تألق في فنون الحروب.. من هو السلطان برقوق مؤسس الدولة المملوكية الثانية
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
تحل اليوم ذكرى تولي السلطان برقوق بن أنس حكم مصر، والذي يُعتبر مؤسس دولة المماليك البرجية.
في 26 نوفمبر 1382م، تسلم السلطان الظاهر سيف الدين برقوق بن أنس بن عبد الله الشركسي الحكم، وقد ولد في القفقاس عام 1340م (740هـ)، وعندما بلغ 20 عامًا انتقل إلى القاهرة للانضمام إلى الجيش المصري.
تألق برقوق في فنون الحربتألق برقوق في فنون الحرب والفروسية، وتقدم في الرتب العسكرية حتى أصبح أميرًا لطبلخانة، ثم أميرًا لآخور، ثم أتابكا في عام 779هـ.
قبل الأمراء ورغبتهم في أن يصبح سلطانًا فعليًا لهم بدلاً من السلطان الصغير، وافق برقوق على ذلك، وتم تنصيبه سلطانًا على مصر في 19 رمضان 784هـ (16 نوفمبر 1382م)، وحصل على لقب الملك الظاهر سيف الدين برقوق، وهكذا أصبح مؤسسًا لدولة المماليك البرجية في مصر، التي استمرت حتى عام 1517م.
تعرض برقوق لمحاولات عدة لعزله، وتمكن أعداؤه من هزيمته ونفيه وسجنه في قلعة الكرك في الأردن في عام 791هـ (1391م)، لكنه تمكن، بمساعدة أصدقائه، من تحرير نفسه والهروب من السجن، وهزيمة خصومه والعودة مرة أخرى لعرش السلطنة في عام 792هـ (1390م).
توفي برقوق يوم الجمعة 15 شوال 801هـ (1399م) عن عمر يناهز 60 عامًا، وأثارت وفاته حزن الناس نظرًا لعدله وحنانه تجاه شعبه. من أعماله المشهودة، إلغاء الضرائب على الثمار والفواكه، وبناء مدرسة وخانقاه ومقبرة له في القاهرة، بالإضافة إلى جسر الشريعة على نهر الأردن. عمل برقوق على الجمع بين الأمراء الشراكسة وتعزيز مواقعهم. وخلال الحرب التي نشبت بينه وبين الأمير بركة، تم هزيمته واعتقاله، حيث تم نفيه وسجنه في قلعة الكرك في الأردن في عام 791 هـ (1391م). ومع ذلك، نجح بمساعدة أصدقائه في تحرير نفسه والهرب من السجن وهزيمة أعدائه، واستعادة العرش للمرة الثانية في عام 792 هـ (1390م).
توفي برقوق في يوم الجمعة الموافق 15 شوال 801 هـ (1399م)، عندما كان عمره 60 عامًا. نعى الناس رحيله بسبب عدله ولطفه تجاه شعبه. من الإنجازات التي يعرف بها، إلغاء فرض الضرائب على الثمار والفواكه، وبناء مدرسة ومسجد ومقبرة له في القاهرة، بالإضافة إلى بناء جسر الشريعة على نهر الأردن. كانت فترة حكمه مزدهرة رغم الحروب العنيفة التي شهدها عصره، والتي كانت تجري بين تيمور لنك (المغول) وبايزيد (العثماني)، حيث كلا الجانبين كانا يسعيان لاستمالته والحصول على تأييده. يُذكر أنه كان شجاعًا ذكيًا وماهرًا في فنون الفروسية، وكان يحب الفقراء ويتواضع تجاههم. يُعتبر برقوق واحدًا من أعظم ملوك الشراكسة بدون منازع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: برقوق جيش المصري حكم مصر فی فنون فی عام
إقرأ أيضاً:
بالصور.. كيف محَت الحرب العالمية الثانية خرائط اليابان وأوروبا؟
انتهت الحرب العالمية الثانية سنة 1945، لكن آثارها ظلت محفورة في ذاكرة البشرية، ليس فقط بما جرفته من أرواح، بل أيضا بما خلفته من دمار طال البنى التحتية والمدن الكبرى من طوكيو شرقا إلى برلين غربا، مخلفا مدنا مدمرة وأجيالا تنوء بإرث ثقيل.
