التعاون في ملف غزة.. هل يقرب المسافات بين مصر وتركيا؟
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
يعتزم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، زيارة مصر، بهدف إخراج المرضى من قطاع غزة المحاصر ونقلهم إلى تركيا، بحسب وسائل إعلام تركية ومصرية.
قال أردوغان، في تصريحات صحفية، إنه يجب إعادة إعمار قطاع غزة وسيبقى أرضا فلسطينية حتى لو احتلته إسرائيل.
وأشار الرئيس التركي إلى عزمه نقل المزيد من المرضى من غزة إلى تركيا ، مضيفا أنه قد يزور مصر قريبا لمناقشة تسريع إجلائهم.
وقد نُقل العديد من المرضى من غزة إلى تركيا عبر مصر، حيث وصلت، الأربعاء، طائرتان إلى أنقرة تقلان عددا من مرضى السرطان الفلسطينيين ومرافقيهم قادمتين من مطار العريش بشمال سيناء.
في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، زار أردوغان القاهرة، في زيارة غير معلنة عنها للمرة الأولى منذ 11عاما، للمشاركة في قمة دولية لبحث الحرب على قطاع غزة ومناقشة سبل وقفها وإدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.
وأجرى الرئيسان أكثر من اتصال هاتفي منذ تصاعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وبحثا التطورات الأخيرة في القطاع، وانتهاكات إسرائيل بحق المدنيين هناك، وشددا على رفضهما إجبار سكان القطاع على التهجير.
في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، التقى السيسي مع أردوغان على هامش القمة العربية الإسلامية غير العادية في الرياض بالسعودية لبحث وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي 2023، التقى الرئيسان على هامش قمة مجموعة العشرين التي احتضنها العاصمة الهندية نيودلهي، وبحثا العلاقات الثنائية والتعاون في مجال الطاقة بين البلدين، فضلا عن القضايا الإقليمية والعالمية.
وأشار أردوغان إلى أن العلاقات التركية المصرية دخلت مرحلة جديدة عقب تبادل السفراء بين البلدين، وفق ما أفادت وكالة الأناضول، معربا عن إيمانه بأن العلاقات الثنائية ستصل إلى المستوى المنشود في أقرب وقت.
غزة تقرب البعيد
وأعرب السياسي المصري، خالد الشريف، عن اعتقاده أن "ملف غزة زاد من متانة العلاقات بين مصر وتركيا منذ الحرب على قطاع غزة خاصة أنهما تقفان في مربع واحد وهو إنهاء الحرب ورفض العدوان على قطاع غزة ورفض تهجير الفلسطينيين من غزة وضرورة إدخال المساعدات، ومع تقريب المسافات تم العمل المشترك بين الطرفين في إخراج المرضى وإقامة مستشفيات ميدانية للعلاج والسماح بنقل المرضى والجرحى إلى المستشفيات التركية".
مضيفا لـ"عربي21": "أن المراقب للأوضاع الإقليمية والدولية يتأكد أن مصر وتركيا تحملان رؤية واحدة في التعامل مع ملف الحرب والهدنة والإفراج عن الرهائن والأسرى، هذا بالاضافة إلى أن بينهما تعاون متصاعد خلال الأشهر الماضية في العديد من المجالات الاقتصادية والاستثمارية والصناعية وهو التعاون المبني على الثقة المتبادلة بين الطرفين".
ملف غزة باب التقارب بين مصر وتركيا
ويقول الأكاديمي والمحلل السياسي التركي، جاهد طوز، إن "ملف غزة حاليا هو ملف عالمي، لكن بالنسبة للعالم الإسلامي فله الأولية وبالنسبة إلى تركيا هو موضوع مهم للغاية وقد ذكر وزير خارجية تركيا إما أن يكون هناك سلام كبير أو حرب كبيرة، ويحظى الملف باهتمام لدى صناع القرار التركي".
وأضاف لـ"عربي21": "مصر هي الممر الوحيد لقطاع غزة عبر معبر رفح، ومنذ بداية الحرب والاتصالات بين مصر وتركيا مستمرة كما التقى أردوغان بالسيسي على هامش قمة التعاون الإسلامي في الرياض وتشاورا في هذا الملف وملفات أخرى تتعلق بالتعاون بين البلدين.
