القوات المسلحة تنفذ مشروع إطلاق المياه بالترعة المغذية لمشروع زراعي عملاق بتوشكى
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
شهد الفريق أسامة عسكر رئيس أركان حرب القوات المسلحة، يرافقه السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، واللواء أشرف عطية محافظ أسوان، وعدد من قادة القوات المسلحة والإعلاميين وممثلو وزارة الموارد المائية والري، مشروع إطلاق المياه بالترعة المغذية لمشروع شرق الريف المصري بمنطقة توشكى، الذي يأتي ضمن عدد من المشروعات التي تهدف إلى زيادة الرقعة الزراعية وتشرف على تنفيذها القوات المسلحة، وذلك استمرارا لجهود الدولة المصرية في تنفيذ المشروعات التنموية العملاقة بالمجالات كافة لتوفير الحياة الكريمة للمواطنين.
بدأت المراسم بعرض الموقف التنفيذي للمشروع والذي نفذته القوات المسلحة بالتعاون مع ووزارتي الزراعة واستصلاح الأراضي والموارد المائية والري، بمشاركة نحو 35 ألف عامل من العمالة المباشرة وكذا مشاركة نحو 15 ألفا من العمالة غير المباشرة، وبلغت مساحة المشروع الإجمالية 140 ألف فدان، حيث انتهت المرحلة الأولى من زراعة 40 ألف فدان تم زراعتها في الموسم الماضي، وجار زراعة 100 ألف فدان بالاعتماد على محطتي ري رئيسيتين لتغذية المشروع بتوشكى، كما جرى استعراض أهمية المشروع وما يوفره من حجم مياه لإنشاء مجتمعات زراعية متكاملة بوسائل الري المتطورة لها، بما يحقق مردود وعوائد اقتصادية كبيرة لدعم جهود الدولة في تحقيق طفرة زراعية وفق رؤية متكاملة الأركان في مجال الأمن الغذائي.
كما شهد رئيس أركان حرب القوات المسلحة والمرافقين، إجراءات فتح المياه بعدد من المحطات الرئيسية التي تهدف لتعظيم الاستفادة من حجم المياه لري أراضي المشروع المستهدف زراعتها، إضافة إلى الاستماع إلى شرح مفصل عن أجهزة الري المحوري الجديدة التي صنعت بأيادٍ مصرية بهدف تعظيم الإنتاج المحلي، وكذا السحارة الخاصة بالمشروع والأعمال المنفذة بها، أعقبها جولة تفقدية لمشاهدة مراسم بدء موسم زراعة القمح.
يذكر أنّ الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة أصدر توجيهاته بضرورة التوجه إلى توشكى وتقييم الوضع ومعرفة أسباب تعثر المشروع والذي انطلق عام 1997 بغرض العمل على حل المشاكل والاستفادة من المشروع الوطني العملاق، وتمثلت في وجود كثبان رملية وأرض صخرية وعدم توفر مياه ري في عمق الصحراء، إضافة إلى تمويل ضخم لتوفير بنية تحتية عملاقة لزراعة الصحراء.
وانطلقت في يوليو 2020 مهمة إحياء مشروع توشكى عن طريق تحالف 162 شركة وطنية وآلاف من المهندسين والفنيين والعمال والمعدات والآلات ، حيث تم تسوية الأرض وعمل بنية تحتية وإنشاء محطات كهرباء وتجهيز محطات لضخ المياه لأجهزة الرى المحورية والتى تعد من أفضل وأحدث طرق الرى المميكنة وتساعد على توفير إستهلاك المياه وأُنشأت محطات رفع عملاقة وأحواض للطرد لتوصيل المياه لأراضى توشكى من بحيرة ناصر مرروا بقناة الشيخ زايد إلى محطتين ينقلوا المياة لعدد من الأفرع الرئيسية وتفريعاتهم الجانبية بإجمالى أطوال 385 كيلومترا، إضافة لرفع منسوب المياه عن مستوى الأرض بارتفاع 32 مترا.
وللتغلب على العوائق الصخرية لوصول المياه لأراضى توشكى تم استخدام كميات كبيرة من المفرقعات لإزالة تلك الصخور، وبدأ مد شبكات الكهرباء الداخلية بإقامة 12350 برجا هوائيا مع شبكات كهرباء بطول 4923 كيلومترا، إضافة إلى إقامة عدد 23 موزع جهد متوسط، وعدد 234 غرفة كهرباء تحكم، ومبنى إداري، وعدد 660 كشك لمحطات التوزيع، وتركيب 78 ألف عمود كهرباء، مع تنفيذ طرق خدمية ومدقات لأجهزة الرى المحورية بإجمالي أطوال 2933 كيلومترا، كما تم تنفيذ تفريعات إضافية بمساحة تزيد عن 22500 كيلومترا مربعا بإجمالي طول 173 كيلومترا وبلغت كميات الحفر المنفذة 51 مليون متر مكعب وكميات التبطين 780 ألف متر مربع، فضلا عن إقامة محطتين مياه رئيسيتين لتصريف 8 ملايين متر مكعب في اليوم، و231 محطة لضخ المياه، و1028 طلمبة ري.
