وفاة مدرب شبيبة القبائل السابق هنري أسطنبولي
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
توفي صبيحة اليوم الجمعة، المدرب السابق لشبيبة القبائل، الفرانكو جزائري هنري سطنبولي، عن عمر ناهز 62 سنة بالعاصمة السنغالية داكار.
وحسب ماكشفته صحيفة “لوباريزيان“، فإن الراحل توفي بسبب معاناته من مرض تجلط الدم حسب ما كشفت عائلة الراحل.
وللإشارة، سبق للمدرب سطمبولي أن أشرف على العارضة الفنية لشبيبة القبائل عام 2021، كما توج برابطة أبطال أوروبا عام 1993 مع مارسيليا.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
القبيلة اليمنية .. حارسة القيم والهوية وركيزة الصمود عبر تاريخ المواجهة مع الغزاة
على مدى قرون، وقفت القبائل اليمنية في طليعة المدافعين عن الأرض والقيم والهوية، ومنذ أن عرف اليمن الغزو الأجنبي، وصولًا إلى أشكال التدخل والاستعمار الجديد، الذي يقوده العدو الصهيوأمريكي وأدواته في المنطقة وعلى رأسها السعودية والإمارات، لم تتراجع القبيلة عن دورها المركزي كخط دفاع اجتماعي وعسكري وأخلاقي، هذا التقرير يقدم قراءة صحفية تحليلية لمسار القبيلة اليمنية التاريخي، في الحفاظ على قيمها وهويتها في خضم النضال ومواجهة الغزاة والمحتلين قديماً وحديثاً، مع التوقف عند دور السيد القائد في تعزيز هذا الدور وتجديد مجده.
يمانيون / تقرير / طارق الحمامي
كيف تشكّلت صلابة القبيلة اليمنية؟
كانت القبيلة اليمنية ولا زالت مؤسسة اجتماعية وسياسية واقتصادية متكاملة، تتشكل من منظومة عرفية تنظم العلاقات الداخلية والخارجية، تتضمن هياكل شوروية تتخذ القرارات في السلم والحرب، وروابط تضامنية قوية تجعل مصير الفرد مرتبطًا بمصير القبيلة، هذه المؤسسة أنتجت شخصية مقاومة، قادرة على حماية الأرض والحفاظ على القيم رغم تغير الظروف.
كما أن القبائل اليمنية مرّت بمحطات غزو متعددة، لكنها خرجت منها أكثر قوة وتنظيمًا، في مواجهة الغزاة، تبلورت أهمية التحالفات القبلية.
دخول الإسلام أضاف بُعدًا أخلاقيًا جديدًا، فانتقلت العصبية من إطارها الضيق إلى إطار منظم مبني على القيم، في حقب مواجهة الغزو العثماني، ظهرت القبيلة اليمنية كقوة عسكرية وسياسية موحدة، وفي الجنوب، خاضت القبائل مواجهات طويلة ضد الاحتلال البريطاني، وكانت المحصلة، أن كل مواجهة أنتجت مستوى أعلى من الوعي القيمي والدفاعي لدى القبيلة.
بين إرث الصمود وتجدد الهوية
هناك شواهد تاريخية ستظل المرجعية التي سجلت هذا الدور الكبير للقبيلة اليمنية استطاعت من خلاله أن تحافظ على القيم وتحرس الهوية ، مثل النقوش السبئية والحميرية التي تكشف وجودًا راسخًا للقيم القبلية الأساسية، مثل الوفاء، العهد، الجوار، حماية الأرض، إضافة إلى التراث الشفهي والشعر القبلي الذي شكل مخزونًا تعبويًا يعزز روح المقاومة.
وبالعودة للدور التاريخي في الاسلام للقبيلة اليمنية فإن اليمنيين استحقوا لقب الأنصار المتوج بالوسام النبوي العظيم الذي منحه لهم رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم ، أكدت فيه القبائل اليمنية قوة التنظيم القبلي وقدرته على التحول إلى قوة دفاعية وطنية.
ومن الشواهد المعاصرة لدور القبيلة اليمنية في الحفاظ على القيم والهوية هو استمرار منظومة العرف في حل النزاعات ومنع التفكك الاجتماعي، ومساهمة القبائل المباشرة في حماية مناطقها ومقاومة أي قوة غزاة أو معتدية، وبروز النكف القبلي كأداة تضامن ودعم للمقاومة، والحفاظ على منظومة الأخلاق القبلية، الإيثار، الكرم، الشهامة،
كل هذه الشواهد تؤكد أن الهوية القبلية اليمنية لم تتجمد، بل تتجدد باستمرار بقدر ما تواجه من تحديات.
