لن يكون هناك تهجير للشعب الفلسطيني من غزة
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
أكدت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف على عمق العلاقات البحرينية - الأمريكية والتي وصفتها بالعلاقات القوية والحيوية. وقالت ليف في مقابلة خصَّت بها «الأيام» على هامش مشاركتها في النسخة التاسعة عشرة من قمة «حوار المنامة 2023» إن الاتفاقية الشاملة للتكامل الأمني والازدهار، والتي وقعت في سبتمبر الماضي خلال زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، الى الولايات المتحدة تعكس قوة وحيوية هذه العلاقات.
] حديثني عن مشاركة الولايات المتحدة في النسخة التاسعة عشرة من قمة «حوار المنامة»؟ - إنها فرصة عظيمة بالنسبة لنا كل عام، حيث إننا نحضر دائمًا كوفدٍ كاملٍ ومشترك بين وكالات الخارجية الأمريكية، والبيت الأبيض، ووزارة الدفاع، وهذه القمة أفضل الأحداث للتحدث بصراحة عن جميع قضايا الأمن القومي الملحة، لذلك نحن هنا للتحدث والاستماع من أجل التواصل ايضًا مع زملائنا في جميع أنحاء المنطقة. ] كيف تنظرين إلى العلاقات البحرينية – الأمريكية لاسيما بعد توقيع الاتفاقية الشاملة للتكامل الأمني والازدهار في سبتمبر الماضي؟ - أجد هذه العلاقة قوية وحيوية، وانعكاس ذلك في واقع الأمر هو ما تتضمنه الاتفاقية، وهي التي تحدد ما هو موجود لتعزيز مستويات التعاون المستمر في كافة مجالات الدفاع والاقتصاد والتجارة والتكنولوجيا، وجمع هذه المجالات معًا بطريقة أكثر تنسيقًا. أعتقد أن المقياس الآخر لحيوية هذه العلاقة هو مدى تحرك كبار المسؤولين لدينا ذهابًا وإيابًا، حيث كان صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء في واشنطن في شهر سبتمبر الماضي، من أجل توقيع هذه الاتفاقية، كذلك وجد وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن من المهم جدًا زيارة المملكة خلال جولته الأخيرة في المنطقة. ] سأنتقل إلى جانب آخر، لطالما لعبت الولايات المتحدة الأمريكية دورًا محوريًا من أجل تحقيق السلام في الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، اليوم نحن نشهد حربًا رهيبة في قطاع غزة نتيجة لهذا الصراع، ولن أركز على تفاصيلها، لكن ما بعد الحرب، وهي ما تشكل تحديًا كبيرًا، ما هو الموقف الأمريكي اليوم حيال ما بعد الحرب؟ - أود أن أقول كلمة في هذه اللحظة من الزمن الذي نشهده فيه ايضًا الصراع، لأنه من المهم حقًا بالنسبة لي أن أنقل لك ولقرائك ما نفعله هنا والآن، ما نحاول التوصل اليه هو إيجاد السلام خلال هذا الصراع الرهيب. ونحاول أيضًا ضمان أن يتمكن الفلسطينيون الذين يتعرضون للأذى في غزة من الانتقال إلى أماكن أكثر أمانًا. لكننا نركز بلا هوادة على الجهود المبذولة لتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة، وكذلك المساعدة في تسهيل حركة المستشفيات الميدانية، وتسهيل المساعدة لحركة المساعدات الإنسانية من حكومات مثل حكومة مملكة البحرين، التي أرسلت بسخاء كبيرالمساعدات، كي نتمكن من نقلها الى غزة وإيصالها للناس هناك. بالطبع سؤالك مهم، ما الذي يحدث بعد ذلك؟ أعتقد أن الوزير بلينكن قد عبَّر عن هذا الأمر بوضوح شديد في العاصمة اليابانية طوكيو خلال الاجتماع الوزاري لمجموعة السبع الذي عقد مؤخرًا. فهناك أشياء نعمل ضدها، وهناك أشياء نعمل من أجلها. وما أود قوله هو إن المبادئ التي تشكل إطار دبلوماسيتنا الآن في هذه اللحظة الرهيبة، هي من تحدد إطار الجهود المبذولة للمضي قدمًا. بالطبع، لن يكون هناك تهجير لسكان غزة، ولن يكون هناك تهجير للشعب الفلسطيني من غزة، أو الاستيلاء على الأراضي، أو حصار غزة. لا للتحريض على الهجمات الإرهابية من غزة من فوق رؤوس أهل غزة. والآن، ما الذي نحاول التحرك نحوه في فترة ما بعد الصراع؟ وهل نريد أن نرى غزة والضفة الغربية، اللتين تنتميان إلى الشعب الفلسطيني، تعودان معًا وتخضعان لانتخابات الحكم التي تحكمها السلطة الفلسطينية لأننا نعتقد أن الأصوات والتطلعات الفلسطينية يجب أن تكون في قلب الحكم، والأهم من ذلك، التطلع إلى الأمام. والشيء الآخر الذي من الواضح أنه لم يتم حله هو الدولة الفلسطينية. وهذا أمر سنعمل عليه جاهدين من أجل تعزيز ظروف الطريق نحو ذلك من خلال حشد الجهود والطاقة والشراكة مع بلدان مثل البحرين في اتجاه تحقيق هذا هذا الجهود. ] سأبقى في سياق ما بعد الحرب، سمعنا خلال الأسابيع الماضية العديد من السيناريوهات التي تحدثت عن إرسال قوات دولية الى غزة للسيطرة على الأوضاع، بنفس الوقت ترفض إسرائيل عود السلطة الفلسطينية الى غزة... هل هناك دور أمريكي من أجل تعزيز دور السلطة الفلسطينية في قطاع غزة؟ - أعتقد من المهم للغاية التفكير في السلطة الفلسطينية، باعتبارها الشريك المنطقي الذي سيجلب الحكم والأمن إلى غزة في نهاية المطاف. ربما لن يكون هذا أمرًا سهلاً للغاية في أعقاب الحرب مباشرة. لكننا سنتحدث مع الفلسطينيين حول هذا. سنتحدث مع شركاء آخرين للحصول على أفكار. أعتقد أن هذه قضية معقدة للغاية وتؤدي إلى الصراع. إذ لا توجد قطعة أخرى من الأرض مثل غزة من حيث ما مرت به خلال السنوات الـ 16 الأخيرة الرهيبة من حكم حماس. لذا سوف نتشاور مع المسؤولين لنرى كيف يمكننا دعم قدرة السلطة الفلسطينية على الحكم في نهاية المطاف..
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا السلطة الفلسطینیة الولایات المتحدة قطاع غزة ما بعد من غزة من أجل غزة من
إقرأ أيضاً:
العداء السعوديّ المُستمرّ للشعب اليمني
منذ تأسيس السعوديّة، كان العداء تجاه اليمن جزءًا من سياسات المملكة الممنهجة والمُستمرّة عبر العقود.. فقد سعت الرياض منذ البداية إلى زعزعة الاستقرار اليمني والتحكم بمصيره السياسي والاقتصادي، مستغلةً نفوذها وثرواتها لدعم أدواتها وعملائها في الداخل اليمني لتحقيق مصالحها الخَاصَّة وأجندات القوى الغربية والإسرائيلية.
هذا العداء لم يكن وليد اللحظة، بل امتد منذ أَيَّـام الملك المؤسّس عبدالعزيز آل سعود، الذي وضع اللبنات الأولى للتدخل السعوديّ المباشر وغير المباشر في الشؤون اليمنية، من خلال دعم بعض المشايخ والوجهاء بالرواتب لضمان الولاء وتشجيع الانقسامات، ومنع أي تقدم تنموي حقيقي في اليمن، مثل مشاريع التنقيب عن النفط والغاز، والتي كان يمكن أن تمنح اليمن استقلالًا اقتصاديًّا وقدرة على التنمية، إلا أن الرياض عملت على عرقلة هذه المشاريع لضمان تبعية الاقتصاد اليمني لأجندتها الإقليمية ومصالحها الشخصية.
