لجريدة عمان:
2025-05-23@19:46:31 GMT

مستقبل الحرب على غزة

تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT

يتعرض الفلسطينيون في الأرض المحتلة وخصوصًا في قطاع غزة لحرب إبادة لا مثيل لها في التاريخ، فقد اجتمعت كل قوى الشر في العالم على دعم العدوان الإسرائيلي، بكل الوسائل، وعلى مدار ما يقرب من شهر ونصف، يشاهد العالم صباح مساء الإبادة بكل الوسائل، إلا أن ما يستحق الوقوف عنده هو صمود هذا الشعب وتكاتفه وإصراره على المقاومة، بوسائله التقليدية إيمانًا بقضيته، ورغم ذلك فأنا على ثقة بأن النصر قادم لا محالة بصرف النظر عن الحرب الإعلامية الضارية التي يمارسها العدو، لكن الغريب في الأمر دخول بعض الدعاة من بني جلدتنا بإقحام أنفسهم في تلك الحرب النفسية، وتوظيف الدين على المنابر في قضية ليست من مهامهم، حينما يطل علينا بعض الدعاة من على المنابر قائلين بأن هؤلاء المناضلين ليس من حقهم دينيًا أن يشعلوا حربا لا يقرها أولى الأمر من حكامهم، لم يخجل هؤلاء ولم يكتفوا بالصمت، وإنما راحوا يروجون لمقولات ليس لها علاقة بالدين، معتبرين المدافعين عن أرضهم وبيوتهم وحياتهم ما هم إلا جماعة خارجة على الدين، لمجرد أن حكامهم لم يوافقوا عليها.

يعتقد البعض بأن ما يتعرض له الفلسطينيون من عمليات الإبادة التي نشاهدها عبر وسائل الإعلام من الأشلاء والدماء والأطفال والنساء وهدم البيوت على ساكنيها، وكل المشاهد المأساوية التي ينفطر لها قلب كل إنسان- كل ذلك يمكن أن يؤدي إلى استسلام أصحاب الأرض، لقد تعرض الفلسطينيون عبر تاريخهم الحديث لما هو أصعب من ذلك، لكنهم دائما يفضلون الموت على الحياة التي تفقدهم أرضهم وبيوتهم، لذا سوف ينتصر الفلسطينيون لا محالة، فالشعب الذي تعرض لكل هذه المآسي كان إيمانه بقضيته وسعيه إلى الاستشهاد يفوق كثيرًا ما واجهته معظم الشعوب التي تعرضت لمثل هذه التجارب، ورغم الانقسام الفلسطيني الفلسطيني لكنه انقسام على الخطط والبرامج وليس انقسامًا على القضية التي حملها جيل وراء جيل، والمشهد في شوارع غزة والقطاع والضفة الغربية ينبئ عن مستقبل القضية، فالأطفال والشباب والنسوة يواجهون القصف غير عابئين، وهم يتسابقون في حمل موتاهم وأشلاء أطفالهم رافعي الرأس غير مكترثين بالموت الذي يحصدهم ساعة بعد أخرى.

سينتصر الفلسطينيون لا محالة، وسوف يرهقون عدوهم ويوصلونه لدرجة اليأس، بعد أن ادعى بأنها حرب سيخوضها جيش الاحتلال في عدة أيام، لكن هاهي الحرب قد طالت لما يقرب من شهر ونصف، وهو استنزاف لا يتحمله العدو، بينما أهل غزة والقطاع يواصلون قتالهم بجسارة على أرضهم وفي شوارعهم أو حتى في أنفاقهم غير مكترثين لا بالموت ولا بهدم البيوت ولا حتى لافتقادهم للدواء والطعام.

سينتصر الفلسطينيون لأنهم يقدمون على الموت أكثر من إقدام عدوهم على الحياة، وقد أعدوا قطاع غزة على الثبات انتظارًا للموت، الذي يعتبرونه إرادة إلهية لا يحظى بشرفها إلا المخلصون لقضيتهم، لذا فهم مهيأون لانتظار الموت في كل لحظة، وأعتقد أن مقاتلي غزة قد أعدوا أنفسهم لهذا اليوم منذ سنوات، فقد بنوا خنادقهم وأنفاقهم وخزنوا أسلحتهم وغذاءهم ودواءهم انتظارا لمواجهة عدوهم الذي يملك كل أسلحة الدمار الشامل، لكنهم يملكون ما هو أهم من كل ذلك وهي الأرض التي يقاتون عليها، فضلًا عن إيمانهم بقضيتهم، وهو ما يفوق طائرات عدوهم وصواريخهم.

