بعد إعلان ترامب عن قبته الذهبية.. كيف تحرس دول العالم سماءها؟
تاريخ النشر: 24th, May 2025 GMT
يسلط إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن إنشاء بلاده ما أطلق عليه القبة الذهبية، لحماية سمائها، الضوء على مفهوم استراتيجي، تسعى دول العالم لتطبيقه، غير أن القادرين عليه لا زالوا قلة، في ضوء حاجتها إلى تقنيات تسلحية متطورة، وخاصة من الصواريخ الباليستية أو الطائرات المسيرة حتى.
وجاءت فكرة ترامب، حول القبة الذهبية، كامتداد لمشروع أمريكي أطلق منذ عقود، ويحمل اسم مبادرة الدفاع الاستراتيجي، والتي تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، لكن تطور التسلح العالمي على مستوى الصواريخ العابرة للقارات، وتكنولوجيا الأسلحة الحديثة، فرض تغييرات هامة في كيفية التصدي للهجمات.
وتمتلك قلة من دول العالم، قدرات عسكرية، من أجل حماية أجوائها، ونستعرض في التقرير التالي، أبرز الدول التي تمتلك طبقات من الحماية الجوية لسمائها ضد الهجمات القادمة من الجو.
الولايات المتحدة:
تمتلك الولايات المتحدة، مجموعة من نظم الدفاع الجوي، بعضها طويل المدى نزولا إلى الأقل ومن أبرزها.
نظام ثاد الصاروخي:
نظام دفاع جوي لاعتراض الصواريخ الباليستية في مرحلتها النهائية، ويبلغ مداه نحو 200 كيلومترا، وبارتفاع يصل إلى نحو 150 كيلومترا في الجو.
يعمل هذا النظام على مبدأ الاصطدام بالصواريخ الباليستية بشكل مباشر من أجل تدميرها، بخلاف أنواع أخرى تنفجر بالقرب منها لتحطيمها، والنظام متنقل ولا يعتمد على منصات ثابتة، ويمكن تجهيزه في فترة قصيرة وتشغيله على الفور.
وقامت الولايات المتحدة بتشغيله في عدة دول حول العالم، وآخرها لدى الاحتلال، وأخفق في العديد من المرات في التصدي لصواريخ الحوثيين التي تطلق على تل أبيب.
نظام "إيجيس بي أم دي":
نظام دفاع جوي ضد الصواريخ الباليستية، من خلال السفن، سواء الطرادات أو المدمرات البحرية.
يعمل النظام على اعتراض الصواريخ الباليستية خارج الغلاف الجوي، وينشر في المحيطات للاعتراض المبكر، ويتعمل معه شبكة رادارات للرصد والإنذار، ويستهدف الصواريخ العابرة للقارات.
قامت الولايات المتحدة بنشره في قاعدة فورت غريلي في ألاسكا، وقاعدة فاندنبيرغ في كاليفورنيا.
نظام باتريوت:
أحد أهم وأشهر نظم الاعتراض الصاروخي لدى الولايات المتحدة، وهو مخصص للطائرات والصواريخ الباليستية التكتيكية، وصواريخ كروز، بمدى يصل إلى 70 كيلومترا.
يعتبر من أكثر نظم الاعتراض مرونة في التشغيل وهو عبارة عن بطارية يتم تحريكها ونقل حسب الحاجة، مع محطة رادار متنقلة، ويمتلك دقة كبيرة في اعتراض الأهداف.
روسيا:
تعتبر روسيا من أبرز دول العالم امتلاكا لطبقات متعددة من الدفاع الجوي، ولديها قدرات فرط صوتية، لا تملكها حتى الولايات المتحدة.
نظام أس 400 تريومف:
نظام دفاع جوي بعيد المدى، قادر على استهداف الطائرات، وصواريخ كروز، والصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى، بمدى يصل إلى نحو 400 كيلومترا.
النظام مطور عن أس 300، ويمكنه اعتراض عدة أهداف في وقت واحد، وكذلك التعامل مع الطائرات الشبحية التي تضلل الرادار، ضمن شبكة رادارات فائقة القدرات.
