فنانون ونقاد: أحد الحلول لطرح المعاناة  فنيا والتوعية بها عالميا 

الفن المصري أنصف القضية الفلسطينية ونحتاج لتضافر الجهود العربية

ما زالت المجازر الإنسانية التى يمر بها الشعب الفلسطينى، على يد العدو الإسرائيلى المجرم، تلقى بظلالها على كل المحاور المجتمعية لدى الشعوب العربية، ومن ضمن تلك المحاور وأهمها المحور الفنى، وماله من أكثر من دلالة هامة، مابين الرسائل التى يقوم بها الفن، إلى جانب الجزء التوثيقى وهو ركن هام من تاريخ وثقافة ووعى الشعوب، فتأثير مشهد فنى أكبر بأضعاف من خطب الساسة واجتماعات الدبلوماسيين، لذلك بعد الطرح الفنى للقضية الفلسطينية خلال السنوات الماضية، وعلى مدار التاريخ الفنى لكل الدول العربية، فهل حان الوقت لتضافر الجهود، وتشابك أيادى صناع الفن بين البلاد العربية، وتقديم القضية الفلسطينية بشكل إنتاج عربى مشترك وضخم يليق بحجم ما مرت به من أحداث، وفى التحقيق التالى نرصد  آراء النقاد والكتاب والفنانين والمخرجين حول الطرح الفنى للقضية الفلسطينية بإنتاج عربى مشترك.

جمع الصف 

أكدت الفنانة القديرة سميحة أيوب أن الإنتاج العربى المشترك، حلم كل مواطن عربى، وداخل قلوبنا جميعًا، ولكن لابد أولا أن يكون هناك نية حقيقية للتوحد وجمع الصف أولا، بعيدًا عن التصريحات اللامعة، وتبنى للقضية بشكل حقيقى والإيمان بها وبكل ما تمر به وتحتاجه.

وتابعت فى تصريحات خاصة لـ"البوابة" الفن المصرى تحديداً أنصف القضية الفلسطينية وقدم العديد من الأعمال الفنية عنها، سواء بشكل مباشر، أو بمشاهد برسائل مباشرة عنها فى بعض الأعمال، ولكن لاشك أن الإنتاج العربى المشترك سيضيف الكثير للعمل الفنى.

واختتمت "الشعب الفلسطينى لا يحتاج شعارات ودعم بالكلمة، فهو يقدم كل البطولات والتضحيات التى أجخلت كلماتنا، لذلك الدور الحقيقى للفن هو أكبر داعم وموثق للأحداث لخدمة القضية".

ومن جانبه أكد المخرج على بدرخان أن الموضوع أكبر من إمكانيات فردية، الأمر يتعلق بتدخل دول بشكل كامل، لخروج عمل حقيقى يمثل القضية على مدار تاريخها، لأن الفن ليس مجرد قضية وسرد، ولكن هو صناعة حقيقية وتكاليف جبارة لتلك النوعية من الأعمال الفنية بالتحديد، وهذا لا يمنع أن هناك بعض الأعمال الفردية، والمحاولات التى تمت على مدار التاريخ الفنى ولها تقدير واحترام فى حدود المتاح من قدرات فى ذلك الوقت.

وتابع فى تصريحات خاصة لـ"البوابة " بالتأكيد فكرة الإنتاج العربى المشترك فكرة رائعة، ولكن لا يتطلب التكاتف الفنى فقط، علينا أولا أن نوحد الصف العربى بين الدول، نحن العرب نتحدث نفس اللغة وتربطنا الديانة المسيحية والإسلامية على الأغلب، ورغم ذلك لم نتوحد مثل الغرب الذى يمثل أكثر من دين ولغة وعرق، هم يدركون أهمية أن الاتحاد قوة.

وفى نفس السياق علق الناقد الفنى طارق الشناوى أن الفن المصرى قدم أعمالاً عن القضية وتضامن معها كثيراً، والطرح الفنى المصرى عن القضية الفلسطينية كان طوال الوقت، لدرجة أن معظم الأعمال الفنية التى تحدثت عن ٥٢ تجد الحديث عن ٤٨ وفلسطين متواجد، ودائماً تجد مشاهد للقضية الفلسطينية تنير الكثير من الأعمال الفنية المصرية، ولن نحتاج المزيد بالطبع لأن القضية تستحق إنتاج مختلف وبشكل تاريخى وسرد يوثق ويليق بكل ما مرت به.