اعتاد العدو الإسرائيلي أن يقاتل من خلف أسلحته ومدمراته، بينما الفلسطينيون قد راحوا يستدرجون عدوهم إلى أرض ودروب لا يعرفها ولا عهد له بها، وهو ما يفسر تقاعس العدو عن الإقدام على دخول قطاع غزة، وبات من الواضح بأن الإسرائيليين لديهم معلومات بأن حماس تستدرجهم لدخول القطاع لكي تبدأ الحرب الحقيقية على الأرض، وهو ما تحرص إسرائيل على تجنبه خوفًا من مقاتلين غير معروفة أماكنهم ولا نوعية أسلحتهم ولا أعدادهم، لذا سوف تبدأ الحرب الحقيقية رجلًا لرجل، وهو ما لا تستطيع إسرائيل أن تتحمله.

إذا ما أرادت إسرائيل أن تحرز انتصارًا حقيقيًا فعليها القضاء نهائيًا على الفلسطينيين وإبادتهم، وهو أمر لا يمكن أن يتحقق أبدًا، فإسرائيل أضعف مما يمكن أن نتصور، وخصوصًا في حرب تعد الأرض هي العامل الحاسم دفاعًا عن أصحابها، وهو ما يفسر تحريك البوارج الأمريكية والأوروبية، وزيارة رؤساء الدول الكبرى إلى إسرائيل لدعم معنويات مقاتليها، وهو ما يؤكد ضعفها وهشاشة بنيتها الاجتماعية والسياسية والعسكرية.

أعتقد أن حماس كانت على بينة بأن الرأي العالمي سيتغير، بعد هذا الحشد الإعلامي الذي سوقه الإسرائيليون وأصدقاؤهم، على اعتبار أنها داعش بنسختها الجديدة التي تهدد الحضارة المعاصرة، وهو ما لم يتحقق بعد أن خرجت المظاهرات وملأت الميادين في كثير من دول العالم، مطالبة بوقف هذه الإبادة الإنسانية، فضلًا عما أحدثته هذه الحرب من تغيير واضح في موازين القوى بين روسيا وأوكرانيا، التي تحظى بدعم أمريكي وأوربي لا نظير له، ومن المؤكد أن الولايات المتحدة الامريكية والغرب قد أصيبوا بصدمة هائلة بسبب صمود الشعب الفلسطيني وانصراف العالم عن الحرب الروسية الأكرانية، لذا فالأزمة تتفاقم بشكل واضح، بعد أن فشلت معظم الخطط الأوروبية والأمريكية وثبات الفلسطينيين على أرضهم، وفشل مخطط تهجيرهم إلى سيناء، كما فشلوا في شق الصف الفلسطيني الفلسطيني، رغم الترويج من بعض حكامنا وأجهزتنا الإعلامية بأن حماس قد أضاعت القضية الفلسطينية.

الأزمة ستطول على المستويين الدبلوماسي والعسكري، لكن نهايتها قطعًا سوف تكون في مصلحة الفلسطينيين وقضيتهم.

د. محمد صابر عرب أستاذ التاريخ بجامعة الأزهر ووزير الثقافة المصرية (سابقا) ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية (سابقا).

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وهو ما

إقرأ أيضاً:

غلاكسي إس 25 إدج.. ما الذي ضحت به سامسونغ من أجل التصميم الأنيق؟

بعد أسابيع من الترقب، كشفت شركة سامسونغ رسميا خلال حدث افتراضي عن هاتفها الجديد "غلاكسي إس 25 إدج" (Galaxy S25 Edge)، لتعيد الشركة الكورية من خلاله تعريف مفهوم التصميم النحيف في الهواتف الذكية، وإن كان ذلك مقابل بعض التنازلات.

الهاتف، الذي تم التلميح له لأول مرة في يناير/كانون الثاني الماضي، هو في الأساس نسخة أنحف من "غلاكسي إس 25 بلس" (Galaxy S25 Plus)، إذ يحتفظ بالشاشة الكبيرة نفسها بقياس 6.7 إنشات من نوع "أولد" (OLED)، ويعمل بمعالج "سناب دراغون 8 إليت" (Snapdragon 8 Elite) المخصص لسامسونغ، بالإضافة إلى ميزات الذكاء الاصطناعي التي تميز السلسلة هذا العام.

