جريدة الوطن:
2025-07-02@11:35:48 GMT

أصداف: «ضحايا» فـي الخفاء

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

أصداف: «ضحايا» فـي الخفاء

ليس هناك إحصاءات أو معلومات عن عدد ضحايا البرامج الأميركيَّة الخاصَّة بتشويه سمعة واختلاق الإشاعات ومحاصرة مَنْ ترى أجهزتها الأمنيَّة أنَّهم يقفون في خانة «الأعداء»، لكن ما هو مفروغ مِنْه أنَّ الأعداد كبيرة جدًّا، ويُمكِن القول إنَّ فيلم (seberg) من أهمِّ الوثائق الدامغة بهذا الخصوص.
يتناول الفيلم حياة الممثِّلة الفرنسيَّة ـ الأميركيَّة Jean Seberg وتَدُور الأحداث أواخر ستينيَّات القرن العشرين، يبدأ من باريس حيث التظاهرات والاحتجاجات الطلابيَّة الواسعة في شوارع المدينة في ذلك الوقت، وتغادر الممثِّلة الحسناء متَّجهة إلى الولايات المُتَّحدة، حيث ينشغل الشَّارع الأميركي في تلك الاثناء بقضيَّتين رئيستَيْنِ، هما مطالبة المواطنين السُّود بحقوقهم المَدنيَّة؛ بسبب التمييز العنصري الهائل في المُجتمع الأميركي وما نتج عَنْه من مطالب واسعة ومظاهرات ونشاطات كبيرة كان أحد أبرز قادتها مارتن لوثر كنج، كما برزت في تلك الفترة جماعة «الفهود السُّود» وأُمَّة الإسلام وأبرز قادتها مالكوم أكس، في الوقت نفسه كانت احتجاجات تجمع غالبيَّة الأميركيِّين ضدَّ الحرب الأميركيَّة في فيتنام وازدياد عدد القتلى، وارتفاع وتيرة الخسائر المادِّيَّة، حيث تتعرض قوَّاتهم هناك لهجمات شرسة من قِبل المقاومة الفيتناميَّة بقيادة هوشي مِنه، وما أن تصلَ الفنَّانة العالَميَّة حتَّى تقيمَ علاقات مع الزنوج المسلين وتبدأ حملة لدعمهم بالأموال أوَّلًا، ما يزعج الأمن الأميركي لِتبدأَ سلسلة من المراقبة المكثَّفة والشديدة، يتمُّ زرع الأجهزة اللاقطة وكاميرات التصوير في كُلِّ مكان، لِتشنَّ حرب شعواء ضدَّ الفنَّانة الَّتي توهَّمت أنَّها في بلد «ديمقراطي» وعبَّرت عن رغبتها بممارسة دَوْر إنساني يهدف لِنَيْل هؤلاء حقوقهم المَدنيَّة.


لكنَّ المباحث الفيدراليَّة الأميركيَّة ترمي بكُلِّ ثقلها وتنفِّذ أقسى خططها لتشويه سمعة هذه الفنَّانة النَّاشطة غير آبهة بحياتها وعائلتها، خصوصًا ابنتها وزوجها الَّذي انفصلت عَنْه، ويتمُّ توظيف وسائل إعلام أميركيَّة مشهورة ومؤثِّرة لإكمال الدَّوْر الَّذي انتهجته وكالة المباحث الفيدراليَّة، يتابعون خطواتها وتحرُّكاتها ويُحصون أنفاسها ويصوِّرون ويسجِّلون كُلَّ شاردة وواردة في حياتها اليوميَّة.
تفاصيل كثيرة يتضمنها الفيلم الَّذي ظهر بعد عدَّة عقود من وفاة الفنَّانة، الَّتي يعتقد الكثيرون أنَّ مطاردة المباحث الأميركيَّة وإغراق حياتها بالإشاعات والحديث في كُلِّ مكان عن فضائح وغير ذلك، قَدْ دفع بها للانتحار حيث وُجدت جثتها في العام 1979 وكانت في حينها في الأربعين من عمرها.
هذه قِصَّة ظهرت بعد عدَّة عقود، وتمَّ تجسيد بعض جوانبها في هذا الفيلم، لكنَّ السؤال الَّذي يطرح نفسه: كم أعداد الأشخاص الَّذين وضعتهم الأجهزة الأمنيَّة الأميركيَّة هدفًا لها داخل الولايات المُتَّحدة وخارجها؟ وطالما أنَّ السِّياسة الأميركيَّة مولعة بالغزو والاحتلال واستغلال ثروات الأُمم والشعوب، فإنَّها تخلق الكثير من العداوات. وبذلك، فإنَّ سياسة الأذى بكُلِّ أشكاله وأنواعه يوجد في الأقبية لِينالَ من الَّذين يطالبون بحقوق شعوبهم المشروعة.
وما أكثر الضحايا في بلداننا، القلَّة معروفون والكثير مِنْهم في الجانب الآخر.
وليد الزبيدي
كاتب عراقي
wzbidy@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: ة الأمیرکی

إقرأ أيضاً:

كلنا في القبور .. شمس البارودي ترد على منتقدي اعتزالها الفن

تصدرت الفنانة المعتزلة شمس الباردوي محركات البحث جوجل بعد أن تعرضت لهجوم لاذع من بعض المتابعين بسبب ارتداءها الحجاب واعتزالها الفن.

خرجت شمس البارودي عن صمتها وردت على الهجوم الموجه لها من خلال منشور على صفحتها الشخصية على الفيسبوك.

ونستعرض المزيد من خلال الفيديو التالي

https://youtube.com/shorts/G3akhjtIiUY

طباعة شارك شمس البارودي شمس البارودي

مقالات مشابهة

  • وزير الخزانة الأميركي: الاحتياطي يخفض الفائدة بحلول سبتمبر
  • الأمم المتحدة ترحب بالقرار الأميركي بشأن رفع العقوبات عن سوريا
  • مجلس الشيوخ الأميركي يقرّ مشروع قانون ترامب للموازنة
  • تحول في الرهان الأميركي في سوريا من قسد إلى دمشق
  • مجلس الشيوخ الأميركي يقر مشروع قانون ترامب للموازنة
  • «الشيوخ الأميركي» يقر مشروع قانون ترامب للموازنة
  • الشيوخ الأميركي يواصل مناقشة مشروع قانون ترامب للموازنة
  • أين أوروبا من نزاعات الشرق الأوسط في زمن القرار الأميركي؟
  • المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا يتحدث للجزيرة
  • كلنا في القبور .. شمس البارودي ترد على منتقدي اعتزالها الفن