أبواق إسرائيلية.. بلسان عربي
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
حين تطالع ردود الفعل العربية على العدوان الوحشي الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، والإبادة الجماعية الممنهجة، تصاب بالغثيان من تلك الخفة واللغة المبتذلة المستخدمة، أكان في البيانات الرسمية أو مقالات بعض الأدعياء، وكأن كل هؤلاء تخلوا عن إنسانيتهم، أو هم ينافقون الآخر – العدو، من أجل قبولهم في معسكره.
منذ وجدت قضية فلسطين، وجدت الانتهازية السياسية العربية، وكانت سوقا للبيع والشراء، ولهذا لم يحصل العرب طوال القرن الماضي على اي حقوق، انما كانوا يشحذون فتات ما تلقيه لهم الدول الغربية الاستعمارية، وهم الى اليوم على هذه الشاكلة.
مناسبة هذا الكلام هو ما درج عليه بعض الشخصيات من تسويق لفكرة خيالية، وهي المساواة في الحقوق بين المغتصب والمغتصبة، بل تحميل الضحية المسؤولية الكاملة في عملية تبرير لا تركب على قوس قزح، وهذه ممارسة عملت على تسويق الجلاد كضحية، لهذا حفلت وسائل الاعلام بالكثير من الكلام عن معاقبة المقاومة الفلسطينية لانها هي من اقدمت على الرد على افعال المجرمين.
نفهم ان الاوروبي، العربي والشرقي، يحاول التكفير عن ذنبه عما ارتكب ضد اليهود في القارة العجوز، ولهذا يحاول ان يمنح اسرائيل كل ما يمكنها من الاستمرار باحتلال فلسطين، لكن لم يسأل احد من العرب المأخوذين بالغرب الى حد التماهي: لماذا يجب على الفلسطيني دفع الثمن، وما ذنبه اذا كان الاوروبي ارتكب تلك الافعال، ولماذا على العربي ان يدفع الثمن ايضا؟ اليست الدول الاوروبية هي من عاقبت مواطنيها من اليهود، وهي من دمغتهم بوصمة تدل على دونيتهم؟.
حين كتب بن غورويون في مذكراته في العام 1947 “يجب علينا ان نزعزع الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في كل من لبنان ومصر والعراق وسورية، وان نجعل شرق الاردن ساحة قتال خلفية لنا بعد اقامة الدولة”، لم يكن ينتقم من الاوروبيين الذين كانوا السبب بمعاناة اليهود، انما كان يهدف الى جعل المنطقة تلتهب طوال عقود، كي تفرغ العرب لانفسهم، ولا يشكلون قوة ضد الدولة الوليدة.
الخطط الاسرائيلية لا تتقادم، وهي تسير في طريقها مهما كانت العقبات، لكن عندما تواجه بمقاومة ما، وعلى كل المستويات تصبح كلفتها اكثر، ولهذا فان الجنون الاسرائيلي ردا على عملية “طوفان الاقصى” بسبب فضح ضعف الكيان، وتهافت فلسفته، لكن في المقابل يجد اليوم من يروج بضاعته، ليس في الغرب، انما في العالم العربي، الذي ابتلي بمجموعة ممن يطلقون على انفسهم “نخبة مثقفة”، لكن اتضح انها مجرد ديكور ضخم في الاعلام من اجل اهداف معينة، كانت تظهر عند كل منعطف.