وتابع الشناوى فى تصريحات خاصة لـ"البوابة" أن الإنتاج العربى المشترك فنياً بالطبع أمر رائع وجيد ويخدم العمل حال تقديمه، ولكن أيضاً يحتاج إلى عودة العرب مره أخرى يد واحده، وأن الفرقة العربية حالياً لا تخدم القضية بأى شكل من أشكال الدعم.

وأكمل "فى حرب أكتوبر عندما تكاتف العرب، تحقق النصر وكانت الوحدة العربية أحد أهم الأسلحة التى قادت للنصر، وأن الوحده العربية كلمة سر للنجاح، والتاريخ علمنا ذلك ومن أرض الواقع، لذلك الاتحاد بين العرب فنياً يمثل إضافة بالتأكيد.

ومن جانبه أكدت الناقدة الفنية ماجدة خيرالله أن القضية الفلسطينية تم طرحها فى أعمال فنية مصرية وعربية، ولكن نحن نخاطب بها أنفسنا فقط، أو مجرد نخاطب بعضنا البعض كعرب.

وتابعت فى تصريحات خاصة لـ"البوابة " فى الغرب مازالوا يقدمون أعمالاً فنية عن الحرب العالمية، وعن الهولوكوست، وبإنتاج ضخم لأن الفن يصل الرسائل أقوى من أى مصدر آخر، وتلتف حوله الشعوب.

واختتمت خيرالله "لابد من التركيز على تقديم القضية بشكل كبير وضخم، يسمح بتوثيق القضية بشكل حقيقى، القضية ليست أمس أو اليوم أو الأيام القادمة، ولن تنتهى فجأة أو فى القريب العاجل، القضية مستمرة لأنها قضية صراع، والفن له دور كبير فيها، والفكرة ليست مجرد عمل فنى وننتهى من مشاهدته ونعود إلى المنزل، الفن أقوى وسيلة لإيصال الرسائل".

وعلى صعيد آخر أكدت الناقدة الفنية حنان شومان أن هناك أزمة كبيرة فى الكتابة بشكل عام، وفقر كبير فى السرد والطرح داخل الأعمال الفنية وبما أن هذا الملف والحديث عن القضية الفلسطينية، وتقديمه كنوع من أنواع الكتابة التوثيقية يحتاج إلى تحضيرات ومراجعات بشكل كبير، وهو أمر ليس بالسهل، ولكن فى نفس الوقت يستحق.

وأضافت فى تصريحات خاصة لـ"البوابة" أن العرب فى حاجة ملحة للاتحاد، وربما الفن ينجح فيما فشلت فيه السياسة، والعمل الفنى أقوى تأثيراً من البينات السياسية، وعلينا أن ندرك قيمة الوحدة العربية ومدى قوتها وتأثيرها فى كل الملفات المشتركة.

وتابعت شومان "أخطر ما تمر به القضية الفلسطينية أن هناك أجيالا حديثة لم تدرك ما معنى القضية، ومن يبلغ من العمر ١٥ عاما لم ينشأ ثقافياً وفنياً على القضية الفلسطينية، وربما المجازر الأخيرة التى تحدث حالياً، أعادت إنتاج القضية مره أخرى، وعلى الفن أن يقوم بدوره التنويرى والتوثيقى ويكمل المشهد بطرح فنى يليق بالقضية الفلسطينية التى تعتبر قضية العرب جميعاً".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الفن المصري الشعب الفلسطيني سميحة ايوب القضیة الفلسطینیة الأعمال الفنیة

إقرأ أيضاً:

تكريم محمد صبحي عن مجمل أعماله في حفل توزيع جوائز الإنتاج الدرامي لحقوق الإنسان

رصدت عدسة صدي البلد صور و فيديوهات للفنان محمد صبحي أثناء تكريمة حفل توزيع جوائز الإنتاج الدرامى المتميز المعني بالاعلاء من قيم ومباديء حقوق الإنسان عن موسم رمضان 2025 الذي يقيم الآن في أحد فنادق القاهرة.


وينظم المجلس القومى لحقوق الإنسان (لجنة الحقوق الثقافية) حفل توزيع جوائز الإنتاج الدرامى المتميز المعني بالاعلاء من قيم ومباديء حقوق الإنسان عن موسم رمضان 2025 اليوم السبت  إنطلاقا من دور المجلس فى نشر ثقافة حقوق الإنسان، ولما تتمتع به الدراما التليفزيونية من تأثير ودور هام فى تشكيل الوعى بما يؤثر على هذه الثقافة سلباً أو إيجاباً.

