العمل المناخي يعد هدفاً من أهداف التنمية المستدامة، وبالتالي فإن تنفيذه يساعد بشكل مباشر في تحقيق التنمية المستدامة، ولكن مواجهة آثار التغيرات المناخية تتجاوز قدرات الدول النامية.

وتولي مصر اهتماما كبيرا بقضية التغيرات المناخية، وتدرس تطوراتها وتأثيراتها على مصر والمنطقة كافة وعلى مختلف دول العالم، حيث إن مصر من الدول النامية المتأثرة بظاهرة التغيرات المناخية، لذلك تتجه سياستها فى هذا الملف لرفض أى التزامات إجبارية على الدول النامية لمواجهة آثار هذه الظاهرة.

آثار التغيرات المناخية 

وقال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إنّ تكاليف مواجهة آثار التغيرات المناخية تتجاوز قدرات الدول النامية.

جاء ذلك خلال فعاليات إطلاق تقرير المتابعة الأول للمنصة الوطنية للمشروعات الخضراء "برنامج نُوَفِّي"، الأحد.

وأضاف أن البصمة البيئية تمثل عنصرا مهما في المشروعات والأنشطة الإنمائية بدءا من التصميم حتى التنفيذ والوصول إلى مسارات الاستدامة.

وأشار إلى أنّ هذه المسارات تعزز من قدرات المجتمعات؛ لتنعم الأجيال الجديدة بصحة جيدة ومستقبل أفضل، وأنّ التغيرات المناخية تسببت في أضرار كارثية للمجتمعات الأكثر احتياجا وتحديدا النساء والأطفال.

ويتضمن تقرير المتابعة الأول للمنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج «نُوَفِّي» تفاصيل تطور جهود العمل المشترك والتنسيق بين شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، والتحالفات الدولية في مجال العمل المناخي، والجهات الوطنية، لتنفيذ تعهدات البرنامج، فضلًا عن استعراض تطور الشراكة في ضوء برنامج "نُوَفِّي بلس" الذي يتضمن مشروعات النقل المستدام.

ويستهدف برنامج نوفي، حشد استثمارات بقيمة 14.7 مليار دولار لتنفيذ 9 مشروعات في مجالي التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية بقطاعات المياه والغذاء والطاقة.

ودشن البنك الأوروبي للاستثمار ووزارة التعاون الدولي، المركز الإقليمي لشمال أفريقيا والشرق الأدنى التابع للبنك الأوروبي.

التغيرات المناخية أخطر تهديد.. وكيل الأزهر: الإسلام اعتنى بالبيئة وحذر من تلويثها مستثمر أفريقي: توقيع اتفاقيات التحول الأخضر مهم للتنمية بالقارة السمراء

وقالت ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، إن الأمر الجيد من تعاون الدولة المصرية مع البنك الأوروبي للاستثمار، ليس فقط لجمع الموارد لعمل الاستثمارات، ولكن أيضا طريقة تصميم البرنامج، خاصة فيما يتعلق بمجالات الطاقة، والمياه.

وأضافت "فؤاد"، في جلسة نقاشية خلال فعاليات تدشين المركز الإقليمي لشمال أفريقيا والشرق الأدنى، أن مواطني الدول النامية واقعون بين مكافحة المناخ والفقر، مشيرة إلى أهمية إعطاء الفرصة للتحول الأخضر العادل، وهو ما تقوم به حاليا منصة "نوفي" برعاية وزارة التعاون الدولي.

جدير بالذكر أن وزارة التعاون الدولي، أطلقت في يوليو 2022، برنامج "نُوَفِّي" بالتعاون مع الجهات الوطنية المعنية في ضوء الجهود الوطنية لتحفيز العمل المناخي وتحت مظلة الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، وتنفيذًا لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء، بإعداد والترويج لقائمة المشروعات الخضراء، بهدف حشد التمويلات التنموية الميسرة ومنح الدعم الفني لتنفيذ المشروعات الخضراء، وأيضًا التمويلات المختلطة التي تحفز مشاركة القطاع الخاص، انطلاقًا من توجه الدولة نحو توسيع قاعدة دور القطاع الخاص في جهود التنمية.

التحول الأخضر بمصر

وتعد المنصة جزءًا لا يتجزأ من الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية، وتعمل على تحقيق أهداف رئيسية هي (1) تحقيق نمو اقتصادي مستدام وتنمية منخفضة الانبعاثات في مختلف القطاعات، و(2) بناء المرونة والقدرة على التكيف مع تغير المناخ وتخفيف الآثار السلبية المرتبطة به، و(3) تحسين حوكمة وإدارة العمل في مجال تغير المناخ، و(4) تحسين البنية التحتية لتمويل الأنشطة المناخية، و(5) تعزيز البحث العلمي ونقل التكنولوجيا وتبادل المعرفة.

