طه حسيب (دبي)
أظهرت دراسة أجرتها شركة «إبسون»، وجمعت خلالها آراء أكثر من 30.000 شخص في 39 سوقاً، أن دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعتبر الأكثر تفاؤلاً بشأن إمكانية تجنب الكوارث المناخية خلال فترة حياتنا. 
 الدراسة استمرت خلال الفترة من 13 إلى 25 يوليو 2023، وقامت مؤسسة «سينسوس وايد» المتخصصة في أبحاث السوق بإنجاز تفاصيلها، ومدخلاتها ارتكزت على آراء شريحة تضم 30294 شخصاً، تبلغ أعمارهم من 16 عاماً فما فوق، وذلك على امتداد 39 سوقاً.


وأكدت الدراسة، أهمية قيام الشركات بالاستثمار في التقنيات صديقة البيئة وتحسين عمليات إعادة التدوير، وتشجيع الموظفين على المشاركة في أنشطة بيئية، ومن أهم نتائجها أن الإماراتيين والسعوديين والمصريين كانوا من ضمن أكثر 10 جنسيات تفاؤلاً بخصوص التوصل إلى حل لمواجهة تغير المناخ، والمزيد من الأفراد في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي وشمال أفريقيا ينظرون، حسب الدراسة، إلى التغير المناخي على أنه مشكلة عالمية رئيسة أكثر إلحاحاً من غيرها، كما يرَون أن للتكنولوجيا دوراً فعالاً في إيجاد حل للمشكلة. 

استنتاجات الدراسة تأتي في وقت تحذر فيه التقارير من مؤشرات التغير الكارثي في المناخ والتي تظهر جلياً في: الارتفاع غير المسبوق بدرجة حرارة البحار، والمستويات القياسية المنخفضة للغطاء الجليدي البحري في كل من القطب الشمالي والقارة القطبية الجنوبية، إلى جانب الظواهر المناخية المتطرفة التي تشهدها مناطق مختلفة من العالم. 
التركيز المتنامي على البيئة خلال الفعاليات المتعددة ومنها مؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة في مدينة إكسبو دبي، خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر2023، يسهم بقوة في تسليط الضوء على مسألة التغير المناخي لكونها من ضمن أكثر المشاكل العالمية إلحاحاً، وهو الأمر الذي تتفق حوله آراء 57% من المشاركين في الدراسة في دولة الإمارات و43% في السعودية و62% في مصر.
ويرى «نيل كولكوهون»، رئيس شركة «إبسون الشرق الأوسط وأفريقيا»: «إنه بفضل تركيز شرائح السكان صغيرة العمر والمهتمة بالتكنولوجيا إلى جانب الحكومات على الاستدامة وتبني مصادر طاقة بديلة، فمن المشجع أن نرى دولة الإمارات والسعودية ومصر من ضمن أول 10 دول تفاؤلاً بخصوص تجنب الكوارث المناخية.
وبالتزامن مع انطلاق فعاليات مؤتمر الأطراف (COP28) في دولة الإمارات بعد أيام قليلة، فيجب أن ينصب التركيز على مشاركة وتعاون المؤسسات والأفراد بهدف التصدي للتغير المناخي».
وأوضح «كولكوهون» أن نتائج الدراسة تؤكد أهمية الاستدامة في منطقة الشرق الأوسط، والحاجة إلى الالتزام بأهداف الأجندة الخضراء. ولقد أظهرت الدراسة أن التكنولوجيا هي عامل تمكين مهم.
وأشار «كولكوهون»، إلى أهمية الحلول القائمة على مسارات مستدامة عبر تقليل استخدام الموارد الطبيعية واستهلاك الطاقة وقطع الغيار، وفي الوقت نفسه تتسم بسهولة الاستخدام بالنسبة للأفراد من أجل تقليل الأثر المناخي لأنشطتهم. 

