المسلة:
2025-12-15@04:04:32 GMT

شتّان بين العرب والحكام

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

شتّان بين العرب والحكام

27 نوفمبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

رعدهادي جبارة

احياناً يريد البعض أن ينتقد اداء الحكومات العربية والحكام العرب لكن يخونه التعبير فيصبّ جام غضبه على (العرب)كشعب ويتّهمهم بالجبن والخيانة والعجز و يصفهم بالعمالة و السفالة !!!!!وهو بذلك يعمم اوصافاً غير لائقة واتهامات باطلة وصفات فجة لأمة كاملة مسلمة (غالباً) تتألف من شعوب كبرى وقبائل كريمة ضاربة في التاريخ وأناس لهم من الشرف المنيع والشأن الرفيع وكانوا دائماً مثال الشجاعة و الشهامة والكرم و عزة النفس والمروءة ما يملأ صفحات التاريخ ، و يبعث على الفخر ورفعة الرأس،قرنا بعد قرن،

فمن يتهم العرب (كشعب) بتهم باطلة و صفات سافلة يأثم، و يرتكب عملاً محرّماً، ولو أراد الناقد أن يعبّر بدقة عن مقصوده ومراده فلا غضاضة في ذلك ولا تثريب عليه ، وربما لن يأثم في قوله لو خصّ حاكماً أو أكثر بالنقد لادائهم تجاه القضية الفلسطينية، وجرائم طغمة تل ابيب المجرمة بحيث بلغ عدد ضحاياها الابرياء المدنيين أكثر من 50,000 فلسطيني من الشهداء والجرحى.

وخلال حوار معي لقناة[….] الفضائيةقبل بضعة أيام طرح الضيف الجالس في الاستوديو وصفاً للقمة العربية الإسلامية قائلاً (إنها ليست مؤتمر قِمة،بل هي قُمة او قُمامة) !!!! ثم طفق يكيل الاوصاف الفجة و الاتهامات غير اللائقة للدول العربية والعرب.

وعندما حان دوري قلت رأيي بصراحةو اعتبرت ان القمم تعقد عندما تنتهك القيم،وتكون هناك ضرورة للاتفاق على الممكن من الموقف المشترك،وتُعَد مسوّدة البيان الختامي وتوزَّع سلفاً على مندوبي البلدان المشاركة،فالدول التي توافق على المسوّدة تقرر أن يشارك فيها رئيسها أو ملكها شخصيا،ويلتئم شمل الزعماء للتفاكر وتبادل الرأي وطرح الموقف والتوقيع على البيان الختامي واصدار القرارات المناسبة وفقاً للظروف القائمة.

ولم تكن القمة العربية الاسلامية تستهدف اعلان الحرب،أساسا، ولم تطلب أي دولة غيرعربية اعلان الحرب على الكيان المحتل .

وفي العادة لا يكون حاضراً في القمة لا وزراء الدفاع ولا رؤساء الاركان .كما أن شنّ الحرب قرار سيادي لكل دولة في ضوء ماتقتضيه ظروفها الاقليمية و الاقتصادية و العسكرية بعد دراسة شاملة لكل الجوانب و النواحي و الامكانات المتاحة و القدرات المتوفرة ومتانة الجبهة الداخلية، وهذا ما فعله اليمنيون و العراقيون واللبنانيون في دخولهم المواجهة العسكرية ضد الكيان المحتل وقرروا قصف القوات المحتلة ومنشآت العدو الغاصب لارباك صفوف المحتلين الغزاة و تخفيف الضغط عن غزة والمقاومين و الانتقام من طغمة تل ابيب.

علماً بأن ذلك المؤتمر لم يكن قمة عربية فقط بل هو قمة إسلامية وعربية و شارك في المؤتمر وفود من 57 دولة إسلامية منها 20 دولة عربية و وجدنا ثلاثة دول عربية تدعم الشعب الفلسطيني وغزة عسكرياً .أما البلدان ال17 الاخرى فهي تبعث مئات الالاف من أطنان من المساعدات إلى غزة.

فإذا كنتم تعتبرون ذلك غير كافٍ وانه كان يجب على الحكام العرب إعلان الحرب ولم يفعلوا ذلك (بسبب عدم قدرة دولهم على مواجهة امريكا و اوروبا والكيان الغاصب) طيب ،فلماذا 37 دولة مسلمة لم تعلن أيٌّ منها الحرب ، رسمياً، على تل أبيب ؟؟

على سبيل المثال:
أ ليست باكستان دولة نووية ومسلمة ومشاركة في القمة و معنية بقضية فلسطين؟ أ ليست تركيا دولة قوية مسلمة ذات 100مليون نسمة و لديها مصانع انتاج السلاح و الطائرات المسيّرة التي تبيعها لأوكرانيا؟ أ ليست الدول الإسلامية الاخرى دولاً مسلمة وقوية و لديها عشرات الآلاف من المقاتلين والطائرات المسيّرة والقنابل و الصواريخ الفتاكة و الاساطيل البحرية وتعد دائما بمحو اسرائيل من الوجود؟؟تفضلوا حاربوا كما حارب أهل اليمن والعراق ولبنان، و دعكم من الحكومات العربية!! فلماذا احجمت كل الدول الإسلاميه ال37 غيرالعربية، المشاركة في القمة عن إعلان الحرب على تل ابيب والتوجه بكل طاقاتها لتحرير فلسطين ؟؟ أؤكد أنه من غير اللائق وصف قمة العرب والمسلمين التي بحضور صاحب العمامة، بأنها قُمامة.

