أعلنت الرئاسة السورية، اليوم الأربعاء، أن الرئيس السوري للفترة الانتقالية، أحمد الشرع، عقد اجتماعاً مع وجهاء وأعيان محافظة القنيطرة والجولان، ناقش خلاله الأوضاع الأمنية والخدمية والمعيشية في المنطقة، في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر على الأراضي السورية.

وبحسب البيان الرسمي الذي نقلته وكالة “سانا”، استمع الشرع إلى مداخلات الحضور التي تمحورت حول معاناة السكان نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، مؤكداً أن العمل جارٍ على وقف هذه الانتهاكات من خلال مفاوضات غير مباشرة تجري بواسطة وسطاء دوليين، كما شدد على أهمية الدور المجتمعي في تعزيز الوحدة الوطنية ونقل مطالب المواطنين إلى الجهات المعنية.

ويأتي هذا التحرك في وقت تحدثت فيه وسائل إعلام إسرائيلية عن إشراف رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، بشكل مباشر على جهود التنسيق الأمني والسياسي مع سوريا.

وذكر هنغبي، بحسب صحيفة “إسرائيل هيوم”، أن هناك تواصلاً يومياً وعلى جميع المستويات مع شخصيات سياسية سورية، مشيراً إلى احتمال انضمام سوريا ولبنان إلى اتفاقيات “أبراهام” مستقبلاً.

ورداً على سؤال حول إمكانية انسحاب إسرائيل من منطقة الفصل في الجولان في حال جرى اتفاق تطبيع مع دمشق، أوضح هنغبي أن “الأمر سيكون قيد الدراسة إذا تم التوصل إلى اتفاق”.

وكان وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، قد صرح في وقت سابق أن المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل تتركز على ضرورة الالتزام باتفاقية فصل القوات لعام 1974، والتي تم انتهاكها مراراً عبر الهجمات الإسرائيلية.

قسد تنفي اتهامات دمشق بشأن منفذي هجوم كنيسة مار إلياس: “ادعاءات بلا أدلة ولا أساس لها”

نفى المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، اليوم الأربعاء، اتهامات وزارة الداخلية السورية بشأن وقوف عناصر قدموا من مخيم “الهول” وراء الهجوم الانتحاري الذي استهدف كنيسة “مار إلياس” في حي الدويلعة شرقي دمشق.

وقال بيان صادر عن “قسد” إن “ادعاءات المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة دمشق، نور الدين البابا، بأن الانتحاريين اللذين نفذا الهجوم قدما من مخيم الهول وهما غير سوريين، لا تستند إلى أي أدلة أو معطيات حقيقية”، مؤكداً أن هذه المعلومات “غير صحيحة”.

وأوضح البيان أن الأجهزة المختصة في “قسد” أجرت تدقيقاً في سجلات مخيم الهول والمغادرين منه خلال الفترة الماضية، وتأكدت أن من غادروا المخيم كانوا إما سوريين دخلوا بموافقة حكومة دمشق، أو عراقيين تم ترحيلهم بالتنسيق مع الجانب العراقي، ولا توجد أي مغادرة لعناصر إرهابية أجنبية من المخيم.

وأضاف البيان أن مخيم الهول يضم في معظمه نساءً وأطفالاً من عائلات تنظيم “داعش”، ولا يؤوي عناصر إرهابية أجنبية، ما ينسف فرضية انتقال منفذي الهجوم من داخله.

كما شددت “قسد” على أنها القوة السورية الوحيدة التي حاربت تنظيم “داعش” وهزمته في الباغوز عام 2019، مؤكدة استمرار تنسيقها مع قوات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، واستعدادها لتوسيع مهامها عند الضرورة.

وفي ختام البيان، نعت “قسد” ضحايا الهجوم، ودعت حكومة دمشق إلى فتح تحقيق شفاف وإعلان نتائجه للرأي العام، معتبرة أن ذلك “السبيل الوحيد لمنع تكرار هذه الجرائم الإرهابية”.

وكان هجوم إرهابي قد استهدف كنيسة مار إلياس في دمشق يوم الأحد الماضي، حيث قام انتحاري بإطلاق النار على المصلين قبل أن يفجر نفسه، ما أدى إلى مقتل عدد من المدنيين وإصابة آخرين، وأعلنت وزارة الداخلية السورية لاحقاً أن الخلية المنفذة تابعة لتنظيم “داعش”، مشيرة إلى أن الانتحاريين غير سوريين وقدموا من مخيم “الهول”.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الرئيس السوري أحمد الشرع سوريا حرة سوريا وأمريكا سوريا وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

