أسماك الرنكة في بحر البلطيق مهددة بفعل احترار المياه
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
يفكّ هولغر شوغرن عقدة شبكة الصيد الخاصة به بمهارة ثم يلقيها في أعماق بحر البلطيق، فمنذ خمسة عقود، يمارس الرجل البالغ 84 عاماً صيد الرنكة قبالة ساحل مدينة كوتكا في جنوب شرق فنلندا، استمراراً لمهنة عائلته منذ خمسة أجيال. وفي ميناء المنطقة، ينتظر عشرات الزبائن الدائمين عودة شوغرن لشراء الأسماك التي اصطادها في ذلك اليوم.
"اختفاء أنواع"
ومع الانخفاض المستمر في أعداد الرنكة في بحر البلطيق منذ سبعينات القرن العشرين، قد تواجه هذه الأسماك مصيراً مماثلاً لمصير أنواع أخرى انقرضت تقريباً من المنطقة. ويتميّز بحر البلطيق بأنّه قليل العمق، مما يجعله عرضة بصورة كبيرة لتداعيات التغير المناخي. أما مساحة سطحه فهي مماثلة لمساحة البحر الأسود، لكنّ الأخير يحتوي على مياه أكثر بما يصل إلى عشرين مرة. ويتسبّب ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض الملوحة الذي يرجع إلى ارتفاع معدلات هطول الأمطار وانخفاض تدفق المياه من المحيط الأطلسي، في تهديد أنواع كثيرة بالكاد تستطيع التكيّف مع التغييرات المناخية. ويقول يوكا بوني، وهو باحث في المعهد الفنلندي للموارد الطبيعية (LUKE) "كلما تقلّص بحر البلطيق، يصبح الوضع أكثر سوءاً للأنواع البحرية". وكلّما خسرت مياه البلطيق ملوحتها، تزداد معاناة أنواع كبيرة تعيش في المياه المالحة كسمك البقلة. وفي ثمانينات القرن الفائت، وصلت أعداد سمك البقلة إلى معدلات قياسية، لكنها انهارت في غضون بضعة عقود لدرجة أنّ الاتحاد الأوروبي أصدر في العام 2020 قراراً عاجلاً بحظر اصطيادها. وانقرض نوع من الأسماك يُسمى "أسيبنسر أوكسيرينكس" كان وفيراً في السابق، بسبب التلوث وانسداد الأنهر التي تهاجر هذه الحيوانات عبرها.
"تأثير معاكس"
وفي حين يدعو البعض إلى خفض الكميات المسموح باصطيادها بشكل كبير للحفاظ على أعداد الأسماك المتبقية، للبعض الآخر آراء مختلفة. ويقول بوني "حتى الحظر التام لصيدها ما كان ليساعد في الحفاظ على أعدادها. بل كان يُحتمل أن يتسبب بتأثير معاكس". ويشير الباحث إلى أنّ المناخ والأضرار البيئية يهددان الأنواع أكثر من صيدها. ومع انهيار أعداد سمك البقلة البلطيقي، تُحرم الرنكة من أكبر مفترس طبيعي لها. ولولا الصيادين، لكانت أعداد هذه الأنواع باتت "كثيفة جداً، مع انخفاض نموّ الأسماك" لعدم تلقّيها كمية كافية من الغذاء. إلا أنّ هذه الحجة يرفضها ماتي أوفاسكا، المسؤول عن مسائل الصيد لدى الصندوق العالمي للطبيعة. وفي حال استمر الصيد المكثف بالوتيرة الراهنة، فإن أعداد أسماك الرنكة معرضة للانخفاض، مما يمهّد الطريق لانتشار أنواع أخرى مثل الصابوغة التي قد تتكاثر وتمنع أعداد الرنكة من التعافي، على قول اوفاسكا. ويضيف "سيكون من الضروري الحد من صيد الأسماك". ويشعر المستهلكون بالقلق من التهديد الذي تواجهه أسماك الرنكة التي تحظى بشعبية كبيرة لدى الفنلنديين إذ يتناولونها ضمن أطباق مختلفة. ويقول ماركو كارجالاينن لوكالة فرانس برس من ساحة الأسواق في وسط هلسنكي "أتناول سمك الرنكة كل أسبوع". فمن الرنكة المخمرة مع البصل وأوراق الغار وصولاً إلى الرنكة المدخنة، يشكل "سيلاكا" منذ قرون عنصراً مهماً من تقاليد فن الطهو في البلدان الاسكندينافية. لكن مع زيادة القيود المفروضة، ثمة خطر في أن يتوقف صيدها بصورة دائمة. ويقول بوني "سيُحجم حينها الجميع عن الاستثمار" في هذا القطاع. لكنّ ذلك لن دفع هولغر شوغرن للتخلي عن شباكه. ويؤكد الرجل الثمانيني "ضرورة مراجعة السياسة الأوروبية المتعلقة بالصيد" مضيفاً "ينبغي أيضاً احترام تقاليد الصيادين".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بحر البلطیق
إقرأ أيضاً:
ترامب: أفضل التعرض للصعق بالكهرباء على أن تأكلني أسماك القرش
صرح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يوم الأحد خلال تجمع لمؤيديه في لاس فيغاس، بأنه يفضل أن يتعرض للصعق بالكهرباء على أن تأكله سمكة قرش.