وتقوم قيادات المجلس القومي لحقوق الإنسان وأعضاء اللجنة الثقافية بتكريم الأعمال الفائزة في حضور نخبة من الفنانين، والشخصيات العامة، وكبار الصحفيين والكتاب، وممثلي المجتمع الحقوقي والمدني.

وقد خضعت الأعمال الدرامية التي عرضت خلال شهر رمضان الكريم للتقييم من جانب لجنة ضمت عددا من كبار النقاد تحت إشراف لجنة الحقوق الثقافية، ووقع الاختيار  علي 5 أعمال لتكريمها في هذه الاحتفالية التي انطلقت في تقليد سنوي قبل 14عاما. وقد ضمت اللجنة هذا العام الناقد الفنى الكبير طارق الشناوى (رئيس اللجنة) وعضوية ك من الأب بطرس دانيال والأساتذة النقاد سيد محمود، ومحمود عبدالشكور وهالة البدري.

وقد تابعت اللجنة أربعين عملًا دراميًا عُرضت خلال شهر رمضان، حيث تم تصنيفها وفق معايير تدريجية دقيقة وصولًا إلى الإعلان عن أفضل الأعمال التي تميزت بتناول قضايا إنسانية واجتماعية بعمق ووعي ومسؤولية.

وصرح عزت إبراهيم أمين اللجنة الثقافية أن هذا الحدث يأتي في إطار جهود المجلس لتعزيز دور الفنون، وخاصة الدراما، في نشر ثقافة حقوق الإنسان وترسيخ قيمها في المجتمع المصري، وإظهار دعم أكبر للأعمال التي تدعم نشر هذه الثقافة، خاصة الدراما التلڤزيونية التي تحظي بمشاهدات عالية لعقود طويلة في مصر.

كما يشهد الحفل تكريم اسم الفنان الراحل فؤاد المهندس، أحد رموز الفن المصري، تقديراً لإسهاماته الفنية المتميزة. كما سيتم تكريم الفنان القدير محمد صبحي، الذي أثرى الساحة الفنية بأعماله الهادفة التي تناولت قضايا اجتماعية وإنسانية مهمة.

يُذكر أن المجلس القومي لحقوق الإنسان هو مؤسسة وطنية مستقلة تأسست عام 2003، تهدف إلى تعزيز وتنمية وحماية حقوق الإنسان والحريات العامة، وترسيخ قيمها ونشر الوعي بها، والإسهام في ضمان ممارستها. يقوم المجلس بإصدار تقارير سنوية عن أوضاع حقوق الإنسان في مصر، ويعمل على تقديم المقترحات والتوصيات للجهات المختصة في كل ما من شأنه حماية حقوق الإنسان ودعمها وتطويرها.

.

طباعة شارك اخبار الفن نجوم الفن محمد صبحي

مقالات مشابهة

  • تكريم محمد صبحي عن مجمل أعماله في حفل توزيع جوائز الإنتاج الدرامي لحقوق الإنسان
  • حزب الوعي: التاريخ لن ينسى دور الرئيس السيسي في دعم القضية الفلسطينية
  • انتظام امتحانات شهاده الدبلوم الفنى الصناعى بمدرسه صلاح سالم بسوهاج
  • القبيلة اليمنية في خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي: حضورٌ راسخٌ ودورٌ مساند لقضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية
  • بنعبد الله يحضى باستقبال حار في كوبا ويناقش تطورات القضية الفلسطينية والحصار الأمريكي على هافانا
  • الاتحاد العربي للسياحة: مصر تؤكد دومًا أنها الحاضنة للعمل العربي المشترك
  • محافظ المنيا: نولي اهتماما بالغا برفع الوعي المجتمعي بالقضية السكانية
  • عميد كلية الذكاء الاصطناعي: لدينا وفرة في الدارسين وحان وقت تحويلها لصناعة حقيقية
  • برلماني: مصر نجحت فى انتزاع دعم أوروبا لرؤيتها بشأن القضية الفلسطينية
  • فلسطين في ثلاثة كتب باللغة البرتغالية.. نافذة للقارئ البرازيلي على القضية الفلسطينية