ويُنظر إلى هذا الإعلان على أنه خطوة استباقية من سامسونغ قبيل الكشف المرتقب عن "آيفون 17 آير"، المتوقع أن يركز بدوره على النحافة والتصميم.

كيف يبدو "غلاكسي إس 25 إدج"؟ تصميم أنيق ونحيف لكنك لن تلاحظ ذلك فورا

بسُمكٍ لا يتجاوز 5.8 ملم (دون احتساب بروز الكاميرا)، يعدّ "غلاكسي إس 25 إدج" أنحف هاتف تقدمه سامسونغ على الإطلاق في فئة الهواتف الذكية التقليدية، وواحدًا من أنحف الهواتف المتوفرة حاليا في الأسواق. كما يبلغ وزنه 163 غراما، أي أثقل بغرام واحدٍ فقط من "إس 25" العادي رغم فارق الحجم في الشاشة.

ورغم هذا التصميم المذهل، لا تبدو نحافة الهاتف واضحة بشكل فوري عند النظر إليه، بل تتجلى عند الإمساك بالجهاز، بحسب تقييم موقع "ذا فيرج" (The Verge)، مما قد يشكل تحديا لسامسونغ على مستوى التسويق، إذ يبدو الهاتف كأي جهاز آخر حتى يشعر المستخدم بفرق الحجم والوزن في يده.

إعلان

ويبدو الفارق أكثر وضوحا عند مقارنته بهاتف "غلاكسي إس 25 بلس" الذي يبلغ سمكه 7.3 ملم، في حين أن "إدج" يظهر أقل سُمكا حتى من بعض الأجهزة اللوحية مثل "تاب إس 10" (Tab S10)، أو القابلة للطيّ مثل "زد فولد 6" (Z Fold 6)، رغم أنه يحافظ على الشكل التقليدي للهاتف الذكي.

ويتوفر الهاتف بثلاثة ألوان أنيقة مستوحاة من التيتانيوم: الفضي والأسود والأزرق الفاتح جدا. وتضفي هذه الخيارات لمسة راقية على التصميم الخارجي للهاتف.

ورغم الأناقة الظاهرة، فإن المستخدمين يلاحظون أن الشكل النحيف قد لا يظل واضحا عند وضع غطاء حماية، وإن بقي الجهاز خفيفا بشكل لافت.

المتانة.. لا تنازل رغم النحافة

رغم التصميم الفائق النحافة، لم تضح سامسونغ بالمتانة، حيث يأتي الهاتف مزوّدا بإطار من التيتانيوم وهي المادة نفسها المستخدمة في "إس 25 ألترا" (S25 Ultra)، مما يمنحه صلابة أعلى مقارنة بِالألمنيوم المستخدم في باقي الطرازات.

كما يأتي بزجاج "غوريلا غلاس سيراميك 2" (Gorilla Glass Ceramic 2) الجديد على الشاشة، وتصنيف "آي بي 68" (IP68) لمقاومة الغبار والماء، ليكون بذلك قويا بقدر ما هو أنيق.

عدستان فقط مع تضحيات واضحة

يأتي "غلاكسي إس 25 إدج" مزوّدا بكاميراتين خلفيتين فقط: كاميرا رئيسية بدقة 200 ميغابكسل بالمستشعر نفسه المستخدم في "إس 25 ألترا"، وكاميرا فائقة الاتساع بدقة 12 ميغابكسلا.

بيد أن غياب العدسة المقربة يعدّ تراجعا في التنوع البصري مقارنة بإصدارات "ألترا" أو حتى "بلس". ومع أن الكاميرا الرئيسية تعدّ واعدة من حيث الأداء، فإن فقدان القدرة على التقريب البصري سيؤثر على تجربة التصوير في بعض السيناريوهات.

أداء قوي في جسد نحيف

لا يقتصر تميز "غلاكسي إس 25 إدج" على التصميم فحسب، بل يمتد أيضا إلى ما يخفيه داخل هذا الغلاف الرفيع.

معالج رائد وذاكرة سخية

رغم شكله النحيف، يعمل الهاتف بمعالج "سناب دراغون 8 إليت" المخصص لسامسونغ.

إعلان

ويأتي مع 12 غيغابايتا من الذاكرة العشوائية "رام" (RAM)، مما يجعله يقدم أداء متميزا في تشغيل الألعاب، والبث المباشر، والمهام الثقيلة، دون التضحية بالحجم أو الوزن.

