الحذر واليقظة والإعداد في القرآن الكريم.. موضوع خطبة الجمعة القادمة
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
حصلت «الوطن» على نص خطبة الجمعة المقبلة والتي تأتي بعنوان: «الحذر واليقظة والإعداد في القرآن الكريم».
وفي هذا الصدد أكد أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن الحذر واجب، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى : "وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً"، ويقول سبحانه : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ"، ويقول سبحانه : "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ" .
والحذر الذي يجب أن نتنبه له قسمان: حذر من عدو ظاهر ومعلوم ، والآخر من أذناب هذا العدو أو المثبطين والمعوقين، وهم أشد خطرًا من العدو الظاهر، فما سقطت دولة أو أُسقطت عبر التاريخ إلا كانت العمالة والخيانة أحد أهم عوامل وأسباب سقوطها، وهذا ما حذرنا منه القرآن الكريم، حيث يقول سبحانه عن المنافقين والمثبطين: "قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا"، ويقول سبحانه : "وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا"، ويقول سبحانه: "إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ"، ويقول سبحانه : "لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ"، ويقول سبحانه : "فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ" .على أن وحدة صفنا الوطني والعربي والتفافنا حول قادتنا خير رادع لعدونا، حيث يقول سبحانه : "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ"، ويقول سبحانه : "وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"، ويقول سبحانه : "لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ"، ويقول سبحانه : "وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ" ، ويقول سبحانه : " إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا " . فما أحوجنا إلى الالتفاف حول قائدنا سيادة الرئيس / عبد الفتاح السيسي ومواقفه الحاسمة المشرفة ، وما أحوجنا إلى وحدة صفنا العربي في مواجهة التحديات الراهنة التي تهددنا جميعًا .
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: وزير الأوقاف خطبة الجمعة المقبلة الجمعة خطبة الجمعة ویقول سبحانه
إقرأ أيضاً:
عطية لاشين يوضح الفرق بين «يفعلون» و«يعملون» في القرآن الكريم
ورد سؤال إلى د. عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون، عبر صفحته الرسمية بالفيسبوك، من مستمع يقول في سؤاله:
ورد في كتاب الله عز وجل كلمة (يفعلون) وكلمة (يعملون)، فهل هناك فرق بينهما؟.
وأجاب د. لاشين قائلًا:
الحمد لله رب العالمين، قال في القرآن الكريم: (وقال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي).
والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، روت عنه كتب السنة قوله: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به).
وبعد، فقد قال الله عز وجل: (وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون).
وجاء قوله عز وجل في سورة يوسف: (ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون).
وثالثًا ورد قوله تعالى في آخر سورة هود: (ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون).
وبخصوص واقعة السؤال، نقول:
نعم يوجد فرق بين (يفعلون) و(يعملون) الوارد ذكرهما في كتاب الله عز وجل، ويتضح فيما يلي:
إن كلمة (يفعلون) أعم من كلمة (يعملون)، لأن (يفعلون) ليس قاصرًا صدورها عن الإنسان العاقل فقط، بل تصدر من العاقل وغير العاقل.
أما (يعملون) فلا تصدر إلا من العاقل، فـ(يفعلون) أعم و(يعملون) أخص.
وأوضح أستاذ الفقه أن القرآن الكريم لما حط من منزلة الكفار فجعلهم في دركات الحيوان، بل أنزل قال تعالى: (إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون)، فناسب أن ما يصدر منهم يكون فعلًا لا عملًا، أما إخوة يوسف فهم عقلاء فناسب أن ما كان منهم يسمى عملًا.
وفي الختام، أضاف لاشين أن هناك كلمة ثالثة ذكرها القرآن الكريم وهي (يصنعون)، ورد ذكرها في سورة فاطر قوله تعالى: (فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون)، كما وردت في سورة هود: (واصنع الفلك بأعيننا ووحينا)، وفي سورة النمل: (صنع الله الذي أتقن كل شيء)، وهي تعني إحكام العمل وإتقانه.