من غير اللائق ان يلجأ المحلل السياسي الى لغة الشتائم واطلاق المفردات المهينة والواطئة وغير اللائقة لوصف العرب و دولهم و قمتهم بالقمامة، بسبب مايعتبره تقصير الحكام او بعضهم،تجاه القضية الفلسطينية.كل مؤتمر ينطوي فكيف تصفونها بالقمامة؟؟!! وشتان بين القمامة والعمامة ،وشتان بين الحكام العرب والشعب العربي من الخليج إلى المحيط، الذي أنجب الأبطال في حماس و الجهاد الاسلامي و الحشد الشعبي وأنصار الله وحزب الله..فهل تنكرون عروبتهم؟؟.

لو قصر حاكم تركيا؛ فهل يصح أن نقول( الاتراك الجبناء)؟؟ ولو قصر حكام مصر هل يصح أن نقول(المصريون الجبناء)؟؟ ولو افترضنا نظرياً إنه قصرت حكومة ايران هل يصح أن نقول ( الفرس الجبناء)؟؟وهكذا عندما يقصر الحكام و الأنظمة فهل يصح أن نقول (العرب الجبناء)؟؟

أنا كعربي مسلم أرفض أن يقال عن أهلي وشعبي -وانا واحد منهم- هذه الشتائم ،فهو كغيره من الشعوب فيه الصالح و الطالح، وكل الشعوب مغلوبة على أمرها و حكّامها مقصرون، و بصراحة فإنني أشك في عروبة كل من يروّج لشتم و تحقير العرب كشعب وأرى ذلك دليلا على ضعف شخصيته و لؤم ذاته و ضعة نفسيته و تنفيساً عن حقده و ضغينته و تملقاً لمن يفرحه و يطربه (في مكنون قلبه) طعن الشعب العربي و شتمه وتحقيره و وصفه ب(الاعراب)ومن يصفنا بذلك فهو شخص متعصب لئيم،و ربما يجهل معنى هذه الكلمة و المصطلح.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

حجرُ الأحزاب في بركة السياسة

12 دجنبر، 2025

بغداد/المسلة:

رياض الفرطوسي

من قبل سقوط النظام كان الحزب أشبه بصوتٍ واحدٍ يعلو فوق الجميع: لا يُناقَش، لا يُجاوَر، ولا يُزاحم. المعارضات كانت في المنافي، تُراكم ضوءها على نارٍ صغيرة، تنتظر لحظة العودة. لكن حين انهار الباب الحديدي عام 2003، لم تخرج السياسة بهدوء… بل انفجرت، وانفتح

المشهد حتى كاد يتشظّى من فرط الكثرة.

ظهرت الأحزاب كما لو أن الأرض أفرزتها دفعة واحدة: مئات اللافتات، عشرات الزعامات، وخطابات تتشابه حتى يُظنّ أنها خرجت من ورشةٍ واحدة. وبدلاً من أن تُحدث هذه الكثرة موجة حياةٍ سياسية، صنعت دوامةً بلا اتجاه. كل حزب يحمل هدفاً، وكل هدف يذوب بين الطائفة والهوية والغنيمة.

ثم جاء الشباب… لا كما حلمنا أن يأتوا، لا بوصفهم طلائع تُضيف معنى وتبني فكرة. جاءوا متعبين، يبحثون لا عن مشروعٍ ولا عن دور، بل عن «موقع» أو «فرصة» أو (امتياز). في زمنٍ صارت فيه الأحزاب بواباتٍ للترقي الوظيفي لا للارتقاء الفكري، وفي زمن صار فيه (الانتماء) بطاقةً للعبور أكثر منه إيماناً بمبادئ.

هكذا انقلب المشهد: بدلاً من أن تكون الطلائع الشابة رافعةً تعيد للحزب روحه، صار الحزب هو من يُغذي الأعضاء بالوعود والمغانم، حتى تفَرَّغت الأحزاب من مضمونها التربوي والفكري، وصارت أقرب إلى شبكاتٍ تنظيميةٍ تبحث عن القوة العددية أكثر مما تبحث عن القوة الأخلاقية.

ومع ولادة كل قضية اجتماعية، تولد معها أحزاب جديدة تقدم (رؤى للحل) على الورق، لكنها في العمق تتزاحم على صوتٍ واحد: صوت النفوذ. تاريخ الأحزاب يمتد عبر العصور، سريةً وعلنية، لأنها الوسيلة الأكثر منطقية حين تعجز قوة الفرد عن مواجهة الدولة أو المجتمع أو الخارج. هذا ما نعرفه نظرياً… لكن الواقع العراقي تَفَصَّل بطريقةٍ أخرى.