ساهم هذا العداء السعوديّ عبر أدواتها وعملائها بشكل مباشر أَو غير مباشر في اغتيال عدد من القادة اليمنيين الوطنيين، ومن أبرزهم الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي وأخيه، حَيثُ كان الهدف من وراء هذه الاغتيالات وقف أي مشروع نهضوي أَو وطني يمكن أن يعزز وحدة واستقلال اليمن، سواء قبل الثورة اليمنية أَو بعدها.
ولم تتوقف سياسات السعوديّة عند هذا الحد، بل شنت حربًا عدوانية متواصلة على الشعب اليمني لمدة تسع سنوات، بزعم الحفاظ على العروبة ومحاربة التمدد الفارسي، بينما في الواقع تراجعت المملكة عن أي موقف عربي حين شن الاحتلال الإسرائيلي حربه العدوانية على غزة ولبنان، لتظهر للعالم أن شعارات العروبة لم تكن إلا غطاءً لأجندتها الخَاصَّة، بينما هدفها الحقيقي كان تدمير البنية التحتية والاقتصاد الوطني اليمني، والسيطرة على مقدرات الدولة عبر أدواتها المحلية، بما في ذلك الدعم السياسي والعسكري لجماعات الانتقالي في حضرموت والمهرة والمناطق الجنوبية، تحت ذرائع حماية مصالح اليمن أَو محاربة الإرهاب، في حين أن كُـلّ تدخلاتها كانت خدمةً لمصالح الغرب والكيان الصهيوني والاحتلال الأمريكي.
خلال هذه السنوات، ارتكبت المملكة حروبًا دموية طالت المدنيين الأبرياء، فقد تم اغتيال الشهيد الرئيس صالح الصماد ورفاقه، وراح ضحيتها مئات الأطفال والنساء والشيوخ، كما قصفت المدارس والجامعات والمعاهد، وصالات الأعراس والمناسبات، وتضررت البنية التحتية بشكل واسع، من طرق وأسواق ومطارات، تاركةً آثارًا مدمّـرةً على المجتمع اليمني ومقدراته الاقتصادية والتعليمية والصحية.
ولم تتوقف السعوديّة عند هذا الحد، بل واصلت سياساتها العدائية لتمزيق النسيج اليمني، محاولةً تقسيم اليمن إلى شمال وجنوب، ودعم أدواتها من العملاء المحليين لتحقيق السيطرة على المحافظات، وهو ما يكشف بوضوح أن تدخلها لم يكن لمصلحة اليمن كما تزعم، بل لخدمة مصالحها الإقليمية وأجندات القوى الخارجية.
اليمنيون اليوم يعرفون حقيقة هذا العداء التاريخي، ويدركون أن ما قامت به السعوديّة عبر عملائها وأدواتها لم يكن إلا محاولةً لفرض الهيمنة والسيطرة، وإعاقة أي مشروع تنموي أَو سياسي مستقل، وأن كُـلّ روايات الدعم أَو الحماية كانت مُجَـرّد غطاءً لسياسات توسعية ونهب لمقدرات البلاد.
العداء السعوديّ المُستمرّ، منذ الملك المؤسّس وحتى اليوم، لم يكن ضد الحكومة اليمنية فحسب، بل ضد الشعب اليمني بأسره، مستهدفًا كُـلّ ما يشكل تهديدًا لمصالح الكيان الإسرائيلي والأمريكي المحتلّ وحلفائها في المنطقة، مع استمرار محاولاتها تقسيم اليمن وإضعاف قدراته الوطنية، لتبقى البلاد رهينةً للتدخلات الخارجية وخاضعةً لأجندات القوى الكبرى التي لا تهتم إلا بمصالح الاحتلال على حساب دماء وأرواح اليمنيين الأبرياء والأمة العربية.