قالت صحف إسرائيلية إن أنظمة الأمن فشلت تكرارا في وضع حد لعنف "المستوطنين المتطرفين"، إذ تمنحهم الحكومة حرية الاعتداء على الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين على حد سواء دون عواقب، مما يعكس هيمنة اليمين المتطرف داخل مؤسسات الدولة.

وأدانت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها الاعتداء الأخير الذي نفذه نحو 70 مستوطنا على مدى 5 ساعات ضد جنود إسرائيليين قرب قرية كفر مالك شمال شرق رام الله في الضفة الغربية، دون أن يطلق الجيش النار على المعتدين، فيما أُصيب أحد المستوطنين فقط برصاصة إسفنجية.

وفي المقابل، لفتت الصحيفة إلى أن الفلسطينيين في الضفة يُستهدَفون بالرصاص الحي لأفعال لا تقارن بالحادثة، وتساءلت عن "كيف يُسمح ليهودي بمهاجمة الجيش دون عقاب، بينما يُقتل الفلسطيني لمجرد اقترابه من جندي؟".

"90% من وقت الجيش في الضفة يضيع على محاولات منع الشباب المستوطنين من زعزعة الأمن فيها وحرق المنازل"

بواسطة  قائد في الجيش الإسرائيلي

وذكرت الصحيفة أن المجموعة نفسها من المستوطنين التي هاجمت الجنود اقتحمت القرية قبل 48 ساعة وأحرقت منازل وسيارات، وأدت الحادثة إلى استشهاد 3 فلسطينيين بنيران الجيش خلال الحدث ذاته.

وأكدت هآرتس أن المهاجمين، الذين وصفهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنهم "أقلية لا تمثل غالبية المستوطنين"، خنقوا جنديا وألقوا زجاجة حارقة على القوات، وحاولوا دهس جنود آخرين، وصدموا مركبات عسكرية بالسيارات.

ويُذكر أن نتنياهو مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم حرب في قطاع غزة.

ولفتت هآرتس إلى أن قادة الاحتلال رفضوا وصف عنف المستوطنين بـ"الإرهاب" رغم أنهم هاجموا جيش البلاد، في حين يُطلق وصف "إرهابي" بتساهل على الفلسطينيين حتى عند مشاركتهم في احتجاجات سلمية.

غطاء سياسي وأمني

وأشارت صحيفة جيروزاليم بوست -في تقرير تحليلي- إلى أن "أجهزة الأمن الإسرائيلية فقدت سيطرتها على المتطرفين اليهود"، خاصة مع إلغاء وزير الدفاع يسرائيل كاتس الاعتقال الإداري بحق المستوطنين.

إعلان

وأضافت أن جهاز الشاباك كان يستخدم الاعتقال الإداري بشكل محدود ضد متطرفين يهود، لكن فعاليته كآلية ردع تراجعت بعد أن أوقف كاتس العمل به كليا في يناير/كانون الثاني 2025، وأفرج عن جميع المعتقلين اليهود، رغم اعتراض الأجهزة الأمنية.

واتهمت الصحيفة كاتس بتنفيذ هذا القرار، في إطار صفقة سياسية سرية لإرضاء وزير المالية​ بتسلئيل سموتريتش، الذي كان يهدد بإسقاط الحكومة بسبب صفقة تبادل الأسرى في بداية السنة.

كما انتقدت جيروزاليم بوست وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، مشيرة إلى أن تدخله السياسي في عمل الشرطة بالضفة أدى إلى التستر على جرائم مستوطنين والتلاعب بمعلومات استخباراتية، وهو ما دفع النيابة العامة لفتح تحقيق جنائي ضد قيادات أمنية مقربة منه.