ففي ظل العراق الجديد، لم تعد الأحزاب فقط كيانات سياسية تُحاول أن تُمثّل جماهيرها. صار بعضها (أحزاباً صغيرة) تُنشئها الأحزاب الكبيرة، كظلالٍ لها: واجهات تُبرقِع المسارات، أو أدوات لتشويش الخريطة، أو إشارات تُوحي بأن هناك «تنوعاً» بينما هو تنسيقٌ مقنّع. لعبةٌ تُؤدى على مسرح كبير، لا يعرف الجمهور تماماً من الذي يكتب النص.

وحين يعجز الحزب عن تمثيل الحقيقة المجتمعية — حين يفشل في صقل طبقته المستهدفة، أو يعجز عن تقديم قراءة ثاقبة للحدث — يذوي حوله الجمهور شيئاً فشيئاً. يبتعد الناس كما يبتعد الطير عن شجرة لم تعد تعطي ظلاً. لا يبقى سوى الهياكل: مقرات بلا فكرة، شعارات بلا روح، ووجوهٌ تُكرر ما لا تؤمن به.

يزداد هذا التآكل حين يتحول الخطاب إلى ازدواجية: قولٌ في العلن و قولٌ آخر في السر، وعندما يتجاور النفاق السياسي مع الجهل الثقافي، في مساحةٍ تتداخل فيها النخب السياسية مع النخب الثقافية دون أن تنتج رؤية مشتركة. إنها مساحةٌ ضبابية لا تُنتج فكراً ولا تفتح أفقاً. وحين نصل إلى الجذر العميق للأزمة، نجد أن تغييب الفرد في ثقافتنا كان عاملاً حاسماً في إجهاض أي تعددية سياسية حقيقية. نحن، بثقل الموروث، لم نمنح الفرد فرصة ليقف مستقلاً، ربّيناه ليكون ظلّ جماعته لا صوته الخاص. وفي اللحظة التي يحاول فيها اتخاذ قرار، تنهض العائلة والعشيرة والطائفة لتعيده إلى (الحظيرة) القديمة. وهكذا ينمو الفرد نصف مكتمل: يتكلم بثقة، لكنه يتصرف بتردد. وفي غياب الفرد الحرّ، تتولد أحزاب بلا روح، هياكل بلا مشروع، وتيارات تذوب عند أول امتحان. فالتعددية تحتاج أناساً أحراراً لا مجموعات تتحرك بدافع العرف والولاء. ولذلك لم تكن التعددية عندنا مشروعاً سياسياً بقدر ما كانت زينة لغوية… بينما التعدد الحقيقي الوحيد الذي نجحنا فيه، وبامتياز مبهر، هو تعدد الزوجات.

اليوم، يبدو العراق كبركةٍ طال سكونها، تحتاج إلى حجرٍ يُلقى فيها لا ليُحدث ضجيجاً عابراً، بل ليوقظ الماء من غفوته الطويلة. حجرٌ لا يُضيف حزباً إلى ازدحام الأحزاب، بل يضيف فكرة إلى جفاف الأفكار؛ حزبٌ يعيد للمثقفين مكانتهم الطبيعية في قيادة المزاج العام، وينهض بالطبقة الوسطى من سباتها، ويصلُ بالشباب إلى المعنى قبل المصلحة، ويُعيد تعريف الولاء باعتباره انتماءً للدولة لا ارتهاناً لسلطاتها العارضة. حزبٌ يمنح السياسة وجهاً يشبه حياة الناس، لا تشبه مقايضات السياسيين.

قد لا يتغيّر شكل الماء عند أول ارتجاجة، لكن ما في القاع سيتحرّك، وسيعرف السكون أن زمنه لم يعد مطلقاً. والعراق، بعد هذه السنوات الثقيلة، يستحق ارتجافةً تعيد إليه نبضه، وتذكّره بأن المعنى يمكن أن يعود… إذا وُجد من يملك الشجاعة ليرمي الحجر.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • غياب دور الوسطاء باتفاقات الحرب على غزة
  • أمين عام جديد لمنظمة أوابك
  • إعلام عبري: لم توافق أي دولة على الانضمام لقوة الاستقرار في غزة
  • الأمن الوطني يُطيح بشبكة اجرامية دولية بالبصرة
  • طقس العراق.. أمطار مستمرة لنهاية الأسبوع
  • السوداني: انتهاء عمل يونامي لا يعني انتهاء الشراكة
  • بكل الاحوال .. مبروك لمن تأهلوا للمربع الذهبي بكأس العرب
  • تأهيل إسرائيل لعضوية الشرق الأوسط
  • حجرُ الأحزاب في بركة السياسة
  • الرئيس عباس: سنعقد انتخاباتنا البرلمانية والرئاسية خلال سنة بعد انتهاء الحرب