كاتب إسرائيلي: لا حاجة للجنة تحقيق في أحداث 7 أكتوبر
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
رأى الكاتب والمحامي الإسرائيلي المعروف، أوريل لين، أنه ليست هناك حاجة لتشكيل لجنة تحقيق فيما يتعلق بأحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول)، عندما نفذت حركة "حماس" الفلسطينية هجوماً على غلاف غزة، مؤكداً أن المسؤول "واضح تماماً".
وأضاف الكاتب في مقال بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أنه في نهاية الحرب سيكون من الضروري تحمل المسؤولية عما حدث، سواء كان على المستوى العسكري أو السياسي، إلا أنه أوصى بعدم تشكيل لجنة تحقيق حكومية تتحول آلية متقنة تتلاعب بالسلطة والجمهور وتدافع عن المسؤولين عن الفشل.
وتابع: "إذا تم بالفعل إنشاء لجنة تحقيق حكومية، بموجب قرار حكومي يحدد إطار عملها وأهدافها، بصيغة أفترض أنها ستدرس بعناية من قبل أعضاء الحكومة ومستشاريها القانونيين، لفحص وتحديد من يتحمل مسؤولية الإغفال الفظيع والرهيب الذي حدث في 7 أكتوبر، سيكون هذا من الأخطاء الجسيمة التي سترتكب في إدارة شؤون الدولة، بعد الأخطاء التي ارتكبت بالفعل في إعداد الجيش من أجل حماية البلاد".
ما هي تداعيات اقتحام مجمع الشفاء في #غزة؟ https://t.co/bEGELrWnw8 pic.twitter.com/XIrDtxFy1W
— 24.ae (@20fourMedia) November 16, 2023
دروس مستفادة
وأشار المحامي الإسرائيلي إلى أن لجان التحقيق الحكومية في إسرائيل ولدت كنظام مواز للمحاكمة الجنائية انطلاقاً من الحاجة إلى تحديد المسؤول عن أضرار جسيمة بمصالح الدولة، وهناك بعض الدروس التي ينبغي استخلاصها من ذلك الأمر في المستقبل.
الأغراق في العمل البحثي
ويرى لين أنه في هذه الحالة، فإن الإجراءات الجنائية ليست مناسبة، ولذلك ظهرت لجان التحقيق على مر السنين كآلية رائعة تمنع فرض المسؤولية الشخصية، إلا أنه بتعيين لجان التحقيق "يتم إغراقنا في العمل البحثي"، وبذلك تحقق اللجان عكس أهدافها حتى في أخطر الكوارث الوطنية، مستطرداً: "عندما تقع أحداث خطيرة في إسرائيل لا داعي على الإطلاق للدخول في العمل البحثي الذي يميز طبيعة عمل لجان التحقيق، فالمسؤولية العامة بارزة وواضحة وهناك مبادئ أساسية للمسؤولية الشخصية".
بن شبات: تدمير مقرات #حماس لا تكفي.. وعلينا خطوات إضافية https://t.co/PlOxTpNbCC
— 24.ae (@20fourMedia) November 17, 2023
ليست هناك حاجة للجنة تحقيق
وفقاً للكاتب "من السهل الاستفادة من المسؤولية الشخصية التي يتحملها جميع المكلفين بحماية سكان قطاع غزة عن الهجوم الذي شنته حماس"، مؤكداً أنه في هذه الحالة من "الإغفال الفظيع"، ليست هناك حاجة لتشكيل لجنة تحقيق، وليست هناك حاجة لتأكيد المسؤولية الشخصية، وليست هناك حاجة لإشراك الجمهور في شبكة الحقائق التي على أساسها حدث هذا الإغفال، مستطرداً: "ومن الواضح تماما من المسؤول، وبعضهم يدير الحرب حالياً ويديرها بشكل جيد، سواء من منطلق الذنب أو التضحية الشخصية".
تحديد المسؤولية "سابق لأوانه"
وأكد على ضرورة التمييز بين مستوى القيادة العسكرية والمستوى السياسي، كما أن تحديد المسؤولية الشخصية اليوم أمر سابق لأوانه وسيضر بالقيادة العسكرية التي تقود الحرب في غزة، وإلى حد كبير أيضاً ببنية المستوى السياسي الذي يتحمل المسؤولية الوزارية.
وتابع: "لكن بعد أن نصل إلى التهدئة، سيكون من الضروري تحديد المسؤولية الشخصية سواء على مستوى القيادة العسكرية أو على المستوى السياسي، وعلينا ألا ننشئ لجنة تحقيق حكومية تكون بمثابة آلية معقدة من شأنها التلاعب بالجمهور والسياسة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة إسرائيل غزة وإسرائيل غزة حماس المسؤولیة الشخصیة لجان التحقیق لجنة تحقیق
إقرأ أيضاً:
كاتب بريطاني: الإدانة الأوروبية لإبادة غزة مسرحية متقنة تهدف لتمكين الاحتلال من استكمال مشروعه
يمانيون../
أكد الكاتب البريطاني المعروف جوناثان كوك، أن موجة الانتقادات الأوروبية الأخيرة تجاه جرائم كيان الاحتلال في غزة ليست إلا فصلاً جديداً من مسرحية مدروسة تهدف إلى منح “إسرائيل” مزيداً من الوقت لاستكمال مشروعها الإبادي ضد الشعب الفلسطيني.