وبلغ الدمار في اليابان ذروته بإلقاء أولى القنابل الذرية في التاريخ، في سابقة لا تزال موضع جدل أخلاقي وسياسي حتى اليوم.
ففي السادس من أغسطس/آب 1945، ألقت الولايات المتحدة القنبلة الذرية الأولى، "الولد الصغير"، على مدينة هيروشيما، متسببة بدمار شبه كامل للمدينة، حيث تساقطت المباني وتبخرت أجساد آلاف من المدنيين في لحظة خاطفة.
وبعد ثلاثة أيام، في التاسع من أغسطس/آب، استُخدمت القنبلة الثانية، "الرجل البدين"، على مدينة نجازاكي، موقعة 39 ألف قتيل و25 ألف جريح.
المدينة الصناعية لم تصمد أمام الانفجار النووي، فانهارت منشآتها واكتست سماءها بسحب مشعة، جعلت الحياة فيها مستحيلة لأعوام لاحقة.
ولم تكن هيروشيما وناغازاكي وحدهما ضحايا القصف، فقد شهدت مدن أخرى كـطوكيو موجات من القصف الجوي العنيف، أبرزها في مارس/آذار 1945، حين أُحرقت العاصمة اليابانية بقصف أميركي مكثف، خلّف قرابة 100 ألف قتيل في ليلة واحدة، وسوّى أحياء بأكملها بالأرض.
وفي أوروبا، لم تسلم المدن الكبرى من الدمار الذي خلّفته الجبهات المتنقلة، والقصف الجوي المكثف، والاشتباكات الضارية بين دول المحور والحلفاء.
فقد تحولت برلين، عاصمة ألمانيا النازية، إلى أنقاض في نهاية الحرب، إثر حصار عنيف وقصف جوي استمر أسابيع، وبلغ حجم الدمار فيها أكثر من 70% من مبانيها، فيما فاق عدد القتلى المدنيين والعسكريين مئات الآلاف.
أما باريس، ورغم احتلالها من قبل النازيين عام 1940، فقد نجت من الدمار الواسع الذي لحق بمدن أوروبية أخرى، حيث انسحبت القوات الألمانية منها في أغسطس/آب 1944 دون قتال واسع، عقب انتفاضة المقاومة الفرنسية.
لكن مناطقها الريفية وخطوط النقل الحيوية تعرضت لهجمات وغارات متكررة طوال الحرب.
وفي المقابل، واجهت لندن موجات متكررة من القصف الجوي، عُرفت باسم "الـبليتز" (Blitz)، شنها سلاح الجو الألماني النازي بين عامي 1940 و1941، وأودت بحياة أكثر من 40 ألف شخص، وتسببت في تدمير أحياء سكنية كاملة ومحطات قطارات ومستشفيات، ما أجبر الملايين من السكان على اللجوء إلى الملاجئ الأرضية.
إلى جانب هذه المدن، عانت مدن مثل روتردام الهولندية، ووارسو البولندية، ولينينغراد السوفياتية (التي عرفت لاحقا باسم سانت بطرسبرغ)، من دمار هائل.
فقد شهدت وارسو تدميرا شبه كلي بلغ 85% من مبانيها بسبب الانتفاضة ضد الاحتلال الألماني عام 1944، بينما خضعت لينينغراد لحصار نازي استمر أكثر من 900 يوم، خلّف مجاعة ووفاة أكثر من مليون مدني.
و لم تكن الحرب العالمية الثانية مجرد صراع بين جيوش، بل كانت كارثة إنسانية وحضارية، اختُبرت فيها أقصى درجات العنف المسلح.
مدن بأكملها مُحيت، وأجيال دفعت ثمن قرارات سياسية وتوسعية، غيرت خريطة العالم ومعها مصائر شعوبه.
إعلانومع أن الحرب وضعت أوزارها في سبتمبر/أيلول 1945، فإن رائحة الرماد ما زالت تشهد على دمار لم تعرف البشرية له مثيلا حتى اليوم.