ونفذت وزارة التعاون الدولي، في ضوء الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، مشروعات محددة في مجالي التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية من خلال حشد أدوات التمويل المبتكر والمختلط، ومبادلة الديون، واستثمارات القطاع الخاص، والمنح التنموية، والدعم الفني بما يدفع جهود التحول الأخضر في مصر.

كما مضت الوزارة قدمًا في إجراءات تأهيل وحشد التمويلات للمشروعات ضمن البرنامج، والتي يصل عددها إلى 9 في مجالي التخفيف والتكيف، بالتنسيق والتعاون مع شركاء التنمية الرئيسيين لكل محور، وهم البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية شريك التنمية الرئيسي لمحور الطاقة، والبنك الأفريقي للتنمية شريك التنمية الرئيسي لمحور المياه، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية "إيفاد" شريك التنمية الرئيسي بمحور الغذاء، و ذلك بحسب تصريحات الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، خلال مشاركتها في المنتدى الإقليمي العربي الثاني لتمويل المناخي الذي عقد استعدادًا لمؤتمر المناخ COP28، بالإمارات العربية المتحدة.

وقال المهندس هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، إن قطاع موارد الري يواجه عدد من التحديات، مثل الزيادة السكانية، وندرة المياه، والتغيرات المناخية.

وأضاف سويلم، أن 98% من المياه في مصر تأتي من 10 دول خارج الحدود، ما يجعل هذا التحدي الأكبر، إضافة إلى تحديات ارتفاع مستوى سطح البحر، وارتفاع درجات الحرارة المؤثرة على الزراعة.

وأشاد سويلم ببرنامج "نوفي" الذي يقدم الدعم الفني والمادي لتخطي كل هذه التحديات، حيث قام البرنامج بعمل مشروع لتحسين القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية، وعدد من المشروعات الأخرى من التوسع في مشروعات الري بالطاقة الشمسية، وغيرها.

وأكد وزير الموارد المائية والري، أن برنامج "نوفي" استطاع أن يشرك القطاع الخاص في استثمارات قطاع المياه التي كانت غير جاذبة له من قبل، وأن يشارك في توطين الصناعة والخلايا الضوئية، ونشر فكر الري الحديث.

وأكد علي قطب، أستاذ المناخ، أن مصر لديها استراتيجية واضحة للتحول نحو المناخ الأخضر بشكل تدريجي والتنمية المستدامة، متابعا: "يتم الاعتماد على الطاقة الشمسية وتخفيض الانبعاثات الكربونية تدريجيا وزيادة استخدامات الهيدروجين الأخضر ".

وأضاف: "مصر تتوسع في إنتاج الهيدروجين الأخضر الصديق للبيئة، وهناك تحول نحو استخدامات الطاقة المتجددة من أجل التكيف مع التغيرات المناخية".

وتابع: "مصر تتجه نحو إنتاج الأتوبيسات المستخدمة للكهرباء بدلا من الوقود الأحفوري".

وأكمل علي قطب: "مصر تسعى إلى تخفيض الانبعاثات الكربونية للحد من التغيرات المناخية "، واستطرد: "على دول أوروبا المشاركة في تمويل مشروعات التحول الأخضر".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التغيرات المناخية آثار التغيرات المناخية الدول النامية وزارة التعاون الدولي العمل المناخي التحول الاخضر مع التغیرات المناخیة التعاون الدولی الدول النامیة التحول الأخضر القطاع الخاص

إقرأ أيضاً:

فيديو-انفجار غاز عنيف يهز حيّا سكنيا في ولاية كاليفورنيا ويتسبب بدمار واسع وإصابات

هزّ انفجار غاز حيّا سكنيا في منطقة خليج سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، مما أدى إلى تدمير منزل وإصابة ستة أشخاص، فيما باشرت السلطات تحقيقا في الحادث.

أدى انفجار غاز إلى اندلاع حريق كبير في أحد الأحياء السكنية بمنطقة خليج سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا، يوم الخميس 11 كانون الأول/ديسمبر، بعدما دمّر منزلا واحدا على الأقل بالكامل، وتسبب بتحطم نوافذ واهتزاز منازل مجاورة، بحسب ما أفاد مسؤولون في الإطفاء. ونُقل ستة أشخاص إلى المستشفيات لتلقي العلاج من إصابات متفاوتة.