وفي تقرير آخر، أكدت الصحيفة أن السماح للمستوطنين المتطرفين بالتصرف دون حساب لا يُضعف صورة إسرائيل الدولية وحسب، بل يرهق الجيش أيضا، الذي بات مجبرا على صرف موارده لملاحقة الإسرائيليين بدلا من "التصدي للإرهاب الذي يرتكبه الفلسطينيون"، حسب تعبير الصحيفة.

واستندت في تقريرها إلى معطيات نشرتها وزارة الدفاع، مفادها أن الهجمات القومية اليهودية في الضفة الغربية ارتفعت بنسبة 30% هذا العام، من 318 حادثة في النصف الأول من 2024 إلى 414 في الفترة نفسها من 2025.

وتُعزى هذه الزيادة -حسب ما نقلته الصحيفة عن محللين- إلى الثقة التي يشعر بها المتطرفون نتيجة وجود وزراء من اليمين المتطرف مثل بن غفير وسموتريتش في الحكومة.

واختتمت هآرتس افتتاحيتها بأن الضفة الغربية -على غرار غزة- باتت ساحة "بقوانين موازية"، حيث تفرض الدولة نظاما أمنيا مزدوجا يحمي اليهود ويقمع الفلسطينيين، ويمنح المستوطنين "حصانة كاملة" حتى عند استهدافهم الجنود.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی الضفة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يصعد بالضفة ويعتقل العشرات بالخليل واعتداءات المستوطنين ترتفع

تتواصل عمليات قمع الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة من خلال حملة اقتحامات واعتداءات متصاعدة تنفذها قوات الاحتلال والمستوطنون في عدة مناطق، وسط تدهور خطير في الوضع الأمني والإنساني، خصوصا جنوب مدينة الخليل.

وأفادت مصادر محلية للجزيرة بإصابة فلسطيني اليوم الأحد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب حاجز ميتار جنوب مدينة الخليل، وذلك في ظروف لم تتضح ملابساتها بعد.

كما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن إصابة مسن بجروح إثر تعرضه للضرب المبرح من قبل جنود الاحتلال في قرية خلة الضبع بمنطقة مسافر يطا، جنوب الخليل، خلال حملة اقتحامات واعتداءات شملت القرية فجر اليوم الأحد.

اقتحامات واعتقالات

ونفذت قوات الاحتلال الليلة الماضية وفجر اليوم سلسلة من الاقتحامات العسكرية، شملت مخيم العروب ومدينة حلحول شمال الخليل ومخيم الفوار جنوبها، إضافة إلى مداهمات في مدينة بيت لحم حيث اعتقل 4 مواطنين فلسطينيين بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها.

وفي السياق ذاته، قمعت قوات الاحتلال مجموعة من الفلسطينيين حاولوا التصدي لمحاولة مستوطنين توسيع سياج محيط بمستوطنة كرمائيل المقامة على أراضي الفلسطينيين في قرية أم الخير في مسافر يطا.

وذكرت مصادر للجزيرة أن المستوطنين أقاموا سياجا جديدا لتوسيع حدود المستوطنة على حساب أراضي القرية، التي تبعد أمتارا قليلة فقط عن منازل السكان المحليين.

وأفادت المصادر ذاتها بأن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الصوت لتفريق الفلسطينيين الموجودين في خربة أم الخير شرق الخليل، واعتقلت عددا منهم في أعقاب المواجهات مع المستوطنين.

ارتفاع خطير في اعتداءات المستوطنين

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الأشهر الماضية شهدت ارتفاعا بنسبة 30% في حوادث الاعتداءات التي نفذها مستوطنون إسرائيليون ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية منذ بداية العام الجاري.

إعلان

ووثّقت الإذاعة 414 حادثة اعتداء، شملت الحرق العمد وكتابة شعارات عنصرية ورشق الحجارة ومواجهات عنيفة، مشيرة إلى أن نوعية الاعتداءات باتت "أكثر حدة وخطورة" مقارنة بالسنوات السابقة.