نظام أس 500 بروميتي
من أحدث قدرات الدفاع الجوي الاستراتيجي الروسية، ومصمم لاعتراض الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، والصواريخ الفرط صوتية، والأهداف الفضائية المنخفضة، مثل الأقمار الصناعية المعادية.
يصل مداه إلى 600 كيلومترا، وبارتفاع اعتراض يتجاوز 200 كيلومتر، ويعد جزءا من الدفاع الفضائي الروسي.
نظام بانتسير أس 1
أحد أشهر نظم الدفاع الجوي، قصير المدى، وهو عبارة عن منصة متحركة بها بطارية صواريخ ومدافع رشاشة، لضرب الطائرات المسيرة وصواريخ كروز والطائرات على ارتفاعات منخفضة.
يبلغ مدى صواريخه نحو 20 كيلومترا، ويتميز بقدرته على الحركة، والعمل في بيئات حرب إلكترونية كثيفة، ويعتبر من أكثر النظم انتشارا ميدانيا، خصوصا في إبان النظام السوري المخلوع وكذلك لدى قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا.
نظام تور أم 2
نظام دفاع جوي تكتيكي مخصص لحماية الوحدات البرية المتحركة، ويعمل على اعتراض الطائرات المسيرة والصواريخ الموجهة والقنابل الذكية على مدى يصل إلى 16 كيلومترا.
يمتاز النظام باستجابة سريعة، ويعمل بشكل مستقل بالكامل، وهو ذاتي الدفع وقادر على الحركة مع الوحدات البرية، ويعد أحد أعمدة الدفاع ضد المسيرات، وبرز خلال الحرب في أوكرانيا، لحماية قوات الدروع المتقدمة من الهجمات بالطائرات المسيرة.
الصين:
تمتلك الصين إحدى أكثر شبكات الدفاع الجوي تطورا في آسيا، وخلال السنوات الأخيرة طورت، أنظمة محلية عديدة، قادرة على ضرب الصواريخ بعيدة المدى، فضلا عن شبكات رادارات متطورة للأنذار المبكر، وباتت تنافس الدول الكبرى بقوة.
نظام أتش كيو 9
من أهم منظومات الدفاع الدولي الصينية بعيدة المدى ويقترب بقدراته من النظام الروسي أس 300.
يصل مدى المنظومة إلى نحو 200 كيلومترا، ويعتمد على صواريخ أرض جو موجهة بالرادار، كذلك لاعتراض الطائرات الحربية وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية ويمتلك شبكة رادارات قوية، لحماية قواعد الجيش الصيني والمرافق الحيوية في الصين.
نظام أتش كيو 22
نظام دفاع جوي متوسط إلى بعيد المدى، يعتبر نسخة مطورة وأكثر اقتصادية من أتش كيو 9، وصمم ليعتمد على رادارات شبه نشطة، بما يقلل من تكلفته التشغيلية.
يصل مداه إلى نحو 170 كيلومتر، ويمتاز بالقدرة على الاشتباك مع عدة أهداف، خاصة الطائرات وصواريخ كروز، وبيئات التشويش الإلكترونية العالية.
برامج الإنذار المبكر والتحكم الفضائي:
تعتمد الصين على شبكة من الأقمار الصناعية من نوع "ياو جان" التي تستخدم للرصد البصري والراداري، وهي جزء من منظومة التحذير المبكر من إطلاقات الصواريخ الباليستية.
أوروبا:
تمتلك أوروبا أنظمة دفاع جوي خاصة بها، طورتها عدة دول بشكل مشترك، لكنها لا تصل إلى حجم القدرات سابقة الذكر لأمريكا وروسيا والصين.
نظام سامب تي الأوروبي:
نظام دفاع جوي، متوسط إلى بعيد المدى، من تطوير فرنسا وإيطاليا، ضمن مشروع مامبا، لصد التهديدات الجوية المختلفة من صواريخ وطائرات.
يصل مدى النظام إلى 120 كيلومترا، وقادر على اعتراض صواريخ كروز والصواريخ الباليستية قصيرة المدى، عبر صاروخ أستر 30.
