سعادته بأن التسامح يتجذر عميقاً في تاريخ سلطنة عُمان، فهي تربي ناشئتها على قيم المواطنة وأفرادها على الاحترام المتبادل وقبول الآخر، مضيفا " أن هذا النهج في التعايش والانفتاح على الثقافات، كان وما يزال أساسا للتماسك والتآزر في المجتمع، وبه استتب الأمن، وازدهر الاقتصاد، ومضت مسيرة التنمية بثبات لتحقيق غاياتها فالتسامح يشكل الإطار الأخلاقي للنهضة العمانية الحديثة والمتجددة، ويتعاضد مع القيم الإنسانية الرفيعة والأخلاق السامية لمواطني سلطنة عُمان .
وعلى صعيد المرأة شدد الكعبي أن المرأة العمانية تلعب دورًا فاعلاً في بناء سلطنة عُمان جنباً إلى جنب مع الرجل في ظل الجهود التي تدفع عجلة التطور قُدمًا، وتساهم في الارتقاء برفعة سلطنة عُمان في كافة المجالات، كما أشاد بالمنجزات الرائدة التي حققتها لافتا إلى أن المرأة في عُمان تعد شريكًا فعّالًا لما تبذله في الجهود الحكومية والتطوعية، حيث تلعب دورًا بارزًا في مؤسسات الحكومة والمنظمات غير الحكومية، ومساهمتها المتميزة وفق رؤيـــة عُمان التي أكدت على تمكين ومشاركة المرأة العمانية الفاعلة وركزت على توفير البيئة الملائمة لمشاركتها في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمدنية باعتبارها عاملاً أساسياً ضمن خطة الاستراتيجية الوطنية للرؤية.
ووصف سعادته العلاقات البحرينية –العمانية بأنها متينة ووطيدة وتاريخية وتشهد تعاونا وثيقا في كافة المجالات ترجمة لتوجيهات القيادتين الحكيمتين في البلدين الشقيقين، وتنفيذاً لمخرجات اللجنة البحرينية – العمانية المشتركة، وتفعيلا لمذكرات التفاهم والاتفاقيات التي تم توقيعها على هامش زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم إلى مملكة البحرين في شهر أكتوبر من العام الماضي، معربا عن تطلعه بأن تشهد المرحلة المقبلة مزيداً من التقارب وصولا إلى التكامل بين البلدين الشقيقين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی تحقیق
إقرأ أيضاً:
عامل سيدي قاسم يشرف على تفقد مشاريع تنموية بجماعات الإقليم في الذكرى 20 لمبادرة التنمية البشرية
زنقة 20. الرباط
بمناسبة الذكرى العشرين لانطلاقة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي يتم تخليدها هذه السنة تحت شعار “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، 20 سنة في خدمة التنمية“، أشرف السيد الحبيب ندير، عامل إقليم سيدي قاسم، خلال أيام 19 و20 و21 ماي الجاري، على سلسلة من الفعاليات والزيارات الميدانية، همت إطلاق أوراش اجتماعية ومواكبة مشاريع تنموية في عدد من الجماعات الترابية.
وشكلت هذه المناسبة محطة لاستحضار الأثر الإيجابي لهذا الورش الوطني الرائد، والذي تميز خلال مراحله الثلاث بتنزيل مشاريع مهيكلة شملت قطاعات حيوية، تمحورت حول تثمين الرأسمال البشري، والارتقاء بالخدمات الصحية والتعليمية، وفك العزلة عن العالم القروي من خلال تعزيز البنيات التحتية الأساسية، إضافة إلى مواكبة الفئات في وضعية هشاشة، ودعمالإدماج السوسيو-اقتصادي للشباب.
وفي هذا الإطار، احتضن مقر عمالة الإقليم يوم 20 ماي 2025 لقاء ترأسه السيد العامل، بصفته رئيس اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، بحضور رؤساء اللجان المحلية، وممثلي المجالس المنتخبة، وفعاليات من المجتمع المدني والإعلام.
وقد خصص هذا اللقاء لتقديم حصيلة الاستثمار الإجمالي المعبأ خلال المراحل الثلاث للمبادرة، والذي ناهز 820 مليون درهم، أفضى إلى إنجاز أزيد من 1850 مشروعا تنمويا. حيث أثمرت هذه الدينامية التنموية عن إنجاز ما يفوق 20 كيلومترا من الطرق والمسالك القروية، وتهيئة 700 ربط فردي بشبكة الماء الصالح للشرب، إلى جانب إحداث أزيد من 70 نافورة عمومية.
كما شهدت المناطق القروية إحداث ما يزيد عن 280 وحدة للتعليم الأولي، وتنظيم قوافل طبية متعددة التخصصات استفاد منها أزيد من 15 ألف تلميذ موزعين على 38 مؤسسة تعليمية، فضلا عن إحداث أربع دور للأمومة في إطار العناية بصحة وتغذية الأم والطفل.
وعلى المستوى الميداني، قام السيد العامل يوم 19 ماي 2025، رفقة الوفد المرافق له، بزيارة ميدانية لعدد من الجماعات، من بينها سلفات، أولاد النوال، مولاي عبد القادر وسيدي أحمد بنعيسى، حيث أعطيت الانطلاقة لمشاريع تهم تقوية شبكة الطرق والمسالك القروية، بغلاف مالي يناهز 13 مليون درهم. كما شملت الزيارة جماعة حد كورت، حيث تم تقديم مشروع دعم التمدرسعبر المنصات الرقمية لفائدة أزيد من 160 تلميذة بدار الفتاة بتكلفة تبلغ مليون درهم.
وقد واصل السيد عامل الإقليم زيارته التفقدية يوم 21 ماي 2025 إلى عدد من الجماعات التي شهدت إنجاز مشاريع تهدف إلى تثمين الرأسمال البشري، محور المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، وفي مقدمتها تدشين دار الأمومة بمشرع بلقصيري، التي بلغت كلفتها 5 ملايين درهم، إضافة إلى إعطاء الانطلاقة لمشروع يهم صحة وتغذية الأم والطفل، بكلفة تفوق 2 مليون درهم، وذلك في إطار تعزيز العرض الصحي بالإقليم وخلق منظومة متكاملة للرعاية قبل وبعد الولادة. وبنفس المناسبة، قام بزيارة قافلة طبية بجماعة النويرات سيستفيد منها ما يفوق 1000 تلميذ حيثتندرج هذه القافلة في إطار مشروع الصحة المدرسية الذي يهدف إلى توفير خدمات طبية للتلاميذ داخل المؤسسات التعليمية. وفي إطار الجهود الرامية إلى تحسين ظروف التمدرس للأطفال بالمناطق القروية، اطلع السيد عامل الإقليم على مشروع كهربة وحدات التعليم الأولي، الذي يستهدف أزيد من 60 وحدة تربوية، بكلفة مالية تناهز 2.5 مليون درهم.
ويشار إلى أنه في إطار هذه الذكرى، سيتم تنظيم مجموعة من الأنشطة خلال الفترة الممتدة من 22 إلى 30 ماي 2025، وذلك بعدد من الفضاءات من بينها مراكز الاستقبال، دور الأمومة، مراكز تأهيل الشباب، الوحدات الخاصة بالتعليم الأولي، وكذا بمنصة الشباب بمدينة سيدي قاسم.
وقد خلفت هذه الزيارات والأنشطة وقعا إيجابيا لدى الفاعلين المحليينوالساكنة، مجسدة روح الانخراط الجماعي في تحقيق أهداف التنمية البشرية الشاملة والمستدامة، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
سيدي قاسم