وأوضح كوك، في مقال نشره بموقع “ميدل إيست آي”، أن النبرة الأوروبية المرتفعة التي ظهرت مؤخراً ليست صادقة أو ناتجة عن تحوّل إنساني، بل تمت بتنسيق محكم مع الاحتلال الصهيوني والإدارة الأمريكية. وأشار إلى أن تلك التصريحات جاءت بعد تنسيق مسبق بين العواصم الغربية وتل أبيب، قبيل اجتماع الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وذلك بهدف امتصاص الغضب الشعبي، مع الحفاظ على الدعم الكامل للمذبحة الجارية في غزة.
وأكد الكاتب أن المؤسسات السياسية والإعلامية الغربية لا تزال شريكاً أساسياً في الجريمة، بل تلعب دوراً محورياً في تلميع صورة الاحتلال وتسويق روايات كاذبة، في حين تواصل “إسرائيل” ارتكاب جرائمها من قتل وتجويع وتشريد بحق أكثر من مليوني إنسان في غزة.
وأشار كوك إلى أن التغيّر “المفاجئ” في لهجة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني ليس إلا واجهة إعلامية تخفي شراكة كاملة في المشروع الإبادي، موضحاً أن هذه الخطوات جاءت بعد أن تغير خطاب وسائل الإعلام الغربية تمهيداً لتحوّل الخطاب السياسي، في تناغم واضح ومقصود.
وأضاف أن عبارات مثل “غير متناسبة” و”لا تطاق”، التي استخدمها القادة الأوروبيون لوصف عدوان الاحتلال، ما هي إلا محاولات للتغطية على واقع الإبادة الجماعية التي تجري على مرأى العالم، دون اتخاذ أي خطوات عملية رادعة.
ولفت كوك إلى تصريحات مسؤول “إسرائيلي” لصحيفة “هآرتس”، كشف فيها عن وجود “كمين دبلوماسي” تم التحضير له مسبقاً بالتنسيق مع السفراء والوزراء الصهاينة، للتعامل مع الانتقادات الغربية وضمان عدم تحولها إلى ضغوط حقيقية.
وأشار الكاتب إلى أن الدول الغربية لا تزال تتبنى نقاشات زائفة، من قبيل “سرقة المساعدات من قبل حماس”، في محاولة لصرف الأنظار عن الجريمة الأصلية، وهي المجازر اليومية بحق الشعب الفلسطيني، والتي يشاهدها العالم منذ أكثر من 19 شهراً.
وسخر كوك من الخطوات “الرمزية” التي وعدت بها بعض الحكومات الغربية، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي وبريطانيا لم يتجاسرا حتى على حظر منتجات المستوطنات غير الشرعية، فضلاً عن فرض عقوبات حقيقية على الاحتلال. بل إن من يدعو لمقاطعة “إسرائيل” يُتهم في الغرب بمعاداة السامية، وتُشوّه سمعته في وسائل الإعلام.
وفي سياق متصل، قال كوك إن بريطانيا تجاوزت حدود التواطؤ، من خلال استخدامها لطائرات استطلاع عسكرية لجمع معلومات لصالح الاحتلال، وكأنها شريك مباشر في العدوان على غزة.
وهاجم كوك نفاق الحكومة البريطانية التي تواصل تصدير الأسلحة إلى الكيان الصهيوني، حيث أرسلت حكومة حزب العمال كميات من السلاح خلال ثلاثة أشهر فقط فاقت ما أرسله حزب المحافظين خلال ثلاث سنوات، متجاهلة وعوداً سابقة بتقليص صادرات السلاح.
واعتبر الكاتب أن ما كان يمكن أن تفعله بريطانيا كحد أدنى هو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وفرض عقوبات على قادة الاحتلال، بل وحتى إعلان استعدادها لاعتقال نتنياهو في حال دخوله أراضيها، استجابة لمذكرة المحكمة الجنائية الدولية، وهو ما لم يحدث.
وختم كوك مقاله بالقول إن ما يُمارس من شجب وتنديد ليس إلا محاولات لتجميل الوجه القبيح للغرب الذي تلطّخت يداه بدماء الفلسطينيين، مشدداً على أن التاريخ لن ينسى تواطؤ هذه الأنظمة مع المجازر، وأن الشعوب الحرة ستواصل فضح هذه المسرحية مهما استمرت.