ترامب يطالب بايدن بإجراء اختبار لقدراته العقلية والكشف عن وجود مواد مخدرة في جسمه!ويعتبر هذا التصريح هو الأحدث في قائمة التصريحات الغريبة لترامب الذي من المعروف أنه يكره أسماك القرش والمركبات الكهربائية، بما في ذلك القوارب.
وقال هذا الزعيم الجمهوري إنه يخطط لإلغاء تفويضات الرئيس جو بايدن المتعلقة بالسيارات الكهربائية في حالة إعادة انتخابه في انتخابات نوفمبر 2024.
وناقش ترامب ما سيحدث إذا بدأ قارب يعمل على البطارية في الغرق، وأعاقته البطارية الثقيلة و"القوية للغاية" عن تفادي الغرق، بينما كان الجمهور يقف تحت أشعة الشمس في درجة حرارة تصل إلى 38 درجة مئوية.
وقال ترامب: "البطارية الآن تحت الماء وهناك سمكة قرش على بعد حوالي 10 ياردات.. بالمناسبة، هناك الكثير من هجمات أسماك القرش في الآونة الأخيرة - هل لاحظتم ذلك؟"، وقبل أن يختتم قصة غرق القارب، تحدث ترامب بإسهاب عن هجمات أسماك القرش.
وأضاف: "شاهدت بعض الرجال يبررون ذلك اليوم (وقالوا): حسنا لم يكونوا غاضبين حقا، لقد قاموا بقضم ساق السيدة الشابة لأنهم لم يكونوا جائعين لكنهم أساءوا فهم من هي"، وتابع الرئيس السابق: "هؤلاء الناس مجانين، قالوا إنه لا توجد مشكلة مع أسماك القرش، لكنهم لم يفهموا حقا امرأة شابة تسبح".
ثم عاد بعد ذلك إلى السؤال المطروح: الصعق بالكهرباء أو التعرض للأكل.
وقال متسائلا: "إذا كانت هناك سمكة قرش على بعد 10 ياردات من القارب، هل سأتعرض للصعق الكهربائي إذا غرق القارب؟ يمر الماء فوق البطارية، والقارب يغرق. هل أبقى فوق القارب وأتعرض للصعق الكهربائي؟ أم هل أقفز نحو سمكة القرش ولا أتعرض للصعق الكهربائي؟".
وأضاف: "أفضل أن أتعرض للصعق الكهربائي في كل مرة على أن أقترب من سمكة قرش".
وهنا قال كاتب روايات الرعب الشهير ستيفن كينغ تعليقا على تصريحات ترامب: "هذا يشبه الاستماع إلى عمك الخرف على مائدة العشاء بعد أن يتناول كأس مشروبه الثالثة".
وعلق جورج كونواي الزوج السابق لمديرة حملة ترامب لعام 2016 ومساعدة البيت الأبيض كيليان كونواي: "يجب التبرع بدماغ هذا الرجل للعلم"، مضيفا: "فقط إذا قمنا بزيادة القدرة على احتواء المخاطر البيولوجية بشكل كبير".
إن كراهية ترامب لأسماك القرش موثقة جيدًا وتعود إلى سنوات مضت، وفي سلسلة من التغريدات عام 2013، ناقش ترامب علنا كرهه للمخلوقات البحرية.
وكتب في إحدى التغريدات: "آسف يا شباب، أنا لست من محبي أسماك القرش، لا تقلقوا فهي ستكون موجودة لفترة طويلة بعد رحيلنا".
المصدر: RT