لا شك ان هذه “النخبة” اليوم تعاني من ازمة كبيرة، فما بنت عليه نظرياتها عن امكانية التعايش بين دولتين على مساحة فلسطين، والدعوة الى السلام القائم على الاستسلام لعدو صورته تلك “النخبة” انه البعبع، اتضح انه مجرد نمر من ورق، لهذا تقاتل تلك النخبة اليوم، اقله بالاعلام والبيانات الرسمية، المقاومة الفلسطينية، وتجرمها، فيما لاينظر هؤلاء الى الاطفال والنساء والابرياء الذين يموتون يوميا بالمئات، لانهم عميان بصيرة، او لان من استأجرهم طلب منهم تأدية هذا الدور للدفاع عن الابادة الجماعية.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
المصدر: عين ليبيا
إقرأ أيضاً:
عربي أم فارسي؟.. مغردون: الجدل حول اسم الخليج لن يغير الجغرافيا
وذكرت وكالة أسوشيتد برس، نقلا عن مسؤولين أميركيين، أن ترامب يعتزم خلال زيارته المرتقبة للمنطقة استخدام اسم "الخليج العربي" بدلًا من "الخليج الفارسي"، استجابة لطلب من دول الخليج العربية.
وعندما سُئل ترامب في فعالية بالبيت الأبيض عما إذا كان سيعلن رسميا عن تغيير اسم الخليج من الفارسي إلى العربي، لم يقدم إجابة حاسمة، مما عزز التكهنات حول نياته.
سارع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للرد على التقارير عبر تغريدة قال فيها: "ترامب يدرك أن اسم الخليج الفارسي يعود إلى قرون مضت، ومعترف به من قبل جميع رسامي الخرائط والهيئات الدولية، بل واستخدمه جميع قادة المنطقة في اتصالاتهم الرسمية حتى ستينيات القرن الماضي".
وأضاف عراقجي "هناك دوافع سياسية لتغيير الاسم التاريخي للخليج الفارسي"، مرفقا تغريدته بصورة لخريطة قال إنها من الكونغرس الأميركي ومكتوب عليها "الخليج الفارسي"، في محاولة للتأكيد على الصفة التاريخية للتسمية.
تسميات تاريخية
وأبرزت حلقة 2025/5/8 من برنامج "شبكات" إجماع مغردين على أن الجدل حول اسم الخليج – سواء كان عربيا أم فارسيا- لا يغير من طبيعته الجغرافية أو حقوقه البحرية، وأن هذا النقاش لا يؤدي إلى نتائج عملية ملموسة. كما أشاروا إلى تعدد التسميات التاريخية للخليج عبر العصور المختلفة.
إعلانوبحسب المغرد رائد عبد الباري فإن التسميات لن تغير شيئا، لأن "هناك وثائق وخرائط تشير إلى اسمه خليج البصرة، ولكن مهما كانت تسميته فهو يبقى على شاكلته لا يتغير وكل دولة تطل عليه لها مياه إقليمية وهناك مياه دولية".
وأكد الناشط محمد على رأي عبد الباري موضحا وجود تعددية تاريخية للتسميات وكتب يقول "اسمه خليج البصرة بالخرائط العثمانية والخليج العربي بالخرائط البريطانية وخليج فارس بالخرائط الإيرانية".
وفي نفس السياق، تساءل المغرد عدي بحر حميد عن الجدوى العملية للنقاش "وإذا أطلق عليه اسم الخليج العربي أو الفارسي هل يتغير شيء؟ الملاحة وحدود المياه الإقليمية ثابتة حسب قانون البحار العالمي، والعرب والفرس جيران يجمعهم دين واحد وهذه الحيثيات إن تعمقنا بالنقاش فيها لن نصل إلى نتيجة".
بينما ذهب صاحب الحساب محمد في تغريدة أخرى إلى الحديث عن تطورات حديثة مدعيا: "خلاص تم اعتماد الاسم الخليج العربي على خرائط جوجل، ادخل على الخرائط وستجد الاسم الجديد للخليج العربي"، وأكمَل موضحا أن "إيران قدمت العديد من التنازلات من أجل تجنب الضربة العسكرية ولا يعتبر ذلك ضعفاً من إيران وإنما هو اختيار أخف الأضرار".
والدول العربية المطلة على ضفتي الخليج هي: قطر، وسلطنة عُمان، والكويت، والإمارات، والبحرين، والسعودية، والعراق، من الجهة الغربية، بينما تطل إيران من ناحيتها الجنوبية على الخليج.
الصادق البديري8/5/2025