الشرع يعلن بدء مرحلة جديدة.. سوريا من الفوضى إلى صناديق الاقتراع

البلاد (دمشق)
في مشهد يعكس تحوّلاً سياسياً غير مسبوق منذ سنوات الحرب الطويلة، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن بلاده نجحت خلال أشهر قليلة في الانتقال من حالة الفوضى إلى مرحلة الاستقرار السياسي، عبر تنظيم انتخابات برلمانية جديدة، هي الأولى منذ سقوط النظام السابق في ديسمبر 2024.
وخلال زيارته إلى مركز المكتبة الوطنية في دمشق لمتابعة سير العملية الانتخابية، شدد الشرع على أن “السوريين يفخرون اليوم بالانتقال من مرحلة الحرب إلى صناديق الاقتراع”، معتبراً أن”هذه اللحظة التاريخية تمثل بداية طريق إعادة البناء الوطني”.
وأضاف الرئيس السوري أن بلاده مقبلة على مرحلة جديدة من التشريع والمساءلة، قائلاً:” إن عجلة القوانين ستدور بسرعة، بالتوازي مع مراقبة الحكومة لضمان الشفافية والنزاهة”. ودعا جميع السوريين إلى “التصويت والمشاركة في صياغة مستقبل بلادهم عبر مؤسسات دستورية حقيقية”.
في الأثناء، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات بدء ظهور النتائج الأولية في عدد من المحافظات، وأوضح المتحدث باسمها نوار نجمة أن “الفرز مستمر، وسيتم الإعلان عن الأسماء الفائزة رسمياً خلال مؤتمر صحفي لاحق”.
وشهدت دمشق إقبالاً لافتاً على مراكز الاقتراع، حيث اصطف الناخبون منذ ساعات الصباح أمام المكتبة الوطنية – التي كانت تُعرف سابقاً باسم مكتبة الأسد؛ للإدلاء بأصواتهم، في مشهد رمزي يعكس عودة الحياة السياسية إلى العاصمة بعد أكثر من عقد من الصراع.
وبحسب اللجنة، يتنافس في هذه الانتخابات 1578 مرشحاً، من بينهم 14% من النساء، للفوز بمقاعد البرلمان البالغ عددها 210 مقاعد، تُشغل ثلثاها بالانتخاب عبر هيئات مناطقية، فيما يعيّن الرئيس الشرع الثلث الباقي. وقد تم تأجيل الانتخابات في محافظات السويداء والرقة والحسكة؛ بسبب”التحديات الأمنية”.
وتزامناً مع أجواء الانتخابات، أصدر الرئيس السوري مرسوماً جمهورياً حمل الرقم 188 لعام 2025، نصّ على تحديد الأعياد الرسمية في البلاد، ومنح العاملين في الدولة عطلاً مدفوعة الأجر في مناسبات وطنية ودينية محددة، غير أن المرسوم أثار اهتماماً واسعاً عبر مواقع التواصل، بعد أن تضمّن تحديد يوم 18 مارس من كل عام عطلة رسمية بمسمّى”عيد الثورة”، في إشارة إلى الذكرى التي انطلقت فيها شرارة الاحتجاجات الأولى من مدينة درعا عام 2011.
واعتبر ناشطون أن المرسوم يحمل “رمزية تاريخية” تعيد الاعتبار إلى مطالب السوريين بالحرية والعدالة، فيما رآه آخرون”اعترافاً رسمياً بمرحلة مفصلية من تاريخ البلاد”. وعلّق البعض بطرافة على المنصات الرقمية واصفين القرار بأنه “أجمل توقيع للرئيس الشرع”، بينما وصفه آخرون بأنه”تاريخ كُتب بالدم والتضحيات”.

مقالات مشابهة

  • رشيد:مأساة مخيم الهول يجب ألا تتحول إلى وصمة عار على ضمير الإنسانية
  • الرئيس العراقي يوجّه نداء للعالم بشأن مخيم الهول ويحذره من الإرهاب
  • مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل في مصر
  • الدفاع السورية: تحركات الجيش جاءت بعد الاعتداءات المتكررة لقوات "قسد"
  • الشرع يسقط ذكرى حرب تشرين من الذاكرة السورية.. ما الهدف؟
  • وسطاء مصريين وقطريين يلتقون خليل الحية قبل بدء مفاوضات شرم الشيخ
  • رأي.. الرئيس العراقي عبداللطيف جمال رشيد يكتب لـCNN: بغداد تقود الجهود لإغلاق مخيم الهول ويحذر من تجاهل المجتمع الدولي
  • إسرائيل تبدأ مفاوضات في مصر حول خطة ترامب لوقف إطلاق النار في غزة
  • الشرع يعلن بدء مرحلة جديدة.. سوريا من الفوضى إلى صناديق الاقتراع
  • الشرع: خطوة تتوافق مع المرحلة الانتقاليةتشكيل أول برلمان في سوريا بعد عهد الأسد