بطارية مضغوطة بذكاء لكنها محدودة

يحتوي "إس 25 إدج" على بطارية بسعة 3900 ميلي أمبير، وهي الأقل بين جميع طرازات سلسلة "إس 25". ويقدّر أن الهاتف يوفر 24 ساعة من تشغيل الفيديو المتواصل، أي أقل بخمس ساعات من "إس 25″، وبستّ ساعات من "بلس".

ورغم تأكيد سامسونغ أن الهاتف يصمد ليوم كامل، فإن النّقاد يشيرون إلى أن تدهور البطارية مع الوقت قد يجعل من الصعب الاعتماد على الجهاز لأداء يومي مستقر بعد سنة أو اثنتين، خصوصا في ظل التزام سامسونغ بتوفير سبع سنوات من التحديثات الأمنية وتحديثات النظام "وان يو آي 7" (One UI 7).

سعر "غلاكسي إس 25 إيدج"

الهاتف متاح حاليا للطلب المسبق، على أن يصل إلى الأسواق رسميا يوم 30 مايو/أيار الجاري. ويبدأ السعر من 1099.99 دولارا لنسخة 256 غيغابايتا، في حين تصل نسخة 512 غيغابايتا إلى 1219.99 دولارا. وبذلك، يتموضع "غلاكسي إس 25 إدج" في المنتصف بين طرازي "إس 25 ألترا" و"إس 25 بلس" من حيث السعر، رغم أن مواصفاته الفنية أقرب إلى "بلس" ولكن مع بعض التنازلات في الكاميرا والبطارية مقابل تصميم أكثر نحافة وخفة.

تصميم لافت.. لكن هل يكفي؟

مع كل ما كُشف عن "غلاكسي إس 25 إدج"، يبدو أن سامسونغ تراهن هذه المرة على التصميم بوصفه عنصر تميز رئيسيا في سوق بات يعيد تدوير منتجاته. النحافة اللافتة، وخفة الوزن، والخامات الراقية، كلها أمور تمنح الهاتف طابعا أنيقا بلا شكّ، لكنه يقدم ذلك مقابل تضحيات ملموسة في الكاميرا وعمر البطارية.

قد يناسب الهاتف فئة من المستخدمين تهتم بالمظهر وسهولة الحمل أكثر من الأداء المتكامل، لكنه ليس الخيار الأمثل لمن يبحث عن تجربة تصوير متقدمة أو بطارية تدوم طويلا.

ويبقى السؤال المطروح: هل يكفي التصميم وحده لإقناع المستخدم اليوم أم إن السوق بات يتطلب توازنا حقيقيا بين الشكل والأداء والسعر؟ الإجابة لن تتضح إلا مع صدور المراجعات وتجارب الاستخدام الواقعي. وحتى ذلك الحين يبقى "إس 25 إدج" محاولة جريئة من سامسونغ لتجديد المألوف بثوب جديد وأنيق، ولكن ليس بالضرورة عمليّا للجميع.

إعلان

مقالات مشابهة

  • مستقبل الكتلة البشرية ما بعد الحرب
  • الحرب فرضت نفسها علي الواقع السوداني وكما ترون فقد تحولت البلاد الي حطام !!.. ما الذي قادنا الي هذا الوضع الكارثي ؟! الجهل هو السبب !!..
  • اقتصاد الظل في السودان: تحالفات الخفاء التي تموّل الحرب وتقمع ثورة التحول المدني
  • غلاكسي إس 25 إدج.. ما الذي ضحت به سامسونغ من أجل التصميم الأنيق؟
  • كنوز تحت الأرض… أبرز 5 مناجم سعودية ترسم مستقبل الاقتصاد
  • ???? مجرم الحرب الجبان الرعديد الذي ادمن العريد “قجة”
  • الشي الوحيد الذي أصاب ترامب فيه
  • صحف عالمية: الفلسطينيون بحاجة ماسة إلى أفعال لا أقوال
  • الكشف عن ظاهرة غريبة في قشرة الأرض
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة في تغريدة عبر X: تلقى الشعب السوري اليوم قرار الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات المفروضة على سوريا، وإننا نثمن هذه الخطوة التي تعكس توجهاً إيجابياً يصب في مصلحة سوريا وشعبها، الذي يستحق السلام والازدهار، كما نتوجه بال