اعتقال ناشطين بالخليل

وفي سياق متصل، أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) عن ما أسماه "إحباط بنية تحتية واسعة" تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في محافظة الخليل.

ووفقا للبيان الإسرائيلي، تم اعتقال أكثر من 60 ناشطا ينتمون إلى 10 خلايا، ومصادرة 22 سلاحا و11 قنبلة يدوية، إضافة إلى اكتشاف مخبأ تحت الأرض يحتوي على أسلحة ومطلوبين.

وأوضح الشاباك أن بعض المعتقلين متورطون في هجمات سابقة، من بينها عملية إطلاق نار عام 2010 أسفرت عن مقتل 4 إسرائيليين، وهجوم قرب القدس عام 2023 أدى إلى مقتل جندي.

عدوان متواصل

وفي طولكرم، استمر العدوان الإسرائيلي لليوم الـ153 على التوالي، وسط حصار خانق ومداهمات للسوق وشارع نابلس والمناطق المحيطة بمخيمي طولكرم ونور شمس.

وخلال الأسابيع الماضية، هدمت قوات الاحتلال عشرات المنشآت ضمن خطة لهدم 106 مبان بحجة فتح طرق عسكرية، مما أسفر عن تدمير أكثر من 500 منزل وتهجير آلاف العائلات.

وفي جنين، دخل العدوان يومه الـ159، حيث شهد مخيم جنين تفجير منازل ومداهمات واشتباكات تسببت في استشهاد العشرات ووقوع إصابات جماعية.

كذلك، شملت الاقتحامات بلدات دير قديس وترمسعيا وكفر مالك شرق رام الله، حيث صادرت قوات الاحتلال تسجيلات كاميرات من محلات تجارية ونصبت حواجز على الطرق.

وفي الأغوار الشمالية، ارتفعت وتيرة التهديدات والاعتداءات الاستيطانية، إذ اضطرت عدة عائلات من خربة سمرة لتفكيك مساكنها والرحيل قسرا.

وفي الحمة، احتجز مستوطنون قطيع أبقار لمواطن فلسطيني، في حين اقتحم آخرون تجمع عرب المليحات البدوي شمال أريحا، وقاموا بأعمال استفزازية بدعم من قوات الاحتلال.

وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ارتكب المستوطنون الإسرائيليون 415 اعتداء في مايو/أيار الماضي وحده، شملت تدمير ممتلكات واقتلاع أشجار وتجريف أراضٍ وهجمات مسلحة، في إطار سياسة تهدف إلى طرد الفلسطينيين من أراضيهم وفرض وقائع ميدانية جديدة.

ومنذ اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، صعّدت إسرائيل بشكل متزامن من عملياتها العسكرية في الضفة الغربية.

يأتي ذلك وسط تصريحات متكررة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين برفض إقامة دولة فلسطينية والتوجه نحو ضم الضفة الغربية رسميا.

وحتى الآن، استشهد ما لا يقل عن 986 فلسطينيا وأصيب نحو 7 آلاف آخرين بالضفة، بحسب معطيات رسمية فلسطينية.

مقالات مشابهة

  • هآرتس: أهل الضفة الغربية يذبحون بهدوء
  • %30 تصاعد جرائم المستوطنين بالضفة
  • تصاعد هجمات المستوطنين بالضفة وجيش الاحتلال يعتقل العشرات
  • الاحتلال يصعد بالضفة ويعتقل العشرات بالخليل واعتداءات المستوطنين ترتفع
  • الجيش الإسرائيلي يُقر بتصاعد إرهاب المستوطنين في الضفة
  • الخارجية المصرية: اعتداء المستوطنين على فلسطينيين بالضفة يستدعي تدخلا دوليا
  • مصر تدين بأشد العبارات اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين الأبرياء في الضفة الغربية
  • مصر تُعقّب على اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين بالضفة
  • نتنياهو يعلق على "تقرير هآرتس" بشأن قتل الفلسطينيين