العمود الفقري لتماسك القبائل اليمنية من منظور قرآني
عند تحليل طبيعة تماسك القبائل اليمنية واستمرار صمودها الاجتماعي والسياسي، يتضح أن جزءًا كبيرًا من هذا التماسك يعود إلى انسجام العرف القبلي مع القيم القرآنية الجامعة، ومن بين الآيات التي تُعد استشهادًا دقيقًا على هذا التطابق القيمي، قوله تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ (الأعراف: 199).
مضمون الآية يمثل إطارًا أخلاقيًا يظهر جليًّا في سلوك القبيلة اليمنية عبر التاريخ، إذ تتجلّى روح العفو في ثقافة الصلح والتحكيم وحفظ الدم، وهي أدوات حافظت على السلم الأهلي ومنعت تفكك المجتمع القبلي، خصوصًا في لحظات الاضطراب.
وكذلك العرف القبلي الذي تمسكت به القبائل اليمنية لقرون، يقوم على مبادئ العدالة والوفاء وصيانة الحقوق، وهذا التطابق بين التوجيه القرآني والعرف القبلي يعزز شرعية القيم القَبَلية ويمنحها قوة روحية واجتماعية.
بهذا الاستشهاد القرآني يتضح أن تماسك القبائل لم يكن مبنيًا على العصبية وحدها، بل على قيم أخلاقية متوافقة مع الإيمان، ما منح القبيلة قوة داخلية تحميها من التصدّع، وقوة خارجية تمكّنها من الصمود في وجه الغزاة، وبهذا غدت القبيلة اليمنية امتدادًا أخلاقيًا للهوية الإيمانية.
دور الثقافة القرآنية في توحيد الصفوف أثناء المواجهات
أسهم الوعي القرآني في تخفيف النزاعات البينية، ومنح القتال معنى وهدفًا، وتوحيد قبائل متباعدة جغرافيًا في إطار مشروع تحرري واحد، أدى إلى تحوّل القيم الإيمانية إلى رافعة لصمود المجتمع.
السيد القائد يعيد للقبيلة اليمنية مجدها
برزت في خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي رؤية واضحة تعتبر القبيلة اليمنية شريكًا أصيلًا في مشروع الدفاع عن الوطن، مشيداً بوعي القبائل وصلابتها، ومثمناً دورها التاريخي في مواجهة الغزاة والمعتدين، مؤكداً على أن القيم القبلية الأصيلة جزء من الهوية الإيمانية والوطنية، هذا الخطاب عزز مكانة القبيلة وأعاد إليها مجدها كمؤسسة صلبة في مواجهة الأخطار.
كما أثنى السيد القائد مرارًا على موقف القبائل في التصدي للعدوان، وقدرتها على حماية النسيج الاجتماعي، ودورها في نصرة المظلومين، والتزامها بالعهد والوفاء والشهامة، هذا التقدير أعطى القبيلة دفعة معنوية عززت دورها وتماسكها الداخلي.
يرتكز خطاب السيد القائد على دمج القيم القرآنية بالقيم القبلية لتأخذ كل قيمة قبلية أساساً لقيم الدين فرفعت القبيلة اليمنية بشجاعتها لواء الجهاد في سبيل الله ، وتدافعت بكل عتادها وعدتها في المواقف تلو المواقف في حماية الوطن من منطلق الواجب الإيماني ، ووفت بوعدها وولائها للسيد القائد تسليما والتزاماً شرعياً وأخلاقياً.
بهذا الاندماج تحوّلت القبيلة إلى قوة مجتمعية منظمة لا تعتمد فقط على إرثها، بل على وعي إيماني متجدد.
وفي المقابل عمل السيد القائد على تحويل القبيلة إلى شريك وطني جامع من خلال توجيه مشاركة القبائل ضمن رؤى قرآنية ووطنية لا مصلحية، ورفع مستوى الوعي السياسي والاجتماعي داخل القبائل، وتشجيع اللحمة القبلية ووحدة موقفها، مما جعل القبيلة ركيزة مركزية في مشروع الصمود الوطني.
وهكذا تجدد مجد القبيلة، ليس ككيان تقليدي، بل كفاعل وطني استراتيجي.
ختاماً
إن قراءة التاريخ اليمني تكشف أن القبائل حافظت على قيمها وهويتها لأنها تمتلك، إرثًا متجذرًا في العدل والشهامة والوفاء، ورؤية إيمانية سمت بها فوق العصبيات الضيقة، تمضي تحت قيادة مؤمنة أعادت لها مكانتها الطبيعية، وتعزز وعيها الجمعي الذي جعل الدفاع عن الأرض جزءًا من الشرف القبلي والوطني.
وبينما تتواصل التحديات، تبقى القبيلة اليمنية صمام أمان وحارسًا للهوية ومخزونًا استراتيجيًا للصمود في وجه كل الغزاة.