ويعتقد طوز أن "بإمكاننا أن نقول أن ملف غزة هو باب لتقارب تركيا ومصر وأتوقع سوف تكون هناك خطوات أخرى في تطبيع العلاقات الثنائية وسيكون لها أثر إيجابي، لذلك دور البلدين ونفوذهما على الصعيد الإقليمي مهم للغاية وبالتالي فإن تعاونهما مهم أيضا على المستوى الثنائي والإقليمي".
ورأى المحلل السياسي التركي أن "تركيا ومصر تضغطان على الاحتلال الإسرائيلي لوقف إطلاق النار وستكون هناك مشاورات في الملف الفلسطيني وليس غزة فقط، حتى إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وهو ما أكدت ضرورته الحرب الحالية لجميع داعمي إسرائيل"، مشيرا إلى أن "ملف غزة سيفتح الأبواب لتطوير العلاقات المصرية والتركية وهما مكملان لبعضهما البعض وهناك لقاء وشيك بين الرئيسين في القاهرة".
الجميع رابح
وبدأت مصر وتركيا لقاءات سياسية على مستوى كبار المسؤولين العام الماضي، وقد أفضت تلك المشاورات إلى إعلان أنقرة والقاهرة في 4 تموز/يوليو الماضي تبادل السفراء بينهما، في خطوة أنهت سنوات من القطيعة الدبلوماسية استمرت نحو عقد من الزمن.
وتوقع مدير المعهد الدولي للعلوم السياسية والإستراتيجية بإسطنبول، الدكتور ممدوح المنير، أن "التعاون في ملف غزة بين البلدين سيفيد في تحسين العلاقات وترميمها، خاصة أن تركيا تبحث عن موطئ قدم لها في الملف الفلسطيني وأن تلعب دورا أكبر مستقبلا وهذا لن يكون بدون تحسين العلاقات مع مصر الجسر الطبيعي والوحيد إلى غزة".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21" أن "أردوغان يسعى إلى تصفير مشكلاته الخارجية كمحاولة لتقوية وضعه الداخلي خصوصا مع اقتراب الانتخابات البلدية والتي يعتمد عليها في تحسين جبهته الداخلية بعد انتخابات رئاسية عاصفة".
وبحسب المنير فإن زيارة أردوغان إلى مصر مكسب سياسي كبير لنظام السيسي، كما أن هناك مصالح أخرى متشابكة كشرق المتوسط وليبيا والسودان ولكن تظل حاليا الحرب في غزة هي القاطرة المحركة لباقي الملفات الأخرى".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية رجب طيب أردوغان مصر غزة تركيا مصر تركيا غزة عبد الفتاح السيسي رجب طيب أردوغان سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بین مصر وترکیا على قطاع غزة بین البلدین إلى ترکیا ملف غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
بيلاروسيا والرجمة.. ما سر تطور العلاقات؟
علاقة جديدة تنسجها الرجمة وسلطات الشرق مع دولة بيلاروسيا المقربة من موسكو، في علاقة تطورت بشكل لافت في غضون 3 أشهر، تحت مظلة ماسمّي بـ”الشراكة” الإستراتيجية التي بدأت عسكريًّا ببرامج تدريب، ثم زيارة حفتر، وصولا إلى إلغاء التأشيرات بين البلدين.
بيلاروسيا، تدخل المشهد الليبي من بوابة موسكو، التي تستخدمها كـ “حديقة خلفية”– وفق محللين – لتمرير أجندتها إلى ليبيا، وضمان توسيع نفوذها في المنطقة، في مقابل تراجع الدور الروسي في سوريا ودول وسط إفريقيا في الآونة الأخيرة، فما سر هذا التطور السريع؟
تعاون عسكري متجدد
بعد سنوات من التعاون الخفي – كما يسميه مراقبون- تظهر بيلاروسيا مجددًا، وتفتح أبوابها للتعاون أمنيًّا مع حفتر، حيث تستقبله في زيارة هي الأولى من نوعها رفقة أبنائه وأصهاره في فبراير الماضي .
بالعاصمة مينسك، التقى حفتر بالرئيس “ألكسندر لوكاشينكو”، ورئيس لجنة أمن الدولة إيفان تيرتل، ووزير الدفاع فيكتور خرينين.