أخبار ذات صلة صندوق «الخسائر والأضرار» يتصدر أولويات COP28 الحيتان... تسبح ضد تغيرات المناخ مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

وكشفت دراسة «إبسون» عن الخطوات التي يتخذها الأفراد حالياً أو التي ينوون اتخاذها مستقبلاً من أجل التعامل مع تغير المناخ، والدور الذي يود هؤلاء الأفراد للشركات أن تؤديه في هذا الإطار.
وعن المساهمات الفردية، استنتجت الدراسة أن المشاركين في دولة الإمارات يخططون لتبني أسلوب حياة أكثر استدامة بدعم من التقنيات المبتكرة، حيث أشار 57% منهم لأنهم يخططون لشراء سيارات كهربائية (مقارنة بـ58% في السعودية)، كما يخطط أكثر من النصف (51%) لاستخدام مصادر طاقة متجددة (مقارنة بـ49% في السعودية). 
أما على الصعيد المؤسسي، فأشار المشاركون في الدراسة في دول مجلس التعاون الخليجي إلى الطرق التي يمكن من خلالها للمؤسسات المساهمة في التصدي للتغير المناخي. 
وأوضح نحو نصف المشاركين في الدراسة في دولة الإمارات أن الاستثمار في التقنيات المستدامة هو العامل الأهم لتمكين الشركات من مواجهة التغير المناخي، كما شجع 42% من المشاركين في الدراسة في دولة الإمارات الشركات على تحسين ممارسات إعادة تدوير المنتجات والمواد، الأمر الذي اتفق معه 39% ممن شملتهم الدراسة في السعودية.
خلاصة مهمة، توصلت إليها الدراسة تمثلت في أن العمل المشترك لمواجهة التغير المناخي أمر ضروري للغاية، حيث يخطط نصف من شملتهم الدراسة لتشجيع شركاتهم على تعزيز تطبيق استراتيجيات تطمح للوصول إلى الانبعاثات الصفرية، وثلث من شملتهم الدراسة وجدوا أن تشجيع مشاركة الموظفين في الأنشطة البيئية من أهم الأمور التي بمقدور الشركات تفعيلها للتصدي للتغير المناخي.

شركة «إبسون»
شركة «إبسون»، المتخصصة في الطباعة المنزلية والمكتبية، والطباعة التجارية والصناعية، والتصنيع، وتقنيات العرض، تسعى إلى أن تكون «سالبة للكربون» بحلول عام 2050، (أي تقوم بإزالة المزيد من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي بكميات أكثر من تلك التي تتسبب في بثها)، حيث ستتوقف عن استخدام الموارد الجوفية غير المتجددة كالنفط والمعادن بحلول منتصف القرن الجاري، وتسعى أيضاً إلى أن تكون الطاقة الكهربائية المستخدمة في عمليات الشركة من مصادر متجددة خلال العام الجاري. و«إبسون»، تابعة لـ«سيكو إبسون» اليابانية، التي تحقق مبيعات سنوية تبلغ نحو تريليون ين ياباني. ولطالما نوهت الشركة عن تخصصها في تقديم منتجات صديقة للبيئة، خاصة في أحبار الطباعة، وتستخدم البلاستيك المعاد تدويره في إنتاج بعض منتجاتها بنسبة 30% من أجل تقليل التأثيرات البيئية وتحقيق كفاءة استخدام الطاقة وترشيد استخدام الموارد، وجعلها قابلة لإعادة التدوير، والتخلص من المواد الضارة والخطرة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات التغير المناخي المناخ مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ الاستدامة فی الدراسة فی دول فی دولة الإمارات التغیر المناخی المشارکین فی تغیر المناخ فی السعودیة

إقرأ أيضاً:

أبوظبي تتصدر الأسواق الناشئة عالمياً في مراكز البيانات لعام 2025

يوسف العربي (أبوظبي)