نظام آيريس تي الألماني:
نظام دفاع جوي حديث طورته ألمانيا، وبدأ استخدامه فعليا في السنوات الأخيرة، خاصة بعد تسليمه لأوكرانيا حيث أثبت كفاءة في إسقاط صواريخ روسية ومسيرات يبلغ مداه نحو 40 كيلومترا، ويعتمد على صواريخ موجهة بدقة عالية.
يمتاز النظام بسرعة رد فعل كبيرة وقدرته على اعتراض أهداف منخفضة الارتفاع مثل المسيرات وصواريخ كروز، وبات أحد أهم أنظمة ألمانيا في الدفاع الجوي، وقد يدخل ضمن منظومة درع السماء الأوروبية.
نظام سكاي سابري البريطاني:
نظام دفاع جوي بريطاني يعتمد على صواريخ من طراز "كامم" بمدى يصل إلى 25 كيلومترا، مع قدرات عالية على إصابة الأهداف الطائرة بدقة.
يمتلك النظام قدرات رد فعل فائقة السرعة، وإمكانية التتبع والاعتراض لعدة أهداف في آن واحد، وجرى نشره في جزر الفوكلاند وفي وحدات حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية، على خلفية الحرب في أوكرانيا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية القبة الذهبية الصواريخ الدفاع الجوي الطائرات المسيرة صواريخ دفاع جوي طائرات مسيرة القبة الذهبية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة والصواریخ البالیستیة الصواریخ البالیستیة الطائرات المسیرة الولایات المتحدة نظام دفاع جوی وصواریخ کروز الدفاع الجوی صواریخ کروز مدى یصل إلى على اعتراض دول العالم إلى نحو
إقرأ أيضاً:
القبة الذهبية برنامج صواريخ أميركي يذكر بحرب النجوم
القبة الذهبية، منظومة درع صاروخية أرضية وفضائية أميركية، أعلن عنها الرئيس دونالد ترامب، وُوصفت بأنها "نقلة نوعية" في مجال الدفاع الصاروخي، لمواجهة تهديدات الصواريخ المتطورة مثل الفرط صوتية، والصواريخ الروسية والصينية.
وتدمج القبة بين أنظمة متطورة أرضية وبحرية وفضائية، وتعتمد على أقمار صناعية مزودة بمستشعرات وتقنيات حديثة لاكتشاف التهديدات. وأثار البرنامج انتقادات دولية، خاصة من الصين وروسيا، بسبب تخوفهما من "عسكرة الفضاء وزعزعة الأمن العالمي".
ما القبة الذهبية؟القبة الذهبية هي برنامج درع دفاعية صاروخية أرضية وفضائية أعلن عنها ترامب رسميا يوم 20 مايو/أيار 2025، وهو نظام مشابه لمنظومة القبة الحديدية الإسرائيلية، أي أنها نظام دفاع جوي متحرك مصمم لصد الصواريخ قصيرة المدى، غير أنه أكثر تطورا.
وقال ترامب أثناء الإعلان في البيت الأبيض أنه وعد الشعب الأميركي أثناء حملته الانتخابية عام 2024 ببناء درع صاروخية متطورة، وأضاف "يسرني أن أعلن أننا اخترنا رسميا هيكلية هذه المنظومة المتطورة".
وتوقع أن تكون القبة جاهزة للعمل بالكامل قبل نهاية ولايته المقررة في 2029، مشيرا إلى أنه بمجرد اكتمال البناء ستكون القبة الذهبية قادرة على اعتراض الصواريخ "حتى لو أطلقت من الجانب الآخر من العالم أو من الفضاء".
وكان ترامب قد وقع في 27 يناير/كانون الثاني 2025 مرسوما ببناء "قبة حديدية أميركية" تكون درعا دفاعية متكاملة مضادة للصواريخ تهدف إلى حماية أراضي الولايات المتحدة، حسب ما أعلنه البيت الأبيض.
إعلانويهدف البرنامج إلى حماية الولايات المتحدة من مجموعة متطورة من التهديدات الجوية، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والفرط صوتية وصواريخ كروز.
وصرح وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أن التقدم التكنولوجي الحديث يجعل من الرؤية القديمة المتمثلة في الدفاع الصاروخي الشامل أمرا أكثر قابلية للتحقق.