مشاهد جوية توثق حجم الأضرار

وأظهرت لقطات جوية حجم الدمار في الحي، حيث سُوّي أحد المنازل بالأرض، فيما تضررت عدة منازل مجاورة، وتناثرت الأنقاض في أرجاء المنطقة.

وقال نائب رئيس الإطفاء في مقاطعة ألاميدا، رايان نيشي موتو، إن ثلاثة مبانٍ تقع على قطعتين منفصلتين من الأراضي تعرضت لأضرار جسيمة. وأضاف أن بعض عناصر الإطفاء الـ75 الذين استجابوا للحادث اضطروا إلى التراجع مؤقتا بعدما شعروا بصدمات كهربائية ناجمة عن أسلاك كهرباء سقطت في موقع الانفجار.

رجل إطفاء يسير بالقرب من موقع انفجار غاز يوم الخميس 11 ديسمبر 2025 في هايوارد، كاليفورنيا. Godofredo A. Vasquez/Copyright 2025 The AP. All rights reserved Related مقتل 3 أشخاص إثر حادث انفجار غاز في العاصمة نيروبي شاهد: 4 قتلى و5 جرحى في انفجار غاز في رومانياثلاثة قتلى وخمسة جرحى في انفجار غاز بمبنى سكني في كييف موقع الانفجار

ويقع الحي المتضرر في منطقة تضم منازل من طابق واحد وحدائق صغيرة، إضافة إلى بعض المتاجر القريبة من طريقين سريعين. وكانت المنطقة تشهد أعمال إنشاء لتوسعة الأرصفة ومسارات الدراجات الهوائية.

ووقع الانفجار في منطقة آشلانْد غير المدمجة إداريا، قرب مدينة هايوارد، التي يبلغ عدد سكانها نحو 160 ألف نسمة في منطقة إيست باي، على بعد نحو 15 ميلا (24 كيلومترا) جنوب أوكلاند.

تحقيق في الأسباب

وأعلن المجلس الوطني الأميركي لسلامة النقل، يوم الخميس، أنه سيرسل فريقا للتحقيق في أسباب الانفجار.

وأفادت شركة "باسيفيك غاز آند إلكتريك" بأنها تلقت بلاغا قرابة الساعة 7:35 صباحا يفيد بأن طاقما للإنشاءات، لا يتبع للشركة، ألحق أضرارا بخط غاز تحت الأرض. ووصل عمال الشركة إلى الموقع لعزل الخط المتضرر، إلا أن الغاز كان يتسرب من عدة مواقع.

وأضافت الشركة أن تدفق الغاز أُوقف عند الساعة 9:25 صباحا، فيما وقع الانفجار بعد ذلك بوقت قصير.

وأكدت المتحدثة باسم الشركة، تامار ساركيسيان، أن الغاز كان يتدفق لمدة ساعتين، إلا أن الانفجار وقع بعد نحو عشر دقائق من إيقاف الخط. وأوضحت أن عزل الخط المتضرر ووقف تدفق الغاز استغرقا وقتا.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • لجنة دولة التلاوة للمتسابق محمد أحمد حسن: يستمعون إليك في مشارق الأرض ومغاربها
  • فيديو-انفجار غاز عنيف يهز حيّا سكنيا في ولاية كاليفورنيا ويتسبب بدمار واسع وإصابات
  • مصر تعزز التحول الأخضر بإطلاق الاستراتيجية الوطنية للعمران والبناء المستدام
  • أكثر من 12 مليون شخص في ميانمار يواجهون الجوع الحاد العام المقبل
  • «الهجرة الدولية» تنظّم جلسات تدريبية تنشيطية لشركاء برنامج التنمية والحماية الإقليمي
  • شتاء غزة لم يعد كما كان.. كيف تركت الحروب المتتالية بصمتها على المناخ؟
  • الوطنية للانتخابات تتعامل مع تأخر 6 لجان بسبب الشبورة.. وتدعو الناخبين للمشاركة
  • تواصل فعاليات الحملة الوطنية للتوعية من مخاطر الأنواء المناخية وأمواج تسونامي
  • نبدو مثيرين للسخرية: موقع حكومي أمريكي يزيل الوقود الأحفوري كسبب للاحترار العالمي
  • حرارة الأرض تبلغ مستويات غير مسبوقة: العالم يقترب من تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية لأول مرة