وشهد اللقاء تباحثًا حول تطوير التعاون الاقتصادي والأمني والمشاريع المشتركة بين البلدين، تحت أجندة روسية، إذ تمتلك بيلاروسيا اقتصادًا يعتمد عليها في جزء كبير منه.
الزيارة لم تخلُ من اتفاقات وصفت بـ “الإستراتيجية”، توجت بتوقيع رئيس أركان القوات الأمنية بالشرق “صدام حفتر” اتفاقية شراكة إستراتيجية في موسكو مع نائب وزير الدفاع في الاتحاد الروسي، يونس بك يفكوروف.
ضمنت الاتفاقية لبيلاروسيا حصة في ليبيا عبر توسيع مجالات التعاون والتنسيق العسكري، حيث قُبل 30 ضابطًا ومدربًا عسكريًا بيلاروسيًا للعمل في قاعدة تمنهنت الجوية لتدريب قوات حفتر.
إمدادات عسكرية سرية
التحرك البيلاروسي الجديد، كشفت عنه وكالة “نوفا” الإيطالية، والتي قالت إن وصول ضباط بيلاروسيين إلى قاعدة تمنهنت الجوية في سبها محملة بمعدات عسكرية جديدة بيلاروسية الصنع، جالبةً معها مدربين شرعوا بالفعل في تسجيل واختيار جنود محليين لتدريبهم على استخدام أسلحة.
ليس هذا أول تعاون عسكري بين الجانبين، إذ سبق أن هبطت خمس طائرات شحن عسكرية قادمة من بيلاروسيا في الجنوب الليبي، محمّلة بإمدادات عسكرية، وفقًا لتقارير “نوفا”.
وبحسب التقارير، فقد كانت تلك الرحلات تنقل شحنات مجهولة عبر مسارات جوية معقدة، وكُشف في فبراير أن شركة الطيران “بيلافيا” بدأت تسيير رحلات سرية إلى بنغازي.
ويُرجح أن الاتفاق الموقّع بين خالد حفتر وموسكو يمهّد لتدخل بيلاروسي أوسع في إدارة الأمن جنوبي ليبيا، بالتنسيق مع موسكو التي تتبع إستراتيجية للسيطرة على طرق الهجرة وموارد الطاقة، وفقًا للموقع الإيطالي.
العلاقات السياسية والدبلوماسية
تواصل سلطات المنطقة الشرقية انفتاحها على بيلاروسيا، سياسيًا ودبلوماسيًا، بهدف تعزيز العلاقات الثنائية.
وقد أجرى وفد بيلاروسي زيارة رسمية إلى بنغازي، التقى خلالها رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، حيث ناقش الجانبان التعاون الثنائي في عدة مجالات.
ترأس الوفد رئيس مجلس النواب البيلاروسي، فاديم إباتوف، ونائب رئيس مجلس الوزراء، فيكتور كارانكفيتش، وجرى خلال الزيارة بحث تفعيل مذكرات التفاهم الموقعة في مارس الماضي، عقب افتتاح القنصلية البيلاروسية في بنغازي.
وتزامنت التحركات السياسية مع إصدار الحكومة المكلّفة من البرلمان مرسومًا يُعفي بموجبه المواطنين البيلاروس من تأشيرة الدخول ورسوم الإقامة المفروضة على الأجانب في ليبيا.
وقد دخل المرسوم حيز التنفيذ اعتبارًا من الأحد الماضي، مستندًا إلى مبدأ المعاملة بالمثل، ضمن إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
إذن نحن أمام تحرك سريع واستثنائي يطرح تساؤلات عديدة: ما الدافع الحقيقي وراء هذا التقارب المفاجئ؟
خاصة أن بيلاروسيا تعتبر دولة محدودة اقتصاديًا ومعاقبة دوليًا، وتعتمد بشكل كبير على روسيا.
ولا شك أن الحضور الروسي في كافة مراحل هذه العلاقة يُشير إلى استخدام موسكو للأراضي الليبية كخلفية لتمرير أجنداتها، وممارسة الضغط على دول أخرى، سواء في ملف الهجرة، أو تجارة السلاح، أو إدارة النفوذ في القارة الإفريقية.
المصدر: ليبيا الأحرار
إلغاء التأشيرةالرجمةبيلاروسياحفتررئيسيموسكو Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0