وكلف الرئيس ترامب الجنرال مايكل غيتلاين، نائب رئيس العمليات في قوة الفضاء الأميركية، بقيادة المشروع، الذي أكد أن هذا النوع من النظام ضروري للتصدي للصواريخ المتقدمة التي تملكها الصين وروسيا، ولمواجهة الأقمار الصناعية التي يمكن أن تصطدم بأخرى أو تنفذ هجمات إلكترونية.
المواصفاتوفق تصريح غيتلاين، فإن القبة الذهبية تتطلب تعاونا غير مسبوق بين المؤسسات الأميركية، وستستلزم الجمع بين أنظمة دفاعية مثل صواريخ باتريوت الاعتراضية الأرضية، وصواريخ ستاندرد التي تُطلق من السفن، إضافة إلى كوكبة واسعة من الأقمار الصناعية المزودة بمستشعرات وأسلحة جديدة متمركزة في الفضاء.
وحسب بيان نشرته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، ستتضمن القبة الذهبية معترضات وأجهزة استشعار موضوعة في الفضاء، وستكون الأنظمة التقنية الأميركية مدمجة مع القبة، وستُنشر على مراحل، مع إعطاء الأولوية للدفاع عن المناطق الأكثر عرضة للتهديد.
وقال البنتاغون إن القبة الذهبية ستعتمد على تقنيات حديثة للتصدي لمشهد التهديدات الأمنية المتطور والمعقد، مضيفا أن المشروع يعزز قدرات ردع الهجمات النووية وغيرها على الولايات المتحدة.
وفي حديثه مع الصحفيين، وصف الرئيس ترامب المشروع بأنه "متطور للغاية"، وسيغطي أهدافا واسعة النطاق، معتبرا إياه قفزة تاريخية إلى الأمام في مجال الدفاع عن أميركا وشعبها.
وقدّر ترامب تكلفة البرنامج بنحو 175 مليار دولار أميركي، رغم أن مكتب الميزانية في الكونغرس أوضح أن التكلفة الفعلية تبلغ نحو 542 مليار دولار أميركي.
إعلانوأوضح ترامب أن القبة الذهبية ستحصل على 25 مليار دولار من التمويل عبر مشروع قانون السياسات الداخلية الذي وُضع على طاولة الكونغرس، مضيفا أن كندا أبدت اهتماما بالمشاركة في البرنامج، وقد تسهم في تغطية جزء من تكلفته.
وأثار برنامج القبة الذهبية موجة من الانتقادات الدولية، أشارت إلى أن المشروع يهدف إلى عسكرة الفضاء، وينتهك المعاهدات الدولية التي تدعو إلى الحفاظ على الفضاء لاستخدامات سلمية فقط.
وانتقدت روسيا والصين مقترح الرئيس ترامب بشأن تطوير نظام "القبة الذهبية"، ووصفتاه بأنه "مزعزع للاستقرار بشكل عميق"، محذرتين من أنه قد يحول الفضاء إلى "ساحة معركة".
وقال البلدان في بيان مشترك نُشر يوم 8 مايو/أيار 2025 إنهما سيبدآن مشاورات حول منع نشر الأسلحة في الفضاء، وتعهدا بمواجهة "السياسات والأنشطة الهادفة إلى تحقيق تفوق عسكري، واستخدام الفضاء ساحة للمعركة".
وذكر متحدث باسم الخارجية الصينية أن الولايات المتحدة، في سعيها لسياسة "أميركا أولا"، مهووسة بتحقيق أمن مطلق لنفسها، مشيرا إلى أن الصين تشعر بقلق بالغ إزاء هذا التوجه.
وأضاف أن "هذا النظام الهجومي بالغ الخطورة وينتهك مبدأ الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي"، وأنه "سيزيد من خطر تحويل الفضاء إلى ساحة معركة وبدء سباق تسلح، وسيقوض نظام الأمن الدولي ونظام الحد من التسلح".
وكانت موسكو قد أشارت إلى أن برنامج القبة الذهبية أشبه بمشروع "حرب النجوم"، المصطلح المستخدم للدلالة على مبادرة الدفاع الإستراتيجي الأميركي في عهد الرئيس رونالد ريغان إبان الحرب الباردة.