حلت أبوظبي في المرتبة الأولى عالمياً بين الأسواق الناشئة لمراكز البيانات خلال عام 2025، وفقاً لتصنيف تقرير «مقارنة أسواق مراكز البيانات العالمية 2025» الصادر عن شركة «كوشمان آند ويكفيلد»، الذي صنف دبي في المرتبة الثانية، مما يؤكد التأثير المتزايد لدولة الإمارات في استثمارات البنية التحتية الرقمية العالمية.
واستند تصنيف أبوظبي في المرتبة الأولى ودبي في المرتبة الثانية من بين 97 سوقاً حول العالم إلى تفوقهما في 20 معياراً حاسماً بما في ذلك توفر الطاقة، واتصال الألياف الضوئية، وخطط التطوير، وتكلفة الأراضي وتهيئة البنية التحتية والسياسات الداعمة وقوة الطلب من المستثمرين.
وقدر التقرير قيمة سوق مراكز البيانات في دولة الإمارات بنحو 1.26 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن تصل إلى 3.33 مليار دولار بحلول عام 2030، مشيراً إلى أن هذا النمو المتوقع تدعمه برامج رأسمالية واسعة النطاق ومنصات استثمار عالمية، منوهاً باستثمار شركة أبوظبي التنموية القابضة «ADQ» و«إنيرجي كابيتال بارتنرز» مبلغ 25 مليار دولار في البنية التحتية لتوليد الطاقة، بينما تدعم «MGX» و«مايكروسوفت» و«بلاك روك» مبادرة بقيمة 30 مليار دولار متعلقة بالذكاء الاصطناعي، وكذلك الشراكة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي التي تم اطلاقها في سبتمبر 2024، بين شركة «إم جي إكس» و«بلاك روك»، و«جلوبال إنفراستركتشر بارتنرز»، و«مايكروسوفت»، بهدف توظيف 30 مليار دولار من رأس المال الاستثماري من المستثمرين وأصحاب الأصول والشركات.
وقال إدوارد ماكورا، الرئيس الإقليمي لشركة كوشمان آند ويكفيلد كور: هناك ارتباط واضح بين التخطيط طويل الأمد للبنية التحتية والأداء الحالي للسوق، مشيراً إلى أن دولة الإمارات هيأت الظروف الملائمة للتوسع، ويستجيب المشغلون العالميون لذلك.

شركات عملاقة 
أشار التقرير أنه مع إتاحة أكثر من 250 ميجاوات من السعة التشغيلية و500 ميجاوات أخرى قيد التطوير النشط، تستعد دولة الإمارات لمرحلة قادمة من التوسع مع اطلاق مشروع «Stargate UAE» في أبوظبي المدعوم من «أوبن إيه أي» و«أوراكل» و«إنفيديا» والذي من المتوقع أن يوفر سعة 5 جيجاوات عند الاكتمال، في حين تعمل «دو» و«مايكروسوفت» على تطوير منشأة عملاقة بقيمة 540 مليون دولار في دبي.

أخبار ذات صلة تعاون بين «دبي القابضة» و«سيليكت جروب» لتطوير مشاريع عقارية «الطيران المدني» تستضيف مؤتمر السلامة الجوية الاستشاري 2025

مقالات مشابهة

  • «التغير المناخي» و«تدوير» يتفاهمان لإدارة النفايات
  • الإمارات تؤكد التزامها المناخي ودعمها لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ
  • الإمارات تؤكد التزامها المناخي بدورة اتفاقية الأمم المتحدة في ألمانيا
  • دراسة صادمة.. عضو حيوي يتأثر بـ”كوفيد-19″ أكثر من الجهاز التنفسي
  • الإمارات الثالثة عالمياً في أصول الصناديق السيادية
  • بابا الفاتيكان يحذر من تداعيات التغير المناخي على الأرض
  • تغير المناخ يهدد نصف موائل السلاحف البحرية
  • ما هي الكوارث التي ينذر بها التغير المناخي العالم؟
  • أبوظبي تتصدر الأسواق الناشئة عالمياً في مراكز البيانات لعام 2025
  • المدير التنفيذي لـ«دي بي ورلد»: الإمارات مركز محوري لتطوير رياضة الجولف عالمياً