سودانايل:
2025-05-23@23:31:59 GMT

مستقبل الكتلة البشرية ما بعد الحرب

تاريخ النشر: 23rd, May 2025 GMT

mohamedyousif1@yahoo.com


بقلم محمد يوسف محمد


السودان بلد غني بالثروات من كل الأنواع لكن فشل أهله في الإستفادة من هذه النعم المتعددة، وأنا هنا بصدد الحديث عن الفشل في الإستفادة من الثروة البشرية فهذه الحرب كشفت عن وجود أعداد كبيرة من الإمكانيات البشرية المهدرة والغير مستفاد منها بشكل صحيح وهؤلاء المئات من الألوف الذين أتو من غرب السودان لغزو وسط البلاد ومارسوا التخريب والنهب والقتل كشفت التجربة عن إنتشار كبير للجهل وسطهم وبالرغم أن هؤلاء الغزاة هم في سن الشباب والمراهقة ولكن الغالبية لايحسن القراءة والكتابة وهذا مؤشر تقصير كبير في الدور الحكومي فهؤلاء الشباب لم ينالوا حظهم من التعليم والوعي الكافي الذي يؤهلهم ليكونوا مواطنين صالحين أما بسبب قلة فرص التعليم أو بسبب جهلهم بأهمية التعليم فلم يطلبوه!! وفي كلا الحالتين الملام هو السلطة الحاكمة فهذه القوة البشرية الكبيرة كان من الممكن أن تكون أيدى عاملة ماهرة في المصانع والمزارع وكل مرافق الدولة تنتج وتدعم الإقتصاد وتشارك في التنمية والبناء ولكن تم إهمال هذه الكتلة البشرية وتركت للتجهيل والشحن العنصري والعداء الجغرافي وإستغلها أصحاب الأغراض والأهواء لتنفيذ مشروعهم التخريبي للسودان فلم تجد هذه الكتلة البشرية يد ممدودة لها لتنتشلها من الجهل والعطالة ولم تجد غير وسيلة العنف والسلاح كوسيلة لتحقيق الذات وكسب لقمة العيش.


لو كان السودانيون محظوظون وتحقق حلمهم وإنتهت هذه الحرب فماهو البديل لهذه الكتل البشرية لكسب العيش الشريف بعد أن أمتهنت النهبة والسرقة والقتل لسنوات؟
قد يبادرك أحد ويجيبك أن الحل هو إستيعاب هذه القوة في القوات النظامية!!
أعتقد أن هذا حل مقبول من حيث الشكل لكن من حيث التطبيق فهل تحتاج الدولة كل هذه القوات العسكرية؟ خاصة وأن هناك إتفاق مسبق بإستيعاب ودمج الحركات المسلحة أيضاً في القوات النظامية.. فهل الدولة بحاجة لكل هذا العدد؟ ومن أين ستدفع مرتبات كل هذا العدد؟ لابد أن نسأل هذه الأسئلة خاصة في ظروف تطور الوسائل العسكرية الحديثة التي لا تحتاج لأعداد بشرية كبيرة وتحقق نجاحات كبيرة في كل المجالات سواء في الحروب أو القوات الشرطية؟
لهذا يكون الإستيعاب في الإنتاج الصناعي والزراعي يشكل حل أفضل فالفرد يصبح منتج يحقق دخل لنفسه ولأسرته وهناك جانب آخر يجب عدم اغفاله وهو أن من إعتاد على ممارسة النهب المسلح كوسيلة كسب سهلة هل سيتوقف عنها إذا ترك السلاح بيده؟
لابد من التفكير الجادي في إستهداف حواضن هذه الجماعات المحاربة بالتوعية والتدريب وتوفير وسائل كسب العيش حتى لا يتكرر نفس الجيل ونستمر في إهدار هذه الإمكانيات البشرية وتصبح نغمة علينا وليست نعمة.


Email: mohamedyousif1@yahoo.com

 

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

«العالمي للتسامح»: العيش بكرامة وسلام حق للشعوب

شارك أحمد بن محمد الجروان، رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، في مؤتمر «استراتيجية مكافحة التطرف في الشرق الأوسط وحول العالم من خلال التعليم من أجل التسامح وثقافة السلام»، الذي عقد داخل قاعات البرلمان الأوروبي، بحضور أعضاء البرلمان والتحالف البرلماني الدولي من أجل الأخلاق العالمية.
ولفت الجروان في كلمته، إلى الحراك الدولي المتزايد الذي يشهده العالم عبر الزيارات واللقاءات الرئاسية رفيعة المستوى، معتبراً أنه يعكس اهتماماً متنامياً بتفعيل قيم الأمن والسلام والتعايش السلمي.
كما أكد الحاجة الملحّة لتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بالأراضي الفلسطينية، وضمان حق الشعوب في العيش بكرامة وسلام، مشدداً على أن هذا الحق يمثل أولوية دائمة للمجلس العالمي للتسامح والسلام. وأضاف أن التطرف يمثل أحد أخطر التحديات التي تواجه المجتمعات حول العالم، مشيراً إلى أن النزاعات الدولية الأخيرة زادت من انتشار هذا التهديد، مما يستدعي تعزيز الجهود التعليمية والثقافية.
وأكد أن المجلس يرى في التعليم بمختلف مراحله حجر الأساس في مكافحة التطرف، مستعرضاً جهود المجلس في إطلاق برامج أكاديمية متخصصة، منها برنامج ماجستير في دراسات التسامح والسلام يُدرّس بعدد من الجامعات الأوروبية والعربية، ويهدف إلى إعداد جيل من الخبراء.

مقالات مشابهة

  • ندوة: الذكاء الاصطناعي يعيد تصوُّر مستقبل التعليم
  • الدفاع الروسية: خسائر أوكرانية كبيرة في مواجهات "دنيبر" خلال أسبوع
  • هل يقود تراجع قوات الدعم السريع عسكريا إلى تفككها؟
  • ترامب يُطلع قادة أوروبيين على موقف بوتين الحقيقي من الحرب في أوكرانيا
  • «العالمي للتسامح»: العيش بكرامة وسلام حق للشعوب
  • رئيس الوزراء: خصصنا 700 مليار جنيه لقطاعات التنمية البشرية وخاصة التعليم والصحة
  • سليمان: على الدولة محاسبة المحرضين ضد اليونيفيل في الجنوب
  • الإعدام شنقاً حتى الموت لمليشي سرق كميات كبيرة من الذهب بالخرطوم
  • موقع أمريكي: الحرب مع القوات المسلحة اليمنية تركت ثغرة في مخزون أسلحة البحرية الأمريكية