وتم زراعة آلاف الأفدنة المزروعة بالقمح والنخيل ومحاصيل أخرى للاستهلاك المحلي والتصدير، حيث بلغت أعداد النخل المزروع 1.5 مليون نخلة والمساحة المزروعه 300 ألف فدان قمح، ومستهدف زراعة 2.3 مليون نخلة وزراعة مساحة 650 ألف فدان قمح لحصاد مليون طن قمح بنهاية شتاء 2023 - 2024.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أسامة عسكر الأعلى للقوات المسلحة الأمن الغذائى الإنتاج المحلى الحياة الكريمة الدولة المصرية الرئيس عبدالفتاح السيسى الرقعة الزراعية آلات القوات المسلحة ألف فدان
إقرأ أيضاً:
انتبهوا أيها السادة.. التاريخ يعيد نفسه!
في خضم معركة الوطن المستمرة، وفي ظل حرب وجود لا هوادة فيها، تتسلل إلينا مجددًا ظاهرة “البوستات الملغومة” – منشورات مدسوسة تُنشر بعناية فائقة، تُصاغ بأساليب احترافية، تنتجها غرف إعلامية تابعة لأجهزة متخصصة في الحرب النفسية والإعلامية، تدعم مليشيا الدعم السريع المتمردة الإرهابية.
هذه الظاهرة ليست جديدة، بل هي تكرار مريب لسيناريو قديم صنع بدقة ومهّد الطريق لانقضاض تلك المليشيا على الدولة والشعب، صباح يوم 15 أبريل 2023 بعدما أُنهك الرأي العام وشُوّه الوعي الجمعي بشحنات متتالية من الأكاذيب والشائعات الممنهجة. واليوم، نشهد إعادة إنتاج ذلك المشهد المأساوي، في محاولة بائسة لإضعاف الجبهة الداخلية وكسر الثقة بين الجيش والشعب، وبين القوات المسلحة والقوات المشتركة.
لكن أخطر ما في هذه المنشورات ليس فقط كذبها الصريح، بل خطورتها تكمن في خلطها الماكر بين الحقائق والأكاذيب. تأخذ القليل من الوقائع، وتغمرها في سيل من التضليل والتشويه. فتصبح أقرب للصدق في أعين غير المدققين، وتزرع الشك في النفوس، وتبث الريبة في صفوف الشعب.
وقد امتدت هذه الحملات الممنهجة حتى طالت الشرطة السودانية، تحديداً في لحظة عودتها إلى الشارع لاستعادة دورها في ضبط الأمن وخدمة المواطنين في ظل الحرب المعقدة. جاءت الهجمات الإعلامية عليها بنفس الوصفة المسمومة: جرام من الحقائق وقنطار من الأكاذيب. محاولات لتشويه صورة الشرطة وتلطيخ جهودها، بينما هي تخوض معركة مزدوجة بين حماية المجتمع من الجريمة، ومساندة جهود الدولة في حفظ النظام العام وسط تحديات أمنية واقتصادية غير مسبوقة.
لقد سعت هذه المنشورات، خلال الأيام الأخيرة، إلى استهداف القوات المشتركة – وهي نموذج لتكامل المؤسسات الأمنية – بمحاولات لتأليب الرأي العام ضدها، أو لدق إسفين الفُرقة بينها وبين القوات المسلحة. ولم يكن خطاب الهالك حميدتي، زعيم المليشيا الإرهابية، بمنأى عن هذه الحملات؛ فقد تضمن سمومًا إعلامية حاولت التشكيك في وحدة الصف العسكري، وتصوير الصراع وكأنه صراع داخلي لا مع مليشيا تمارس الإبادة والنهب والتجنيد القسري وترويع المواطنين.
ما يجب أن نعيه تمامًا هو أن هذه “البوستات” ليست مجرد منشورات عشوائية أو آراء شخصية، بل هي جزء من مخطط إعلامي كامل، يستهدف الحرب المعنوية والنفسية، ويعمل على ضرب وحدة الصف الوطني من الداخل.
فانتبهوا أيها السادة!
العدو يحاربنا عبر الشاشات كما عبر السلاح. ومعركتنا اليوم تتطلب وعيًا يقظًا، ورفضًا قاطعًا لأي محاولة لزرع الفتنة بين الجيش والشعب، أو بين مكونات المنظومة الأمنية.
ليكن شعارنا: منشورك قد يكون رصاصة في خاصرة الوطن، أو درعًا يحميه.. فاختر بعناية. والتاريخ لا يرحم من يُعيد أخطاءه.
✍️ عمر محمد عثمان
14 يونيو 2025م
إنضم لقناة النيلين على واتساب